مكافحة الإرهاب

في مرمى النيران: “عزام التميمي” و”أبو دية” شبكة إعلامية تمولها قطر ويديرها الإخوان

أحداث تتالت قبل يوم 25 يناير الماضي، محادثة مسربة للمقاول الهارب محمد علي وحوار على قناة مكملين مع الناشط السياسي المقيم بالخارج وائل غنيم، الأحداث وإن لم تكن على ذلك القدر من الأهمية إلا أنها احتوت على معلومات وسلطت الضوء على أسماء بارزة في سماء التمويلات القطرية للمنصات الإعلامية التابعة للإخوان في قطر وتركيا.. شبكة العلاقات التي كشف عنها ضمت عددًا من الأسماء كان من أبزرها عزام التميمي الذي يدير قناة الحوار  من لندن وعبد الرحمن أبو دية ” رجل الظل” الذي ينقل الأموال القطرية من منبعها إلى مصباتها في أنقرة ولندن.

من هو عزام التميمي: محطات ونقلات

 كان آخر بزوغ لنجم عزام التميمي ، البريطاني فلسطيني المولد والنشأة  إبان المقاطعة الرباعية للدوحة على خلفية دعمها وتمويلها وللإرهاب، حيث كرس صفحته على ” تويتر” لانتقاد الرباعية وتحديدًا السعودية، وقد ولد التميمي عام 1955 بمدينة الخليل الفلسطينية وهو عضو بارز بالرابطة الإسلامية في بريطانيا وعضو مجلس إدارة قناة الحوار الفضائية، ويشغل حاليا منصب مدير معهد الفكر السياسي الإسلامي بلندن.

والتميمي هو زائر دائم لقنوات الجزيرة القطرية بنسختيها العربية والإنجليزية وتنشر له الجارديان البريطانية وميدل إيست مونيتور  مقالاته وله عدة مؤلفات باللغة الإنجليزية حول الفكر السياسي الإسلامي، وقد شارك التميمي في إنشاء قناة الحوار في لندن عام 2006 قبل انطلاقها رسميًا في2007 .

التميمي وحزب الله

في مقاله المنشور في موقع عربي 21  أكد  ” التميمي”أنه على الرغم من اختلافه مع حزب الله في بعض الأمور إلا أنه يؤكد على دعمه ضد   السعودية وإسرائيل  واستكمل بأنه على الرغم من أن موقف نصر الله وحزبه من ثورات الربيع العربي لم يكن مشرفًا إلا أنه ينبغي الوقوف بجانبه ودعمه في كل الأحوال خصوصًا إذا ما كان ذلك في مواجهة السعودية وإسرائيل. والعجيب أن موقف التميمي المختل من حزب الله لم يلاق توافقًا حتى داخل أروقة الإخوان الذين وصفوا موقف ” عزام التميمي” بدعم مجرم في وجه مجرم آخر والإشارة هنا لحزب الله وإسرائيل.

 وكانت مصادر مطلعة أكدت أن 40 مؤسسة تعمل بالتبعية لتنظيم الإخوان المسلمين في لندن وغيرها وجميعها ممولة من قطر،ومنها المنظمة العربية لحقوق الإنسان والتي يترأسها محمد جميل بريطاني من أصل فلسطيني وهناك أيضًا المجلس الثوري المصري والذي تم إنشائه في عام 2014 بتمويل تركي  وتديره مها عزام – الأستاذ بجامعة كامبريدج والحاصلة على الجنسية البريطانية، وتشير المصادر إلى أن المجلس قام بتمويل الأعمال الإرهابية داخل مصر بعد عام 2013. إضافة إلى معهد الفكر السياسي الذي يترأسه “التميمي” والدور الرئيس للمعهد هو دعم سياسات وتوجهات حركة حماس ، إضافة إلى ” ميدل إيست آي”  والتي تم إنشائها في عام 2014 لتكون المنبر الإعلامي الأساسي الموجه باللغة الإنجليزية ويرأسها ” ديفيد هيرست” الممول من قطر ” بينما من يدير فعليًا هي  ” حنان شحاتة” بعد أن انتقلت إليه قادمة من موقع “ميدل إيست مونيتور”  الذي يديره داوود عبد الله نائب المدير العام السابق للمجلس الإسلامي في بريطانيا.

 ومن أذرع قطر الإعلامية الأخرى في لندن التلفزيون العربي وموقع العربي الجديد، اللذين تمتلكهما شركة  فضاءات ميديا ، المساهم فيها رجل الأعمال القطري سلطان الكواري، والمحامي العراقي صباح المختار ومؤيد الديب، الذي يعتبر مدير أعمال عضو الكنيست السابق عزمي بشارة، إضافة إلى الإخواني إسلام لطفي.


التميمي متورط في الاستيلاء على أموال التنظيم

وأذاع خالد أبو بكر في برنامجه “الحياة اليوم” والذي يبث على قناة “الحياة” تسجيلات أكدت أنه تم تخصيص 1.8 مليار دولار منذ ثورة 30 يونيو لإدارة الكتائب الإعلامية والإلكترونية، وقد بدأ اسم عزام التميمي يتصدر قوائم البحث في جوجل بعد أن فتح الناشط السياسي ” وائل غنيم” ملفه أثناء حوار له مع قناة مكملين، وقد أدى ذلك للكشف عن امتلاك التميمي لشركة تولت تمويل عملية التجديدات التي طرأت على قناة الشرق بالتنسيق مع أيمن نور وهي الأجهزة التي كان أغلبها يتعطل على الهواء، ثم تبين فيما بعد ارتباط اسمه بفضيحة فساد مالية أخرى حيث تم الكشف عن  أن أعضاء في  تنظيم الإخوان في لندن استغلوا أكثر من 200 ألف دولار من أموال اشتراكات الجماعة التي كانت موجهة إلى قناة وطن الإخوانية، ووضعوها ضمن حساباتهم الشخصية، وهو ما كشفه حينها عز الدين دويدار، القيادي الإخوانى بالخارج، الذى ذكر اسم  التميمي  ضمن المستفيدين من هذه الأموال.

التميمي ” بديل” عزمي بشارة

وقد تم الدفع بالتميمي بعد ما انكشفت الأوراق الخاصة بعزمي بشارة وعلاقاته بالمخابرات القطرية ، فارتأت الدوحة أنه من الأفضل تصدير اسم آخر للواجهة بينما يتوارى اسم عزمي بشارة بما يدور حوله من علامات استفهام. وبعد ذلك شرع التميمي في توظيف أساليب عزمي بشارة في شراء الذمم فقام بالإنفاق على بعض الكتاب والأدباء في مصر والذين أسسوا حركة ” أدباء ضد الانقلاب”.

الولاء لحماس

وحول علاقات التميمي مع حماس فقد كتب سابقًا في كتاب صادر باللغة الإنجليزية ” حماس.. فصول لم تكتب”  اختص في تناول شئون الحركة   أن “حركة حماس منذ نشأتها وهي تعمل من خلال مؤسسات، وقياداتها تمارس عملها عبر عملية شورية تكاد تكون نادرة في أوساط الحركات الإسلامية المعاصرة”. واستدرك بقوله: “لا شك أن ترجل الأخ خالد مشعل بعد ما يقرب من اثنين وعشرين عاما على رأس الحركة، قد يشجع بعض الأطراف على جس النبض واختبار المياه، ولكن في نهاية المطاف السياسة في حماس لا يصنعها فرد على رأس الهرم القيادي، وإنما مؤسسات الحركة”. 

التميمي متورط في مخطط تخريبي بمصر

كانت آخر أعمال التميمي التخريبية في مصر ما كشفت عنه  قوات الأمن المصرية  التي أعلنت في أبريل من العام الماضي  إحباط مخطط إرهابي يديره التنظيم الدولي لجماعة الإخوان الإرهابية، عبر كتائب إلكترونية تتم إدارتها في قطر وتنفذها مجموعات بالقاهرة تحت مسمى “بلاك إنفورميشن”، تستهدف إحداث الفوضى في مصر، ومحاولة إفشال التعديلات الدستورية، وذكرت مصادر أمنية حينها، أن المخطط يديره قيادات إخوانية وقطرية، على رأسهم الهارب أيمن أحمد عبدالغني، زوج ابنة القيادي الإخواني خيرت الشاطر، إلى جانب عزام سلطان التميمي، نائب أمين عام التنظيم الدولي في أوروبا، والذى واصل تفعيل الكتائب الإلكترونية، ومتابعة دورها ونقل توصيات التنظيم الدولي لها.

عبد الرحمن أبو دية

على الرغم من فشل محمد علي في دعواته للتظاهر في 25 يناير الماضي

إلا أن تواجده على الساحة السياسية فتح ملفات مهمة وأزاح الستار عن شخصيات تابعة للإخوان متورطة سواء في إشعال ما أطلق عليه ” حراك شعبي” أو أحداث سابقة كان من شأنها تأجيج الشارع المصري، وفي المحادثة المسربة بين المقاول الهارب محمد علي والناشط السياسي الهارب ” ياسر العمدة” والتي ورد فيها ذكر اسم ” عبد الرحمن أبود دية” بصفته التي اشتهر بها وهي نقل التمويلات القطرية من قطر لأعوانها من الإخوان الذين يديرون منابرهم الإعلامية من إسطنبول، وحسب المكالمة المسربة بين المقاول الهارب محمد علي وياسر العمدة فإن عبد الرحمن أبو دية فلسطيني الأصل وحاصل على الجنسية الإنجليزية وشهرته “أبو عامر” ، وبعد تسريب المحادثة وضعت الكثير من علامات الاستفهام حول من يكون ” عبد الرحمن أبو دية” وأشارت المعلومات الأولية إلى أنه    رجل أعمال فلسطيني يدير عدة استثمارات في لندن وتركيا ،ولديه نشاط واسع في مجال العقارات. ورغم عدم الاتفاق على عدد من المعلومات حول هذا الشخص إلا أن المتفق عليه في ملفه أنه حلقة الوصل بين تمويلات قطر والمنابر الإعلامية الإخوانية ومن ضمنها  قنوات مكملين، والحوار، وموقع عربي 21، وموقع  ميدل إيست أي ، الذى يديره الكاتب الصحفي البريطاني  ديفيد هيرست .وفي حزمة القنوات التي ينقل التمويلات لها يبز اسم قناة الحوار التي يديرها ” عزام التميمي”، هذا الخط في شبكة علاقات عبد الرحمن أبو دية يشير إلى أن التميمي هو الذراع اليمنى له وهو الواجهة التي تتخفى خلفها التمويلات القطرية، والشاهد أن التميمي كثيرًا ما يظهر في لقاءات وندوات بينما لا توجد صورة واحدة توضح شخصية ” أبو دية”.

ويمتلك أبو دية مجموعة من الشركات منها “إيه تو زد” و “ريفليكشنز” لإدارة التمويلات القطرية وتتولى هذه الشركات إنتاج البرامج لقنوات مكملين والحوار وذلك بالشراكة بين مراد جهاد، أحمد الشناف، وأحمد زين  . وهو صحفي سابق بقناة  الجزيرة ومدير سابق لقناة  الجزيرة مباشر مصر،

وقد برز دور “أبو دية” بعد يونيو 2013 عندما هربت قيادات الإخوان من مصر إلى تركيا، أما الحلقة الأخيرة في الشبكة فهو جمال بسيسو الذى عمل مديرا للتخطيط والموارد البشرية في قناة الجزيرة القطرية وهو فلسطيني مقيم في بريطانيا كما يعمل لدى    Noon Multimedia المنصة الإعلامية المعروفة بموالاتها للإخوان  .

أسماء أخرى

أسامة سليمان، عضو مجلس شورى جماعة الإخوان، ومحمود حسين الأمين العام لجماعة الإخوان، وإسلام عقل المسئول الإدارى عن قناة وطن الإخوانية، وإبراهيم منير، أمين عام التنظيم الدولى للإخوان.

+ posts

باحث أول بالمرصد المصري

نيرمين سعيد

باحث أول بالمرصد المصري

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى