
تفاصيل الدعم العسكري التركي الجديد لـ”ميليشيات طرابلس” قبيل “مؤتمر برلين”
استمرارا لخرقها حظر توريد السلاح الذي فرضته الأمم المتحدة على ليبيا عام 2011،قامت تركيا بزيادة دعمها العسكري للميليشيات التابعة لحكومة الوفاق في طرابلس، وقد لوحظ زيادة هذا الدعم خلال الساعات الماضية، على مستوى الكم والنوع، بشكل يجعل من نافلة القول ذكر أن هذا يحدث في إستغلال واضح للهدنة التي رعتها روسيا في طرابلس. وقد جاء تأكيد الرئيس التركي على إرسال وحدات من الجيش التركي إلى ليبيا، كدليل واضح على تصميم أنقرة على هذا النهج التصعيدي، وعدم وضع أية جهود سلمية في اعتبارها، ونواياها في إغراق طرابلس بالميليشيات والسلاح، علها تتحول الى إدلب جديدة!
آليات ومنظومات تركية جديدة تصل للمرة الأولى إلى طرابلس
خلال الساعات الماضية، وعلى متن عدة سفن شحن مدنية ترفع علم بنما، وصل الى طرابلس مجموعة من منظومات الدفاع الجوي والرادار والحرب الألكترونية، على النحو التالي:
منظومة الدفاع الجوي متوسط المدى (هوك): أظهرت تسجيلات مصورة في قاعدة معيتيقة الجوية في طرابلس، الظهور الأول لمنظومة الدفاع الجوي متوسطة المدى (هوك)، وهي منظومة أمريكية الأصل، لكن تصنع تركيا النسخة الأحدث منها (XX1) بترخيص، بجانب امتلاكها للنسخة الأقدم من هذه المنظومة (Phase 1). تتكون هذه المنظومة من قواذف صاروخية ثلاثية، يصل مداها الأقصى إلى 45 كيلو متر، على إرتفاع أقصى يصل إلى 20 كيلو متر، وتوجيهها راداري شبه نشط. وقد سبق ونشرت تركيا هذه المنظومة على الحدود بينها وبين سوريا، وحتى في مناطق تقع على الأراضي السورية.
التسجيلات المصورة أظهرت أن النسخة التي تم نشرها في ليبيا هي النسخة الأحدث من هذه المنظومة، نظراً لأن الرادار الذي ظهر مصاحباً لهذه المنظومة هو الرادار ثلاثي الأبعاد (سينتينال)، وهو رادار أمريكي الأصل أيضاً، لكن تصنعه شركة (أسيلسان) التركية للصناعات الدفاعية بترخيص. وهو رادار متخصص في التتبع والاستهداف، ويعمل على الموجة (X).
أظهر تسجيل مصور آخر، عمليات نقل لمنظومة الدفاع الجوي المدفعية التركية الصنع ذاتية الحركة (KORKUT)، التي تصنعها أيضاً شركة (أسيلسان) التركية، وأظهر التسجيل عملية نقل هذه المنظومة من ميناء طرابلس، في اتجاه قاعدة معيتيقة الجوية.
دخلت هذه المنظومة في تسليح الجيش التركي عام 2016، وهي عبارة عن نظام يتكون من ثلاث عربات ذاتية الحركة من نوع (ACV-30/ZMA-30) التي تصنعها شركة (FNSS) التركية، تحمل كل منها مدفعين من نوع (أورليكون) من عيار 35 مللم، ويتم تصنيع هذه المدافع محلياً أيضاً عن طريق شركة (MKEK) التركية. نقطة قوة هذه المنظومة تتعلق بمعدل إطلاق النار، الذي يبلغ 1100 طلقة في الدقيقة الواحدة، ويصل المدى المؤثر لقذائف هذا المدفع إلى 4 كيلو متر.، وتتزود كل عربة برادار لإدارة النيران يبلغ مداه 30 كيلو متر.
عربة القيادة الخاصة بهذه المنظومة مزودة برادار بحث ثلاثي الابعاد، يصل مداه الأقصى إلى 70 كيلو متر، ويمكن لهذه العربة بالإضافة إلى توجيه عربات المدفعية، أن تقوم يمكنها ايضاً بتوجيه وحدة صواريخ دفاع جوي قصير المدى، في حالة ما إذا تم إلحاق هذه الصواريخ ضمن عربات المدفعية، خاصة وأن هذه المنظومة مصممة للعمل ضمن نظم صاروخية للدفاع الجوي متوسطة وبعيدة المدى. يمتلك الجيش التركي حالياً من هذه المنظومة ما بين 13 و 20 منظومة، بكل منها ثلاثة قواذف، ويتوقع إرتفاع هذا العدد إلى نحو 40 منظومة عام 2022.
يضاف إلى ما سبق، منظومات للحرب الالكترونية والتشويش، التي تحدث عن تواجدها في ليبيا عدد من ضباط العناصر الموالية لحكومة الوفاق، دون أن تظهر على أرض الواقع دلائل واضحة على صحة هذا الحديث، منها منظومتي التشويش والإعاقة (ميلكار) و(كورال).
تصريحات وزير الدفاع التركي الأخيرة حول تواجد فعلي لفرق (تدريب و تعاون) تابعة للجيش التركي في ليبيا، ربما يكون مؤشر أخر على تأكيد الذهنية التركية الحالية بالنسبة لتدخلها في الملف الليبي، وهي ذهنية مازالت ترى أنه لايمكن تنفيذ ما تحدث عنه الرئيس التركي سابقاً من إرسال سفن حربية ومقاتلات إلى ليبيا، وأن السبيل الأسهل في المرحلة الحالية هو ضخ مزيد من الأسلحة والمنظومات إلى طرابلس، ومحاولة تدريب المرتزقة والميليشيات على استخدامها، وهنا تبرز معضلة إنعدام كفاءة هؤلاء، وقلة خبرتهم.
تدفق المرتزقة من سوريا إلى طرابلس يستمر
حسب آخر المعلومات التي أوردها المرصد السوري لحقوق الإنسان وصحيفة الجارديان البريطانية، ما يقرب من 3250 شخص قد تطوعوا بالفعل في معسكرات تجميع وتدريب، تمهيداً لإرسالهم إلى ليبيا. وحسب مدير المرصد، فإن عدد من وصلوا الى ليبيا منهم بالفعل هو 1750 مقاتل، تم تسجيل مقتل نحو 19 منهم على الأقل خلال المعارك حتى الآن. وقد أشارات صحيفة الجارديان أن هؤلاء وقعوا قبل سفرهم إلى ليبيا، عقودًا مع حكومة طرابلس، مدتها ستة أشهر ، مقابل راتب شهري يقدر ب 2000 دولار، وهو مبلغ ضخم مقارنة بـ 450- 550 ليرة تركية، كانوا يتقاضونها من تركيا مقابل القتال في سوريا.
ولا يقتصر الدور التركي هنا على تنسيق عمليات نقل المقاتلين إلى ليبيا، وهي عمليات مستمرة وتم تكثيفها خلال اليومين الماضيين عبر رحلات مدنية غير مجدولة، تصل إلى خمس رحلات في اليوم. بل تتكفل أيضاً بالفواتير الطبية للمرتزقة الجرحى، وعمليات نقلهم ونقل جثث القتلى إلى سوريا. في ليبيا، يتركز تواجد هؤلاء المرتزقة في مناطق معينة بالعاصمة طرابلس، من بينها معسكر الخندق الواقع في منطقة تاجوراء، وفي حي بوسليم جنوبي العاصمة، وفي منطقة عرادة، بجانب عدة مواقع في عين زارة.
باحث أول بالمرصد المصري