دول الخليج العربي

نص كلمة أمير قطر تميم بن حمد خلال أعمال قمة جدة للأمن والتنمية

ألقى أمير قطر تميم بن حمد آل ثاني بكلمة أمام قمة جدة للأمن والتنمية بحضور الرئيس الأمريكي جو بايدن وقادة دول مجلس التعاون الخليجي ومصر والأردن والعراق، أكد خلالها التطلع لدور الولايات المتحدة في لعب دورها في حل القضية الفلسطينية وإرساء حل الدولتين بحيث لا يكون التفاوض لمجرد التفاوض أو لمجرد إيهام أنفسنا بحل الدولتين.

وفيما يلي نص الكلمة

صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي عهد السعودية.. أتوجه بخالص الشكر لخادم الحرمين الشريفين لاستضافة هذه القمة الهامة.

ينعقد هذا الاجتماع الهام في ظل أوضاع إقليمية وعالمية ضاغطة حيث يدرك الجميع أنه لا أمن ولا استقرار ولا تنمية في ظل الصراعات وفي ظل عدم الاحتكام لميثاق الأمم المتحدة الذي ينقذ الكثير من الضحايا على مستوى العالم، مع الأخذ بالحسبان أن القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة أصبحا بمثابة قانون عرفي بمعنى أنه لا تخضع له سوى الأطراف الأضعف، ومنذ نهاية الحرب الباردة تحاول الدول التوصل إلى تحالفات تفرض هيبتها بحيث لا تخضع لمصالح دول بعينها أو لتوجهاتها الأيدولوجية.

أريد أن أؤكد أن الحرب في أوكرانيا لها ضحايا مباشرين وغير مباشرين بسبب الآثار التي نجمت عنها من نقص إمدادات الغاز والنفط وتعطل سلاسل الغذاء ومن هذا المنطلق فإن هناك جهود سياسية تعمل عليها قطر لإنهاء الحرب والعمل مع شركائها لضمان استمرار تدفق الطاقة والحفاظ على أمن الطاقة.

ولذلك نؤكد على استراتيجية العلاقة مع دول الخليج ومحوريتها مع الولايات المتحدة ونؤكد على موقفنا الثابت من التأكيد على مخاطر التسلح النووي مع الأخذ بالحسبان أنه من حق دول المنطقة استخدامها في الجانب السلمي منها مع التأكيد على أهمية الحفاظ على عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول.

وبالنسبة للقضية الفلسطينية فإنه يجب أن يكون هناك حل عادل ودائم للقضية الفلسطينية لأنها تشغل مركز متقدم لشعوبنا ولها رمزية كثيفة وستظل مصدر توتر في حال لم تتوقف إسرائيل عن أعمالها الاستيطانية وممارساتها في غزة مع تفضيل سياسة القوة وفرض الأمر الواقع.

لقد أجمعت الدول العربية على مبادرة سلام عربية تهدف إلى تسوية القضية الفلسطينية على الشرعية الدولية ولا يصح أن نتخلى على مبادراتنا لمجرد أن إسرائيل ترفضها حيث تتعنت إسرائيل كلما قدم العرب مفاوضات وترفضها متحججة بأن لديها رأي عام ولكن هذا لا يبرر تنازلات من جانبنا فلدينا أيضًا رأي عام. نحن نتطلع لدور الولايات المتحدة في لعب دورها في إرساء حل الدولتين بحيث لا يكون التفاوض لمجرد التفاوض أو لمجرد إيهام أنفسنا بحل الدولتين.

وبالنسبة للأزمة في اليمن فنحن نعتمد على المبادرة الخليجية التي قدمتها المملكة العربية السعودية للتسوية في اليمن. وبالنسبة للأزمة الليبية فيجب أن نعتمد بعض المبادئ للحل منها حصر أدوات العنف بين يدي الدولة والتفريق بين المحاصصة والطائفية وهو ما يصلح دليلًا موجهًا في العراق ولبنان. أما في سوريا فلا يجوز استمرار الظلم الفظيع الذي يتعرض له الشعب السوري مع وجوب الوصول لحل سياسي وفق لمخرجات جنيف 1

وفي سياق آخر، يجب أن نواجه التحديات التي تؤثر على الإنسانية جمعاء ومنها أزمة المناخ كما يجب أن ندعم أعمال كوب 27 في جمهورية مصر العربية.

+ posts

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى