
أردوغان غير مرحب به على الأراضي التونسية
زيارة غير معلنة قام بها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى العاصمة التونسية، وبرفقته وزيري الخارجية مولود تشاووش أوغلو، والدفاع خلوصي أكار، إضافة إلى رئيس جهاز الاستخبارات هاكان فيدان، ورئيس دائرة الاتصال في الرئاسة فخر الدين ألطون، والمتحدث باسم الرئاسة ابراهيم قالن.
ووجهت الزيارة برفض من بعض الأحزاب والحركات والمؤسسات والشخصيات السياسية التونسية، إذ أصدر الحزب الدستوري الحر بيانًا أكد فيه استغرابه عدم إعلان هذه الزيارة من قبل المصالح الإعلامية لرئاسة الجمهورية طبقا للنواميس المعمول بها، مستنكرًا بلوغ مثل هذه المعلومات المهمة إلى الرأي العام عبر وسائل الإعلام التركية، داعيًا رئاسة الجمهورية إلى اعتماد الشفافية في مجال السياسة الخارجية، وتوضيح الخيارات المتبعة في هذا الشأن، وإطلاع الرأي العام على مثل هذه المسائل السيادية.
وحذر الحزب -الذي يمتلك 14 مقعدًا في مجلس نواب الشعب- من اتخاذ رئاسة الجمهورية أية خطوات أو إصدار أي قرارات باسم الشعب التونسي في علاقة بالملف الليبي من شأنها أن تمثل انحرافًا عن ثوابت السياسة الخارجية التونسية التي تقوم على مبدأ عدم التدخل في الشأن الداخلي للدول، وعدم إقحام تونس في محاور وتحاذيات دولية أو إقليمية قد تمس من السيادة الوطنية والأمن القومي التونسي.
كما أصدرت حركة مشروع تونس بيانًا أوضح فيه أن هذه الزيارة واللقاءات المرتبطة بها توحي باصطفاف رسمي تونسي لصالح محور تركيا –حكومة الوفاق الليبية الذي أنتج اتفاقية محل رفض أغلب العواصم العربية والأوروبية، معبرة في بيانها عن رفضها لأن تُستعمل تونس منصة سياسية لمحور دولي معيّن تتناقض مصالحه مع مصالح تونس، ومع سلامة علاقاتها العربية والدولية، أو منصة لأي عمل استخباراتي أو أمني أو عسكري لصالح تركيا في اتجاه ليبيا.
وأصدرت النقابة الوطنية للصحفيين التونسيين بيانًا انتقدت فيه ما أسمته “سياسة التعتيم التي تنتهجها رئاسة الجمهورية منذ تولي الرئيس الحالي قيس سعيد”، وقيام السلطات بمنع صحفيين من تغطية زيارة أردوغان ولقائه مع الرئيس التونسي بقصر قرطاج، مؤكدة أن سابقة حجز بطاقات صحفيين تنذر بالعودة إلى مربع التضييف على حرية الصحافة، وضرب مبدأ التعددية الإعلامية، وحرمان المواطن من حقه في المعلومة.
وفي ذات الصعيد، قال الإعلامي التونسي عبد السلام شقير إنه “لن يتم السماح بالتدخل في الشأن الليبي مهما كان الثمن، “ليبيا لها جيش بقيادة المشير خليفة حفتر، هو الذي سيخلصها من براثن الغزاة”.
وكتب الباحث في الاقتصاد السياسي الدكتور حسان القبي على صفحته عبر موقع فيس بوك أن “قيس سعيد، الذي بنى حملته الانتخابية على مناصرة القضية الفلسطينية، يضع اليوم يده في يد سارق حلب وحليف شارون سابقا، مرفقًا صورة مجمعة لأردوغان مع زعماء إسرائيل”.
وقال القيادي بحركة الشعب التونسية، كمال الوريمي، على صفحته على موقع فيس بوك، “لا أهلا ولا سهلا بلص حلب في تونس، ولن يرحب به إلا عملاء الاستعمار، هذا مجرم حرب هو سبب دمار ليبيا وسوريا، وشرفاء تونس يرفضون تدنيسه لأراضينا”. مضيفًا أن “أردوغان هو الداعم الأول للإرهاب، يهدد تونس بين خيارين، أما أن تساعدونا على احتلال ليبيا وإلا جلبت لكم الدواعش”.
باحث أول بالمرصد المصري



