الأمريكتان

مسؤولون أمريكيون: بايدن يسحب قوات بلاده من أفغانستان بحلول 11 سبتمبر

عرض – منى قشطة

قال العديد من المسؤولين الأمريكيين أن الرئيس الأمريكي جو بايدن سيسحب قوات بلاده من أفغانستان بحلول 11 سبتمبر، الذكرى العشرين للهجمات الإرهابية التي عجلت بالغزو الأمريكي الذي أطاح بقيادة طالبان في البلاد، وفقاً لأشخاص مطلعين على الخطة. وذلك حسب ما أفادت به صحيفة الاندبندنت البريطانية في عددها الإلكتروني الصادر اليوم.

وأشارت الصحيفة إلى ما قاله مسؤول بالبيت الأبيض بأن بايدن سيضع رؤيته للمضي قدما في أفغانستان والجدول الزمني للانسحاب في تصريحات بعد ظهر الأربعاء. بعد ما يقرب من عقدين من الزمن تواجدت فيهما القوات الأمريكية في أفغانستان.

وذكرت الصحيفة أنهُ في حين أن قرار بايدن يُبقي القوات الأمريكية في أفغانستان لمدة أربعة أشهر أطول مما كان مخططاً له في البداية، الا أنه يضع نهاية قاطعة لحرب استمرت عقدين من الزمن أسفرت عن مقتل أكثر من 2200 جندي أمريكي، وإصابة 20 ألف جندي، وكلفت ما يصل إلى تريليون دولار. وقد أدى الصراع إلى شل القاعدة إلى حد كبير ومقتل أسامة بن لادن، مهندس هجمات 11 سبتمبر، ولكن الانسحاب الأمريكي يهدد أيضاً بالعديد من المكاسب التي تحققت في مجال الديمقراطية وحقوق المرأة والحكم، مع ضمان بقاء طالبان، التي وفرت ملاذًا للقاعدة، قوية وتسيطر على مساحات شاسعة من البلاد.

من جانبها أفادت صحيفة بلومبرج الأمريكية في عددها الإلكتروني الصادر اليوم، نقلاً عن مسؤول كبير بإدارة بايدن، بأنه بعد مراجعة السياسة الأمريكية التي أمر بها بايدن بعد توليه منصبه، خلصت الإدارة إلى أنها يمكن أن تعالج أي تهديد إرهابي صادر من أفغانستان من مكان آخر. كما قال المسؤول إن الولايات المتحدة ستعمل مع الدول الأخرى لحماية المكاسب التي حققتها النساء في البلاد، وهي قضية رئيسية بالنظر إلى أن طالبان منعت النساء إلى حد كبير من التعليم والعمل عندما كن في السلطة.

وأشارت بلومبرج إلى أن الموعد النهائي الجديد يعني أن بايدن سيترك بضعة آلاف من القوات في الدولة التي مزقتها الحرب إلى ما بعد هدف الأول من مايو المحدد في اتفاق بين إدارة ترامب وطالبان العام الماضي، وكان بايدن قد أشار إلى أنه اعتبر أن الموعد النهائي الأصلي هو موعد “صعب” للوفاء به نظرًا لاستمرار العنف في البلاد وعدم إحراز تقدم في محادثات السلام بين الحكومة الأفغانية وطالبان.

وقال المسؤول إن القوات الأمريكية الوحيدة المتبقية في البلاد ستكون لحماية الدبلوماسيين الأمريكيين في أفغانستان، لكن الإدارة لم تقرر بعد حجم ونطاق وجودها الدبلوماسي – أو البصمة العسكرية المصاحبة لذلك.

ووفقاً للصحيفة، جاء قرار الرئيس، الذي من المتوقع أن يعلنه يوم الأربعاء، بعد أن أجرت إدارته مراجعة للخيارات الأمريكية في أفغانستان بالتشاور مع حلفاء من منظمة حلف شمال الأطلسي يعملون أيضًا في المنطقة. ويوجد حاليًا أكثر من 2500 جندي أمريكي في البلاد، يعملون جنبًا إلى جنب مع حوالي 7000 من القوات المتحالفة.

ويُعد قرار تأخير سحب القوات، مُخاطرة كبيرة لإدارة بايدن فمن المُتوقع أن تشهد الولايات المُتحدة رد انتقامي بقيادة طالبان لخرق اتفاق وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه خلال إدارة ترامب، فضلاً عن التداعيات السياسية من الرأي العام الأمريكي الذي سئم من الحرب المستمرة منذ عقدين. ولكن في المُقابل حذر قادة عسكريين ودبلوماسيين من أن الانسحاب السريع يمكن أن يزعزع استقرار البلاد، ويعرض القوات المتحالفة للخطر ويُخاطر بعودة الجماعات الإرهابية إلى الظهور، وفقاً لبلومبرج الأمريكية.

وقال المسؤول الأمريكي إن الولايات المُتحدة الأمريكية حذرت طالبان من أنها سترد بقوة في حالة تعرض الجنود المغادرين للهجوم، وتُخطط إدارة بايدن لزيادة المساعدة الإنسانية ودعم المجتمع المدني مع مغادرة القوات البلاد.

وألقى إعلان الانسحاب بظلال من الشك على مؤتمر سلام تدعمه الولايات المتحدة في اسطنبول من المقرر أن يحضره ممثلون عن الحكومة الأفغانية وطالبان اعتبارًا من 24 أبريل. وقالت طالبان في تغريده في وقت متأخر من يوم الثلاثاء إنها لن تشارك. وكتب محمد نعيم، المتحدث باسم المكتب السياسي للجماعة في الدوحة، “إلى أن تنسحب جميع القوات الأجنبية بالكامل من وطننا، فإن الإمارة الإسلامية لن تشارك في أي مؤتمر يتخذ قرارات بشأن أفغانستان”.

وأشارت الاندبندنت البريطانية إلى ما أفاد به تقرير صادر عن مجتمع الاستخبارات يوم الثلاثاء حول التحديات العالمية للعام المقبل بأن احتمالات التوصل إلى اتفاق سلام في أفغانستان “منخفضة” وحذر من أن “طالبان من المرجح أن تحقق مكاسب في ساحة المعركة. ويقول التقرير إنه إذا سحب التحالف دعمه، فإن الحكومة الأفغانية ستكافح للسيطرة على طالبان.

ردود أفعال مُتباينة

رصدت بلومبرج الأمريكية بعض ردود الأفعال على خطوة الانسحاب، حيثُ أثار قرار بايدن انتقادات فورية من الجمهوريين، ونقلت الصحيفة ما قاله زعيم الجمهوريين في مجلس الشيوخ ميتش ماكونيل في قاعة مجلس الشيوخ: “إن الانسحاب السريع للقوات الأمريكية من أفغانستان خطأ فادح“. “إنه تراجع وتخلي عن القيادة الأمريكية”. قال السناتور بات تومي من ولاية بنسلفانيا على قناة بلومبيرج التلفزيونية “إننا ننسحب في وقت قد لا تتمكن فيه الحكومة الأفغانية والجيش الأفغاني من السيطرة على البلاد”.

كما نقلت الصحيفة ما قاله النائب مايكل ماكول، كبير الجمهوريين في لجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب، إن ذلك “سيعني أننا لن نترك قوة متبقية” للتصدي للتهديدات الإرهابية الصادرة من أفغانستان. وقال ماكول إن ذلك سيتطلب أيضًا “التخلي عن شركائنا الأفغان خلال مفاوضات السلام الحاسمة والسماح لطالبان بالنصر الكامل على الرغم من فشلهم في الوفاء بالتزاماتهم بموجب اتفاقنا”.

وفى المُقابل أشارت صحيفة الاندبندنت البريطانية إلى أن الديمقراطيون كانوا أكثر دعماً لقرار الانسحاب، ونقلت الصحيفة ما قاله السناتور جاك ريد، رئيس لجنة القوات المسلحة، إن الموعد النهائي الذي حدده الرئيس دونالد ترامب في الأول من مايو قد حد من خيارات بايدن. وقال ريد: “لا تزال لدينا مصالح حيوية في الحماية من الهجمات الإرهابية التي يمكن أن تنبع من ذلك الجزء من العالم، ولكن هناك مناطق أخرى أيضًا، علينا أن ندركها”.

وقال السناتور الديمقراطي تيم كين، من ولاية فرجينيا، إن القوات يجب أن تعود إلى الوطن، ويجب على الولايات المتحدة إعادة تركيز الأمن القومي الأمريكي على التحديات الأكثر إلحاحًا.

ونقلت الاندبندنت البريطانية ما قاله المتحدث باسم طالبان، ذبيح الله مجاهد، لوكالة أسوشييتد برس إن الميليشيا الدينية تنتظر إعلانًا رسميًا لإصدار رد فعلها. وسبق أن حذرت طالبان الولايات المتحدة من “عواقب” إذا تراجعت عن الموعد النهائي في الأول من مايو.

+ posts

باحثة ببرنامج قضايا الأمن والدفاع

منى قشطة

باحثة ببرنامج قضايا الأمن والدفاع

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى