
تعرف على حي “المال والأعمال” بالعاصمة الإدارية الجديدة

تنافس الدولة المصرية في الوقت الراهن بالعاصمة الإدارية الجديدة المدن الكبرى لما تحتويه من منطقة أعمال مركزية تنفذ على أعلى مستوى ويتحقق من خلالها تطوير الاقتصاد الذي يعتبر الضمان للحفاظ على الدولة بثقلها السياسي والحفاظ على الإرث التاريخي والطبيعي والحضاري المميز الذي تمتلكه مصر، وهذا من خلال بِنْية تحتية تتميز بالكفاءة والقوة.
وتعد العاصمة الإدارية الجديدة أحد المشاريع الذكية في مصر، وتقع على مساحة تبلغ أكثر من 170 ألف فدان، وتتكون العاصمة من العديد من الأحياء المتنوعة، التي ستضم كافة المنشآت والهيئات وأحياء السكن وأجهزة الدولة، وبقوة بشرية تصل بعد إنهاء المشروع بالكامل إلى 30 مليون نسمة تقريبا، وتضمن 4 أحياء رئيسية: «حي حكومي، دبلوماسي، سكني، والمال».

وصف مشروع «حي المال والأعمال»
في مارس 2018، وضع حجر الأساسي لحي مشروع «المال والأعمال» في العاصمة الإدارية الجديدة، حيث نفذ المشروع على مساحة تصل إلى مليون و700 ألف متر مربع، بحجم استثمارات يصل إلى نحو 3.4 مليار دولار، حيث يقع الحي بين محوري محمد بن زايد الشمالي والجنوبي.
ويضم المشروع عددا من الخدمات والوحدات متعددة الأغراض، من تجارية وترفيهية وسكنية، وسيتضمن المشروع أبراجا إدارية وتجارية، بالإضافة لمقرات للبنوك من ببنهم البنك المركزي ومطبعة لطباعة النقود، فضلا عن منطقة مخصصة للبنوك تشمل وحدات سكنية وإدارية وخدمية وتجارية.
ويضم حي «المال والأعمال»، 12 مجمعا تجاريا و5 مباني سكنية وفندقين، و20 برجا يقدم وحدات سكنية وإدارية وتجارية وخدمية، أيضا أندية رياضية ومركزًا ثقافيّا ومستشفى كبيرا، وكذلك يتضمن الحي أعلى ناطحة سحاب في أفريقيا، حيث يبلغ ارتفاعها 345 مترا.
ومن أجل توفير منطقة راقية ومتطورة ومناخ ملائم لكافة الشركات والهيئات العالمية لتحقيق التنمية المستدامة المنشودة، والبنية التحتية المرادة، وتوفير أسس المدن الذكية أكد رئيس الوزراء مصطفى مدبولي ضرورة الاهتمام بالمسطحات الخضراء داخل المشروع داخل المشروع.
يصل إجمالي مساحة المرحلة الأولى من المشروع التي يتم تنفيذها حاليا مليونا و710 آلاف متر مربع، أي ما يقدر بنحو 195 فدانا، ويضم منطقة الأعمال المركزية الشرقية – المرحلة الأولى – 520 ألف متر بينما يبلغ إجمالي مساحة الأبراج مليون و15 ألف متر وإجمالي مساحة التجاري والخدمات 230 ألف متر وإجمالي المساحة المبنية فوق الأرض مليون و245 ألف متر وإجمالي المساحة المبنية تحت الأرض 465 ألف متر.
ومن المقرر أن ينتهي المشروع خلال ثلاث سنوات من بداية تاريخ وضع الحجر الأساسي وذلك ما تم الاتفاق عليه بين شركة العاصمة الإدارية مع الشركة (CSCEC) الصينية، وتعتبر هذه الشركة المسؤولة عن تنفيذ مشروع الحي؛ لتوليها التمويل المالي وكذلك أمور التنفيذ. فيما أوضح اللواء إيهاب الفار أنه من المنتظر الانتهاء من الأعمال الخاصة بحي المال والأعمال في 30 ديسمبر 2020. وتتثمل أهمية هذا المشروع الضخم، الذي يتم تزويده بكافة الخدمات، وتوفير أسس المدن الذكية والمستدامة، كما يتيح الآلاف من فرص العمل.

شركة “CSCEC” الصينية تسهم في بناء بالعاصمة الإدارية الجديدة
ويعتبر مشروع بناء منطقة الأعمال المركزية من بين تلك المشروعات التي وقع عليها الرئيسان عبد الفتاح السيسي ونظيره الصيني شي جين بينج عام 2016.
إذ يعتبر هذا المشروع “أحد المعالم البارزة للتعاون المصري-الصيني في إطار مبادرة الحزام والطريق التي تسعى الصين في تحقيق أوجه التعاون ذات الكسب المشترك مع الدول المطلة على طريق الحرير في مجالات الشراكة والتجارة والاقتصاد ومشروعات البنية التحتية وغيرها، وفقًا لقول تانغ لينغ المدير الصيني للمشروع، وهو من شركة (CSCEC). *
يذكر، أن مبادرة الحزام والطريق هي (مبادرة صينية قامت على أنقاض طريق الحرير في القرن التاسع عشر من أجل ربط الصين بالعالم، لتكون أكبر مشروع بنية تحتية في تاريخ البشرية).
تولت شركة (CSCEC) الصينية الأعمال الإنشاءات والبناء بالعاصمة الإدارية الجديدة بمصر يتضح ذلك في قول وانغ تشي، المدير العام التنفيذي للشركة المصرية لدى شركة CSCEC الصينية: ” بالنسبة لنا، نحن شركة صينية متخصصة في مجال الإنشاءات والبنية التحتية، وشركتنا معروفة ومشهورة عالميا، ولنا مشاريع عملاقة في العديد من دول العالم، ولذلك حينما قررت مصر أن تعتمد على شركة لتنفيذ المشروع، وقع اختيارها علينا”. *
ويٌعد مشروع بناء منطقة الأعمال المركزية من أكبر مشروعات وقعتها الشركة في مصر وفي أفريقيا، ويبلغ قيمته ثلاثة مليارات دولار. إذ ساهم في تنفيذ هذا المشروع العديد من المهندسين المصريين بجانب الصينيين.
وتم عقد دورات تدريبية مجانية للمصريين على أحدث تقنيات التشييد. لذا وفرت السلطات المعنية قطعة أرض لشركة (CSCEC) الصينية بمدينة بدر؛ مخصصة لتنفيذ مركز تدريب للعمالة، وذلك في ضوء توجه الشركة نحو تدريب نحو 11 ألف عامل مصري على أعمال البناء والتشييد من خلال دورات تدريبية مجانية على أعلى مستوى.
كما تنفذ الشركة مشروع المنطقة السكنية في العاصمة الإدارية الجديدة، حيث يشمل مساكن فائقة الجودة وأماكن خدمية وأخرى مكتبية على مساحة 1.7 مليون متر مربع ومن المفترض أن يكون جاهزا خلال أربعة أعوام.

منطقة أبراج حي “المال والأعمال”.. برج الايقوني
تضم منطقة الأبراج 20 برجا تشمل الإداري والسكني تتراوح عدد طوابقها بين 16 طابقاً و79 طابقا. ويستخدم أحدث تقنيات التكنولوجيا في بناء تلك الأبراج والعمل على توطينها بالسوق المحلي وذلك من أجل تحقيق خطة الحكومة المصرية في 30 يونيو 2020، وتصل المسطحات البنائية للمنطقة 1.7 مليون متر مربع.
وأشاد الدكتور عاصم الجزار، وزير الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية، بموقف تنفيذ 20 برجا، منها البرج الأيقوني، لافتًا إلى نسب التنفيذ التي حققت المستهدف بل وتخطته. وفي هذا الصدد، كلّف رئيس الوزراء، بأن يعرض عليه الموقف الخاص بتنفيذ الأبراج كل شهرين حتى نهاية 2020.
برج الأيقوني.. انطلق مشروع بناء أطول برج في أفريقيا بالعاصمة الإدارية المصرية بطول 345 مترا. يضم البرج مجمعا متكاملا مساحته تتخطى 1.7 مليون متر مربع مكون من 20 مبنى تغطي كافة الخدمات، منها الفندقية والترفيهية وشقق سكنية ومراكز تسوق عالمية وملاهي وأماكن للاستجمام وغيرها، ويبلغ إجمالي مساحة الأبراج مليون و15 ألف متر.
صب القواعد الخرسانية العادية والمسلحة “اللبشة” للبرج الأيقوني التي تعتبر أكبر عملية صب للخرسانة المسلحة في تاريخ مصر، وجرى صب 18500 م3 بأساسات البرج الأيقوني، أما بالنسبة لباقي الأبراج، جارٍ الانتهاء من أعمال الأساسات (قواعد وخوازيق) لباقي الأبراج، وكذا الأعمال الخاصة بالمكاتب الدائمة للمالك ومكتب الإشراف على التنفيذ.
ومن المتوقع توقيع اتفاقيات تتضمن زيادة عدد الأبراج التي تنفذها الشركة الصينية من خلال إضافة مرحلة ثانية عبارة عن 25 برجا جديدا للمشروع ليرتفع عدد الأبراج في الحي المال والأعمال بالعاصمة الجديدة إلى 45 برجا كما سيتم خلال التوقيع تفعيل العقود التفصيلية للمرحلة الأولي من الأبراج.
يذكر أن العاصمة الادارية الجديدة بُنِيت بهدف تقليل الكثافة السكانية عن القاهرة، وأيضًا لخلق مفهوم جديد للحياة العصرية وفتح باب الاستثمار نظرًا لأنها تُعَد من أحدث مشروعات الاستثمار في مصر. لذا من المقرَّر لها أن تكون عاصمة مصر بدلًا من القاهرة.
وتتميز أنها تحتوي على كافة الخِدمات المتاحة كـ (مركز سيطرة وتحكُّم أمني لخدمة المشروع ككل، محطة قطار خاصة بالمشروع، وقطار كهربائي خاص بالمشروع يربط طرق بلبيس والعاشر من رمضان، ومطار دولي، ومركز مؤتمرات، ومدينة طبية ورياضية، ومدينة للمعارض، فضلًا عن الخدمات التسويقية والترفيهية).
بالإضافة، لإنشِاء أكبر مساجد العالم، وهو مسجد «الفتاح العليم، وكذلك الجامعة الكندية في مصر. ومن المُتوقع أن تجذب العاصمة الجديدة أكثر من 18 مليون نسمة، وصولًا إلى 50 مليون نسمة في عام 2050.