الصحافة الدولية

“صفعة أمريكية”.. هدية واشنطن لزعيم كوريا الشمالية

تلقى رئيس كوريا الشمالية، كيم جونج أون، صفعة قوية جراء تجاهل واشنطن لتهديداته بشأن الهدنة التي تنتهي بنهاية عام 2019، حيث لم يتلق أي رد فعل لتصريحاته المتتابعة حول البرنامج النووي، والعقوبات الاقتصادية الموقعة على بلاده.

كوريا الشمالية تُعلن عدم تخليها عن برنامجها النووي

جاءت هدية عيد الميلاد هذا العام مفاجأة غير متوقعة لكوريا الشمالية، فقد جاءت تصريحات كيم في اجتماعه الذي دام لأربعة أيام باللجنة المركزية لحزب العمال الحاكم في كوريا الشمالية لتعبئة الثقة في حكمه ولتبرير رفضه التخلي عن برنامجه النووي.

وأصيب بخيبة الأمل في استكمال المحادثات بشأن البرنامج النووي لكوريا الشمالية، والتي توقفت في نوفمبر الماضي، جراء إعلان كوريا الشمالية رفضها لسياسة المفاوضات مع أمريكا، فقد أشارت إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية تطلب في محادثاتها حل كامل وشامل بما يناسبها، بغض النظر عن الأطراف الأخرى. في حين رفضت الأخيرة أن تُقدم أي تنازلات فرعية مقابل تنازل كوريا الشمالية عن برنامجها.

استراتيجية متعثرة

يزعم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أنه أتقن فن التفاوض النووي، وعلى الرغم من ذلك القمة الأولى التي جمعته بـ كيم، والتي عُقدت يونيو 2018 في سنغافورة، خلصت إلى إعلان ترامب أن: “كوريا الشمالية لم تعد تُشكل تهديدًا نوويًا”.

إلا أن هذا لم يُثمر عن إحراز أي تقدم ملحوظ بشأن نزع السلاح النووي من كوريا الشمالية، فقد تلت هذه التصريحات إجراء عدد من التجارب الصغيرة لعدد من الأسلحة الباليستية، وتم استعراضها على مراحل مختلفة.

ليس هذا فحسب، وإنما تمادى كيم بإعلانه عن عدد من التجارب بشكل صريح لوسائل الإعلام، وسمح للإعلام المحلي بأن يبث التجارب بثًا مُباشرًا للجمهور، وقدم تصريحات في أكثر من مناسبة حول تطوير القدرات النووية والبرنامج النووي الكوري.

محادثات واهية

وفي المقابل، أعلن كيم أكثر من مرة عن استعداد بلاده لإنهاء نظام العقوبات الذي اتخذته إدارة ترامب بشكل غير عسكري، وهو ما اعتبرته الإدارة الأمريكية علامة مؤكدة على استعداد كوريا الشمالية للتخلي عن برنامجها النووي ونزع أسلحتها.

وبناء على هذه التصريحات، قامت كوريا الشمالية بإجراء عمليات إخلاء عشوائية عن طريق إغلاقها لمواقع التجارب النووية التي لم تطلب الولايات المتحدة بإغلاقها بشكل فعلي. مع تأكيد كيم على أن بناؤه لهذه الترسانة النووية هو رد فعل دفاعي تجاه السياسات العدائية الأمريكية، فإذا قامت أمريكا بسحب قواتها من شبه الجزيرة الكورية، ستقوم كوريا الشمالية بإتمام نزعها للسلاح النووي.

في سياق آخر نجد أن كوريا الجنوبية قامت بدور الوساطة ما بين واشنطن وبيونج يانج، فهي تعمل دائمًا على الحفاظ على مستوى هادئ من المحادثات بين الطرفين، فقد كان لها دور قوي في إقامة قمة صغيرة بشكل مفاجئ في فيتنام فبراير 2019، بعد فشل المحادثات حول تخلي كيم عن برنامجه النووي، ولم تصل إلى أي جديد، فمازالت المحادثات تواجه باب مسدود، على الرغم من الآمال والتوقعات التي أطلقها معظم المحللين السياسيين بشأن ما يُمكن أن تُثمر إليه هذه القمة المفاجئة.

وفي نهاية المطاف، واجهت القمة الثالثة في هانوي نهاية يونيو الماضي، فشل ذريع، فقد اتهمت بيونج يانج واشنطن بسوء النية، وهو ما أدى إلى منح كوريا الشمالية واشنطن فرصة لتغيير لهجتها التفاوضية، والتي كما نرى جميعًا الآن بائت بالفشل.

ويبقى التساؤل هنا قائمًا حول ما إذا كان كيم يرغب بالفعل في إطلاق السلاح الاستراتيجي الذي أعلن عنه أمس لإعلان عودة كوريا الشمالية إلى ساحة الدول النووية بشكل صريح، أم هو مجرد إثارة لانتباه واشنطن لكي تعود إلى مائدة المفاوضات مرة أخرى؟

+ posts

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى