الأمريكتان

نص كلمة الرئيس الأمريكي جو بايدن أمام قمة جدة للأمن والتنمية

ألقى الرئيس الأمريكي جو بايدن كلمة خلال أعمال قمة جدة للأمن والتنمية، بمشاركة قادة دول مجلس التعاون الخليجي ومصر والعراق والأردن، وقد أكد خلالها أن الولايات المتحدة واضحة بشأن التحديات في الشرق الأوسط، وبشأن قدراتنا أيضا لأن نحقق أفضل نتائج. هدفنا أو أهدافنا تركز على حلول يمكن تحقيقها حتى نوجه مواردنا ونبني الثقة مرة أخرى ونقدم نتائج أفضل، ونتحرك أيضًا ضمن الشرق الأوسط كما هو موجود اليوم.

وفيما يلي نص الكلمة

رؤية العديد من الشركاء لنا هنا وتعزيز شركاتنا في هذه المنطقة من العالم هذا أمر يسعدني. وأود أن أشكر مضيفينا السعوديين لدعوتنا إلى هنا ولكرمهم ولضيافتهم لنا جميعًا.

كان هناك الكثير من الأشياء التي تغيرت منذ أن زرت المملكة كنائب للرئيس على المسرح الدولي وأيضًا في الشرق الأوسط حول العالم. لقد رأينا جهودًا لتقويض القانون الدولي؛ الصين بزيادتها طبعًا لتحركاتها في منطقة المحيط الهادئ، وروسيا أيضًا حربها غير المبررة على أوكرانيا وعدوانها، وأيضًا نشاطات إيران المزعزعة للاستقرار هنا في الشرق الأوسط، ولأول مرة منذ الحادي عشر من سبتمبر فإن الرئيس الأمريكي يزور هذه المنطقة من دون أي قواتٍ تشارك في حروب أو مهمات قتالية في المنطقة. 

دائما التزمنا وأيضا شجعنا وثمّنا الأمريكيين الذين خدموا هنا ومن بينهم ابني الذي عمل في العراق، ولا ننسى أيضًا الآلاف من الأمريكيين الذين ضحوا في العراق وأفغانستان ومناطق أخرى في المنطقة خلال العقدين الماضيين. لكن اليوم أنا فخور بأن أقول بأن عهد الحروب في المنطقة وباستعمال القوات الأمريكية الكبيرة قد انتهى. 

ولكننا أيضا نبقي على القدرة والتصميم لقمع التهديدات الإرهابية أينما كانت. لقد اظهرنا ذلك هذا العام بالقضاء على أمير لداعش في عملية خلال هذا الأسبوع وبالقضاء على أحد رؤساء وزعماء داعش. سنواصل طبعًا عملنا في مكافحة الإرهاب بالعمل مع شركائنا في المنطقة ومن ضمنهم الدول هنا حول الطاولة، وسنقدم مواردنا لتعزيز تحالفاتنا ولبناء تحالفات لحل المشكلات التي تواجه هذه المنطقة من العالم. 

الولايات المتحدة واضحة بشأن التحديات في الشرق الأوسط. وبشأن قدراتنا أيضًا لأن نحقق أفضل نتائج. هدفنا أو أهدافنا تركز على حلول يمكن تحقيقها حتى نوجه مواردنا ونبني الثقة مرة أخرى ونقدم نتائج أفضل، ونتحرك أيضًا ضمن الشرق الأوسط كما هو موجود اليوم. 

المنطقة التي كانت الولايات المتحدة موجودة فيها منذ سنوات وطبعًا دول الخليج العربي تعطي مثالًا ناصعًا على التعايش هنا والعمل معًا. أيضا شراكات جديدة حدثت والعالم بات يرى الشرق الأوسط كمنطقة منفتحة للفرص. دعوني فقط أوضح بأن الولايات المتحدة ستبقى دائما ناشطة هنا وشريكة للشرق الأوسط ومع اشتداد التنافس في العالم، ومع تعقيد المنافسة بيننا فيتضح لي بكل تأكيد كيف أن مصالحنا مشتركة وأن نجاحنا مرتبط تمامًا معًا. 

لن نتخلى ونبتعد لترك فراغ يمكن أن تملؤه إيران وروسيا والصين. نحن الآن نسعى إلى بناء الزعامة والريادة الأمريكية. هناك خمسة مبادئ رئيسية؛ وأود أن أذكرها هنا بسرعة وأتقاسمها معكم:

أولاً: الولايات المتحدة ستدعم تعزيز التحالفات مع الدول التي تحترم القانون الدولي، وسنضمن بأن تلك الدول يمكن أن تدافع عن نفسها ضد التهديدات الأجنبية. الولايات المتحدة وكل من تلك الدول حول هذه الطاولة، هي في إطار هذا النظام لأننا ضد العنف لتغيير الحدود. وأيضًا دول الخليج العربي مع مصر والأردن صوتت في الأمم المتحدة للتنديد بالغزو الروسي لأوكرانيا وكانت لحظة حاسمة أظهرت بأن مبادئ السيادة ووحدة الأراضي هي مبادئ دولية وعالمية. 

وأود أن أوضح أن دعم القانون الدولي لا يعني بأننا ينبغي أن نتفق على كل القضايا. ولكن هذا يعني بأننا نتفق على المبادئ الجوهرية التي تسمح لنا بالعمل معا ولمواجهة التحديات الدولية. على سبيل المثال بشأن الأمن الغذائي، فإننا التزمنا بمليارات الدولارات لنزع أو لتخفيف وطأة هذه الأزمة مع مليار دولار من الولايات المتحدة. أما بشأن أمن الطاقة فعلينا أن نضمن أن تكون هناك إمدادات كافية لسد الاحتياجات العالمية، وقد زاد إنتاج النفط خلال الشهور الماضية، ونتطلع لما يحدث في الأشهر المقبلة. أما بشأن أزمة المناخ فإننا نستثمر معًا مليارات الدولارات ومئات المليارات لزيادة طموحاتنا البيئية والعمل معًا لتنويع الامدادات ولنستثمر في البنية التحتية المهمة. أتطلع إلى مصر وللإمارات العربية المتحدة لاستضافة مؤتمري المناخ. 

ثانيا: الولايات المتحدة لن تسمح للقوى الأجنبية في المنطقة بأن تهدد الملاحة الدولية في مياه المنطقة وخاصة مضيق هرمز وباب المندب. ولن نتسامح مع أي جهود لأن تسيطر على دول أخرى في المنطقة من خلال التدخلات العسكرية والتهديدات. تدفق الموارد الاقتصادية في الشرق الأوسط هو شريان حياة للاقتصاد العالمي وكما ظهر اليوم وكما ظهر على مدى عقود حين تلتزم دول العالم بالقانون الدولي، الولايات المتحدة ستحافظ على أمن تلك الممرات المائية المهمة جدًا وبالعمل هنا ببحريتنا لنضمن أمن البحار وهذا يتضمن طبعا إرسال السفن والتكنولوجية لتعزيز التعاون البحري. كما أننا نزيد أيضًا أنظمتنا حتى نضمن بأن نقضي على أي تهديدات ضد الملاحة. 

ثالثا: الولايات المتحدة لن تقف مكتوفة الأيدي ولكنها ستعمل أيضًا على تخفيف التوترات وهذه المقاربة قد أثمرت وكما ذكرت في اليمن حيث رأينا المملكة العربية السعودية وعمان والإمارات العربية المتحدة وإقامة الهدنة التي دخلت في أسبوعها الخامس عشر. رحبنا بقيادة السيد الكاظمي رئيس الوزراء العراقي لجمع من الدول في المنطقة معا للمحادثات في بغداد. وبفضل هذا العمل الدبلوماسي فإننا استطعنا أن ننهي مهمة لحفظ السلام في جزيرتي تيران وصنافير في البحر الأحمر. حيث كانت هناك حروب ف الماضي والآن نرى بأنه من الممكن أن يكون هناك تطور وسياحة في المنطقة. ومع عملنا معكم لمواجهة التهديدات الإيرانية فإننا أيضًا نبحث عن الحل الدبلوماسي لمواجهة البرنامج النووي الإيراني. ولكن الولايات المتحدة ستضمن بأن إيران لن تحصل على سلاح نووي بكل تأكيد. 

رابعًا: الولايات المتحدة أيضًا ستبني تواصلات دبلوماسية واقتصادية مع شركائها، مع احترام سيادة كل الدول واختيارات الدول. وأيضًا في هذه التواصلات، هذه هي مواضيعنا المهمة اليوم؛ فكم من سنوات قضيناها حتى يكون هناك كهرباء مثلا في خلال شبكة الخليج. أتذكر بأنه في 2016 حين كنت نائبا للرئيس قلت بأنه دعونا نفعل هذا الأمر أما الآن وأخيرًا وبعد سنوات من البدايات الخاطئة الآن استطعنا تحقيق ذلك. فهذه المشاريع التي تربط بين الدول والتجارة والاتفاقيات التجارية بين الجيران مثل استثمار مصر في الأردن وأيضًا بناء هذه الاتصالات ومع بنائها سنرى منافع تعود على شعوبنا كلها. 

خامسًا: الولايات المتحدة دائمًا ستدعو إلى احترام حقوق الإنسان طبقًا لمبادئ الأمم المتحدة. الحريات مهمة جدًا وضرورية لنا كأمريكيين. إنها في جيناتنا. وكما تعلمون فإن المستقبل يمكن أن نفوز به إذا حققنا كل ما تطمح له دولنا وهذا طبعا يبني اقتصادات قوية ويزيد من التكنولوجية وقدرات أخرى وغيرها حين يمكن أن ينتقد المواطنون المسؤولين وطبعًا على مدى سنوات هذا ليس سخرية أو ضحك ولكن يمكن أن نتبادل الرؤي معا وهذا يمكن أن يؤدي للابتكار. المحاسبة والمؤسسات التي تحاسب التي هي بعيدة عن الفساد وحين تكون هناك شفافية واحترام للقانون. وأيضًا للاستجابة لتطلعات الشعوب هذا مهم جدًا. ولا يمكن لكل الدول طبعا أن تحصل على كل هذه الأمور، ولا حتى الولايات المتحدة، إن شعوبنا تقوى ودولنا تقوى أيضًا بالثقة للتعلم من أخطاء الماضي تصبح قوية. 

إذًا دعوني أنهي فقط بالتلخيص هنا الولايات المتحدة تستثمر في بناء مستقبل إيجابي في هذه المنطقة وستعمل معكم الولايات المتحدة لن تذهب الى أي مكان. هذه الطاولة طبعا ممتلئة بالحلول ومن الممكن أن نفعل الكثير معا. شكرًا لاستضافتي ولدعوتي الى هذه القمة وشكرًا لسنوات الشراكة بينكم وبين الولايات المتحدة. فليحمي الرب قوتنا. 

شكرا..  

+ posts

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى