سياسة

“العاصمة الإدارية الجديدة” .. نحو الخروج إلى المستقبل

محمد هيكل

تسعى الدولة المصرية منذ وصول الرئيس عبد الفتاح السيسي لسدة الحكم لمشروع العمر وهو عاصمة مصر الجديدة، وهو وجه جديد للدولة المصرية في عصرها الحديث يواكب التطور العالمي ويليق بالدولة الرائدة الحديثة التي تضع الإدارة المصرية هدف الوصول لها نصب عينيها وهو ما يمكن الاستدلال عليه من خلال عدة تصريحات للرئيس على مدار الفترة السابقة كان أخرها تصريحه اليوم الأحد خلال افتتاحه مشروع مجمع التكسير الهيدروجيني بمسطرد، محافظة القليوبية بأن العاصمة الإدارية كلفت 380 مليار جنيه في 7 سنوات.

استفادت مصر من تجربة الدول السابقة في هذا الخصوص فقد سبقت مصر في فكرة إنشاء عاصمة حديثة جديدة عدة دول أثر ذلك على شكل الحياة فيها بمختلف مناحيها بالإيجاب.

أكبر مثال على ذلك ما قامت به البرازيل بعد أن أقرت مشروع العاصمة الجديدة نيو برازيليا ، وهو ما أنعكس على المجتمع البرازيلي بالإيجاب في مناحي مختلفة كالصحة والسكن وفرص العمل وانخفاض التلوث بالعاصمة التاريخية ريو دي جانيرو وغيرها من المميزات التي حصدتها البرازيل من هذه الاستراتيجية المدروسة لتطوير الرقعة العمرانية بنسق يواكب التطور العالمي ، وهو ما تسعى له مصر بالمثل وبدأت فيه.

العاصمة الإدارية والتي صممت لتكون عاصمة ذكية تعد أحد أبرز مشروعات التطور العمراني في العالم حيث من المتوقع أن تستوعب المرحلة الأولى منها حولي 6.5 مليون مواطن لينمو عدد سكان العاصمة الإدارية الجديدة بعد ذلك إلى  18 مليون بحلول العام 2030 ثم ل 40 مليونا بحلول العام 2050 وهو ما من شأنه إدخال مفهوم جديد للحياة في مصر .

مشروع العاصمة الإدارية الجديدة ليس فقط مشروعا استثماريا بل هو مشروع قومي بالأساس تتنوع عوائده الاقتصادية والاجتماعية والثقافية على الدولة والمواطن ، بالإضافة لتوفير فرص عمل للشباب( تقريباً مليون فرصة عمل جديدة وهو ما أنعكس على معدل البطالة) ، كما خلق مناخا مناسبا جاذبا للاستثمار كما أنه مشروع عصري يواكب التطورات التقنية في العالم كما ويراعي البعد البيئي ليكون بذلك حقيقتاً مشروع متكامل يغير وجه مصر التي نعرفها.

أهمية المشروع :-

وتعد العاصمة جسرا حضارياً يشكل كيانا إداريا جديدا لمصر ويعد أيضا كيانا اقتصاديا وسياسيا وثقافيا في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا لتوفير بنية تحتية ذكية تكون نواة للحياة السهلة  واستدامة العاصمة الجديدة وربطها بالعاصمة التاريخية.

وتهدف إلى تأسيس مدينة إدارية واقتصادية جديدة لمصر ، تكون حديثة تتفق مع مفردات ومتغيرات العصر ، المدينة تقع ضمن إقليم القاهرة الكبرى وهو ما يساهم في زيادة الحيز العمراني ، وتفريغ القاهرة من التكدس والازدحام، بالإضافة لخلق منطقة جديدة جاذبة الاستثمار تربط بين القاهرة والسويس تخلق نحو مليوني فرصة عمل

تبلغ إجمالي مساحة العاصمة الإدارية الجديدة 168 ألف فدان وتقسم إلى الحي الحكومي ، حي المال والأعمال ، الحي الدبلوماسي والحي السكني

مميزات جديدة

  • تحتوي العاصمة الجديدة على حديقة مركزية ” كابيتال بارك “تبلغ مساحتها حولي 1000 فدان بطول 10 كم أي أنها تعادل ضعف حجم حديقة ” سنترال بارك ” الشهيرة بولاية نيويورك.
  • تحتوي على نهر بطول 35 كم مرتبط بجميع أنحاء العاصمة ليحاكي نهر النيل بالعاصمة القاهرة ويعتبر مشروع نهر الحديقة هو أكبر محور أخضر في العالم ، يحتوي على حدائق ترفيهية ومركزية على مساحة 5ألاف  فدان
  • تضم المدينة أول مركز سيطرة وتحكم أمني وخدمات السلامة العامة من خلال 6ألاف كاميرا موزعة على أنحاء العاصمة
  • سيتم ربط العاصمة الجديدة بشبكة خطوط السكة الحديد بجميع محافظات الجمهورية .
  • أحدث طرق النقل الجماعية التي تلتزم بمعاير السلامة
  • إنشاء مطار دولي بالعاصمة على مساحة 16 ألف كم
  • كما ستحتوي العاصمة على : مركز للمؤتمرات – مدينة طبية – مدينة رياضية – مدينة للمعارض – مدينة الفنون والثقافة على مساحة 27 1 فدان .

موقع متميز للمشروع :-

تقع العاصمة على بعد 45 كم القاهرة و 80 كم من السويس و55 كم من خليج السويس وتتميز بقربها من القاهرة وبالأخص المدن الجديدة ( التجمع الخامس – الرحاب – الشروق كما وحي مصر الجديدة) ويرتبط موقع المشروع بأربع محاور رئيسية وهو ما يسهل الوصول إليها وهي : ( طريق السويس – طريق العين السخنة – طريق الدائري الأوسطي – الطريق الإقليمي ) بالإضافة لطرق رئيسية أخرى.

  • حقائق عن عاصمة مصر الجديدة
  • 706تبلغ مساحتها  كم2 أي 168 ألف فدان ، أربع أضعاف مساحة واشنطن  وتعادل مرة ونصف مساحة مدينة سنغافورا
  • 40 % من المدينة مخصصة للسكن  بوقع 20 حي سكني وتستطيع المدينة استيعاب 7 مليون نسمة دون زحام
  • صممت ليكون نصيب الفرد 15 م2 من المساحات الخضراء
  • 70% من المباني مغطاه بألواح الطاقة الشمسية
  • 30% من المدينة تهدم قطاع المال والأعمال
  • 40% من الطرق مصممة للمشاة الدراجات
  • 70% من المدينة مغطاه بشبكة معلومات عالمية
  • 11.5 كم2 مساحة الأراضي المخصصة للمشروعات الصناعية
  • 650 كم 2 طرق رئيسية وتحتوي على مطار بمساحة 33 كم2

مراحل تنفيذ المشروع :

نظراً لضخامة المشروع وحجمه و المدة الزمنية والتكلفة الكبيرة له تم تقسيم مشروع العاصمة الإدارية على ثلاث مراحل ، المرحلة الأولى مساحتها 40 ألف فدان ، المرحلة الثانية 47 فدان ، المرحلة الثالثة 97 ألف فدان

 وبما للمشروع من أهمية خاصة فقد أصدر وزير الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية قرار رقم 150 لسنة 2016 بإنشاء جهاز لهيئة المجتمعات العمرانية الجديدة خصص للعاصمة الإدارية وتجمع الشيخ محمد بن زايد العمراني بهدف تنظيم العمل وضمان جودة وسرعة الانتهاء من مراحل المشروع.

المصريون يبنون مستقبلهم بأيديهم

في سباق مع الزمن يواصل العاملون بالعاصمة الإدارية الليل بالنهار للانتهاء من مراحل المشروع المختلفة مع قرب بدأ انتقال المواطنين بالأخص الموظفين بالدولة إلى العاصمة الجديدة ، يأتي ذلك إيماناً من المهندسين والمقاولين والعمال المصرين بأهمية المشروع الذي يمثل درة التاج لمستقبلهم ومستقبل أبنائهم وهو ما أنعكس على حجم الجهد الخرافي الذي تقوم به الشركات الهندسية القائمة على المشروع كما أنعكس ذلك على حماس العاملين بالمشروع الذي يتم بأيادي مصرية تحت إشراف الهيئة الهندسية للقوات المسلحة مع عدد من الشركات المصرية بالإضافة لشركات أجنبية

حيث يعمل بالحي الحكومي والسكني بالمرحلة الأولى من العاصمة الإدارية أربع شركات وهي ( المقاولون العرب – شركة طلعت حرب – تحالف أوراسكم – أبناء علام – وشركة كونكورد) ، وقد صرح وزير الإسكان عاصم الجزار في مداخلة له مع برنامج “على مسؤوليتي ” أن عدد العملين المصريين في العاصمة بلغ مليون شخص تقريباً.

وهو ما يدلل على أهمية المشروع للمصرين ومنافعه المختلفة كما قيمته القومية التي لا تختلف عن قيمة شق قناة السويس بأيدي المصريين في عصر الملكية أو بناء السد العالي في حقبة الرئيس عبد الناصر

ختاماً

إدارة الدولة المصرية ممثلة في شخص الرئيس السيسي ومنذ توليه المسؤولية عملت بشكل علمي على حل المشكلات المتأصلة في الدولة من جزورها بدلاً من معالجة أعراضها ، وهو ما شهدناه في مختلف الملفات.

العاصمة الإدارية الجديدة بالإضافة لقيمتها القومية ومنافعها على الاستثمار تقدم حلا لمشكلة الزحام بالعاصمة التاريخية القاهرة كما تبدأ في تأسيسي شكل جديد لحياة المصرين بأيادي المصرين يواكب التطور العالمي ، مبدأ ” الخروج” هو مبدأ في التصميم العمراني ناد به كبار مهندسو التخطيط العمراني بمصر لحل أزمة العاصمة لعشرات السنين.

واليوم نرى عاصمة جديدة تعبر عن مصر الجديدة الحديثة والمعاصرة ، دون أن تنسى الدولة أهمية القاهرة التاريخية وتحويلها لمتحف مفتوح أمام العالم ضمن خطة تطوير العاصمة ، إن دل ذلك على شيء فهو يدل على تصميم الدولة على كتابة صفحة جديدة لمصر تليق بها بدلاً من سنين لم تكن فيه الصورة الذهنية أو الحياة بمصر تناسب مكانتها كدولة حديثة رائدة وقادرة على تغير مستقبلها بأيدي أبنائها بعد مرحلة حرجة من عمر الوطن.

+ posts

باحث ببرنامج السياسات العامة

محمد هيكل

باحث ببرنامج السياسات العامة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى