الصحافة العربية

هل تنهي الكتل الشيعية في البرلمان العراقي “الوجود العسكري” الأمريكي في البلاد

استفاق الشرق الأوسط صباح الجمعة علي وقع استهداف ثانِ أقوي رجل في دولة الفقيه الإيرانية، قاسم سليماني، قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني مع عدد من معاونيه أبرزهم “أبو مهدي المهندس” نائب رئيس الحشد الشعبي العراقي، ومستشار سليماني في العراق.

وتوعدت طهران بلسان العديد من قنواتها الرسمية العليا برد انتقامي، على استهداف ومقتل أحد أكفأ جنرالاتها والمسؤول الأول عن جميع العمليات العسكرية والاستخباراتية الإيرانية خارج الحدود، الذي أضاف بدوره طوال فترة تولية قيادة الفيلق النخبوي؛ تكتيكات مبتكرة في حروب العصابات وأساليب الالتفاف والتطويق وحصر الجماعات والتنظيمات العدائية ولاسيما المدعومة من تركيا في جيوب عسكرية ضيقة، وقد شهدت معارك حلب ودير الزور وغوطة دمشق بصمات سليماني الواضحة.

وفي سياق متصل، أدان رئيس الوزراء العراقي عادل عبد المهدي الضربة الأمريكية، مشيراً أن “المهندس” كان يشغل منصباً رسيماً في العراق “الحشد الشعبي” المنضوي ضمن التشكيلات العسكرية القتالية للعراق، إذ يأخذ عناصره رواتبهم الشهرية من الحكومة العراقية. وشوهد رئيس الوزراء في تشييع قاسم سليماني والمهندس صباح السبت.

وجري التشييع في حي الكاظمية في بغداد، قبل أن تُنظّم مراسم تشييع وطنية في المنطقة الخضراء بحضور عدد من القادة العراقيين، منهم رئيس الوزراء الأسبق نوري المالكي وعمار الحكيم زعيم تيار الحكمة، وفالح الفياض رئيس هيئة الحشد الشعبي، وهادي العامري رئيس الكتلة النيابية الموالية لإيران في البرلمان. كما ستشهد كربلاء مراسم تشييع كبري هي الأخرى.

البرلمان العراقي وخطوة مكررة لنتيجة معروفة

في هذه الأثناء يتجه البرلمان العراقي لعقد جلسة استثنائية سيناقش فيها مشروع إجلاء القوات الأمريكية من العراق، وبدفع من المكونات النيابية الموالية لإيران في محاولة لاستصدار شرعية قانونية لمجابهة أشكال التواجد الأمريكي وبروتوكولات التعاون الأمني والاستخباراتي مع بعض الأجهزة، والعناصر الحكومية المناوئة للنفوذ الإيراني بالبلد الذي مزقته الحرب لسبعة عشر عاماً. استنادا إلى أحكام المادة 58 من الدستور من أجل تنظيم الموقف الرسمي العراقي.

الجلسة ستعقد وسط خلافات عميقة، بين المكونات العراقية الممثلة، كما يتوقع أن يدفع التمثيل السني والكردي باتجاه رفض المقترحات المقدمة.

تعول المكونات السنية والكردية العراقية علي القوات الأمريكية في مكافحة تنظيمات داعش والقاعدة، وكذلك مكافحة النفوذ الإيراني المتغول في البلاد، والذي عبّرت عنه اليوم بصورة رسمية انطلاق مسار تشييع جثامين القتلى الإيرانيين في الضربة الأمريكية من حي الكاظمية في بغداد قبل مراسم الدفن في إيران.

بدورها رفعت إيران لأول مرة، راية الجهاد الحمراء في حوزة قم، في إعلان استنفار لكافة قواتها وميليشياتها العسكرية المنتشرة بطول وعرض الإقليم عن بدء مرحلة جديدة من الصراع بقواعد اشتباك مختلفة وقد تبدو موسعة.

الجدير بالذكر أن العام الماضي شهد العديد من حالات الانعقاد الاستثنائي للبرلمان لمناقشة إنهاء التواجد الأمريكي وبائت جميعها بالفشل. كما يتوقع أن تسير الجلسة المقبلة نحو نفس النتيجة بحسب المؤشرات المستجدة علي المشهد العراقي، وأيضاً بعودة نخبة القوات الأمريكية المحمولة جواً من أوروبا الغربية والسواحل الشرقية للولايات المتحدة للشرق الأوسط، حيث أعلن وزير الدفاع الأمريكي أن بلاده بصدد إرسال 3000 عنصر آخر لتأمين المصالح الأمريكية في المنطقة وتثبيت السيطرة الميدانية علي الأرض.

+ posts

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى