أفغانستان

“بريكينج ديفنس”: إسرائيل قلقة من تنامي الإرهاب في أفغانستان وتحالف دول الإقليم عسكريًا مع روسيا والصين

عرض – علي عاطف

بالتزامن مع سقوط العاصمة الأفغانية كابول في قبضة حركة “طالبان” يوم 15 أغسطس الجاري وتدهور الوضع الأمني في أفغانستان، نشر موقع “بريكينج ديفنس-Breaking Defense ” الأمريكي المختص بالشؤون العسكرية يوم 16 من الشهر نفسه مقالًا تحت عنوان “إسرائيل تستعد لإرهاب متجدد قادم من أفغانستان تحت قيادة طالبان”(*) أكد فيه أن المسؤولين الأمنيين في إسرائيل يراقبون التطورات في أفغانستان “بقلق”؛ بسبب مخاوف من تنامي أنشطة الجماعات الإرهابية هناك واستهدافها للمصالح الأمريكية والإسرائيلية.

قلق إسرائيلي بالغ من إعادة إحياء الجماعات الإرهابية في أفغانستان

باحث مصري يكشف لـRT أسباب وفاة زعيم القاعدة أيمن الظواهري وتبعاتها على  المنطقة - RT Arabic

يبدأ المقال بالإشارة إلى أن بعض “المصادر الدفاعية” في إسرائيل تقول إن الجماعات الإرهابية كـ”القاعدة” و”طالبان” تشعر أن الباب بات مفتوحًا على مصراعيه أمامها بعد “هزيمة” الولايات المتحدة في أفغانستان لتشن مجددًا هجمات إرهابية خارجية انطلاقًا من الأراضي الأفغانية. وشدد مصدر إسرائيلي آخر، حسب الموقع العسكري الأمريكي، أن على الولايات المتحدة الاستعداد لمحاولة قيام “القاعدة” بشن هجمات إرهابية في القريب العاجل جدًا ضد مصالحها. 

وتشير إحدى المصادر العسكرية قائلة إنه “لا شك في أن (القاعدة) سوف تستغل الوضع في أفغانستان لتجنيد المزيد من الأفراد والتخطيط لهجمات إرهابية”.  

الانسحاب الأمريكي “متسرع” والمنطقة على أعتاب “نيران محتملة”

وحول قرار الانسحاب الأمريكي من أفغانستان، يستطرد الموقع قائلًا إنه على الرغم من عدم استعداد أي مسؤول أمني إسرائيلي للتعليق بشكل رسمي على “الانسحاب الأمريكي المتسرع من أفغانستان”، حسبما يصف “ديفنس”، إلا أن مصادر رفيعة المستوى في الجيش الإسرائيلي صرّحت له بأن ذلك كان “يومًا أسود”، حيث إنه سيؤثر على ثقة دول المنطقة في الوعود الأمريكية مستقبلًا.

 وحسب إحدى المصادر الدفاعية الإسرائيلية التي أوردها الموقع العسكري، فإن “الطريقة التي تهرب بها الولايات المتحدة، وتغادر دولة لتواجه فظائع جماعات إرهابية، تُعد مؤشرًا سيئًا سيكون له تأثيرات كبرى على بعض البلدان”.  

وقد اتفقت مصادر سياسية وعسكرية إسرائيلية في محادثات خاصة أوردها موقع “بريكينج ديفنس” بشأن وجهة النظر القائلة بأن الانسحاب الأمريكي من المنطقة وسقوط أفغانستان جنبًا إلى جنب مع “الاعتداء الجاري من قِبل إيران” وعدم الاستقرار السياسي في لبنان سيقود إلى “نيران إقليمية محتملة”. 

ويشير الموقع العسكري الأمريكي إلى أن إحدى المصار الإسرائيلية أبرزت مخاوف من احتمالية تأثر الأردن أو العراق بأعمال إرهابية مخطط لها في هذا الإطار. 

بعض الدول الإقليمية ربما تتوجه للتحالف مع بكين وموسكو

وتصف إحدى المصادر الدفاعية، حسب “ديفنس”، ما حدث مؤخرًا في أفغانستان بـ”سكب البنزين على النار”. وهنا، يقول عاموس يادلين، اللواء الإسرائيلي المتقاعد الذي شغل في السابق منصب رئيس الاستخبارات العسكرية في إسرائيل، إن “تأثير (ذلك التحول) على الشرق الأوسط سيكون سيئًا”، مضيفًا أن أي دولة في المنطقة تُعتبر حليفة لواشنطن سوف تتفهم الآن أنها “لا يمكن أن تعتمد على الولايات المتحدة في أزمة عسكرية”، وهو ما يمكن أن يقود هذه الدول على النقيض من ذلك إلى تعزيز علاقاتها الدفاعية مع الصين وروسيا.

رئيس المخابرات العسكرية الإسرائيلية إبان حرب 73، عاموس يادلين(أرشيف)

وعلى الجانب الآخر، يرى يادلين أن سقوط كابول ربما يخلق مساحة لإسرائيل تستطيع من خلالها تعزيز علاقاتها الدفاعية مع الدول التي من المتوقع أن تبحث عن شريك محلي. 

ويشدد يادلين على أن إسرائيل سوف تحتاج بعد سقوط كابول إلى تعزيز دفاعاتها؛ لأن أفغانستان من المرجح أن تعود لسابق عهدها الذي كانت عليه قبل هجمات الحادي عشر من سبتمبر 2001 الإرهابية من حيث تحولها لبؤرة إرهاب. 

ويشير “ديفنس” إلى أن هناك قلقًا متزايدًا داخل إسرائيل من عدم وجود “معالجة حقيقية” لدى إدارة الرئيس الأمريكي، جو بايدن، فيما يتعلق بالقضايا الإقليمية. ونقل الموقع الأمريكي عن مصدر حكومي إسرائيلي قوله إن “الانسحاب المتسرع من أفغانستان، وعدم تفهم الوضع في إيران والشرق الأوسط، قد يأتي بنتائجَ عكسية بالنسبة لمصالح الولايات المتحدة”. 

إيران سوف تنخرط بقوة في المشهد الأفغاني

وحول المخاوف الأمنية الإسرائيلية تجاه إيران، يرجح الموقع أن تنخرط إيران في المشهد الأفغاني، حيث يستطرد قائلًا إن حركة “طالبان” تُعد جماعة سنية متطرفة ولا تُعد صديقة لإيران الشيعية. ومع ذلك، فقد اتهمت الولايات المتحدة الأمريكية في وقت سابق جماعات داخل الأراضي الإيرانية بمساعدة “طالبان” من أجل ضرب المصالح الأمريكية في الإقليم. وبسبب الحدود الإيرانية الطويلة مع أفغانستان، يُعتقد أن تشتبك إيران بالأحداث الحاصلة داخل الميدان الأفغاني؛ حيث سيكون لها مصلحة في ذلك، حسبما يرى الموقع.

وفي هذا الصدد، قال الباحث الإسرائيلي في الشؤون العربية والإسلامية “مردخاي كيدار” لموقع “ديفنس” إن إيران سوف تمضي قدمًا وبقوة تجاه تقوية نفوذها في أفغانستان بحيث “تحتل الصدارة” في البلاد. ويحذر كيدار من أن “الموقف سيئ، سيئ للغاية”، معللًا ذلك بأنه على الرغم من أن طهران و”طالبان” ليستا حليفتين إلا أن “جماعات إسلامية محددة” في كلا البلدين ربما تجد أرضية مشتركة في استهداف الدول غير الإسلامية.

“لإسرائيل آذان وعيون في إيران”

وانتهى الموقع العسكري بتناول الزيارة التي قام بها رئيس وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية، وليام بيرنز، منذ أيام قليلة إلى إسرائيل بالتزامن مع بدء تدهور الوضع في أفغانستان. حيث أكد أن بيرنز استلم إحاطة بشأن الرئيس الإيراني الجديد، إبراهيم رئيسي. 

وأوضح الموقع أن إسرائيل زوّدت بيرنز خلال الزيارة ببيانات مُحدَّثة تُظهر أن إيران تستغل المفاوضات النووية من أجل كسب الوقت أمام الولايات المتحدة، واصفًا ذلك بأنه “الخط المتشدد” الذي يتبناه إبراهيم رئيسي ويمكن تتبعه عند النظر إلى الأفراد الذين عيّنهم بنفسه في المناصب الحكومية الرئيسية. وأفاد الموقع أيضًا بأن الإحاطات التي قدمت لبيرنز تطرقت إلى تحركات إيران الرامية إلى إحكام السيطرة على لبنان. 

وختم الموقع بالإشارة إلى أن بعض المصادر أكدت له أن بعض الحقائق التي تم تقديمها إلى رئيس الاستخبارات المركزية الأمريكية كانت “مفاجِئة” وأثبتت أن “لإسرائيل آذانًا وعيونًا في إيران”.  

+ posts

باحث بالمرصد المصري

علي عاطف

باحث بالمرصد المصري

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى