
نص كلمة العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني أمام مؤتمر جدة للأمن والتنمية
ألقى الملك عبد الله الثاني، اليوم السبت، كلمته خلال مشاركته في قمة جدة للأمن والتنمية، فبعد الترحيب بالقادة والرؤساء الحاضرين، وشكر المملكة العربية السعودية والملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، وولي العهد محمد بن سلمان على الدعوة الكريمة وحفاوة الاستقبال، وحسن التنظيم، توجه الملك عبد الله بالشكر للرئيس الأمريكي جو بايدن على مشاركته في هذه القمة التي تدل على حرص الولايات المتحدة على استقرار المنطقة، والتأكيد على الشراكة التاريخية والوطيدة التي تجمع الولايات المتحدة بها، كما أنها تؤكد على دور الولايات المتحدة القيادي في تعزيز الأمن الإقليمي ودعم مساعي تحقيق السلام والازدهار.
وفيما يلي نص الكلمة:
إن اجتماع اليوم يأتي في وقت يواجهان فيه المنطقة والعالم تحديات متعددة من التداعيات الاقتصادية لجائحة كورونا، وانعكاسات الأزمة الأوكرانية على الطاقة والغذاء، بالإضافة إلى الصراعات المستمرة التي يعاني منها الإقليم. ويجب النظر في فرص التعاون من خلال السعي نحو التكامل الإقليمي في مجالات الأمن الغذائي والطاقة والنقل والمياه. ويحرص الأردن على ترجمة هذه الفرص إلى شراكات حقيقية في المنطقة، عن طريق البناء على العلاقات التاريخية والراسخة مع دول مجلس التعاون الخليجي والأشقاء في مصر والعراق، لخدمة مصالح شعوبهم.
إن المملكة الأردنية الهاشمية تنطلق في هذه الجهود، إيمانًا منها بأن السبيل الوحيد للتقدم، هو العمل بشكل تشاركي، مشيرًا إلى أن الأردن ما زالت تستضيف أكثر من مليون لاجئ سوري، تقدم لهم شتى الخدمات الإنسانية والصحية والتعليمية، كما تواجه المخاطر الأمنية المتجددة على حدودها، في مكافحة عمليات تهريب المخدرات والأسلحة، التي باتت خطرا كبيرا يداهم المنطقة بأكملها.
تلك المسؤوليات نتحملها بالنيابة عن المجتمع الدولي، الذي لا بد أن يواصل دوره في التصدي لآثار أزمة اللجوء على اللاجئين والمجتمعات المستضيفة. إن التعاون الاقتصادي في المنطقة يجب أن يشمل السلطة الوطنية الفلسطينية لضمان نجاح الشراكات الإقليمية.
ولذلك يجب الوصول إلى حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية، على أساس حل الدولتين، فلا أمن ولا استقرار ولا ازدهار في المنطقة، دون حل يضمن قيام الدولة الفلسطينية المستقلة، على خطوط الرابع من يونيو عام 1967، وعاصمتها القدس الشرقية، لتعيش بأمن وسلام إلى جانب إسرائيل.