
مسؤولون أمريكيون: لا يوجد جدول زمني محدد لضم الضفة الغربية إلى إسرائيل
في تقريره المنشور بموقع (أكسيوس) الإخباري الأمريكي، أفصح الصحفي في القناة الثالثة عشر الإسرائيلية باراك رافيد، عن معلومات جديدة حول كواليس التحضيرات الأمريكية والإسرائيلية لإعلان ضم الضفة الغربية إلى إسرائيل. تحدث الصحفي الإسرائيلي عن تصريحات أدلى بها له مسؤول كبير في الإدارة الأمريكية قال فيها إن إدارة ترامب لا تعتبر الأول من يوليو القادم، وهو الموعد الذي حددته الحكومة الإسرائيلية الجديدة، للبدء في عملية ضم أجزاء من الضفة الغربية إلى إسرائيل، موعدًا نهائيًا لابد من التقيد به.
أهمية هذا التصريح، حسب رأي رافيد، تنبع من أن إسرائيل في كافة الأحوال تريد أن تضمن الضوء الأخضر الأمريكي قبل أن تبدأ فعليًا في عملية الضم، وبما أنها بالفعل حصلت على هذا الضوء، حسب ما ورد في تصريحات صحفية لوزير الخارجية الأمريكي بومبيو أواخر يناير الماضي، فأنها ملتزمة بالحرص على التنسيق مع واشنطن في الخطوات الإجرائية القادمة، خاصة فيما يتعلق بالتصويت على إجراءات الضم في مجلس الوزراء الإسرائيلي أو الكنيست. وهنا تبرز الرغبة الإسرائيلية في إطلاق هذه العملية قبل موعد الأول من يوليو، وهذا يختلف عن الرؤية الأمريكية التي لا ترى داعٍ للتعجل في هذه المسألة، وذلك حسب ما يمكن أن يستشف من تصريح المسؤول الأمريكي لرافيد.
جدير بالذكر هنا، أن بومبيو تناول مسألة الضوء الأخضر الأمريكي في حديث صحفي سابق مع باراك رافيد أواخر يناير الماضي، حيث قال بشكل واضح إن الولايات المتحدة ستدعم ضم إسرائيل، لأجزاء من الضفة الغربية، طالما أن هذا الضم يتوافق مع الخرائط التي تتضمنها خطة السلام الأمريكية. وأضاف بومبيو في تصريحاته “لقد حددنا مع الإسرائيليين كافة النقاط التي نعتقد أنها مقبولة في خطة الضم، وفي مقابل تنفيذ هذه الخطة، سيكون رئيس الوزراء الإسرائيلي على استعداد تام كي يضم الأراضي التي قمنا بتحديدها في خرائط هذه الخطة، ومن ثم الاحتفاظ بهذا الأراضي لحين تأسيس دولة فلسطينية في المستقبل”.
من خلال هذه التصريحات، أراد بومبيو تصدير انطباع أن هذه الخطة تعتبر أفضل فرصة ستتاح للفلسطينيين، وحث قادتهم على إعادة النظر في قرارهم برفضها، أو ربما تقديم خطة مقابلة. هذا المعنى كان واضحًا عندما قال “هناك عرض حقيقي مطروح الآن على الطاولة أمام الفلسطينيين، كل ما يحتاجون إليه هو أن يقولوا نعم. نحن على استعداد لبدء المفاوضات على أساس هذه الرؤية، ويمكننا أن نبدأ السعي نحو تأسيس الدولة التي طالما أرادوها”.
الدعم الأمريكي الواضح في هذا الصدد، كان بمثابة حافز إضافي لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، كي يقدم خطط ضم غور الأردن وكافة مستوطنات الضفة الغربية إلى مجلس الوزراء الإسرائيلي أوائل الشهر الجاري، وهي خطوة ما كانت لتتم دون دعم أمريكي واضح.
بالعودة إلى موضوع الجدول الزمني، كان واضحًا من خلال تصريحات بومبيو لصحيفة (إسرائيل هيوم) القريبة من نتنياهو، عدم التزامه بالجدول الزمني للضم، وحسب التصريحات التي أدلى بها بعض المسؤولين الأمريكيين للصحفي باراك ديفيد، ليس من المتوقع أن يُقدم بومبيو أي التزامات بشأن هذه القضية أثناء زيارته الحالية لإسرائيل، سواء في تصريحات معلنة أو خلف الأبواب المغلقة، وقد أكد هؤلاء على أن التركيز الأمريكي في هذه المرحلة منصب على أزمة جائحة كورونا، وسيكون من السابق لأوانه المضي قدمًا في ملف ضم الضفة الغربية، لكن في الوقت نفسه، تُحذر إدارة ترامب بصفة مستمرة، الفلسطينيين من أن قرارهم بمقاطعة المحادثات حول هذا الملف لن يكون في صالحهم. وقال أحد هؤلاء المسؤولين فيما يخص هذه النقطة “إذا استمر الفلسطينيون في رفض الانخراط بهذه المباحثات، فقد تكون لذلك عواقب سلبية عليهم، وسوف يجعل ذلك اتخاذ قراراتنا بشأن الضم أسهل بكثير”.
باحث أول بالمرصد المصري