
الشمال مرة أخرى … هل يعيد التاريخ نفسه في “بنجشير”؟
بعد أيام قليلة من دخول عناصر حركة “طالبان” العاصمة الأفغانية كابول، بدأت ملامح “حلف” معارض جديد لهذه الحركة في التشكل بمنطقة تعد تاريخيًا من المعاقل المعارضة لها وللجيش السوفيتي من قبلها، وهي ولاية “بنجشير” شمال شرق العاصمة، التي باتت حاليًا الملاذ الآمن الرئيسي لكافة العناصر المعارضة للحركة، سواء كانوا من السياسيين أو من الرموز القبلية، او حتى من الجنود والضباط العاملين في الجيش الوطني الأفغاني. فهل يتكرر الدور التاريخي لهذه الولاية، التي كان واديها مسرحًا لأعنف المعارك بين الجيش السوفيتي وعناصر “المجاهدين الأفغان”، أم إن عقارب ساعة “طالبان الجديدة” لن تعود للوراء أبدًا؟
وادي بنجشير … عقبة تاريخية على المستوى العسكري
كان لمنطقة بنجشير دورًا محوريًا في التاريخ الأفغاني المعاصر، خاصة في حقبة الغزو السوفيتي للبلاد، حيث خاضت الوحدات المدرعة السوفيتية معارك طاحنة للسيطرة على الوادي الكبير في هذه المنطقة، وكذلك وادي مماثل في ولاية “باميان” المجاورة، ولم تتمكن القوات السوفيتية من دخول هذا الوادي إلا بعد ثلاثة أعوام كاملة من المحاولات المستمرة، وحتى بعد دخولها إليه ظلت عرضة للهجمات المتكررة. أهمية موقع وادي “بنجشير” تكمن في كونه من الخواصر المهمة المؤدية إلى العاصمة جنوبًا، وإلى الحدود الشمالية للبلاد.
بعد الانسحاب السوفيتي من أفغانستان أواخر ثمانينيات القرن الماضي، ودخول البلاد في مرحلة من عدم الإتزان، تكرست هذه الحالة بظهور حركة طالبان على الساحة منتصف تسعينيات القرن الماضي، بدأت الحركة الجديدة في السيطرة رويدًا رويدًا على كافة الولايات الأفغانية، وتمكنت من دخول العاصمة كابول عام 1996، وكما هو الحال الآن، لم تجد القوات الحكومية الموالية لرئيس الجمهورية آنذاك برهان الدين رباني ملجًأ سوى “بنجشير” كي تلجأ إليه، وكانت هذه المنطقة منطلقًا لتحالف أعلنه كل من أحمد شاه مسعود والجنرال عبد الرشيد دوستم أواخر عام 1996، بهدف مناهضة أنشطة حركة طالبان، وكان هذا التحالف آنذاك مدعومًا على المستوى الإقليمي من عدة دول منها الهند وأوزبكستان وطاجيكستان.
تمكن هذا التحالف من إيقاف محاولات حركة طالبان السيطرة على بنجشير” ومحيطها، وحقق نجاحات على الأرض كان أهمها وصول قوات أحمد شاه مسعود إلى مواقع تبعد مسافة 20 كيلو متر فقط عن العاصمة أوائل عام 1997، إلا أن خلافات داخلية في تحالف الشمال، وتغيير بعض المجموعات المنضوية فيه ولاءاتها، أدى ذلك إلى تراجع قوات مسعود ميدانيًا، لكنها ظلت محافظة على مواقعها داخل ولاية بنجشير، ومثلت هذه القوات جوهر الوحدات الأفغانية التي أعتمد عليها التحالف الدولي لإسقاط حكم حركة طالبان عقب أحداث الحادي عشر من سبتمبر 2011، علمًا أن أحمد شاه مسعود نفسه تعرض للإغتيال قبيل أيام من هجمات تنظيم القاعدة على الولايات المتحدة، وذلك بعد استهدافه بتفجير انتحاري دبره تنظيم القاعدة في بلدة “خواجة بهاء الدين” في ولاية “تخار” الشمالية المتاخمة للحدود مع طاجيكستان.
فرصة جديدة لإعادة دورة التاريخ؟
خلال تشييع جنازة أحمد شاه مسعود، لم يكن أغلب المتفائلين بمستقبل نجله أحمد مسعود يظن ان السنوات قد تمر ليجد الأبن نفسه في مواجهة مصيرية مع حركة طالبان كما حدث مع والده خلال النصف الثاني من تسعينيات القرن الماضي. في الواقع كان أحمد مسعود أكثر ألتصاقًا بالسياسة منه إلى الجانب العسكري من الصراع في أفغانستان، ومن الملاحظات الجديرة بالذكر أنه كان من أهم وأبرز الأصوات التي حذرت من نتائج التطبيق “المتعجل” للاتفاق بين الولايات المتحدة وحركة طالبان، وفي هذا الصدد كانت له عدة مواقف، منها لقاء يعتبر الأول من نوعه مع الصحافة في سبتمبر 2020، أعرب فيه بوضوح عن عدم رضاه عن أداء حكومة الرئيس المستقيل أشرف غني، وعن أنه بات يرى الحرب في أفغانستان على شكل مسلسل لا نهاية له.
لكنه في هذا التصريح أعرب بشكل واضح عن إمكانية تسامحه مع أي طرف، ساهم في عملية إغتيال والده، وهو ما اعتبرته بعض الأوساط الأفغانية آنذاك محاولة منه للتمهيد لدخوله بقوة إلى المعترك السياسي الأفغاني، خاصة في ظل تدهور الأداء الحكومي خلال السنتين الأخيرتين من حكم الرئيس أشرف غني.
مع مرور الأشهر، تطورت مواقف مسعود بشكل أكبر، وظهر ذلك خلال مقابلة أجرتها معه أحدى وسائل الإعلام الفرنسية في مارس 2020، حذر فيها من تداعيات مغادرة القوات الأمريكية لبلاده، والتي قال إن من أهم هذه التداعيات هو وقوع حالة من الفوضى وأعمال العنف التي ستؤدي في النهاية إلى حرب أهلية، كما أعتبر أن الاتفاق الذي تم التوصل إليه بين الإدارة الأمريكية السابقة وطالبان كان خاطئًا، خاصة أن هذا الاتفاق حيد تمامًا دور الحكومة الأفغانية، وأخل بميزان القوى في الداخل الأفغاني.
اللافت في هذه المقابلة كان تأييده لطرح كانت الخارجية الأمريكية قد لمحت إليه آنذاك، ويتعلق بتشكيل حكومة انتقالية من كافة الأطياف الأفغانية، تكون مهمتها هي إدارة البلاد إلى حين إجراء انتخابات مبكرة، وأكد في هذا الصدد على ضرورة “الحوار” مع حركة طالبان، لكنه أكد في المقابل أن الديموقراطية وحرية المرأة تبقى قيم لا يمكن أن يتنازل عنها في هذا الصدد.
التطور الثالث، والأهم في مواقف مسعود، تم الإعلان عنه الشهر الجاري، من خلال مقالة له تم نشرها في صحيفة “الواشنطن بوست” الأمريكية، طالب فيها بشكل واضح من المجتمع الدولي، تقديم المساعدة العسكرية له من أجل تسليح ودعم القوات الموالية له، وخوض مواجهة عسكرية ضد حركة طالبان، وهو ما يدشن فعليًا – على الأقل من جانب مسعود – ما يشبه “تحالف شمال” جديد، بدأ مسعود بالفعل في تأسيسه في بنجشير، وهو تحالف وأن كان يشبه من حيث المبدأ تحالف مسعود الأب – دوستم السابق، فإنه قطعًا يختلف في الظروف المحيطة به داخليًا وخارجيًا، وهو ما يشكل تحديًا مضاعفًا لم يتعرض له مسعود الأب خلال مواجهته الطويلة مع السوفييت وحركة طالبان.
الوضع العسكري الميداني .. وتحديات المواجهة العسكرية مع “طالبان الجديدة”
عسكريًا، يتركز أحمد مسعود في قوته الميدانية على تشكيلة من المقاتلين القبليين والنظاميين الذي تجمعوا في ولاية “بنجشير”، على رأسهم مجموعة تقدر بنحو ألف جندي من القوات الخاصة الأفغانية، تمكنوا من مغادرة مدينة قندهار بطائرات النقل التابعة لسلاح الجو الأفغاني، قبيل سقوطها في يد حركة طالبان، ووصلت بالفعل إلى ولاية بنجشير، لينضموا إلى عدد يقدر ما بين خمسة آلاف وتسعة آلاف جندي وضابط من الجيش الأفغاني والمجموعات القبلية المتواجدة في الولاية، والتي ينحدر أغلبها بطبيعة الحال من قومية “الطاجيك”، وتحديدًا العناصر الموالية للجنرال عبد الرشيد دوستم.
تمكنت عدة مروحيات تابعة لسلاح الجو الأفغاني من الوصول كذلك إلى بنجشير، بمعية عشرات الآليات العسكرية وناقلات الجند المدرعة، وهو ما يوفر للقوات التابعة لمسعود بعد الدعم الجوي، لكنه على المستوى التكتيكي لا يكفي خاصة أنه ينحصر في مروحيات النقل العسكري “مي-17″، مع بعض مروحيات الإستطلاع الخفيفة، لكن هنا يجب النظر إلى ملف طائرات سلاح الجو الأفغاني التي سيطرت عليها حركة طالبان، فقد اتضح من الصور المتوفرة أن أغلب الطائرات التي وقعت تحت سيطرة الحركة، وعددها حسب التقديرات المتوفرة 18 مروحية وطائرتين ذات جناح ثابت وستة طائرات دون طيار، كانت تعاني من مشاكل فنية أو كانت تحت الصيانة والتخزين، ولم تستفد منها الحركة – حتى الآن – سوى بأستخدام مروحية واحدة على الأقل من نوع “مي-17” في نقل بعض قادة الحركة. فأين ذهبت بقية طائرات سلاح الجو الأفغاني؟.
أوضحت صور الأقمار الصناعية المتوفرة، أن مجموعة كبيرة من طائرات سلاح الجو الأفغاني، قد توجهت قبيل دخول حركة طالبان إلى كابول، إلى أوزبكستان المجاورة، وتحديدًا مطار “تيرميز”، حيث وصل إلى هذا المطار تشكيلة من 46 طائرة ومروحية تابعة لسلاح الجو الأفغاني، في إعادة لمشهد تدفق طائرات سلاح الجو العراقي على المطارات الإيرانية قبيل حرب الخليج الثانية عام 1991.
من ضمن هذه الطائرات ستة طائرات للهجوم الأرضي أمريكية الصنع من نوع “أيه-29 سوبر توكانو”، بجانب أحدى عشر طائرة للاستطلاع والمراقبة من نوع “بيلاتوس”، مضافاً إليها أعداد من مروحيات النقل الأمريكية الصنع “بلاك هوك” والروسية الصنع “مي-17”. مصير هذه الأعداد الكبيرة من الطائرات، والتي يضاف إليها ثلاث مروحيات على الأقل وصلت إلى مطار مدينة “بخارى” في طاجيكستان يبدو أنه سيكون رهنًا بالجانب السياسي من تحالف مسعود، وما إذا كان التعامل الإقليمي والدولي مع حركة طالبان سيكون تصعيديًا “وهنا ستكون الطائرات في جانب مسعود”، أو توافقيًا “وهنا ستؤول الطائرات إلى سلاح الجو الأفغاني في ثوبه الجديد”.
على المستوى الميداني، بدأت بالفعل عمليات إعادة تنظيم وتدريب القوات المتوفرة لدى مسعود في بنجشير، وذلك بهدف إزاحة التأثير المعنوي لسيطرة طالبان على معظم ولايات أفغانستان، ولكن تبقى معوقات ميدانية وسياسية عديدة أمام إطلاق فعلي للعمليات العسكرية ضد حركة طالبان، التي تحاصر بشكل فعلي ولاية بنجشير، وتتفوق من حيث تعداد مقاتليها على تعداد المقاتلين المتواجدين داخل الولاية، ناهيك عن أن الحركة على المستوى العسكري، لم تعد ميليشيا كما كان الحال عليه خلال سنوات مضت، بل تحولت إلى قوة شبه عسكرية، لديها قوات خاصة مجهزة جيدًا، وتمكنت عبر السنوات الأخيرة من الحصول على قدرات عسكرية تسليحية جيدة، تزايدت بعد سقوط عدد كبير من الأسلحة المتطورة والمركبات المدرعة في حوزتها، ما مكن عناصر الحركة من السيطرة بشكل سريع على العاصمة، بوتيرة مثلت مفاجأة لكافة الأوساط العسكرية، خاصة الأمريكية. هذا التحدى يجعل من الصعب بمكان على أي قوة يتم تشكيلها في ولاية بنجشير، مواجهة حركة طالبان بوضعها الحالي، دون أن تحصل على دعم عسكري واسع من قوى خارجية.
ميدانيًا، ولو أن ولاية بنجشير تبقى الولاية الوحيدة التي لا يوجد بداخلها تواجد قوات طالبان، إلا أن ولايات أخرى مجاورة في هذا النطاق تشهد سيطرة مختلطة بين وحدات عسكرية تابعة للجيش الوطني الأفغاني وبين حركة طالبان، منها ولايات “بروان” و”باغلان” غرب وجنوب بنجشير، و”بدخشان” و”نورستان” شرقها وشمالها، وقد سيطرت قوات تابعة للجيش الأفغاني أمس على منطقة “شاريكار” التابعة لولاية “باروان”، وهي ولاية متاخمة للعاصمة من الجهة الشمالية.
الخطوات السياسية الموالية والمناهضة لتحالف الشمال الجديد
يلاحظ أن عمليات الحشد في بنجشير، ترافقت مع بعض التحركات السياسية الداخلية والخارجية في أفغانستان، التي تستهدف منها كل الأطراف جس نبض الأطراف الأخرى، فكان لقاء لافت بين وزير الخارجية الأفغاني الأسبق عبد الله عبد الله، والرئيس السابق حميد كرازي، مع وفد من حركة طالبان، حاولت من خلاله حركة طالبان الإيحاء أنه لا مشكلة لها في التعامل مع السياسيين الأفغان الذي خدموا خلال الحقبة التي كانت فيها الحركة بعيدة عن الحكم، وأنها نقطة التلاقي الأساسية بينها وبين عبد الله وكرازي هي في الموقف من الرئيس السابق أشرف غني.
هذا التلاقي كان واضحًا في مواقف بعض السياسيين الأفغان بعد دخول طالبان للعاصمة، حيث بدا أن معظمهم بدأ في إعادة التموضع السياسي، ومنهم وزير الخارجية الأسبق عبد الله عبد الله، الذي قال في تسجيل مصور بثه على صفحته الشخصية على موقع فيس بوك، أن الله “سيحكم على الرئيس السابق”. الرئيس الأسبق حميد كرزاي، ظهر في تسجيل مصور مماثل، طرح فيه تكوين ما يشبه “مجلس تنسيقي”، يتألف منه ومن وزير الخارجية الأسبق عبد الله عبد الله، بجانب زعيم الحزب الإسلامي قلب الدين حكمتيار، وهو طرح يستهدف تكوين جهة تفاوض مع الحركة، من أجل سبر أغوار المرحلة الانتقالية القادمة، وهو ما لم تتجاوب معه حركة طالبان حتى الان، رغم اللقاء السالف ذكره بينها وبين عبد الله وكرازاي.
على الجانب الأخر، يعتبر نائب الرئيس الأفغاني أمر الله صالح، هو الممثل الحالي للجانب السياسي من “تحالف الشمال الجديد”، فهو يمتلك الشرعية الدستورية بحكم أن الدستور الأفغاني – الساري حتى الآن – ينص على أن يتولى نائب رئيس الجمهورية مهام رئيس الجمهورية في حالة غياب الأخير لأي سبب من الأسباب، وبالتالي يعتبر صالح هو القائد المباشر الحالي لوحدات الجيش الأفغاني المتواجدة في بنجشير. تصريحات صالح عقب دخول طالبان إلى كابول كانت واضحة، وهي إنه لن يكون أبدًا “تحت سقف واحد مع طالبان”، وهو ما جعله عمليًا في تحالف مسعود، حيث أكدت الأنباء المتوفرة أن التنسيق بين الجانبين بدء فعليًا، بالتزامن مع وضع صور كلا الرجلين بدلاً من صورة الرئيس السابق غني في السفارة الأفغانية في باكستان.
في نفس الإطار، يبدو أن باكستان سيكون لها دور كبير في تحديد إطار المرحلة الانتقالية في أفغانستان، فقد زارها اليوم أحمد والي مسعود، شقيق الراحل أحمد شاه مسعود، وأطلق منها انتقادات حادة ضد الرئيس السابق أشرف غني، واتهمه بالفشل وانه حاول حصر كافة السلطات في يده، وأعرب عن أمنيته ألا تحذو حركة طالبان حذوه، وهو تعبير يمكن منه أن نفهم أن الجانب السياسي المواكب لتحالف مسعود يعمل على أن يكون له دور وموقع في أية مفاوضات قادمة حول مستقبل أفغانستان، على قاعدة مشاركة الجميع في الحكم.
خلال الزيارة تحدث والي مسعود أيضًا عن إن الوفد القادم قد يضم عدد من الوجوه الأفغانية التي فرت من البلاد خلال دخول طالبان لكابول، ومنهم الجنرال عبد الرشيد دوستم، والقائد الأقليمي عطا محمد نور “وكليهما فشلا في دعم الجيش الأفغاني في المراحل الأخيرة من الصراع مع حركة طالبان”، بجانب شخصيات أخرى مثل أميري الحرب السابقين محمد أسماعيل خان، وعبد الرشيد دوستم.
خلاصة القول، أن الدعم الخارجي سيكون – مجددًا – رمانة ميزان الوضع المستقبلي لأفغانستان على المستويين السياسي والعسكري، وبدونه لن يتيسر للتحالف الذي يتشكل حاليًا في الشمال الأفغاني من الصمود ولو لأسابيع قليلة. هذا الدعم يمكن وضعه ضمن الاحتمالات التي ستتولد على ضوء التسوية التي ستتم بين القوى الأقليمية والدولية وحركة طالبان، وكذلك على ضوء أداء الأخيرة فيما يتعلق بملف الحكومة الإنتقالية والحريات، والعلاقة مع الأطراف الأفغانية الأخرى، وهي جميعها ملفات تحتاج إلى الوقت من أجل تحديد وضعها الحالي، وآفاقها المستقبلية، لكن الأكيد ان أفغانستان باتت على اعتبار مرحلة جديدة كليًا، ما بين تجربة سياسية ستعد الأولى من نوعها، أو حرب أهلية سيكون لها أيضًا شكل مختلف تمامًا عن المعارك التي لم تغب عن أراضي أفغانستان منذ أواخر سبعينيات القرن الماضي.
باحث أول بالمرصد المصري