الأمريكتان

“تيك توك” يشعل الخلاف بينهما..واشنطن تتوعد بحظر “التطبيق” وبكين ترد: الحظر “عمل بربري”

مقاطع الفيديو الجذابة للتطبيق الصيني “تيك توك” وسهولة استخدامها جعلتها شائعة للغاية ولها مئات الملايين من المستخدمين على مستوى العالم.

و”انفجرت” شعبية هذه المقاطع في الولايات المتحدة ودول غربية أخرى، ليصبح أول منصة صينية لوسائل الإعلام الاجتماعية تجذب هذا القدر من المستخدمين خارج الصين.

وتم تحميل التطبيق 315 مليون مرة في الأشهر الثلاثة الأولى” فقط” من هذا العام، وبذلك فهو يحتل الترتيب الأول تاريخيا في مرات التحميل خلال فترة زمنية قصيرة للغاية، وذلك وفقًا  لشركة التحليلات المتخصصة Sensor Tower.

ويتزامن ذلك مع انتشار جائحة كورونا في العالم والحجر الصحي الذي جعل سكان العالم يلزمون منازلهم فزادت معدلات استخدام شبكة الإنترنت للتسلية وبالتالي التطبيقات المنتشرة عليها.

واستدعت تلك الشعبية الكبيرة داخل الولايات المتحدة حلقة  جديدة في المعركة بين القطبين ” واشنطن – بكين” تمثلت فما صرح به ترامب حول تحديد يوم الاثنين الموافق 15 سبتمبر القادم لإيجاد مشتر أمريكي للتطبيق الصيني ” تيك توك”  على أن يعني هذا دخول مبلغ كبير من المال لوزارة الخزانة الأمريكية.

وردا على سؤال في إفادة صحفية لاحقة عما إذا كان يجب أن تأتي أموال الخزانة من مايكروسوفت – التي تسعى لشراء “تيك توك” أو ByteDance ، الشركة الصينية الأم لتيك توك ، قال ترامب إن الولايات المتحدة يجب أن تحصل على جزء كبير من الصفقة “في كلتا الحالتين”.

وأكد ترامب أنه إذا فشل في ذلك فسيغلق التطبيق برمته، مشيرا إلى أن الصين ليست لديها أية حقوق في أمريكا سوى تلك التي تمنحها لها الإدارة الأمريكية.

ووصف الرئيس الأمريكي اقتراحه بأنه أشبه بعقد إيجار مضيفًا أن بكين تدين للولايات المتحدة في نجاح تطبيق ” تيك توك”.

وقال وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو ، في تصريحات أدلى بها لشبكة فوكس نيوز ، إن عددا لا يحصى من شركات البرمجيات الصينية “تغذي  مباشرة الحزب الشيوعي الصيني ، و جهاز الأمن القومي هناك”.

فيما قال خبراء الأمن السيبراني إن المخاطر المحتملة لتطبيق “تيك توك” على الأمن القومي الأمريكي نظرية إلى حد كبير ولا يوجد دليل يشير إلى أن بيانات مستخدمي التطبيق قد تم اختراقها من قبل المخابرات الصينية.

وكانت إدارة ترامب استهدفت مرارا وتكرارا تطبيق الفيديو القصير في الأسابيع الأخيرة، مشيرة إلى مخاوف بشأن خصوصية وأمن مستخدميها.   

على الجانب الآخر ووفقًا لـ ” Gene Kimmelman” مستشار وزارة العدل الأمريكية لمكافحة الاحتكار فإن مطالب الرئيس حول ذهاب جزء من أموال الصفقة إلى وزارة الخزانة الأمريكية لا أساس له في قانون مكافحة الاحتكار الأمريكي وتابع أنه ليس من المعتاد أن يكون للتعاملات المالية انعكاسات جيوسياسية على العلاقات بين البلاد.

وحول عرض مايكروسوفت فقد قالت الشركة في بيان على موقعها يوم الأحد الماضي  إن رئيسها التنفيذي ” Satya Nadella” تحدث مع ترامب حول شراء التطبيق.  

وقالت مايكروسوفت   أنها ملتزمة بالحصول على TikTok  تحت مراجعة أمنية كاملة مع توفير مزايا اقتصادية للولايات المتحدة الأمريكية وأضافت في البيان عبر موقعها  أنها “ستتحرك بسرعة” للتفاوض مع ByteDance في غضون أسابيع.

وقد أعرب “بيتر نافارو ” المستشار التجاري للبيت الأبيض عن قلقه من الاستحواذ المحتمل لشركة Microsoft بسبب روابط الشركة الوطيدة بالصين .

و لكن على أي حال،فسوف تستند المناقشات مع ByteDance إلى إخطار من Microsoft و ByteDance إلى لجنة الاستثمار الأجنبي في الولايات المتحدة حيث  ينطوي الإخطار على اقتراح مبدئي بشراء خدمة TikTok في الولايات المتحدة وكندا وأستراليا ونيوزيلندا .

ومن بين أهداف عملية الاندماج هذه ، الحفاظ على البنية الأساسية التي يفضلها مستخدمي التطبيق الصيني  حاليًا ، مع إضافة حماية عالمية  ، وحماية رقمية.  كما سيتم بناء “نموذج” تشغيلي للخدمة لضمان الشفافية للمستخدمين وكذلك الرقابة الأمنية المناسبة من قبل الحكومات في هذه البلدان.

ومن بين التدابير الأخرى ، ستضمن Microsoft نقل جميع البيانات الخاصة لمستخدمي TikTok الأمريكيين إلى الولايات المتحدة وبقاؤها هناك.  بحيث إذا تم   تخزين هذه البيانات أو نسخها احتياطيًا خارج الولايات المتحدة ، ستضمن Microsoft حذف هذه البيانات من الخوادم خارج البلد بعد نقلها.

 إلا أن الداخل الأمريكي لا يبدو مرحبًا بقرارات الرئيس الأمريكي كثيرًا وحول ذلك صرح ” مدير برنامج القانون والعلوم والتكنولوجيا” بجامعة ستانفورد أن عملية شراء التطبيق لن تكون مجدية إلا أن عداء إدارة ترامب لكل ما يندرج تحت مسمى الملكية الصينية يجعله يضع الكثير من الأشياء تحت مسمى ” التهديدات الأمنية” وأن هذ الأمر في منتهى الخطورة لأنه سيؤدي إلى تحول الإنترنت إلى شبكات وطنية متنافسة.

حيث أشار البعض إلى أن أي حظر له دوافع سياسية والدافع هنا أن العديد من المراهقين – الذين هم المستخدمون الرئيسيون لـ TikTok – لا يحبون ترامب.

أما الرد الصيني فجاء عبر وزارة الخارجية يوم الاثنين الماضي حيث قالت إنها تعارض بشدة أي إجراءات أمريكية ضد شركات البرمجيات الصينية، وتأمل أن تتمكن الولايات المتحدة من وقف “سياساتها التمييزية” ضد بكين.

وقالت وسائل إعلام صينية رسمية أيضًا إن حظر تيك توك سيكون “عملا بربريا ” ، ورفضت مزاعم الولايات المتحدة بشأن مخاوف تتعلق بالأمن القومي .

+ posts

باحث أول بالمرصد المصري

نيرمين سعيد

باحث أول بالمرصد المصري

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى