مكافحة الإرهاب

” مُؤشر الإرهاب العالمي 2020 (1) “الدول الأكثر تأثُراً بالإرهاب عالمياً”

سلَط تقرير مُؤشر الإرهاب العالمي “الصادر عن معهد الاقتصاد والسلام في نسخته الثامنة لعام 2020″الضوء على الدول العشر الأكثر تضرراً من الإرهاب على مستوى العالم،

ويأتي على رأس هذه الدول: أفغانستان ويليها العراق، نيجيريا، سوريا، الصومال، اليمن، باكستان، الهند، جمهورية الكونغو الديمقراطية، والفلبين.

ووفقاً للتقرير لم يكن هناك تغييرا في الدول العشر الأكثر تأثراً بالإرهاب، على الرغم من انخفاض الوفيات بشكل عام في عام 2019، حيثُ تراجعت الوفيات الناجمة عن الإرهاب للعام الخامس على التوالي، بعد أن بلغت ذروتها في عام 2014، وانخفض العدد الإجمالي للوفيات بنسبة 15.5% إلى 13826.

وبالمُقارنة بتقرير مؤشر الإرهاب العالمي الصادر في 2019، لاحظ التقرير ما يلي:

مؤشر الإرهاب العالمي 2019




مؤشر الإرهاب العالمي 2020




  • حافظت أفغانستان والعراق ونيجيريا على مكانتها كأول وثاني وثالث البُلدان الأكثر تأثراً بالإرهاب للعام الثاني على التوالي.
  • – تجاوز الصومال باكستان لتصبح خامس أكثر البلدان تأثراً كثاني مرة يتم تصنيف الصومال فيها من بين الدول الخمس الأكثر تأثراً بالإرهاب.
  • وتجاوزت الكونغو الديمقراطية الفلبين لتصبح تاسع أكثر الدول تأثراً.
  • استمر الصراع كمحرك رئيسي للنشاط الإرهابي في البلدان الأكثر تضرراً من الإرهاب في عام 2019، وصنّف التقرير خمسة من الدول العشر على أنها في حالة حرب وهي: أفغانستان ونيجيريا وسوريا والصومال واليمن، والخمسة الباقون متورطون ف صراعات طفيفة حسب التقرير.
  • تشمل الدوافع المُحددة للإرهاب بين هذه الدول العشر حركات التمرُّد الطويلة في أفغانستان ونيجيريا والصومال، والتوترات المُتفاقمة بين الجماعات الإرهابية المُنشقّة والحكومات الوطنية في اليمن، وتغيّر نشاط تنظيم داعش في العراق وسوريا.
  • انخفضت الوفيات بسبب الإرهاب للعام الخامس على التوالي في عام 2019 إلى 13،826 حالة وفاة، وهو ما يمثل انخفاضًا بنسبة 15 % عن العام السابق.
  • منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وروسيا وأوراسيا وأمريكا الجنوبية وجنوب آسيا سجلت جميعها انخفاضًا في الوفيات الناجمة عن الإرهاب بنسبة 20 % على الأقل.
  • في الآونة الأخيرة، تركز النشاط الإرهابي في جنوب آسيا وأفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، حيث سجلت كلتا المنطقتين عدد وفيات إرهابية أكثر من منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا منذ عام 2018.

قائمة ال 10 دول الأكثر تأثراً بالإرهاب على مستوى العالم في مُؤشر الإرهاب العالمي لعام 2020

أفغانستان

أشار التقرير إلى أن أفغانستان لاتزال هي البلد الأكثر تضرراً من الإرهاب للعام الثاني على التوالي، حيثُ شكلت أفغانستان 41% من الوفيات الناجمة عن الإرهاب على مستوى العالم، وكانت حركة طالبان مسؤولة عن 87% من هذه الوفيات خلال عام 2019، كما انخفضت الوفيات الناجمة عن الإرهاب بنسبة 22% لتصبح 5725، ووفقاً للتقرير يُشكل هذا العدد ثاني أكبر عدد من الوفيات المُسجلة بسبب الإرهاب في أفغانستان منذ الغزو الذي قادته الولايات المتحدة على أفغانستان عام 2001.

وأفاد التقرير بأن الإرهاب انتشر على قطاع واسع في جميع مُقاطعات أفغانستان البالغ عددها 34 مُقاطعة في عام 2019، وسُجل أكبر عدد من القتلى جراء العمليات الإرهابية في ولاية (قندوز) لتصل إلى 500 حالة وفاة في الولاية، ونُسبت غالبية هذه الوفيات إلى حركة طالبان.

وعلى الرغم من ان حركة طالبان تُمثل المجموعة الإرهابية الأكثر نشاطاً في أفغانستان– حيثُ تُسيطر على 12% من المقاطعات الأفغانية-  فقد انخفضت الوفيات المنسوبة لها بنسبة 18% في عام 2019، مع تكثيف عمليات مكافحة الإرهاب التي تقودها الولايات المُتحدة. وعلى الرغم من هذا الانخفاض ازدادت الهجمات التي شنتها الجماعة في أفغانستان بنسبة 6%، وقد كانت حركة طالبان مسؤولة عن واحدة من أكثر الهجمات الإرهابية دموية في عام 2019 عندما فجر انتحاري سيارة مُفخخة وأطلق مهاجمون النيران على قاعدة للمديرية الوطنية للأمن في منطقة ميدان شهر في يناير 2019، وأسفر الهجوم عما لا يقل عن 129 حالة وفاة و54 إصابة. وقد استهدفت هجمات الحركة الشرطة والجيش في عام 2019، مُسجلة 508 هجمة وأكثر من 2900 حالة وفاة.

وأشار التقرير إلى ان فرع خراسان – فرع داعش النشط في أفغانستان وباكستان- كان ثاني أكثر الجماعات الإرهابية دموية في أفغانستان، حيثُ كان الفرع مسؤولاً عن 6% من الوفيات المرتبطة بالإرهاب في عام 2019، بانخفاض قدرة 5% عن العام السابق، وقد نفذ الفرع 55 هجوماً أسفر عن مقتل 320 شخصاً. ونتيجة للعمليات العسكرية التي شنتها الحكومة الأفغانية وطالبان والقوات الأمريكية؛ ضعف فرع خراسان بشكل ملحوظ منذ عام 2018، وبالرغم من ذلك لايزال التنظيم لدية خلايا نائمة في مدن، مثل: كابول وجلال آباد.

العراق

وفقاً للتقرير، سجلت العراق انخفاضاً في الوفيات المرتبطة بالإرهاب للعام الثالث على التوالي في عام 2019، حيث سُجل أقل من ألف حالة وفاة للمرة الأولى منذ الغزو الأمريكي عام 2003. وانخفض عدد الوفيات الناجمة عن الإرهاب من 1054 في عام 2018 إلى 564 في عام 2019.، بنسبة 46 في المائة. كما سُجّل انخفاض كبير في عدد العمليات الإرهابية، حيث انخفض بأكثر من النصف من 1131 في 2018 إلى 495 في 2019.

ولا يزال تنظيم داعش يُهيمن على النشاط الإرهابي في العراق، حيث شكلت الوفيات الناجمة عن ممارسات التنظيم 66 % من إجمالي الوفيات الناجمة عن الإرهاب في عام 2019. ومع ذلك، فقد انخفضت الوفيات المرتبطة بالإرهاب المنسوبة إلى التنظيم بشكل كبير منذ ذروتها في عام 2016. حيثُ كان مسؤولاً عن 374 حالة وفاة في 2019، بانخفاض قدره 53 في المائة عن العام السابق.

وأشار التقرير إلى تغير أنواع الهجمات التي نفذها تنظيم داعش في العراق في السنوات الأخيرة، وسجل التقرير انخفاض ملحوظ في عدد الهجمات المُعقدة ومتعددة المراحل، مثل: تفجيرات السيارات والهجمات الانتحارية التي تتطلب شبكات لوجستية متطورة، كما انخفضت التفجيرات بنسبة 80% منذُ ذروتها في عام 2016، وفى المُقابل ازدادت هجمات البنية التحتية والهجمات المسلحة بنسبة 41%، واستهدفت غالبية الهجمات المسلحة من قبل داعش المدنيين وقوات الأمن، وقد كانت هذه الهجمات هجمات حارقة ضد المزارع والشركات الصغيرة والمساكن المدنية. ولا يزال تنظيم داعش يُمثل تهديدًا كبيرًا. في العراق، ويواصل عملة   في المناطق الريفية ويسعى إلى استعادة الدعم بين السكان في محافظات (نينوى وكركوك وديالى وصلاح الدين والأنبار).

نيجيريا

أشار التقرير إلى انخفاض إجمالي الوفيات الناجمة عن الإرهاب في نيجيريا إلى 1,245في عام 2019، بمعدل انخفاض 39% عن العام السابق. كما انخفضت الحوادث المرتبطة بالإرهاب بنسبة 27%، مُسجلة أدنى مستوى للعنف الإرهابي في نيجيريا منذ عام 2011. وكان الدافع وراء هذا الانخفاض في الوفيات والحوادث الإرهابية في نيجيريا هو الانخفاض الكبير في أعمال العنف المنسوبة إلى متطرفي الفولاني.

ووفقاً للتقرير، سجلت بوكو حرام، الجماعة الإرهابية الأكثر دموية في نيجيريا، زيادة في النشاط الإرهابي الذي يستهدف المدنيين بشكل رئيسي، حيثُ زادت الوفيات والحوادث المرتبطة بالإرهاب المنسوبة إلى التنظيم في نيجيريا بنسبة 25 و30 % على التوالي عن العام السابق. خلال العام الماضي، زادت بوكو حرام من الهجمات على الأهداف العسكرية، حيث ارتفع عدد القتلى من 26 في عام 2018 إلى 148 في عام 2019. وكان متطرفو الفولانى سؤولين عن 26% من الوفيات الناجمة عن الإرهاب في نيجيريا عام 2019.

سوريا

أشار التقرير إلى ارتفاع الوفيات الناجمة عن الإرهاب، والحوادث المرتبطة به في سوريا إلى 36% في عام 2019، وكانت هذه الزيادة في النشاط الإرهابي مرتبطة بزيادة الهجمات التي شنتها الجماعات الثلاث الأكثر دموية في سوريا: داعش، وحزب العمل الكردستاني، وهيئة تحرير الشام، حيثُ شكلت المجموعات الثلاث 74% من الوفيات النجمة عن الإرهاب عام 2019.

ووفقاً للتقرير، ظل تنظيم داعش المجموعة الإرهابية الأكثر دموية في سوريا للعام السادس على التوالي، وعلى الرغم من أن هجمات داعش زادت بنسبة 31 % بين عامي 2018 و2019، فقد انخفضت الوفيات المنسوبة إلى التنظيم بنسبة 67 % في نفس الفترة.

وفى عام 2019، وقعت حوادث إرهابية في 11 محافظة من أصل 14 محافظة في سوريا، مما سلط الضوء على الانتشار الجغرافي للإرهاب. ووقعت غالبية الهجمات في حلب بنسبة 42 %، تليها الرقة ودير الزور والحسكة، وقد سجلت محافظة حلب أكبر زيادة في الوفيات الناجمة عن الإرهاب، حيث سجلت 201 قتيلاً في 2019، مقارنة بـ 53 في 2018. وتضاعفت الهجمات على المدنيين في حلب بين عامي 2018 و2019.

الصومال

أشار التقرير إلى تراجع أعداد الوفيات الناجمة عن الإرهاب في الصومال إلى أدنى مستوى لها منذُ عام 2013 بنسبة 11.9% لتصل إلى 569 حالة وفاة عام 2019، كما انخفضت الحوادث الإرهابية بنسبة 16%، وكانت حركة الشباب الإرهابية مسؤولة عن 88% من إجمالي الوفيات الناجمة عن الإرهاب في عام 2019، ويمثل هذا انخفاضاً بنسبة 14% منذ عام 2018، وقد واصلت حركة الشباب شن عمليات قصف ضد المدنيين والشركات فضلاً عن الاغتيالات المستهدفة لشخصيات حكومية بارزة. وقد تركزت معظم الهجمات التي قامت بها الحركة في العاصمة مقديشيو، حيثُ نفذت 44% من عملياتها هناك. ووفقاً للتقرير أدت جهود مكافحة الإرهاب في الحد من النشاط الإرهابي في الصومال، ولاتزال حركة الشباب تحتفظ بالسيطرة على أكثر من 20% من البلاد.

اليمن

أشار التقرير إلى ارتفاع عدد الوفيات الناجمة عن الإرهاب في اليمن إلى 555 في عام 2019، بزيادة قدرها 31% عن عام 2018، كما شهدت اليمن زيادة بنسبة 67% من إجمالي الهجمات الإرهابية المدفوعة بشكل أساسي بزيادة عنف حركة أنصار الله. ولايزال اليمن غارقاً في حرب أهلية طويلة الأمد منذُ عام 2015؛ أسفرت عن مقتل أكثر من 100 ألف قتيل: 12% منهم من المدنيين الذين قتلوا في الهجمات المستهدفة، ووقع ما يقرب من 23 ألف حالة وفاة نتيجة للنزاع في عام 2019 وهو ما يمثل انخفاضاً بنسبة 25% عن عام 2018 لكنة بقي العام الثاني الأكثر دموية في الحرب، ووفقاً للتقرير، أدى الصراع إلى نزوح ما يقرب من 400 ألف يمنى في عام 2019، مما ساهم في الوضع الهش بالفعل الذي وصفته الأمم المتحدة بأنه ” أسوأ مأساة إنسانية في العالم”.

كانت جماعة أنصار الله هي الجماعة الإرهابية الأكثر دموية في اليمن للعام الرابع على التوالي، حيث تسببت في 75% من الوفيات الناجمة عن الإرهاب. وقد ارتفع عدد الوفيات المنسوبة إلى هذه الجماعة بنسبة 65 % في عام 2019، بعد ثلاث سنوات من التراجع المتتالي. وقد انخفض نشاط القاعدة في شبه الجزيرة العربية بنسبة 89 % في اليمن منذ أن بلغ ذروته في عام 2015. في عام 2019، واحتفظ بمناطق نفوذ في اليمن، على الرغم من صد التنظيم من قبل حكومة الجمهورية اليمنية وقوات الأمن المحلية المدعومة من الإمارات العربية المتحدة. وبالنسبة لتنظيم داعش الإرهابي انخفض نشاطه بعد ان كان نشطاً في اليمن في السنوات الخمس الماضية، ولم يبق له سوى محافظة عدن أبين التابعة له في اليمن.

باكستان

أشار التقرير إلى ان باكستان سجلت في عام 2019 أقل عدد من الوفيات الناجمة عن الإرهاب منذُ عام 2006، وانخفضت الوفيات بنسبة 45%، حيثُ انخفضت من 543 عام 2018 إلى 300 عام 2019.ةووفقاً للتقرير كانت حركة طالبان أكثر الجماعات الإرهابية دموية في باكستان عام 2019، وقد ارتكبت الحركة أكثر الهجمات الإرهابية دموية خلال العام عندما استهدف انتحاري ومهاجمون مسلحون قاعدة للمديرية الوطنية للأمن في منطقة ميدان شهر بأفغانستان. وقُتل ما لا يقل عن 129 شخصًا وأصيب 54 شخصًا في الهجوم.

الهند

أشار التقرير إلى أنهُ تم تسجيل 558 هجوماً إرهابياً و277 حالة وفاة ناجمة عن الإرهاب في الهند في عام 2019، وهذا يمثل انخفاضاً في كل من الوفيات بأكثر من 20% منذ عام 2018. ووفقاً للتقرير يوجد عدد كبير من الجماعات الإرهابية في الهند، يسعى العديد منهم للحصول على اعتراف سياسي، وغالباً لا تهدف هجماتهم إلى التسبب في وفيات فأكثر من نصف الهجمات الإرهابية عام 2019 كانت غير مميتة.

جمهورية الكونغو الديمقراطية

أشار التقرير إلى ان جمهورية الكونغو الديمقراطية سجلت تصاعداً للنشاط الإرهابي في عام 2019، بعد انخفاض عدد الوفيات في العام السابق، حيثُ ارتفع عدد الوفيات الناجمة عن الإرهاب بنسبة 36% لتصل إلى 559 حالة وفاة عام 2019 مقارنة ب 410 في عام 2018، كما ارتفعت الحوادث المرتبطة بالإرهاب من 135 في عام 2018 إلى 213 في عام 2019 مما يمثل زيادة بنسبة 58%. ووفقاً للتقرير استمر النشاط الإرهابي المنسوب على جماعة ماى ماى في الازدياد عام 2019، وقد استهدفت الجماعات الإرهابية المنسوبة إلى جماعة ماي ماي في الغالب المدنيين والشركات، حيُ ازداد عدد الوفيات بين المدنيين ثلاثة أضعاف في عام 2019.

الفلبين

أشار التقرير إلى انخفاض عدد الوفيات الناجمة عن الإرهاب في الفلبين عام 2019 للعام الثاني على التوالي إلى 284 حالة وفاة، كما انخفضت الحوادث المرتبطة بالإرهاب بنسبة 18% من 424 في عام 2018 إلى 348 في عام 2019. وتعد الفلبين الدولة الوحيدة في جنوب شرق آسيا التي تم تصنيفها في الدول العشر الأكثر تضرراً من الإرهاب. ووفقاً للتقرير كان الجيش الشعبي الجديد أكثر المنظمات الإرهابية نشاطاً في الفلبين، حيُ كان مسؤولاً عن أكثر من 35% من الوفيات و38% من الحوادث المرتبطة بالإرهاب في عام 2019.  وتأتى داعش في المرتبة الثانية كثاني أكثر الجماعات دموية في الفلبين.

المراجع:

  • GLOBAL TERRORISM INDEX 2020 MEASURING THE IMPACT OF TERRORISM, .
+ posts

باحثة ببرنامج قضايا الأمن والدفاع

منى قشطة

باحثة ببرنامج قضايا الأمن والدفاع

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى