
نورديك مونيتور: الحكومة التركية تدير حسابًا دعائيًا مجهولًا بسبع لغات لاستهداف الدول الأخرى والمنتقدين
عرض- هبة زين
نشر موقع نورديك مونيتور السويدي تقريرًا تحت عنوان: ” حساب تويتر مجهول تديره الحكومة التركية ينشر التضليل بـ7 لغات”، أوضح فيه أنه ليس خفيًا على أحد أن حكومة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان تجند عددًا كبيرًا من الأدوات الإلكترونية المرتبطة بحزب العدالة والتنمية الحاكم على وسائل التواصل الاجتماعي لاستهداف المنتقدين بمن فيهم السياسيين والصحفيين والمشاهير في تركيا والخارج.
حلقة جديدة من هذا التجنيد كشفها موقع نورديك مونيتور، وهو حساب مجهول تديره الحكومة التركية كأداة للدبلوماسية العامة، ليس فقط لتضخيم رواية السياسة الخارجية العدوانية، ولكن أيضًا لتشويه سمعة الدول والقادة والنقاد، ومع ذلك لا يتردد السفراء الأتراك والسفارات والبيروقراطيون البارزون في تأييد هذا الحساب الدعائي.
وذكر الموقع أن الحساب هو “trdiplomacy” على موقعي التواصل الاجتماعي فيس بوك وتويتر، مشيرًا إلى أن هذا الحساب المجهول متعدد اللغات على موقع تويتر تابع لمكتب الدبلوماسية العامة الذي يقع تحت إدارة مدير الاتصالات الرئاسية التركي فخر الدين ألطون، المسؤول عن إنتاج مواد الدعاية لأردوغان، وهو ما كشفه عام 2017 عاكف بيكي المتحدث السابق باسم أردوغان، وقام ألطون في أبريل الماضي بإعادة تغريد تغريدة نشرها هذا الحساب الدعائي، رغم أنه معروف عنه عدم نشره أي شيء سوى من الحسابات الرسمية.
وفي الواقع، كان لدى تركيا حسابًا موثقًا رسميًا للدبلوماسية العامة تحت اسم “Turkeyinfo” كان يديره نفس المكتب حتى نهاية ديسمبر عام 2013، ولكنه الآن لا وجود له وحذفت منشوراته وأرشيفه، بالتالي ليس مصادفة إنشاء حساب “trdiplomacy” في يناير عام 2014، بعد أيام قليلة من إيقاف الحساب الرسمي.
وأفاد “نورديك مونيتور” أنه منذ تنفيذ النظام الرئاسي الجديد في تركيا عام 2017، تم تنفيذ أنشطة الدبلوماسية العامة من قبل دائرة الاتصال بالرئاسة التركية والتي يديرها فخر الدين ألطون، وهذا يعني أن ألطون أصبح رئيسًا لمؤسستين تابعتين سابقًا لمكتب الدبلوماسية العامة وهي وكالة الأناضول الحكومية، والمديرية العامة للصحافة والمعلومات التي تنتج المحتوى المنشور على الحساب الدعائي “trdiplomacy”.
ويمكن لأي شخص على دراية بمواد الجرافيك التي تُنشر في وكالة الأناضول وفي دائرة الاتصال بالرئاسة التركية أن يتصور بسهولة أن تلك المواد التي ينشرها حساب “trdiplomacy” تم إعدادها من قبل نفس فريق العمل
وذكر التقرير أن مشاركات حساب ” trdiplomacy” عادةً ما تتضمن الرسوم البيانية ومقاطع الفيديو التي تسلط الضوء على النقاط الرئيسية للسياسة الخارجية التركية الحالية ممزوجة مع تطلعات أردوغان الإسلامية والعثمانية الجديدة. مع المشاعر العميقة والمنتشرة المعادية للغرب، إذ يتهم الحساب مرارًا وتكرارًا دول الاتحاد الأوروبي بدعم الأنشطة الإرهابية وتطبيق معايير مزدوجة على تركيا.
وأكد أن الحساب يستهدف أي بلد يواجه معه أردوغان أزمة، باستخدام الإسلاموفوبيا أو العنصرية أو رهاب الأجانب كأداة لحملة عدوانية بالنظر إلى حقيقة أن الحساب ينشر أيضًا باللغة التركية، فإنه يثير الكراهية ضد الغرب وكذلك الأقليات الدينية في تركية. النسخة التركية من المنشورات استفزازية وعنصرية، في حين أن البعض الآخر بلغات مختلفة. وبالنظر إلى أن أردوغان يتبع سياسة خارجية متذبذبة باستمرار، فمن المؤكد أنه يمكن استقبال الدولة التي تعرضت للهجوم سابقًا بأذرع مفتوحة لاحقًا.
وتتوافق منشورات ” trdiplomacy” بشكل صارم مع استراتيجية أردوغان للاستقطاب السياسي في الداخل والخارج، وغالبًا ما تستهدف السياسيين الموالين للأكراد بتهم الإرهاب، والأشخاص المنتسبون إلى حركة فتح الله جولن المناهضة للحكومة، يوصفون بالإرهابيين ويُتهمون بأنهم أعضاء”FETÖ”، وهو مصطلح مهين صاغته الحكومة للإشارة إلى الحركة على أنها منظمة إرهابية.
باحث أول بالمرصد المصري