
كوشنر : الفلسطينيون سيحصلون على ضعفي المساحة التي لديهم
قال كبير مستشاري البيت الأبيض جاريد كوشنر إن السلام في المنطقة يؤدي إلى حياة أفضل للشعوب، وبقاء القضية الفلسطينية والمسجد الأقصى دون حل إلى الآن سيؤدي إلى زيادة التطرف، ولجوء التكفيريين لاستغلال هذه الموضوعات لإثارة الكراهية، مشيرا إلى أن الصراع مع إسرائيل مستمر منذ وقت طويل جدًا، ومصر اتسمت بالشجاعة وأبرمت اتفاقية سلام منذ عدة أعوام، لافتا إلى أن العالم العربي لو كان اعترف بإسرائيل عام 1948 كان من الممكن تجنب الصراع وسفك الدماء والتطرف الذي أعقب ذلك التاريخ.
ووصف كوشنر – أثناء لقاء له مع الإعلامي عمرو أديب – خطة ترامب للسلام بأنها خطوة تاريخية استطاع الرئيس الأمريكي وحده أن ينجزها بسبب علاقته الوثيقة بإسرائيل.
وقال إن الشعب الإسرائيلي يثق بالرئيس الأمريكي دونالد ترامب وكذلك الكثير من الدول العربية في المنطقة، حيث يستمع إليهم ويحل مشكلاتهم، موضحا أن الشعب الإسرائيلي يفهم أن أمن المنطقة مهم جدًا لترامب، وأنه يفهم شواغلهم الأمنية.
وأوضح أن الرئيس عبد الفتاح السيسي أكد له في أول لقاء جمعه به أن الولايات المتحدة لن تستطيع حل هذه المشكلة حتى يحصل الفلسطينيون على ما يريدونه وهو دولة فلسطينية، وأن هذا شيء مهم للفلسطينيين وللعالم العربي كله، مضيفا “لهذا ما استطعنا تحقيقه هو أننا جعلنا إسرائيل توافق على إقامة دولة ومحددات يتم على أساسها رسم الحدود”.
وأضاف أن خطة ترامب للسلام، تقترح أن تكون هناك صلة بين الضفة الغربية وغزة، وإسرائيل وافقت على الربط بينهما ضمن هذه الخطة، بالرغم من أنها لم تكن توافق من قبل.
وأضاف صهر الرئيس الأمريكي، أن فلسطين ستكون دولة ذات حدود متماسكة من خلال الكباري والأنفاق، وهذا شيء لم يُقترح من قبل، ومن شأنه منح الفلسطينيين أكثر من ضعفي المساحة التي لديهم، ومن الممكن أن تخلق لهم خطة للوطن يستطيعون من خلالها العيش بسلام جنبًا إلى جنب مع إسرائيل”.
وأوضح أن أحد أكبر المطورين في الشرق الأوسط سيساعد في وضع خطة عامة للإضافات الجديدة في غزة، لافتا إلى أن السياق الذي كان يتم مناقشة هذا من خلاله هو أن إسرائيل ستأخذ بعض الأراضي وتبادلها بأخرى، ولكن هذه أراض جديدة سيحصل عليها الفلسطينيون”.
وأبدى تعجبه من رفض الفلسطينيين للخطة قبل رؤيتها، مضيفا “أعتقد أنهم متفاجئون، حيث إن الخطة لإقامة دولة ذات حدود مساحتها ضعف أراضيهم، بالإضافة إلى خطة اقتصادية تبلغ نحو 50 مليار دولار، وتعطيهم عاصمة في القدس”.
وأوضح أن الخطة بقيت سرًا لفترة طويلة، وأثناء العمل في تفاصيلها كانوا يحصلون على النتائج من القادة العرب ومنهم مصر بشأن ما هو مهم للفلسطينيين، وكذلك الضغط على إسرائيل لتقديم تنازلات ضرورية.
وذكر جاريد كوشنر أن المسلمين يرون أن المسجد الأقصى تحت التهديد ولا يستطيعون الصلاة فيه، معلنًا أن إسرائيل وافقت على احترام الدور الخاص بالعاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، ووافقت على أن أي مسلم يرغب في الصلاة يمكنه زيارة الأقصى، وهو ما يمكن أن يكون أمل في التقريب بين إسرائيل والعالم الإسلامي وتقليل التطرف.
وأكد أن الخاسرين الكبيرين في حالة رفض القيادة الفلسطينية لخطة ترامب للسلام هما الشعب الفلسطيني ودول المنطقة، مشيرا إلى أن ما يريده الفلسطينيون هو نظام حوكمة جيد واستثمارات وإمكانية الصلاة في المسجد الأقصى، وأن ينعموا بالاحترام والكرامة، وكل هذا موجود الآن على طاولة المفاوضات، وإذا لم يجلسوا ويعقدوا الصفقة لن يحصلوا على كل ذلك.
وأضاف أن الخاسر الثاني هو الدول الإقليمية المجاورة لأن هذه الدول تعمل على تحسين حياة مواطنيها من أجل جعل المنطقة أكثر قوة على المدى الطويل.
وأوضح أن المساعي الحالية لو لم تكلل بالنجاح فالشرق الأوسط لن يكون قادرًا على التعافي، ولكن لا يمكن إجبار الفلسطينيين على الرغبة في السلام.