
في ظل انتشار فيروس كورونا.. كيف تواجه سلبيات الحجر الذاتي والتباعد الاجتماعي؟
تسبب فيروس كورونا المستجد19 COVID-في تداعيات خطيرة وواسعة أثرت على المجتمعات في جميع أنحاء العالم، وحتى إشعار آخر، نحن رسمياً في زمن الحجر الذاتي والتباعد الاجتماعي، للمساهمة في منع انتشار الفيروس. ولمواجهة تفشيه فرضت العديد من الشركات الكبيرة والصغيرة سياسة العمل من المنزل لضمان سلامة موظفيها من العدوى. ويوصي خبراء الصحة فيYale Medicine بضرورة اتباع عادات صحية سليمة خلال فترة “الحجر الذاتي” حتى لا يواجه الأشخاص مشاكل في إدارة الوقت والتعامل مع الوحدة.
فيما يتعلق بالحجر الذاتي والتباعد الاجتماعي، يقول دكتور “داوين فين” كبير الأطباء النفسيين بمستشفى Yale New Haven: ” الكثير من مرضاي حريصون جداً على معرفة الآثار المترتبة على صحتهم الشخصية وسلامتهم وأعتقد أن هذا الشعور ينتاب الكثيرين” هناك عدد من الخطوات يمكن أن تساعدنا على تجاوز هذه الفترة مثل ممارسة الهوايات المفضلة والرياضة، والقراءة والاستماع إلى الموسيقى.
كيف تتغلب على الشعور بالوحدة
يعزز “الحجر الذاتي” والتباعد الاجتماعي من الشعور بالوحدة، وهو ما أظهرته دراسة أعدتها مجلة “إيكونوميست” في عام 2018، أشارت إلى أن 22% من البالغين في أمريكا يشعرون بالوحدة، ويعتقدون بأنهم مهملون اجتماعيًا أو معزولون. وقد أظهرت دراسات أخرى أن الرقم يقترب من الـ50%. ولا يقتصر الشعور بالوحدة على فئة عمرية معينة بل ينسحب إلى جميع الفئات العمرية تقريباً. وتشير بعض الأبحاث إلى أن جيل الألفية يشعرون بالعزلة أكثر من أي فئة عمرية أخرى.
وتقول “ماري تينيتي” رئيسة قسم أمراض الشيخوخة في جامعة ييل: “من المهم التفرقة بين العزلة الاجتماعية – كونك بعيدًا عن العائلة والأصدقاء، وهو ما يحدث الآن – وبين إحساسك الدائم بالوحدة وأنه لا يوجد أحد بجوارك وابتعادك عن الحياة الاجتماعية وعدم تفاعلك معها. وبشكل عام، فإن الأشخاص الذين يشعرون بالوحدة يعيشون حياة أقصر، ويصبحوا عرضة لأمراض القلب والأوعية الدموية، والخرف، والاكتئاب، والقلق. في المقابل، أظهرت دراسات أخرى أن الأشخاص الذين لديهم علاقات اجتماعية “جيدة” يعيشون حياة أفضل مقارنة بمن لديهم علاقات اجتماعية “غير ملائمة. وللتغلب على الشعور بالوحدة يشير دكتور”فيون” إلى إننا محظوظين لأننا نعيش في وقت أصبحت فيه وسائل التواصل الاجتماعي شيئ رئيسي في حياتنا. ولكن هذه الوسيلة ليست متاحة للجميع خاصة كبار السن، لذا من المهم التواصل عبر الهاتف وأن نكون دوماً على اتصال بالأصدقاء والعائلة وزملاء العمل.
تناول الطعام بطريقة سليمة
عندما يتعرض الشخص لضغوط جديدة – مثل العزلة أو العمل من المنزل لفترة طويلة – قد تتكون لديه الرغبة في الإفراط في تناول الطعام. يقول دكتور “ألبرت دو” إن أوقات التوتر والتغيير يمكن أن تعوق أتباع السلوكيات الصحية السليمة وهذا بدوره يؤدي إلى زيادة الوزن. ولكن من الممكن اتباع عادات صحية جديدة للحفاظ على الوزن بشكل سليم بل وفقدانه، وهذا هو الوقت المناسب خلال فترة “الحجر المنزلي” وعدم ذهاب الناس للمطاعم. وينصح دكتور ألبرت بتناول “الطعام الصحي”، وتجنب الملل الذي من الممكن أن يكون محفزاً لتناول الوجبات السريعة، لذا حاول أن تظل مشغول دائماً. وإذا كنت تشعر بالحاجة إلى تخزين الطعام، فتأكد من تخزينه بعيداً عنك. كما يجب أن يكون لديك روتين يومي للطعام الصحي وممارسة الرياضة لأنه سيساعدك على تجنب الإجهاد الذي يمكن أن يؤدي إلى تناول الطعام المندفع وارتفاع الكورتيزول، وهو هرمون الإجهاد المرتبط بزيادة الوزن.
تنظيم النوم
يوصي أطباء النوم، بضرورة الحصول على قسط كاف من النوم في حدود من سبع إلى تسع ساعات يومياً، للحد من التوتر والحفاظ على الصحة العامة. وتقوية جهاز المناعة حتى يتمكن من مقاومة التعرض للعدوى والالتهابات، فضلاً عن جدول زمني منتظم لتناول الطعام وممارسة الرياضة. وينصح الأطباء بالتعرض للضوء الساطع في الصباح ومنتصف النهار لمدة ساعة للمساعدة في تنظيم إيقاعك اليومي. وأن تبدأ يومك بالتمارين الرياضية، والتزم بتحديد ميعاد للنوم والاستيقاظ، وتجنب تناول الطعام خلال ثلاث إلى أربع ساعات قبل موعد النوم. وأخيراً، إذا لم تستطع الحصول على سبع إلى تسع ساعات من النوم ليلًا، خذ قيلولة قصيرة خلال النهار، لأن ذلك سيساعد في الحد من بعض الآثار المترتبة على قلة النوم والتي تؤدي إلى الإرهاق والتوتر وعدم التركيز في العمل.
الابتعاد عن التفكير السلبي
حتى إذا أبتعدنا هواتفنا الذكية وتوقفنا عن مشاهدة الأخبار المتعلقة بفيروس كورونا والتي تتزايد في كل لحظة، فإن عقولنا يمكن أن تصبح أسوأ أعدائنا، بسبب الأخبار السلبية التي نطالعها كل لحظة، ولتجنب هذه الأفكار يجب أن نلاحظ أنفسنا حتى لا نزداد سوءا، وعندما تشعر أنك تائه في الأفكار، أمسك بنفسك، وانخرط في نشاط أو هواية تقوم على توفير الإحساس بالسلام والطمأنينة مثل القراءة أو العزف على الجيتار، أو التأمل، أو المشي، أو مجرد الجلوس في الخارج ومشاهدة الطيور، وهي أمور تساعدك على تجنب الأفكار السلبية. وأخيراً إن التباعد الاجتماعي والقيام بالعمل من المنزل أعطانا فرصة للتوقف والتأمل في ما هو أكثر أهمية في حياتنا وهو الصحة والعائلة، وهذا ما نركز عليه الآن.



