
معركة طرابلس .. غارة على قاعدة الوطية، والمعارك تشتد جنوباً
تستمر المعارك العنيفة في المحاور الجنوبية للعاصمة الليبية طرابلس، في ظل محاولات من جانب قوات حكومة الوفاق لكبح جماح الهجوم الشرس المتصاعد منذ عدة أيام لوحدات الكتيبة 128 مشاة التابعة للجيش الوطني الليبي في محور مطار طرابلس – معسكر حمزة.
في محور مطار طرابلس – معسكر حمزة، تراجعت قوات الجيش الوطني من بعض المواقع المتقدمة على طريق المطار وبعض المواضع الدفاعية الموجودة غربي معسكر حمزة، بفعل تحركات هجومية لقوات الوفاق، تم صدها شمالي منطقة كوبري الفروسية، وصاحبتها عمليات قصف جوي من جانب الطائرات المسيرة التركية الصنع التابعة لقوات الوفاق. الا ان تقدم وحدات الجيش الوطني ممثلة في الكتيبة 116 مشاة في اتجاه شمالي جزيرة الفحم أستمر، وباتت القوات فعلياً داخل المنطقة السكنية لحي الزهور.
من الهجمات اللافتة خلال الساعات الماضية، كانت غارة لطائرة تركية الصنع دون طيار على قاعدة الوطية الجوية شمال غرب البلاد،مما أسفر ،حسب المتحدث بإسم الجيش الوطني، عن استشهاد ثلاثة من أفراد الجيش الوطني، وجرح ستة آخرين. هذه العملية أثارت من جديد شكوك حول الموقع الذي تنطلق منه هذه الطائرات في الوقت الحالي، نظراً لأن سلاح الجو والدفاعات الجوية التابعة للجيش الوطني تلاحق بشكل دائم هذه الطائرات منذ أبريل الماضي، وتشير بعض التقديرات الى أمكانية إقلاع هذه الطائرات من الأراضي التونسية، التي تحاذي ليبيا من الجهة الغربية، خاصة أن الهجوم على قاعدة الوطية الجوية جاء من هذا الاتجاه.
في محور صلاح الدين، استمر تقدم وحدات الجيش الوطني في الاتجاه الشمالي للمحور، على طريق خلة الفرجان والهضبة، واستمرت كذلك عمليات التطهير في نطاق الأحياء السكنية المتواجدة شمال مبنى مصلحة الجوازات. وترافق هذا مع عمليات مكثفة للطيران الحربي التابع للجيش، الذي قصف مخزناً للذخيرة في قاعدة معيتيقة الجوية، ومناطق في محور صلاح الدين، بجانب مقر كتيبة الضمان ومنطقة بئر الأسطى الواقعتين في تاجوراء.
أستمرت المعارك أيضاً في محور عين زارة، حيث تقاتل وحدات الكتيبة 519 مشاة،وتتدفق التعزيزات على محاور قتالية يتوقع تفعيلها خلال الساعات المقبلة، منها تعزيزات للكتيبتين 302 صاعقة و110 على مشارف مدينة سرت، وتعزيزات أخرى لعدد كبير من الكتائب، منها الكتيبة 78 مشاة في منطقتي المطرد وصرمان غربي مدينة الزاوية، والكتيبة 134 مشاة في مناطق أبو عيسى والصابرية جنوب وغرب مدينة الزاوية.
في ما يتعلق بالمساعدات التركية المقدمة الى حكومة الوفاق، فقد استمر نزيف وحدات حكومة الوفاق في ما يتعلق بهذه المساعدات، حيث صادرت وحدات الجيش الوطني في محور صلاح الدين عربة قتال مدرعة تركية الصنع من نوع “كيربي”، وتم الإعلان في سوريا عن أول قتيل في صفوف المرتزقة الذين أرسلتهم تركيا للقتال بجانب وحدات حكومة الوفاق، وهو أحد المنتمين لفصيل (السلطان مراد). في نفس الإطار أعلن المتحدث بإسم الجيش الوطني عن قصف المقاتلات الليبية لعدد من الحافلات قرب قاعدة معيتيقة الجوية، كان يتواجد بداخلها عدد من الضباط الأتراك. وأعلن العقيد أحمد المسماري أن الوحدات البحرية الليبية أتمت استعداداتها لصد أية محاولات للبحرية التركية قبالة الساحل الليبى.
على المستوى السياسي، أستمرت القبائل الليبية في إعلان موقفها من التدخل التركي في الشأن الليبي، وكان بيانات لمشائخ منطقتي قصر بن غشير والحساونة. وترافق هذا مع موقف سياسي مهم للمملكة العربية السعودية، التي أعلنت خارجيتها في بيان لها عن رؤيتها للتصعيد التركي في ليبيا كانتهاك للمواثيق الدولية، ومهدد للأمن القومي العربي. كان للولايات المتحدة موقف لافت منذ أيام، حين عقد وفد من السفارة الأمريكية في ليبيا لقاء مع مسئولين من حكومة الوفاق، للتباحث حول (مكافحة الميليشيات)، وهو موقف يمكن أن نضعه في أطار محاولات واشنطن لقياس مدى السيطرة الحالية لحكومة الوفاق على الوضع في طرابلس، في ظل تزايد الخلافات بين فصائل طرابلس، خاصة في منطقة الزاوية غربي العاصمة
باحث أول بالمرصد المصري