سياسة

مثقفون ومفكرون لـ(أ ش أ): “30 يونيو” “أثبتت” فشل “الإخوان” ومشروعهم” وحافظت على الهوية الوطنية للمصريين

أكد مثقفون ومفكرون أن ثورة “30 يونيو ” التي قام بها المصريون “أثبتت” فشل جماعة “الإخوان” وفشل “مشروع الإسلام السياسي” في مصر والمنطقة العربية كاملة.

وذكر المثقفون والمفكرون – في أحاديث منفصلة للنشرة الثقافية لوكالة أنباء الشرق الأوسط اليوم الأحد – أن ثورة “30 يونيو” حافظت على الهوية الوطنية للمصريين وأكدت التمسك بهوية الدولة المصرية باعتبارها دولة وطنية مدنية حديثة، كما بينت فشل التطرف والتشدد في أن يكونا  لهما موطنا أصليا  في مصر وبين المصريين.

وأضاف المثقفون :” جاءت ثورة 30 يونيو  لتحمي الأمة من انحدار من مصير لا أحد يتوقع ولا يعرف نهايته” ، مشيرين إلى  أن هدم مفهوم “الدولة” الوطنية كان أحد ابرز أهداف “الإخوان”.

وتحل بعد غد الثلاثاء الذكرى السابعة لثورة 30 يونيو  التي أنقذ فيها المصريون دولتهم الوطنية من السقوط بقدر ما انتصروا لثقافتهم الوطنية وتاريخهم وهويتهم ومنظومة قيمهم الحضارية ومستقبلهم، وفرضوا إرادتهم الشعبية الحرة لتدخل مصر عصرا جديدا.

في البداية، يرى الكاتب الصحفي حلمي النمنم، وزير الثقافة الأسبق أن ثورة “30 يونيو” حافظت على الهوية الوطنية للمصريين وأكدت التمسك بهوية الدولة المصرية باعتبارها  دولة وطنية مدنية حديثة  وأول دولة وطنية ظهرت في المنطقة في العصر الحديث.

وأضاف “النمنم” أن الثورة مثلت فشلا  لجماعة “الإخوان” ومشروع الإسلام السياسي” في مصر والمنطقة العربية بالكامل  كما أظهرت فشل  التطرف والتشدد في أن يكونا  لهما موطنا أصليا  في مصر وبين المصريين  ، مشيرا في هذا السياق إلى وحدة المصريين جميعا فقراء وأغنياء ، أريافا ومدنا ،مسلمين ومسيحيين ضد الجماعة ومشروعها الفصائلي.

وتابع قائلا :” في سنة 2013 كان عدد سكان مصر حوالي 90 مليونا  وربما يزيد قليلا نزل منهم  إلى الشارع 33 مليونا  أي أكثر من ثلث تعداد السكان وهو رقم غير مسبوق في  ثورة مصرية أو عربية أو عالمية  إذ لم تكن الثورة الفرنسية بهذا الحجم من الجماهيرية  كما لم تكن الثورة البلشيفية أو الثورة الإيرانية وبالتالي هي أكبر ثورة من حيث الجماهيرية ، مضيفا أن “نزول هذا العدد الهائل من المصريين  خلال سنة من حكم الإخوان معناه  أن هذا الحكم كان فاشلا باعتراف الجميع”.

وأشاد  “النمنم” بما قدمه رجال القوات المسلحة البواسل والشرطة الذين قاموا بجهود “باسلة” وقدموا تضحيات ذهبت بالأنفس والدماء” ، مؤكدا ، في الوقت نفسه ، نجاحهم في السيطرة  على الإرهاب والحفاظ على أمن الوطن والمواطن.

وأشار إلى دور “المثقفين”  الذين يخوضون معركة لا تقل أهمية عن “معركة الجيش والشرطة” في “مواجهة” الأفكار “المتشددة والمتطرفة” وأن جزءا كبيرا من كشف وتعرية هذه الأفكار  لعبه المثقفون المصريون عبر أجيال من رفاعه الطهطاوي إلى فرج فوده ونصر حامد أبو زيد حتى “خروج” “الإخوان” من الحكم كانت “تعريتهم” على يد “مجموعات وفصائل” من المثقفين  الذين وضعوا  “أرواحهم” على أكفهم ، معتبرا أن  “معركة” المصريين مع الإرهاب ربما ولدت عام 2011  لكن معركة المصريين  مع “الأفكار الظلامية” كانت قبل ذلك بمراحل  من السبعينيات.

من جانبه، أكد الكاتب والمفكر  الدكتور صلاح فضل أن ثورة “30 يونيو” هي تاريخ فاصل في حياة  المصريين  الذين ثاروا على حكم جماعة “الإخوان” وقاموا بأعظم تغيير في  تاريخ مصر  المعاصر والوطن العربي  بتنحية الجماعات الدينية عن الحكم  وانقاذ  مصر والوطن العربي  من شرورهم.

وأضاف “فضل  أن “الإخوان”  قفزوا على السلطة  بعد 25 يناير  مستغلين شوق أبناء مصر للتحول الديمقراطي فيما لم يتقبلوا ثورة الشعب عليهم  ولم يسلموا السلطة طوعا  وتحولوا  إلى جماعات إرهابية. ، مشيرا إلى أن جماعة الإخوان بفروعها المختلفة لم تقبل ثورة الجماهير عليها ومناصرة القوات المسلحة لها  فتحولت إلى عصابات ارهابية.

بدوره أكد عالم المصريات، الدكتور وسيم السيسي، أن ثورة “30”يونيو مثلت انقاذا  لمصر من مخطط وضع لهذه المنطقة  منذ 1907  ، مشيرا  في هذا السياق إلى سقوط العراق وليبيا واليمن وسوريا فيما لم يبق غير مصر  الجائزة الكبرى.

وقال السيسي :” لولا 30 يونيو لكنا على وشك السقوط والدخول في ثقب أسود يلتهم القارات  والنجوم والكواكب  ولولا المخزون الحضاري في مصر من الآف السنين والجميع نزل عندما شعرت مصر بالخطر  وتوحد المصريون كما توحدوا في اكتوبر 1973″.

وأوضح السيسي أن عظمة مصر وتاريخها التي غيرت تاريخ العالم وقد قيل أن من يحكم مصر يحكم العالم لذلك مصر قضت على كل المؤامرات عبر تاريخها العظيم ، مشيرا إلى أنه في 30 يونيو قضت مصر على مؤامرة كبرى فى المنطقة وأفشلت مخططا أمريكيا بعد أن كانت مصر هي الجائزة الكبرى بعد تدمير ليبيا وسوريا واليمن والعراق.

وأضاف أن  مصر بثورة 30 يونيو قلبت الدنيا على رأسهم وغيرت مجرى التاريخ فهي بلد صاحبة حضارة عريقة ، مشدد  على ضرورة معرفة الشعوب بتاريخها لان البشرية لها تاريخ وان التاريخ ما هو الا وعاء التجارب البشرية.

من جانبه ،أكد الدكتور أنور مغيث أستاذ الفلسفة الحديثة والمعاصرة بجامعة حلوان ومدير المركز القومي للترجمة سابقا الفائز بجائزة التفوق فرع العلوم الاجتماعية 2020  أن ثورة “30 ” يونيو  تمثل للشعب المصري الانقاذ قبل “السقوط في المنحدر” وأن هذه الثورة جاءت تحمي الأمة من انحدار  لمصير لا حد يتوقع ولا يعرف نهايته.

وأضاف  “مغيث”  أنه كان يوجد  رصد لحالات من” أخونة” الدولة والتسيب في كل المجالات  وفكرة سحل الناس في الشوارع وان يأخذ المواطن حقه بيده وهذا هو المسار الذي كانت مصر ذاهبة إليه  أن  تنقسم إلى جماعات وفصائل وكل جماعة تحاول أن  تحافظ على حقها من خلال تسليح نفسها  أي  هدم مفهوم الدولة الوطنية وأن الانهيار  كان بإيقاع سريع وأن 30 يونيو مثلت وقفة ضرورية  قبل ان يتم هذا الانحدار والانهيار.

+ posts

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى