
مصر أو الجمهورية الثانية -كما وصفها الرئيس عبد الفتاح السيسي خلال كلمته بالندوة التثقيفية الـ33 احتفالا بيوم الشهيد- ما هي إلا دليل على التطور التنموي والعمراني الجاري والمتوقع تنفيذه في المستقبل القريب. على عكس ما كان يُعرف عن مصر – قبل عقد من الزمن- بأنها دولة فقيرة لا تملك البترول، وأغلب أرضها صحراء جرداء، وجُل ما تملكه هو حفنة من الآثار التي تسيء إدارتها بل ويتم تخريب بعضها.
لكن تحول الفكر في ظل القيادة السياسية الحالية من سياسة “إدارة الفقر”، بتدبير وإدارة المعونات لتوفير الطعام والاحتياجات الإنسانية البسيطة للمواطنين، إلى “إدارة الثروة”، فأصبحت الصحراء الجرداء شريان حياة جديد للمصريين يسمح بالتمدد العمراني للأجيال الحالية والمستقبلية، من خلال انشاء مدن جديدة بالامتداد الصحراوي للمحافظات، أو مدن ذكية كـ “العاصمة الإدارية الجديدة” وهي أول مدينة ذكية بمصر، وبافتتاحها وانتقال كافة المقار الحكومية وانتظام عملها سيتم اعلان الجمهورية الثانية لمصر، فهي تعتبر بمثابة جسر بين المدنية والحداثة والاستثمار، وبين الحضارة وعراقة الماضي ممثلة في المباني العريقة الشاهدة على كل حقبة عاشتها مصر، أو في الاثار الفرعونية والتي يعود تاريخها إلى آلاف السنين ومازال العالم يحتار في كشف أسرارها حتى الآن – ومازلنا نكتشف الكثير منها حتى الآن، لتزين في النهاية أكبر متحف في العالم “المتحف المصري الكبير” بالجيزة.
مدينة الألف مئذنة
وما بين العاصمة الإدارية الجديدة، والمتحف المصري الكبير، تقع مدينة القاهرة، وتُعد هذه المدينة نموذجاً متميزاً للمعمار الإسلامي؛ حيث جمعت العديد من الأمثلة المعمارية الفريدة من عصور الأمويين والطولونيين والفاطميين والأيوبيين والمماليك والعثمانيين، ونظراً لوفرة وثراء هذا المعمار الذي يزين سماء القاهرة فقد عرفها العلماء والمؤرخون والجمهور باسم “مدينة الألف مئذنة”. فهي عامرة بالمناطق التاريخية والآثار المهمة التي تجسد ثراء المدينة ليس فقط كعاصمة للعالم الإسلامي، بل أيضا بصفتها من روائع التجارب الإنسانية العمرانية على مر تاريخها.
فبها بعض الأماكن السكنية والشوارع القديمة التي مازالت تحتفظ في قلب نسيجها العمراني بأشكال من الاستيطان البشري، يعود إلى العصور الوسطى، والعديد من الآثار العظيمة تعد بلا أدنى شك تحفًا أثرية، ومن أبرز المناطق المتميزة بمصر: منطقة القاهرة التاريخية، ومنطقة القاهرة الخديوية، منطقة مصر الجديدة، ومنطقة جاردن سيتي.
تشمل القاهرة التاريخية –محور حديثنا- عدة مواقع تمثل شكلاً فريداً من أشكال الاستيطان البشري يمزج بين الاستخدامات الدينية والعمرانية السكنية للمكان، ومن أهم معالمها: الفسطاط، مصر العتيقة، والمنطقة الوسطى التي تشمل القطائع، والمدينة الملكية الطولونية، ومنطقة القلعة، والدرب الأحمر، والنواة الفاطمية، وميناء بولاق، وجامع الجيوشي.
وتم إدراج القاهرة التاريخية على قائمة التراث العالمي عام ١٩٧٩م بناءً على توصية المجلس الدولي للآثار والمواقع (إيكوموس).
وأوضح الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، خلال جولته التفقدية بمنطقة الغورية وباب زويلة، السبت 13 مارس 2021، أن منطقة القاهرة التاريخية تضم نحو 537 مبنى أثريا مسجلة في التراث العالمي ومنظمة اليونسكو، أي أنها أماكن أثرية تعتبر في الأعراف الدولية كنزا من التراث الحضاري الكبير، الذي يستوجب منا جميعا كمصريين وكعالم أجمع الحفاظ عليه.
وفي هذا الصدد، أشار مدبولي إلى القرارات العديدة التي صدرت بشأن هذه المنطقة خلال العقود السابقة، وتم تنفيذ خطوات كثيرة تتعلق بترميم بعض المباني الأثرية القائمة بها، وتطوير أجزاء منها كمشروع تطوير شارع المعز، وهو أخر أعمال التطوير بالمناسبة، إلا أنه لم يتم النظر إلى هذه المنطقة بصورة متكاملة، لذا فقد عانت المنطقة كغيرها من المناطق الأخرى من عدم الرغبة في التدخل للتعامل مع المشكلات التي تعاني منها، وهو ما أدى إلى تدهورها بشكل كبير، إلى حد أن شهدت المنطقة انهيارات لأحد المباني الأثرية على مدار الفترات الماضية، وذلك بالإشارة إلى عقار رقم ٥٠ بشارع قصر النيل.
كما شهدت المنطقة بناء عشوائي مضطرد وتغيير المحال للأنشطة التجارية التراثية إلى محال لبيع سلع استهلاكية، موضحًا أن غالبية المهن التراثية تنتقل بالوراثة بين أبناء العائلة الواحدة، لكن تغير الأمر الأن بلجوء الشباب إلى ترك مهن الأباء “باعتبارها متعبة” واللجوء إلى التجارة وقيادة “التوكتوك” باعتبارها مهن سهلة ومربحة.
فيوجد كم هائل من الأراضي والمباني المهدمة، التي كانت في فترة سابقة عبارة عن أثر مهم أو جزء من النسيج الحضاري للمنطقة، وتم تدميرها بالكامل فضلا عن استبدالها بمجموعة الأماكن العشوائية أو استبدالها بأخرى خرسانية، والتي باتت تهدد بحدوث كوارث بها. وفي هذا الصدد، دعونا نستدعي في ذلك حادث حريق العتبة والذي أسفر عن التهام النيران أكثر من 80 محلاً وباكية لإكسسوارات المحمول وأجهزة التصوير، وخسائر تقدر بـ150 مليون جنيه. وحريق عمارة شارع الشواربي الذي كان بسبب وجود مخزن كاوتش داخلها، ونحن للأسف مع مرور الوقت نفقد قيمة تراثنا حيث فقدنا الأوبرا وشبرد القديم نتيجة للإهمال والعشوائية.
متحف مفتوح
لكن هذه المرة الدولة عازمة على اقتحام كافة المشكلات القائمة بمنطقة القاهرة التاريخية للعمل على حلها، واتخاذ ما يلزم من خطوات سريعة لتطويرها بما يليق بها، وهو ما كنا نحلم به على مدار العقود الماضية.
فمشروع تطوير القاهرة التاريخية لا يستهدف تطوير بعض المباني الأثرية القائمة بها فقط، بل يستهدف إحداث تطوير شامل متكامل، قائم على مجموعة من الثوابت، منها أن هذه المنطقة تمثل منطقة تراث عالمي، وتتطلب أسلوبا محددا لإدارتها والتعامل معها، إلى جانب هدف آخر يتمثل في الحفاظ على المنطقة ككل وليس على المباني الأثرية بها، جنبا إلى جنب الحفاظ على النسيج الحضري الذي يميزها، وكذا الحفاظ على الحرف التراثية التي كانت جزءا من التميز الشديد المتواجد في هذه المنطقة. فباختصار مشروعات تطوير القاهرة يهدف إلى تحويل القاهرة إلى “متحف مفتوح” للمصريين والعالم أجمع، شاهد على كافة الحقب التاريخية التي مرت بها مصر.
ورحب رئيس الوزراء بأي فكرة أو تصور لمشروع محدد يسهم في تطوير المنطقة، كما رحب بإنشاء مؤسسة مستقلة تكون مسئولة بشكل عن تطوير المنطقة، مؤكداً أن هناك توجيها من الرئيس عبد الفتاح السيسي بتوفير مختلف المتطلبات اللازمة لإعادة إحياء منطقة القاهرة التاريخية، وكذا التمويل المطلوب لذلك.
الحوار المجتمعي
لكن اللافت في سياسة عملية التطوير التي تقوم بها الحكومة أنها تقوم على الشراكة المجتمعية، والوصول إلى أفضل وضع ممكن مع الحفاظ على رضا المواطن، ونستشهد في ذلك بـ “كوبري كنيسة البازليك” كما عُرف إعلاميًا، كذلك كان من المشاهد اللافتة اثناء جولة الدكتور مصطفى مدبولي لتفقد مناطق التطوير، إجراء حوار مجتمعي لأهالي المنطقة، لكن في حقيقته هو حوار طمأنة، في المقام الأول.
فقد نفى رئيس الوزراء الأخبار المغلوطة عن اعتزام الحكومة نقل الأنشطة الحرفية المميزة إلى أماكن أخرى. مؤكداً أن الدولة ليس لها أي غرض من أعمال التطوير سوى الحفاظ على تاريخ مصر في هذه المناطق، إلى جانب الاهتمام بقاطنيها، باعتبارهم جزءا من قيمته، فقيمة المنطقة مستمدة من الأهالي والحرف التراثية الموجودة بها، التي نسعى إلى تطويرها والنهوض بها بمختلف الطرق المتاحة، وليس العمل على إخراجهم منها، حيث إن هذه المناطق مرتبطة بالأنشطة والحرف التي تشتهر بها.
وكرر التأكيد على أنه لن يتم إخراج أي شخص، حفاظاً على الروابط الأسرية والبيئية التي يعيشها أهالي المنطقة والتي تعد جزءاً من قيمة المكان، كما أكد أنه سيتم تعويض أصحاب المحلات التي تتواجد في مبان آيلة للسقوط في المنطقة، وأن أعمال التطوير ستشمل العمل على زيادة عدد المحلات. مشددًا أن المسئولين سيتواجدون على الأرض، بشكل يومي، وأنه سيتواجد قدر الإمكان أيضاً للاستماع إلى كافة المشكلات للعمل على حلها.
مشددًا على أن يتم التطوير بما يراعي متطلبات سكان تلك المناطق، وخاصة أصحاب الأنشطة التجارية والحرفية، وضمان عدم التأثير على حياتهم اليومية. مستشهداً بأعمال التطوير التي تم إجراؤها في تل العقارب التي يطلق عليها الآن “روضة السيدة” والتي روعي فيها مطالب الأهالي أثناء عملية التطوير، وتم إعادة الأسر إليها بعد استكمال أعمال التطوير بشكل لائق، مشيراً إلى أن ذلك هو ما سيتم تطبيقه.
كما أعطى الأولوية لقاطني المنطقة في الحصول على الوحدات التجارية التي يُعتزم إنشاءها، وذلك في إطار توسيع كافة الأنشطة التجارية والحرفية الخاصة بهم، معرباً عن أمله في رؤية المزيد من التوسع والنهوض بالصناعات والحرف التراثية الموجودة بالمناطق التاريخية، وتوارثها عبر الأجيال.
أين تقع القاهرة التاريخية؟
وبعد أن تناولنا فلسفة مشروع التطوير، نتطلع إلى معرفة معنى النسيج العمراني التي تكرر سماعها من رئيس الوزراء أثناء جولته بمنطقة القاهرة التاريخية؟ وماهية منطقة القاهرة التاريخية، وهل تختلف عن القاهرة الخديوية التي كانت تتردد على مسامعنا من قبل؟
بدايةً، يقصد بالنسيج العمراني بأنه نظام الفراغات البينية وشبكات الحركة والاتصال وهو لغة المسارات وشبكات الحركة ومعابرها والفراغات البينية في نطاق ما. ويشترط قرار المجلس الأعلى للتخطيط والتنمية العمرانية برقم 04/07/09/8، وتاريخ 29/7/2009، والذي حدد خريطة منطقتي القاهرة الخديوية والتاريخية باعتبارها مناطق متميزة، بأنه لا يجوز تقسيم أو تجزئة قطع الأراضي ولا يجوز بناء أكثر من مبنى واحد على قطعة الأرض الواحدة. كما يجب البناء على حد البناء حتى بالحوارى والأزقة الضيقة الأقل من 6 متر، ويتم البناء على حدود قطعة الأرض بدون ردود للداخل. مما يعني أن المنطقة ستحافظ على كافة مداخلها ومخارجها والشكل العام للمباني.
ووفقًا لنفس القرار، تم تحديد موقع وحدود واشتراطات منطقة القاهرة التاريخية والتي تقع على نطاق حوالي 32 كم2 على الضفة الشرقية لنهر النيل. ووفقًا للخريطة فحدود المنطقة هي:
- الحد الشمالي: يبدأ من ميدان رمسيس ويتجه شرقاً في شارع كامل صدقي، ثم شمالاً في شارع الخلـيج المـصري، وشارع عزب باشا وصولاً إلي ميدان الظاهر، ثم شارع طور سينا، فشارع سعيد وميدان الجيش، ثم شارع مصنع الطرابيشى حتى ميدان الحلبي، ثم شارع المنصورية، ثم شارع إدارة المرور، ثـم طريق صلاح سالم حتى ميدان الفردوس، ثم شارع الأمير قرقماش، ثم شارع نصر أبو الفرج حتـى طريق الأوتوستراد.
- الحد الشرقي: يبدأ من طريق الأتوستراد ثم هضبة المقطم، حتى شارع حسن حمادة، ثم طريـق الأوتوستراد، ثـم غربًا في شارع سيدي أبو رمانة وصولاً إلى شارع الخلاء وطريق الأوتوستراد مرة أخري.
- الحد جنوبي: يبدأ من طريق الأوتوستراد ثم غربًا في شارع أبو الحجر، ثم شارع الغفاري وصـولا إلـي حفـائر الفسطاط حتى كورنيش النيل.
- الحد الغربي: يبدأ من كورنيش النيل ثم يتجه شرقا في شارع صلاح سالم، ثم غربا في طريق قبلي مجرى العيـون حتى ميدان فم الخليج، ثم شارع السد البراني، ثم شارع يوسف السباعي، ثم شارع الناصـرية، ثـم شارع سوق السباعين، ثم شارع جامع عابدين، ثم شارع حسن الأكبر، ثم شارع دار الكتـاب، ثـم شارع محمد على، ثم شارع المرجان حتى ميدان العتبة، ثم حارة الرويعي، ثم شارع كلوت بك حتى ميدان رمسيس.
كما حدد القرار نفسه موقع وحدود واشتراطات منطقة القاهرة الخديوية، ووفقًا للخريطة فحدود المنطقة هي:
- الحد الشمالي: يبدأ من ميدان أحمد حلمي شمال محطة سكك حديد مصر متجها غربًا في شارع الجمـرك، ثم شارع شرطة الأزبكية، ثم شارع الجلاء حتى ميدان عبد المنعم ريـاض وصـولًا إلـى كورنيش النيل.
- الحد الغربي: يبدأ من تقاطع كورنيش النيل مع ميدان عبد المنعم رياض وصولا إلـى ميـدان سـيمون بوليفار، ثم إلى شارع الشيخ ريحان، ثم شارع القصر العيني حتى شارع الدكتور حندوسة، ثم كورنيش النيل مرة أخري حتى ميدان فم الخليج.
- الحد الجنوبي: ميدان فم الخليج.
- الحد الشرقي: يبدأ من ميدان الخليج في الجنوب، ثم يتجه شمالاً في شارع السد البرانى، ثم شارع يوسف السباعي، ثم شارع الناصرية ثم شارع سوق السباعين، ثم شارع جامع عابدين، ثم شـارع حسن الأكبر، ثم شارع محمد علي، ثم الحد الشرقي لميدان العتبة، ثم شارع حارة الرويعي، ثم شارع كلوت بك، ثم شارع الخليج الناصري، ثم شارع الوزير شمس الدين، ثم شـارع سيف الدين مهران وصولاً إلي ميدان أحمد حلمى شمالا.
ومن الملاحظ من توصيف الحدود أن هناك مناطق تداخل بين المنطقتين، تشمل واجهات شارع محمد علي من شارع حسن الأكبر شمالا حتى ميدان القلعة جنوبا. ومنطقـة الحلميـة الجديـدة المتاخمة، والتي يحدها شرقا شارع محمد على، ثم شارع على باشا، ثم شارع مهذب الـدين حكيم. ويحدها جنوبا شارع السيد الببلاوى، ثم شارع أحمد تيمور، ثم شارع حسن واصف. ويحدها غربا شارع مصطفى سرى، ثم شارع سنجر، ثم شارع أحمد عمر، ثـم شـارع سكه مصطفى فاضل. ويحدها شمالا شارع الشابورى ثم شارع سكه عبد الرحمن بك ثم شارع أحمد عمر وصولا لشارع محمد علي. وواجهات شارع الجيش من ميـدان العتبـة حتى ميدان باب الشعرية.
على أن تطبق اشتراطات الحفاظ على منطقة القاهرة الخديوية على جانبي شارع محمد علي من ميدان العتبة حتى ميدان القلعة، وعلى منطقة الحلمية الجديدة، وعلى جانبي شارع الجيش من ميدان العتبة حتى ميدان باب الشعرية. كما تطبق اشتراطات الحفاظ علي منطقة القاهرة التاريخية على جانبي الشوارع المحددة لها، ما لم ينص على غير ذلك، طبقا للخرائط المرفقة.
أبرز محطات مشروع تطوير القاهرة التاريخية والخديوية
كما توضح الخرائط، وقرارات المجلس الأعلى للتخطيط والتنمية العمرانية إنه فمن الصعب الفصل بين المنطقتين ببساطة، فالطراز المعماري للمباني هو المحدد الأوضح، لذا سنتناول أبرز محطات تطوير منطقتي القاهرة التاريخية والخديوية على حد سواء.
بداية، تطوير القاهرة التاريخية ليس وليد اللحظة، فقد تم تدشين مشروع تطوير القاهرة التاريخية عام 1998م اعتمادًا على الدراسة التي أعدها برنامج الإنماء التابع للأمم المتحدة (UNDP)، وبناء عليه قدمت وزارة الثقافة ورقة عمل للسيد رئيس الوزراء وتم استصدار قرار بإعداد خطة عمل لاستكمال دراسات مشروع تطوير القاهرة التاريخية، فتم إنشاء مركز لدراسات تنمية القاهرة التاريخية، وإعداد قاعدة بيانات بالتعاون مع مركز معلومات مجلس الوزراء باستخدام نظم المعلومات الجغرافية (GIS)، ووضع برنامج لحماية وصيانة المباني الأثرية والتاريخية بنطاق المشروع
ينقسم إلى أربع مراحل تشمل 149 أثرًا متضمنة أعمال الحفظ والترميم والصيانة وإعادة التوظيف بمناطق الجمالية، والأزهر، والغوري، والدرب الأحمر، وباب الوزير؛ بالإضافة لبعض مشروعات الترميم المستقلة مثل تلك الخاصة بمسجد أحمد بن طولون، وبيت السادات، وقصر الأمير طاز، وقصر محمد علي بشبرا، وسور مجرى العيون؛ ومشروعات البعثات والمنح الأجنبية للحفاظ والترميم مثلما في قبة شجر الدر، ومشهد السيدة رقية، وقبتى عاتكة والجعفري بشارع الخليفة، ومقعد وحوض قايتباي بجبانة المماليك بشرق القاهرة؛ بالإضافة إلى مشروعات الحفاظ العمراني في القاهرة التاريخية مثل مشروع تطوير شارع المعز وشارع الجمالية، ومشروع إعادة تأهيل حارة الدرب الأصفر، ومشروع إعادة تأهيل مصر القديمة ومجمع الأديان، ومشروع إحياء منطقة السيدة زينب، ومشروع إحياء الدرب الأحمر.
وفى عام 2010م تم التنسيق مع منظمة اليونسكو ومركز التراث العالمي بباريس لإطلاق مشروع الإحياء العمراني للقاهرة التاريخية بتمويل من الحكومة المصرية. واستكمالًا للمرحلتين الأولى والثانية من ذلك المشروع تقوم الإدارة العامة للقاهرة التاريخية حاليًا بالتنسيق مع مركز هندسة الآثار والبيئة بتدشين المرحلة الثالثة من المشروع بإعداد دراسات تخصصية شاملة لمدينة القاهرة التاريخية ووضع خطة إدارة متكاملة لموقع القاهرة التاريخية.
كما تقوم إدارة مشروع تطوير القاهرة التاريخية بمشروعات الحفظ والترميم والحفائر وإعادة تأهيل وتوظيف المباني الأثرية مثلما في مشروعات السور الشمالي والشرقي، ووكالة قايتباي وقبة الإمام الشافعي، والبيمارستان المؤيدي، ومقعد ماماي السيفي، والجامع الأزهر، ومشيخة الأزهر، وذلك بالتوازي مع مشروعات التطوير الحضري والحفاظ العمراني لشوارع القاهرة القديمة كشوارع المعز، والجمالية، والغورية، وباب الوزير، وسوق السلاح، والخليفة.
أما عن العقارات بالقاهرة الخديوية فلا مثيل لها في العالم حتى في أوروبا، فقد شيدها معماريين من فرنسا والنمسا وإنجلترا والشام وتمكنوا من بناء العقارات بروح مصرية فمثلا كوبري قصر النيل صممته شركة فرنسية وتم المزج بين الغربى والفرعوني في التصميم من إنشاء مسلات خلف أسود قصر النيل الأربعة وبالتالي حدث الاندماج مع الروح المصرية فالمباني غربية الملامح وليست غريبة.
وقد تم إطلاق مشروع تطوير القاهرة الخديوية في 13 نوفمبر 2014 بمناسبة مرور 150 عاما عليها لإعادة الوجه الحضاري للعاصمة وبدأ المشروع بتحويل شارع الألفي وميدان عرابي وشارع الشواربي للمشاة ومعالجة الواجهات وشبكة صرف الأمطار وتوسعة الأرصفة بوسط البلد للاهتمام بالمنشأة مع إزالة الإعلانات أعلى الواجهات والأسطح.
لكن في الماضي غالبًا ما كان تقتصر عملية التطوير على ترميم بعض المباني، على خلاف ما هو مقرر القيام به هذه المرحلة، فسبق وطرحت وزارة الآثار 10 مبان أثرية للترميم في إبريل 2018، بتكلفة 21 مليون جنيه، كتمويل ذاتي، مقسمة بواقع 5 مبان بمنطقة السيدة زينب والخليفة، هي: “سبيل أحمد أفندي سليم، وسبيل يوسف بك، وقبة الخلفاء العباسيين، وقبة سنجر المظفر، وقبة وزاوية أيديكن، و4 مبان بمنطقة الدرب الأحمر، والسيدة عائشة، هي: سبيل كتاب رقية دودو، وسبيل كتاب حسن أغا كوكليان، وسبيل مصطفى سنان، وواجهة حمام بشتاك”، ومبنى واحد بمنطقة الأزهر والغوري، وهو منزل جمال الدين الذهبي، على أن يتم الانتهاء من المرحلة الأولى خلال عام، والثانية خلال عامين، فيما يتم إنجاز المبنى الأخير خلال 8 أشهر. وسوف نستعرض فيما يلي أبرز المعالم التي تم أو جاري تنفيذها:
- مشروع تطوير ربع المانسترلى: الذى يقع في شارع سوق السلاح بالدرب الأحمر، وكان يخصّص لإقامة الطلبة الدارسين في مدرسة «إلجاى اليوسفى»، التي تقع إلى جواره بشارع سوق السلاح.
على أن يتم إعادة إعمار ربع المنسترلى ليعمل كفندق بتمويل من محافظة القاهرة في مقابل اقتسام العائد مع الأوقاف المالكة للربع وشارع سوق السلاح الذي يتصل بشارع الغورية ومنه إلى منطقة مسجد الرفاعي وحتى منطقة القلعة، بشكل مستقيم متقاطع على شارع الأزهر بمقابلة شارع المعز امتداد القلعة غربا فيما يسمى بالقصبة الجنوبية للقاهرة التاريخية.
- بيت السحيمي: يعتبر بيت السحيمي بالدرب الأصفر المتفرع من شارع المعز لدين الله نموذجاً فريداً من نماذج عمارة البيوت السكنية الخاصة بل أنه البيت الوحيد المتكامل الذي يمثل عمارة القاهرة في العصر العثماني في مصر ، وهو يتكون من قسمين ، القسم الجنوبي أنشأه الشيخ عبد الوهاب الطبلاوي في سنة 1648م، أما القسم الشمالي فقد أنشأه الحاج إسماعيل شلبي في سنة 1796م ، وجعل من القسمين بيتاً واحداً وسمي بيت السحيمي نسبة إلى الشيخ أمين السحيمي شيخ رواق الأتراك بالأزهر وهو آخر من سكن فيه.
ويشتمل البيت على عدة قاعات تتألف كل منها من إيوانين بينهما دورقاعة يتوسط بعضها فسقية من الرخام ولبعض أسقف القاعات مناور يعلوها شخشيخة خشبية، وكسيت جدران بعض القاعات من أسفل بوزرات الخشب المزخرف على هيئة بلاطات القيشاني وكسيت الأرضيات بالرخام. وبقاعات البيت مشربيات ونوافذ من الخشب الخرط ودواليب وبالبيت كتابات أثرية تشتمل على تاريخ الإنشاء والمنشئ وقصيدة البردة للأمام البوصيري.
ويعتبر هذا البيت من أجمل آثار القاهرة التاريخية وقد صدر قرار بتحويل بيت السحيمى إلى مركز للإبداع الفنى تابع لصندوق التنمية الثقافية بعد ترميمه وإعادة افتتاحه عام 2000 م ليكون مركز إشعاع ثقافى وفنى فى منطقة الجمالية.. ويعتبر مركز إبداع السحيمى نموذجاً فريداً للتأثير الإجتماعى للعمل الثقافى والأثرى من حيث تأثير الموقع الثقافى فى المجتمع المحيط به.
- روضة الخليفة «أرض التبة»: وهي أرض فضاء تقع على تبة مرتفعة بشارع الأشراف «مسار آل البيت» بنطاق حى الخليفة، وتقع وسط العديد من الآثار الإسلامية الموجودة بالشارع، وسيتم إعادة تأهيلها، لتصبح متنزهاً ثقافياً خدمياً يستفيد منه سكان الحي.
- مشروع تطوير درب اللبانة: سيتم بالتنسيق مع اللجنة القومية لإحياء وتطوير القاهرة التراثية.
- مشروع تطوير الأزهر والغوري: سيتم بالتنسيق مع وزارة الثقافة لإحياء منطقة الأزهر والغوري.
- مشروع لتطویر منطقة “الدرب الاحمر”: وهي واحدة من أقدم المناطق الشعبية في القاهرة التاريخية، من خلال اعاده تأھیل المنطقة وسكانها وتحديث بنیتھا الأساسية وترميم الاثار الموجودة بھا، وذلك بالتعاون بين مؤسسة (آغاخان) للفنون والثقافة ومحافظة القاھرة، بالإضافة الى انشاء حدیقة على مساحة 70 فدانا الى جوار قائمة مشروعات متعددة منھا تأھیل أحد الآثار الھامة ومنھا (تكیة أبو الدھب) ومجموعة (قایتباي) وترميم سور (صلاح الدين) وغيرھا.
وتمركزت جهود المؤسسة في ثلاث مناطق عمل تتميز كل واحدة منها بطابعها الخاص واحتياجاتها وفرصها، وهي: طريق برج الظفر والمناطق المحيطة به مباشرة، وحي أصلم، ومنطقة باب الوزير وامتدادها على طول شارع الدرب الأحمر.
وفى إطار مشروع خاص لتدريب ابناء الحي في مجال الحرف المعرضة للاندثار. ويشمل المشروع الجديد وضع موسوعة علمية للحرف التقليدية وروادها من كبار وشيوخ الصناعة في كل مكان قبل ان تندثر ويختفى روادها وھذا يتطلب تدريب فريق من الباحثين من ابناء المنطقة تحت اشراف لجنة من كبار الخبراء المتخصصين في التراث الشعبي والفنون لتكون معده للصدور فى شكل سلسلة كتب.
- سور مجرى العيون: مشروع تطوير “منطقة سور مجرى العيون” يقام على مساحة 90 فدانا بمصر القديمة، وتقع منطقة المشروع على مساحة 95 فداناً، وتعتبر ضعف مساحة منطقة مثلث ماسبيرو، وتشهد إقامة عدد من المشروعات الترفيهية والسياحية يستفيد منها كافة المواطنين، وهو مشروع يأتي ضمن خطة كبيرة وجّه بها الرئيس عبد الفتاح السيسي لإخلاء المدن المصرية من المناطق غير الآمنة، والأهم أن هذا التطوير يأتي ضمن المشروع الكبير لإحياء القاهرة التاريخية وإعادة رونقها واستخداماتها الثقافية والحضارية، وإقامة مشروع متكامل يحترم طابع الحضارة الإسلامية.
- نقل المدابغ وإنشاء مدينة للجلود: تم نقل جميع الورش والمدابغ إلى المدينة الجديدة للجلود بمنطقة الروبيكى، كما تم نقل 1500 أسرة من منطقة سور مجرى العيون إلى المدن الجديدة التي تم إنشاؤها خلال الفترة الماضية مثل مدينة الأسمرات، ومناطق الإسكان الجديد في مدينة بدر وغيرها.
- تطوير شارع المعز لدين الله الفاطمي: في 22 فبراير 2021 يمر 13 عامًا على افتتاحه كأكبر متحف مفتوح للآثار الإسلامية، ويرجع تاريخ انشائه لعام 265م، ليصبح سوق شاملة من يدخل من بوابته لا يمكن أن يخرج قبل ان يجد كل ما يحتاج، وكان من أشهر الأسواق في العالم وقتها، والعجيب ان داخل شارع المعز لا يمكن أن تشعر بحرارة الشمس، الحارقة، فقد تعمد المهندسون أن يكون تصميم الشارع متعرج، لكي يحمي الزائرين من حرارة الشمس.
وكان شارع المعز يتوسط القاهرة ويمتد من باب الفتوح لباب زويلة، ويحده من جهة اليمين باب النصر واليسار باب زويلة، والباب الرئيسي لدخول “متحف الآثار الإسلامية المفتوح “شارع المعز”، هو باب الفتوح. كما يضم الشارع ضريح «سيدي العارف بالله حسن الذوق»، ومسجد الأقمر، و«مجموعة السلطان قلاوون»… وهي مجموعة شاملة تضم مدرسة ومستشفى وسبيل ومسجد، أنشأها السلطان المملوكي سيف الدين قلاوون، لتكون مجموعة من المنابر التي تحاكي التعليم والدين والصحة وأعمال الخير وظلت كذلك حتى توقف نشاطها.
- مشروع احياء قصر الأمير بشتاك: يقع هذا الأثر بشارع المعز لدين الله الفاطمى بمنطقة النحاسين بجوار سبيل الأمير عبد الرحمن كتخدا وامام المدرسة الكاملية وحمام السلطان اينال ، انشىء هذا القصر على جزء من ارض القصر الكبير الشرقى وهو احد القصور الفاطمية العظيمة، وامتدت إليه يد الاغتصاب وتناوله الإهمال حتى آل الى الاندثار ومع ذلك فإن البقية الباقية منه الآن تنبئ عما كان عليه هذا القصر من فخامة وجمال وقد هدم بشتاك في انشاء هذا القصر عدة مساجد إلا انه أبقى على واحد منها لا يزال باقيا حتى اليوم وهو المعروف بزاوية الفجل ، ويرجع تاريخ إنشاء هذا الأثر الى سنة ( 735 – 740هـ/1334 – 1339م ) .
منشئ هذا القصر هو الأمير سيف الدين بشتاك الناصرى، كان أحد أمراء الناصر محمد بن قلاوون، ترقى في المناصب حتى وصل الى رتبة أمير، وكانت نهايته على يد الأمير قوصون منافسه الكبير الذى دبر له مكيدة للتخلص منه وذلك في أثناء حكم السلطان الملك الأشرف علاء الدين كجك بن الناصر محمد بن قلاوون الذى حكم سنة ( 742هـ / 1341م ).
وعانى قصر الأمير بشتاك سنوات طويلة من الإهمال وعدم إجراءات أعمال صيانة أو ترميم له وخاصة في النصف الثاني من القرن العشرين إلى أن تدخل مشروع تطوير القاهرة التاريخية بمشروع ترميم شامل للقصر بداية من عام 2003 وانتهى فى عام 2007 بتكلفة حوالي 6 مليون جنيه.
ثم صدر قرار السيد وزير الثقافة رقم 510 لسنة 2009 بتخصيص قصر الأمير بشتاك بشارع المعز لدين الله، ليكون مقراً لبيت الغناء العربي كأحد مراكز الإبداع الفني التابعة لصندوق التنمية الثقافية.
- مشروع ترميم مسجد الظاهر بيبرس: بدأت أعمال الترميم في شهر يونيو عام 2017 الماضي، بإجمالي قيمة التعاقدات حوالي 76 مليون جنيه. وتقدمت دولة كازخستان بمنحة لترميم المسجد، بقيمة 4.5 مليون دولار.
وتشمل أعمال الترميم، الأعمال الإنشائية وتخفيض منسوب المياه الجوفية بالمسجد، وإعادة بناء الإيوانات المفقودة، والأسقف والأعمدة الرخامية، وإعادة بناء القبة والمئذنة، وترميم الأجزاء القديمة بإيوان القبلة، وأعمال الترميم الدقيق والمعماري، وأعمال البياض، واستبدال الأحجار التالفة والمتهالكة، وأعمال تنسيق الموقع العام، وأعمال الكهرباء والإضاءة، وأنظمة الصوتيات والسمعيات.
- تطوير ميدان التحرير: بتوحيد لون المباني المحيطة وتركيب مسلة “رمسيس الثاني” التي تم نقلها من صان الحجر، ليصبح بمثابة متحف مفتوح أمام المتحف المصري وتنفيذ نظام إضاءة للميدان والمنطقة بالكامل عن طريق شركة الصوت والضوء. كما تم تصميم كتلة خرسانية تفصل محطة مترو الأنفاق عن المنطقة المخصصة لوضع المسلة الفرعونية والكباش، لضمان عدم تأثر «محطة السادات» أو الآثار بأي أضرار، ويصل وزن المسلة إلى 100 طن، بالإضافة إلى 60 طناً تمثل وزن الكباش الأربعة.
كما تضمن المشروع تحسين الصورة البصرية لمنطقة وسط القاهرة، وتضم عدد من المباني التاريخية في منطقة ميدان طلعت حرب، وشارع قصر النيل، وميدان مصطفى كامل. وشملت أعمال التطوير ازالة اللافتات من على واجهات المحلات ووضع لافتات مؤقتة.
كذلك تم تطوير مجمع التحرير حيث تم إنفاق مبلغ يصل لـ8 ملايين جنيه عليه لإعادة واجهاته لأصلها كما كانت في عام 1951 وإزالة التشوهات التي طالت المبنى عقب ثورة يناير وأيضا كوبري قصر النيل أنفق عليه نحو 8 ملايين لتطويره، لكن تعرضت أجزاء مطورة للتهشم والتشويه، مما يشير لعدم وجود متابعة وصيانة دورية.
لكن تدخل الصندوق السيادي للدولة بدور المطور العام لأصول المنطقة لإعادتها لرونقها بالشراكة مع مستثمرين دوليين ومحليين، واستغلال الأصول المنقولة للصندوق السيادي بمنطقة وسط البلد من جهات حكومية مختلفة ومنها مجمع التحرير الذي يأتي ضمن باكورة الأصول التي سيتم تطويرها ضمن المخطط الطموح لمنطقة القاهرة الخديوية.
كما تم تطوير جزء كبير من كورنيش النيل بالقاهرة ويجرى تنفيذ المرحلة الأولى من مشروع ممشى أهل مصر على ضفاف النيل الآن، بطول ٢ كم من كوبرى ١٥ مايو وكوبرى إمبابة، ويتضمن المشروع إنشاء مرسى ومسرح ومطاعم بممشى أهل مصر وإنشاء مرسى يخوت، ولسان مشاة على النهر، ومسرح مكشوف للحفلات الغنائية على النيل وأماكن جلوس ونوافير، وبرجولات.
ولا يقتصر العمل على المباني، بل على تخطيط الشوارع والميادين، وللمرة الأولى سيكون هناك مسارات للمشاة، وأخرى للدراجات بالقاهرة الخديوية، كما سيتم القضاء على ظاهرة الباعة الجائلين للأبد، وسيتم تنظيم عمل أسواق اليوم الواحد، وسيكون هناك سوق منظم بكل حي.
- مشروع تطوير “قرافة المماليك”: وتضم المنطقة الجنوبية من القرافة بها 15 أثرًا يعود للعصر المملوكي، مثل مجموعة ابن برقوق، ومسجد الأشرف برسباي والأمير قرقماس. فهناك مشروعًا للتنسيق الحضاري، لتحويلها لمزار سياحي، وأن يكون لها هوية بصرية خاصة بها، وأن يتم ربطها بالمنطقة المحيطة.
ويتضمن المشروع ترميم وإعادة استخدام عدد من المباني الأثرية، وهى قبة الكلشني، وسبيل وساقية السلطان قايتباي، بقايا قصر السلطان قايتباي “تربة الأمير منكلي بغا”، وفيما يخص قبة الكلنشي، فسيتم تنظيف الحوائط الحجرية بها، وترميم الأعمال الخشبية والمعدنية، وتعديل مستوى السطح وشبكة تصريف مياه الأمطار، وعمل إجراءات وقائية للتعامل مع مشكلة منسوب المياه الجوفية المرتفعة، وعمل معالجة للرسومات والنقوش وترميم وصيانة شاهد الضريح الرخامي بغرفة الدفن.
وبالنسبة لبقايا قصر السلطان قايتباي والمعروف باسم “القصر المنسي”، فإن الجزء المتبقي منه هو مقعد السلطان قايتباي والذي يتكون من صالة استقبال كبيرة مرتفعة فوق صف من غرف للتخزين، وهو الجزء الوحيد من القصر الذي ما يزال في حالة جيدة، مشيرًا إلى أن المقعد قد تم ترميمه حديثًا، وهو يستخدم حاليًا كمعرض ومركز للفنون والثقافة، بالإضافة إلى قطعة أرض كبيرة تمثل امتدادًا له مساحتها 1000 متر مربع، يعتقد أنها تحتوي على بقايا متهالكة من القصر.
- تطوير وتطهير بحيرة عين الصيرة “عين الحياة”: فى بحيرة عين الصيرة تم توريد مكونات النوافير وتجميعها وجار تركيب 13 نافورة بارتفاع 2.5م خلف المسرح، بالإضافة إلى 4 مجاميع مكونة من نافورة كبيرة بارتفاع 8م وحولها 8 نافورات بارتفاع 2,5 م، كما أنه جار تركيب شبكة الري العادية لري الأشجار والنخيل، وفي الوقت نفسه جار تنفيذ أعمال زراعة النجيلة والنخيل والأشجار شاملة شبكة الري بالرش والتنقيط، إلى جانب أنه جار حالياً تنفيذ طبقات الإحلال للمشايات الرئيسية والفرعية.
كما يستهدف المخطط تعزيز الربط بين المناطق التاريخية من خلال نظم نقل عام نظيفة ومتنوعة تتيح انتقال أكثر استدامة مثل الأتوبيسات الكهربائية البانورامية والتلفريك وحركة المشاة والدراجات وتقليل الحاجة إلى استخدام السيارات الخاصة. فمن المستهدف أن يربط التلفريك بين حديقة الفسطاط وحديقة الأزهر، بينما يربط الأتوبيس الكهربائي بين القاهرة الفاطمية والفسطاط. ومن المخطط أن تشمل المرحلة الثانية من مشروع تطوير منطقة الفسطاط، تطوير حديقة الفسطاط، وربطها بحديقة عين الصيرة، التي يجري الانتهاء من تطويرها، وكذلك تطوير المناطق المحيطة بمنطقة سور مجرى العيون، التي يتم تطويرها حاليا.
وجارى إنشاء 6 كباري بمنطقة عين الحياة ضمن مشروع محور الحضارات، حيث يتم إنشاء 3 كبارى من إجمالى 6 كبارى يربطوا المنطقة بالطريق الدائرى وطريقى صلاح سالم والأوتوستراد، والعاشر من رمضان للاستفادة القصوى من المنطقة التاريخية.
باحث أول بالمرصد المصري