الصحافة الدولية

ميركل : مصر بوابة أفريقية استثمارية مناسبة ومؤهلة ..والقاهرة تسمح للشباب بالحصول على فرصة قوية للمشاركة

أكدت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل توجه قمة العشرين إلى المشاركات المدنية، وأن مصر تقود بالفعل هذا التوجه بشكل واضح.

وقالت ميركيل –  في حوار لها للتلفزيون الوطني الألماني – إن مصر تسمح للشباب بالحصول على فرصة قوية وواضحة للمشاركة في التطور المجتمعي.

وأضافت أنه :”عند عقد مقارنات مع ليبيا مثلا، سنجد أن هناك مفارقة كبرى، فهي لا تتمتع بالاستقرار اللازم، وكذلك سوريا التي تُهددها مخاطر الحرب الأهلية، وهو ما يجعل مصر فرصة رائعة لتكون بوابة أفريقية استثمارية مناسبة ومؤهلة، إلى جانب كونها طرفا أساسيا في المفاوضات الساعية للاستقرار في ليبيا”.

وأكدت أهمية الاتحاد الإفريقي والذي ترأسه مصر لهذا العام، وينوب عنه الرئيس عبد الفتاح السيسي، وأوضحت أن مجالات التعاون لا تقتصر فقط على الجانب الاقتصادي، بل تشتمل أيضًا على جوانب وأبعاد مجتمعية، فقد سعت مجموعة العشرين إلى إشراك المنظمات الغير حكومية والمجتمع المدني في عمليات التخطيط واتخاذ القرار، وأشارت كذلك إلى أن هذا أيضًا ينطبق على المنتديات الشبابية ومنظمات المجتمع المدني الغير حكومية، والروابط النسائية… إلخ.

ووصفت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل قارة “أفريقيا” بأنها أرض الفرص، فعلى الرغم من كونها مفخخة بالمخاطر، إلا أنها تزخر بالعديد من الفرص التي يجب أن نتوجه لها كنوع من انتهاز الفرص وتصيد الفوائد.

وقالت إن أفريقيا قارة شابة ولديها قوة كبيرة من الشباب يتمتعون بنشاط وحيوية تجعل من القارة وجهه استثمارية أساسية في حال فكرنا في الاستثمار.

وأضافت أن هذه العلاقات سترسخ بشكل أكبر في حال تم تفعيل التعاون الاقتصادي مع دول القارة السمراء، حيث ستُشجع هذه العلاقات الشركات الألمانية الصغيرة والمتوسطة على توجيه استثماراتها إلى أفريقيا.

وأوضحت أنه من المعروف أن ميركل لديها الكثير من العلاقات التي تربط بينها وبين القارة الإفريقية، حيث تتجه أوروبا وبالأخص ألمانيا وفرنسا إلى توثيق علاقاتها مع أفريقيا على طريق النهوض بالتنمية وترسيخ استقرار هذه العلاقات.

مُستقبل الاستثمارات الألمانية في أفريقيا

أشارت ميركل إلى المبادرة الألمانية الاستثمار في أفريقيا، والتي تم الاتفاق عليها في قمة مجموعة العشرين التي مازالت منعقد إلى لحظتنا هذه، حيث أوضحت أن المبادرة الألمانية لشراكة مجموعة العشرين مع افريقيا في قضايا السلام والتغير المناخي والهجرة، حيث تُمثل أهمية كبرى ولا سيما أن الأوروبيين والأفارقة مازال أمامهم تحديات مشتركة تحتاج بالفعل إلى تكثيف التعاون لما فيه مصلحة جميع الأطراف أفريقيا وأوروبا وألمانيا.

وذكرت أن أفريقيا مازالت تحتاج إلى المزيد من الاستثمار، حيث أن بها فرص استثمارية قوية، وتسعى الدول الأفريقية إلى توفير بنية تحتية ترتقي بمستوى البيئة الاستثمارية في القارة، مما يتوقع أن يجعلها تنتقل نقلة اقتصادية نوعية، ومن أهم التحولات الإيجابية في القارة الإفريقية توجه الدول إلى جعل أطرها السياسية أكثر شفافية، وخاصة فيما يتعلق بالقطاع المصرفي أو القطاع المالي، وهو ما يُعد خطوة رائعة في طريق الاستثمار.

من أهم وأبرز الأمثلة التي أشارت ميركل إليها في هذا الصدد تطوير الشروط الائتمانية لتحفيز الخدمات المالية التي تستخدمها هذه الدول، حيث أوضحت ميركل أن دور شبكة الاقتصاد الأفريقية ونمو أفريقيا لدعم الشركات الناشئة في أفريقيا، هو تقديم ضمانات أفضل للاستثمار من خلال ضمانات ألمانية للاستثمارات في أفريقيا بلغت 130 مليون يورو، مشيرة إلى تحسن مؤشر إقامة الاستثمارات في الدول الأفريقية الشريكة لنا ونسعى لخلق الثقة التي تجذب القطاع الخاص للاستثمار في أفريقيا من خلال شروط أكثر شفافية. أوضحت ميركل أن صندوق الاستثمار، الذي أسسته مجموعة العشرين، والذي يقوم على مساعدة الشركات الصغيرة والمتوسطة للاستثمار في الدول الأفريقية بدءا من يونيو 2019 قد حصل على أكثر من 230 عرض استثماري في أفريقيا.

برامج تدريبية لرفع قدرات الدول الإفريقية في مجال الاستثمار

أشارت ميركل إلى البرامج التدريبية التي تقدمها جمعية التعاون الدولي (GIZ) لكي تكتسب القوى العاملة في أفريقيا المهارات اللازمة لكي تتوفر البنية التحتية من كفاءات مُدربة ومؤهلة للتفاعل مع الاستثمارات الواردة في المستقبل، وهو ما أدى إلى ظهور نوع جديد من الاحتياجات داخل القارة السمراء، حيث أكدت ميركل توجيه نوع معين من التدريبات التي تُخدِّم على الاحتياجات الاستثمارية للقارة، حيث أشارت إلى مبادرة إمداد 300 قرية في السنغال بالطاقة الشمسية والتي تم تنفيذها بنجاح العام الماضي، وهو ما يدعو إلى تحسين نوعية الحياة على الأراضي الأفريقية، إلى جانب منح الشباب المزيد من الفرص لتطوير مجتمعه.

أفريقيا هي استثمار الغد

أوضحت ميركل أن أفريقيا هي أرض المستقبل، حيث أن محور اهتمام ميركل منذ كانت تحظى برئاسة مجموعة السبع وحاليًا في رئاسة مجموعة العشرين، هو الاستثمار في أفريقيا حيث تُمثل استثمارات المستقبل، فهي قارتنا المجاورة والتي خرجت بدورها من عصور الجهل والفقر منذ أربعة عقود سابقة.

حققت الدول الآسيوية قفزات كبيرة جدًا، ولكن في المقابل حصلت أفريقيا على حظوة لإقامة بيئة استثمارية قوية، حيث تمتلك أفريقيا شباب واعد يجعل منها فرصة قيمة ذات مستقبل، ولا يمكن أن نغفل في هذا الصدد أجندة أفريقيا 2063، والتي وًضعت لأول مرة في تاريخ القارة، حيث يضعون تصوراتهم للقارة بعد انتهاء الاستعمار في معظم دولها منذ مائة عام، وبالتالي تعتبر شراكاتنا مع القارة الإفريقية أكبر إنجازاتنا في العصر الرقمي.

+ posts

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى