
فعاليات اليوم الثاني من الشق الرئاسي لمؤتمر كوب 27
استمرت فعاليات الدورة السابعة والعشرين لمؤتمر الدول الأطراف باتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن المناخ “كوب 27” بشرم الشيخ، والتي تمثلت في اليوم الثاني للشق الرئاسي من هذه الدورة، بمشاركة نحو 110 من قادة وزعماء العالم ورؤساء الحكومات ولفيف من الشخصيات الدولية، إلى جانب 10 آلاف من منظمات المجتمع المدني، و26 ألفا و500 يمثلون الوفود الرسمية والهيئات، و3 آلاف و321 إعلاميا، بإجمالي 44 ألفا و174 مشاركاً. وقد تضمنت فعاليات هذا اليوم، عقد 3 موائد مستديرة عالية المستوى، تم من خلالها بحث أبرز القضايا البيئية والمناخية المطروحة على الساحة الدولية، بجانب إلقاء 63 متحدثاً من القادة والزعماء، بياناتهم حول تغير المناخ.
المائدة المستديرة “تنسيق عمل المناخ في الشرق الأوسط وشرق المتوسط”
المائدة المستديرة الأولى في هذا اليوم كانت حول مبادرة “تنسيق عمل المناخ في الشرق الأوسط وشرق المتوسط “، بالمشاركة مع رئيس جمهورية قبرص نيكوس أناستاسياديس وحضور عدة شخصيات دولية رفيعة المستوى، وقد اكد الرئيس السيسي خلال كلمته في هذه المائدة، حرص مصر على الانضمام إلى مبادرة ” قمة رؤساء الدول لانطلاق شرق المتوسط ومبادرة الشرق الأوسط” منذ إطلاقها للمرة الأولى في عام 2019 إيماناً منها بأهمية الدور الذي يمكن لهذه المبادرة أن تقوم به في إطار تنسيق سياسات مواجهة تغير المناخ بين الدول أعضاء المبادرة بما يسهم في تعزيز عمل المناخ وجهود التغلب على آثاره السلبية في محيطنا الإقليمي وهي منطقة تعد ضمن أكثر مناطق العالم تأثراً بتبعات تغير المناخ وآثاره المدمرة.
وأضاف الرئيس السيسي أن ما يميز هذه المبادرة عن غيرها من المبادرات والجهود المكون العلمي الذي تنطوي عليه والذي لا غني عنه، معرباً عن ثقته في أن المبادرة ستسهم في تعزيز الجهود المشتركة وعبر عن ثقته بخروج القمة بفهم أكثر عمقاً لحجم التحدي الذي تواجهه دولنا وقدر الجهد المطلوب منا لمواجهته.
كلمة الرئيس القبرصي
بدوره، ألقي الرئيس القبرصي كلمة أكد فيها التزام قبرص بدعم العلاقات مع الدول كافة في مواجهة أزمة التغير المناخي، وأشار إلى أن استضافة مصر للمؤتمر يؤكد اهتمامها بموضوع التغير المناخي وتداعياته وأضاف أن الدول كافة تعاني بالفعل من تداعيات تغير المناخ، مشدداً على ضرورة بذل المزيد من الجهد المطلوب، للحد من مخاطر اندلاع الحرائق في الغابات، وكذلك مواجهة أسباب الجفاف والفيضانات. واستطرد الرئيس القبرصي بالقول أنه يشعر بكل الفخر لحضوره هذا المؤتمر المهم في شرم الشيخ، وأشار إلى أهمية تناول موضوعات التغير المناخي ووضع كل الأفكار والخطط عبر التعاون الإقليمي والدولي للمحافظة على المنطقة وضمان تحقيق أفضل نتائج عبر العمل التعاوني في الشرق الأوسط وشرق المتوسط.
كلمات اخرى خلال هذه المائدة
تضمنت هذه الجلسة أيضاً كلمة للأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو جوتيرتش، ألقاها نيابة عنه آل باتريك دوبليسيس المسؤول بالمنظمة العالمية للأرصاد الجوية، وقال خلالها إن النظم العالمية باتت متأثرة بشدة بالمشكلات المناخية. وأضاف أن هناك الكثير من الإجراءات والممارسات التي تؤدي إلى زيادة الاحتباس الحراري، وذكر أن هناك توقعات باستمرار ارتفاع درجات الحرارة وزيادة الاحتباس الحراري لعقود قادمة حال عدم اتخاذ إجراءات جادة للعمل على مكافحة التغير المناخي، وشدد على أن هناك حاجة ماسة لزيادة التعاون على المستوى العالمي. وفي نهاية كلمته دعا دوبليسيس كل المنظمات المعنية لاتخاذ الإجراءات العاجلة للحد من التغير المناخي والتكيف، مؤكدا أهمية وضع نموذج للتعاون الدولي.
تحدث خلال هذه الجلسة أيضاً السفير ناصر كامل، الأمين العام للاتحاد من أجل المتوسط، وقال في كلمته إن التغير المناخي تحد عالمي، مؤكدا أن شرق المتوسط تتضرر بشدة. وأضاف أنه من الضروري اتخاذ الإجراءات الجادة ودعم المبادرات للحد من التغير المناخي.ودعا كل المنظمات المعنية لاتخاذ الإجراءات العاجلة للحد من التغير المناخي والتكيف، مشددا على أهمية وضع نموذج للتعاون الدولي. ولفت إلى أن الاتحاد يدعم كل الخطط التنفيذية لصالح العمل.
المائدة المستديرة “الاستثمار في مستقبل الطاقة: الهيدروجين الأخضر”
المائدة المستديرة الثانية كانت تحت عنوان “الاستثمار فى مستقبل الطاقة: الهيدروجين الأخضر”، وقد ألقى خلالها الرئيس السيسي كلمة اكد خلالها أن مصر كانت من أولى الدول التي أدركت مبكرا الفرص المتاحة فى مجال إنتاج الهيدروجين الأخضر، استنادا إلى إمكاناتها الهائلة في إنتاج الطاقة النظيفة، والتي ستمكنها من التحول إلى مركز عالمى لإنتاج الهيدروجين الأخضر على المديين المتوسط والبعيد. وقد أعلن الرئيس في هذه المائدة التي شاركها في إدارتها المستشار الألماني أولاف شولتس، عن قيامه بإطلاق المرحلة الأولى، لمشروع إنشاء محطة لإنتاج الهيدروجين الأخضر، بقدرة ١٠٠ ميجاوات، فى منطقة العين السخنة، بالتعاون مع رئيس وزراء النرويج، وهو ما يعد نموذجا عملياً، للشراكة الاستثمارية المحفزة للتنمية الاقتصادية المستدامة، والتى ترتكز إلى جانب دور الحكومات، على القطاع الخاص الوطنى والأجنبى للعمل يدا بيد فى هذا القطاع المثمر،
وأضاف الرئيس أنه على الرغم من الفرص التي يتيحها قطاع الهيدروجين، والجاري ترجمتها بالفعل، إلى مشروعات فى الكثير من الدول، فوفقاً للوكالة الدولية للطاقة فإن نصيب الدول النامية من هذه المشروعات المقترحة، لم يتجاوز المشروعين من ضمن نحو ٦٨٠ مشروعا مقترحا فى مجال الهيدروجين الأخضر على مستوى العالم، ومن ثم، يظهر جليا أن الدول النامية، تظل أقل قدرة على الاستفادة، من الفرص التى يمثلها التحول نحو الهيدروجين الأخضر بخطى متسارعة، وذلك لضعف قدراتها التكنولوجية فى هذا المجال الجديد، وغياب البنية التحتية اللازمة للنقل والتخزين، وخلق سلاسل الإمداد اللازمة للتجارة الآمنة، وكذلك لضعف تدفقات التمويل والاستثمارات الموجهة إليها.
كلمة المستشار الألماني
من جانبه، أكد المستشار الألمانى، الذي استقبله الرئيس السيسي قبل بدء هذه الجلسة، ضرورة تعظيم إنتاج الهيدروجين الأخضر حول العالم لإيجاد حلول مستدامة فى التحول بمجال الطاقة، مشيرا إلى أن الشرق الأوسط وشمال إفريقيا لديهما قدرات كبيرة ليكونا أكبر موردى الهيدروجين الأخضر فى العالم، وأضاف في كلمته “إننا نتحدث اليوم عن أحد أهم التكنولوجيا الحديثة التى تتصل اتصالا مباشرا بالتغير المناخى، وهو الهيدروجين الأخضر”، موضحا أن الهيدروجين الأخضر يسهم فى توفير الكثير من فرص العمل وتحقيق المزيد من الرفاهية، مضيفا “سوف نرى هذا الهدف يتحقق بحلول عام ٢٠٥٠ باستخدام شامل للهيدروجين الأخضر كتحول فى الطاقة، كما نطمح بحلول عام ٢٠٣٠ لإنتاج ٢٠ مليون طن من الهيدروجين الأخضر”.
كلمات اخرى خلال هذه المائدة
بدورها، أكدت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين أن دول الاتحاد الأوروبى تركز على العوامل المحلية بشأن شرح أهداف المستقبل ولديها استثمارات كبيرة تتعلق بتنويع مصادر الطاقة. وقالت “إن ما فعلناه بشأن تنوع مصادر الطاقة، تمثل فى توفير حوالى 50 بالمائة من استخدام الطاقة، بالإضافة إلى وضع خطط لاستخدام المزيد من الطاقة المتجددة، ما يضع أهمية كبيرة على موضوعات اليوم”. كذلك تحدث في هذه الجلسة عدة رؤساء من بينهم صالح كيزابو رئيس وزراء تشاد، الذي أعرب عن خالص شكره للرئيس عبدالفتاح السيسي للجهود التي قامت به مصر على تنظيم مؤتمر المناخ كوب 27. وأضاف أن دولة تشاد تنعم بالكثير من موارد الطاقة مثل البترول، وهي تسهم بشكل كبير في ازدهار دولة تشاد، متسائلًا: “هل يمكننا أن نستمر في الخضوع لبعض القرارات الخاصة بتخفيض الاستهلاك الطاقة وفرض قيود في استخدام الطاقة التي لدينا؟”.
تحدث أيضاً رئيس دولة لاتفيا، إجيلس ليفيتس، وقال إنه من الجيد توجيه الاهتمام الكبير إلى التحول للطاقة النظيفة بما في ذلك استخدام الهيدروجين الأخضر، مشددا على أن الأمر يحتاج إلى قدرات كافية لإنتاج الطاقة الجديدة والمتجددة، ثم إنتاج الهيدروجين الأخضر، ثم إنتاج التكنولوجيا، وبعدها التركيز على إنتاجه بكميات أكبر. وأضاف “ليفيتس”، أن أوروبا تعتبر مكانا الاقتصاديات المفتوحة يمكن من خلالها بناء شبكات مع أفريقيا، كما أنها لديها القابلية لبناء مصادر الطاقة المتجددة من الطاقة الشمسية، وهذا سيكون مصدر آخر لسلاسل الإمدادات للطاقة. وأضاف أن هناك بعض الخطوات الجادة لمشاركة مصادر الطاقة والممارسات المتصلة بها، مشيرًا إلى أنهم يستثمرون بشكل هائل في الطاقة الجديدة، وهناك مشروعًا كبير بين أسبانيا وبلاده بشأن استخدام طاقة الرياح لإنتاج الطاقة النظيفة، ومن هنا يمكن وضع الهيدروجين الأخضر في الخطط المستقبلية.
من ضمن المتحدثين أيضاً ال براد سميث، رئيس شركة مايكروسوفت، والذي قال إن شركته تهتم بالهيدروجين الأخضر؛ لأن هناك اهتماما على المستوى الرفيع باستخدام الطاقة النظيفة، لما لها من تأثيرات مباشرة على التغيرات المناخية، لافتًا إلى أننا عندما نتحدث كقطاع الأعمال ومستخدمين للهيدروجين الأخضر يتصل هذا بالتكلفة المالية؛ إذ أننا منذ عام 2020 حققنا أرقامًا قياسية في استخدام الطاقة النظيفة، عن طريق خلايا الهيدروجين، وشدد على أنه لا بد على بعض الاقتصاديات توحيد جهودها، وبدعم القيادات السياسية، لتمهيد الطريق وإعطاء الفرص لدعم مجال الطاقة النظيفة والمتجددة، لافتًا إلى أننا نعتمد على تحليل البيانات الجيدة التي تعطينا رؤية واضحة لاتخاذ الخطوات المستقبلية.
وفى ختام هذه الجلسة، وجه الرئيس السيسى الشكر لكل المشاركين على ما تم خلالها من نقاش مثمر والأطروحات القيمة سواء من الرؤساء أو رؤساء الوزارات وكل من تحدث من الشركات الخاصة، وأكد الرئيس اتفاقه الكامل مع ما قدمه المستشار الألمانى، مشددا على أنه قد حان وقت التنفيذ الحقيقى للنقاشات التي تم التحدث فيها، ومؤكدا أن مصر مستعدة للتحرك وبسرعة، سواء على المستوى المحلى أو على المستوى الإفريقى باعتباره أمرا مهما يخدم كل دول العالم ويخدم قضية المناخ، دون خوف على الأموال، حيث إن الدراسات تقول إن تلك التكنولوجيا فى بدايتها فى هذا المجال الواعد مؤكدا أن مصر جاهزة لإنتاج الآلاف من الميجاوات من الطاقة المتجددة على أرضها، واختتم قائلا: فلننفذ الآن ما تحدثنا عنه.
كلمات رئاسية أخرى خلال فعاليات اليوم
خاطب الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي عبر تقنية الفيديو القادة المجتمعين في شرم الشيخ، مشيراً إلى أن توافقه مع حدث الرئيس السيسي خلال الجلسة الافتتاحية حول ضرورة أن يكون القادة جميعاً عند حجم توقعات الشعوب حول العالم، مؤكداً على ضرورة الحرص على ألا تتضاعف المعاناة بسبب الحروب، وان العالم ليس أمامه متسع من الوقت للتصدي لتغير المناخ، وعليه أن يتخذ خطوات فعالة ونحن بحاجة إلى السلام لتحقيق ذلك.
وأضاف زيلينكسي، إن أزمة بلاده صرفت انتباه حكومات العالم عن جهود مكافحة تغير المناخ. وأضاف “لا يمكن وضع سياسات فعالة للمناخ من دون السلام”، مؤكدا أهمية أثر الأزمة الأوكرانية في إمدادات الطاقة وأسعار الأغذية العالمية وفي غابات أوكرانيا. وأوضح أن أزمة بلاده “تسببت في أزمة في الطاقة أجبرت عشرات الدول على استئناف توليد الطاقة من الفحم من أجل خفض أسعار الطاقة التي تدفعها شعوبها لخفض الأسعار التي ارتفعت بشكل مريع”. وانتقد زيلينسكي من يتقاعسون عن التحرك لصالح المناخ قائلا “ما زال كثيرون يعدون تغير المناخ ضربا من ضروب الخطابة أو التسويق … لكن دون عمل حقيقي. إنهم من يعرقلون تنفيذ أهداف المناخ، وهم من يسخرون في مناصبهم ممن يكافحون لإنقاذ الحياة على الكوكب، مع أنهم يظهرون في العلن أنهم يدعمون العمل من أجل الطبيعة”.
رئيس بوروندي، إيفرست ندايشيمي، تحدث ضمن القادة الذين ادلوا بكلماتهم خلال هذا اليوم، حيث وجه الشكر للرئيس عبدالفتاح السيسي وحكومة وشعب مصر وسكان مدينة شرم الشيخ على حسن استضافة قمة المناخ، وأضاف إنّ تمويل مشروعات مكافحة التغيرات المناخية في بلاده غير كافية، إذ أنَّها مجزأة وتقدم بشكل منعزل من مختلف الوكالات الدولية دون أثر حقيقي أو طويل الأجل بالنسبة للمجتمعات المحلية. وقال “اللازم اليوم لبوروندي هو أن نجري مكافحة للتدهور المستمر لهذه الغابات مع الاستجابة للاحتياجات الخاصة بالأمن الغذائي والتطور الزراعي والصناعي، لذلك يجب أن نستفيد من الأراضي القائمة”. وتابع “نرغب في تحفيز الاستثمار بحلول واسعة النطاق، عن طريق الاستثمار بنماذج قد تمّ اختبارها، ولم يعد الوقت مناسبًا لإطلاق مشروعات رائدة، وإنما تسريع العمل على نطاق واسع لمشروعات مختبرة، إذ جرى تتويج فوائد إنمائية كثيرة عندما نعمل في إطار الإنتاج والتحول من مواد أساسية أكثر كثافة لليد العاملة”.
وانهى كلمته بالقول انه من الحلول تمويل حوافز مشروعات ذات معايير محددة مسبقا، ونوجه في بوروندي نداءً إلى وكالات الأمم المتحدة والمؤسسات المالية الدولية لوضع أشكال تمويل دولية مبتكرة، وأن تجمع الآليات المختلفة مثل نماذج السوق الخضراء مع وجود ضمانات مالية واسعة ونماذج للدفع تستند إلى نتائج ما حددته اتفاقية تغير المناخ.
من جانبه قال رئيس سريلانكا، رانيل ويكريمسينغه، إن المحيط الصحي لمدينة شرم الشيخ لا شك سيلهم مناقشات مؤتمر المناخ COP 27 حتى يكلل بالنجاح. وأضاف أن إنجاح الإجراءات في مجال تغير المناخ يعني ضرورة اتخاذ تدابير لتكميل اتفاق باريس، مقترحا بإنشاء جامعة دولية لتغير المناخ في سيريلانكا، يمكن لها أن تكون مكان لتبادل المعرفة بين قطاعات متعددة، ويمكن من خلالها بناء قدرات من أجل التكيف في مواجهة تغيرات المناخ ومنع ارتفاع درجات حرارة الأرض. وأكد أن التمويل المناخي لم يتحقق، ولم تقدم الدول مبلغ الـ100 مليار دولار التي تعهدت بها، “هذه الدول على طرفي حرب أوكرانيا ولا مانع لها لإنفاق المليارات لتمويل الحرب، وهذا النزاع شن لمصالح أمنية خاصة بالمقاتلين، وإن الأمن الوحيد هو الأمن الغذائي ونرى افتقار للأمن الغذائي حاليا، ويدخل من 30 إلى 40 مليون شخص يدخل تحت خط الجوع لاسيما في أفريقيا، وهذه الحرب أدت إلى ارتفاع أسعار المعيشة والغاز والنفط والجوع داخل منازلنا، وهذا الأمر لا يتعلق بمن هو المسئول عن الحرب بل من سينهي الحرب”.
تحدث أيضاً سيمون ستيل، السكرتير التنفيذى لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ، وقال إن جزء هام من مؤتمر المناخ يأتي بالتغيرات التي تحدث في الواقع، متابعا: “أشيد بعمل الرائد رفيع المستوى محمود محيى الدين، من خلال الشراكة وتيسير التعاون بين الأطراف المختلفة”. وأضاف خلال كلمته “قمتنا ستشهد تحويل الطموح إلى نتائج ملموسة وتحقيق الوعود إلى عمل.. والانتقال من النوايا إلي التنفيذ.. الشفافية مهمة في مواجهة تغير المناخ.. خاصة أننا أمام أعمال تخدم الإنسانية.. ولا بديل عن التنفيذ.. التنفيذ مهم لحماية البشرية”.
من جانبه، وجه محمد المنفى رئيس المجلس الرئاسى الليبى، الشكر إلى الرئيس عبد الفتاح السيسي، على حسن الإعداد وحفاوة اللقاء على أرض مصر. وقال المنفي، خلال كلمته أن مصر تستضيف كوب 27 فى زمن يزداد العالم نحو الفرقة والصراع، فى حين يذكرنا الخطر البيئى بأن البشرية تواجه تحديات مشتركة تتطلب نبذ الخلافات والعمل الموحد. وحذر من الجفاف وزيادة ملوحة التربة بسبب التغير المناخي، مشددا إلى أن بلاده تضطلع بالتزاماتها الدولية تجاه البيئة والمناخ والهجرة والاقتصاد. وتابع: أنه على الرغم من أن ليبيا توجه أزمة سياسية وتحتاج العمل محليا إلا أننا نهتم بالجانب البيئي وتلتزم بالبرامج والمعاهدات الدولية على رأسها معاهدات البيئة والمناخ.
فعاليات “المنطقة الخضراء”
شهدت المنطقة الخضراء “المسرح الروماني”، العديد من الجلسات لمنصة منتدى شباب العالم، وذلك على هامش فاعليات المؤتمر، وكانت الجلسة الأولى بعنوان “رحلة منتدى شباب العالم”، وهي جلسة تعريفية هدفها التعرف على مهمة ورؤية منتدى شباب العالم، فضلًا عن التعرف على الفعاليات والبرامج المختلفة التي يقدمها المنتدى، منها معامل منتدى شباب العالم ونماذج المحاكاة المختلفة.
الجلسة الثانية تمت تحت عنوان “مبادرة شباب بلد – منظمة اليونيسف”، حيث تم خلالها عقد الاجتماع الأول للمجلس الاستشاري لمنظمة “شباب بلد”، التي أطلقت في يناير الماضي أثناء منتدى شباب العالم الذي عقد في شرم الشيخ العام الماضي، لتكون منصة مستدامة للشباب وللشركاء متعددي الأطراف الذين يعملون معاً لضمان حصول الشباب في مصر الذين تتراوح أعمارهم بين 10 و24 عاما على فرص التدريب على ريادة الأعمال. وقد شاركت مؤسسة “حياة كريمة” في هذا الإجتماع، الذي ترأسته الدكتورة رانيا المشاط، وزيرة التعاون الدولي، والسيدة إيلينا بانوفا، المنسق المقيم لمكتب الأمم المتحدة في مصر.
الجلسة الثالثة والرابعة والخامسة نظمها المركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية، كانت الأولى تحت عنوان “الأكاديمية والتغيرات المناخية: كيف نبني الجسور.. بين العلم ورسم السياسات”، والثانية تحت عنوان “المبادرة المصرية للمشروعات الخضراء” والثالثة تحت عنوان “نحو بناء نظم تعليمية مستدامة تستجيب لقضايا المناخ والبيئة”.
مبادرات وشراكات على هامش المؤتمر
على هامش المؤتمر، أعلنت الأمم المتحدة إطلاق مبادرة أسواق الكربون الإفريقية الجديدة، وذلك بهدف تعزيز نمو إنتاج وحدات الكربون وخلق فرص عمل في إفريقيا. وقد أطلقت المبادرة لجنة توجيهية مكونة من ثلاثة عشر عضوًا من مسؤولين أفارقة ومديرين تنفيذيين وخبراء في مجال تداول الكربون، بالتعاون مع التحالف العالمي للطاقة من أجل الناس والكوكب ولجنة الأمم المتحدة الاقتصادية لإفريقيا، والدكتور محمود محيي الدين رائد المناخ للرئاسة المصرية لمؤتمر المناخ والمبعوث الخاص للأمم المتحدة المعني بتمويل أجندة 2030 للتنمية المستدامة. وتهدف المبادرة -وفقا للأمم المتحدة- إلى توسيع مشاركة إفريقيا بشكل كبير في أسواق الكربون، وذلك بإنتاج 300 مليون وحدة كربون سنويًا بحلول عام 2030، و1.5 مليار وحدة كربونية سنويًا بحلول عام 2050، وتوفير 30 مليون وظيفة بحلول عام 2030، وأكثر من 110 ملايين وظيفة بحلول عام 2050.
في جانب أخر، شهد الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، مراسم التوقيع على والإعلان عن عدد من اتفاقيات الشراكة وخطابات النوايا مع مؤسسات التمويل وشركاء التنمية لمشروعات برنامج “نُوَفِّي” و”نُوَفِّي+” للتمويل والاستثمار في المشروعات الخضراء، وذلك بالجناح المصري في المنطقة الزرقاء، في إطار جهود حشد التمويلات والاستثمارات الموجهة لهذا البرنامج. وفي غضون ذلك، وفيما يتعلق بمحور الطاقة، تم توقيع اتفاقية شراكة، وقعها من الجانب المصري، كل من الدكتور محمد شاكر، وزير الكهرباء والطاقة المتجددة، والدكتورة رانيا المشاط، وزيرة التعاون الدولي، والدكتورة ياسمين فؤاد، وزيرة البيئة، فيما مثل الطرف الثاني في هذه الاتفاقية من شركاء التنمية كل من أوديل رينو باسو، رئيسة البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية، والدكتور فيرنر هوير، رئيس بنك الاستثمار الأوروبي، وجوست أورثيوذن، الرئيس التنفيذي لشركة انفيست الهولندية، واللورد جولد سميث، وزير الدولة لشئون الطاقة والمناخ والبيئة بالمملكة المتحدة، وممثلين عن الوكالة الفرنسية، وصندوق الاستثمار للدول النامية بالدنمارك، وشهد التوقيع كريتسيان برجر، سفير الاتحاد الأوروبي بالقاهرة.
وبالنسبة لمحور الغذاء، فقد تم توقيع اتفاقية شراكة، وقعها من الجانب المصري وزيرة التعاون الدولي، ووزيرة البيئة، والسيد القصير، وزير الزراعة واستصلاح الأراضي، والدكتور هاني سويلم، وزير الموارد المائية والري، ووقعها على الجانب الآخر من شركاء التنمية، الفاريو لاريو، رئيس الصندوق الدولي للتنمية الزراعية “الإيفاد”، كما تم توقيع خطاب نوايا، في نفس السياق، بشأن مشروع التكيف بشمال الدلتا المتأثر بارتفاع مستوى سطح البحر، وقعه من الجانب المصري وزيرة التعاون الدولي، ووزيرة البيئة، ووزير الزراعة واستصلاح الأراضي، ومن الجانب الآخر، الدكتور فيرنر هوير، رئيس بنك الاستثمار الأوروبي،وشهد التوقيع كريستيان برجر، سفير الاتحاد الأوروبي بالقاهرة.
وتم أيضا توقيع اتفاقية شراكة متعلقة بمحور المياه، وقعها من الجانب المصري، وزيرة التعاون الدولي، ووزيرة البيئة، والدكتور سيد إسماعيل، نائب وزير الإسكان لشئون البنية الأساسية، ومن الجانب الآخر من شركاء التنمية، اكينومي اديسينا، رئيس البنك الإفريقي للتنمية. كما شمل التوقيع مع مؤسسات التمويل وشركاء التنمية، اتفاقية شراكة في محور النقل، وقعها من الجانب المصري، وزيرة التعاون الدولي ووزيرة البيئة، والفريق كامل الوزير، وزير النقل، فيما وقعها من الجانب الآخر من شركاء التنمية، الدكتور فيرنر هوير، رئيس بنك الاستثمار الأوروبي، وأوديل رينو باسو، رئيسة البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية، وممثل عن الوكالة الفرنسية، وشهد التوقيع كريستيان برجر، سفير الاتحاد الأوروبي بالقاهرة، ومذكرة تفاهم وقعتها الدكتورة رانيا المشاط، وزيرة التعاون الدولي، وفرانشيسكو لاكاميرا، المدير العام للوكالة الدولية للطاقة المتجددة.
كما تم التوقيع على خطاب شراكة لمشروعي تكيف إنتاج المحاصيل في وادي النيل والدلتا، وإنشاء نظام إنذار مبكر، فيما تم التوقيع على خطاب نوايا لمشروع تحديث نظم الري في الأراضي الزراعية القديمة وتحسين مرونة المناخ الزراعي بتحديث الممارسات الزراعية، وكذا خطاب نوايا لمشروع تحلية المياه باستخدام الطاقة المتجددة، بجانب التوقيع على عدد من وثائق التمويلات الخاصة بالمشروعات الخضراء على المستوى القطاعي، بإجمالي نحو 2.2 مليار دولار، حيث تم توقيع اتفاقيات تمويل في قطاع النقل، والإسكان والكهرباء والأمن الغذائي والبيئة.
كذلك شهد الرئيس عبد الفتاح السيسي والشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الإمارات العربية المتحدة، التوقيع على مذكرة تفاهم لتطوير مشروع القياسات الخاصة بإنشاء محطة توليد كهرباء من طاقة الرياح بقدرة 10 جيجاوات. شهد المؤتمر أيضاً إعلان أجندة التكيف ضمن الجلسة الثالثة لهذا اليوم “الوفاء بالتعهدات”، وذلك بهدف التكيف لتعزيز القدرة على الصمود لنحو 4 مليارات شخص يعيشون في المجتمعات الأكثر عرضة للتأثر بالمناخ بحلول عام 2030. وتعد أجندة التكيف أول خطة شاملة ومشتركة لحشد العمل العالمي حول 30 نتيجة تكيف لازمة لمعالجة فجوة التكيف وتحقيق عالم مرن بحلول عام 2030 عبر الأغذية والزراعة والمياه والطبيعة والمحيطات والمستوطنات البشرية وأنظمة البنية التحتية وكذلك التسليم عبر عناصر التمكين الرئيسية مثل التخطيط والتمويل.
وتطرح الخطة التي تم الكشف عنها باسم أجندة شرم الشيخ للتكيف، 30 هدفا للوصول إليها بحلول نهاية العقد لتحسين حياة أربعة مليارات نسمة. والمأمول أن يعمل القطاعان العام والخاص لتحقيق أهداف مشتركة بينهما، والإسراع بالتكيف مع تغير المناخ عبر تحديد أهداف لقضايا تشمل مجالات الأغذية والزراعة، والمياه والطبيعة، والسواحل والمحيطات. وتشمل الأهداف العاجلة التي أبرزتها رئاسة كوب 27 نقل العالم إلى ممارسات زراعية أكثر استدامة يمكن أن تزيد المحاصيل بنسبة 17% وتخفيض الانبعاثات بنسبة 21%.
وتشمل الأهداف الأخرى حماية ثلاثة مليارات نسمة من تغيرات الطقس الكارثية عن طريق إقامة نظام إنذار مبكر لمساعدتهم على الاستعداد، واستثمار أربعة مليارات دولار في استعادة أشجار المانجروف التي توفر حماية من الفيضانات، وتوسعة خيارات الطهو النظيف إلى 2.4 مليار نسمة لخفض تلوث الهواء داخل المباني.