
أخرها “كسر الجمجمة”.. تحديات قاتلة عبر الـ”سوشيال ميديا” .. و”التعليم” تدق ناقوس الخطر
حذرت وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني من انتشار تحدي جديد يدعى ” ”skull breaker أو ما يسمى ” تحدي كسر الجمجمة “، على تطبيق TikTok.
وطالبت الوزارة المديريات التعليمية والمدارس ومسئولي الأنشطة والإخصائيين النفسيين ومجالس أمناء الآباء والمعلمين بتوعية الطلاب من هذا التحدي الخطر الذي ظهر بشدة في الآونة الأخيرة.
، وشددت على خطورة إقبال الطلاب على الألعاب الإلكترونية والبرمجيات الرقمية، التي من شأنها التأثير على حالتهم الذهنية، أو دفعهم لإيذاء أنفسهم.

بدأت تلك اللعبة بإسبانيا تحت اسم ” Rompcráneos “ ووصلت إلى أوروبا بعد أن قام أطفال المدارس في أمريكا الجنوبية بتصوير انفسهم أثناء ممارسة هذا التحدي وواصل بعض المراهقين في جميع انحاء العالم المشاركة في هذا التحدي الخطر علي الرغم من اضراره المحققة.
ويعتمد تحدي ” كسر الجمجمة” أن يستدرج طالبان زميلا ثالثا لهما للقفز إلى أعلى وأثناء القفز يعرقلانه ؛ مما يتسبب في إحداث إصابات خطيرة قد تؤدي إلى الوفاة مباشرة، نتيجة ارتطام الرأس بشدة على الأرض.
تحدي الـ Skull Breaker لم يكن التحدي الأول
لم يكن تحدي Skull Breaker هو التحدي الأول فقد شهدت مواقع السوشيال ميديا كثيرا من التحديات المميتة على مدار السنوات القليلة الماضية.
أولا تحدي الباراسيتامول

وهو تحدي انتشر بين الأطفال والمراهقين، و الفائز فيه من يتناول أكبر قدر من دواء “الباراسيتامول” ومشتقاته الكثيرة المنتشرة بالصيدليات.
تجدر الاشارة أن زيادة جرعة الباراسيتامول كما يحدث في “تحدي الموت” يؤدي لحدوث تسمم تظهر أعراضه في آلام المعدة والإغماء، وقد يؤدي التسمم الى حدوث تليف بالكبد أو الاصابة بفشل الكبد الحاد

بدأ تداول التحدي عبر السوشيال ميديا في عام 2015، بتحريض بعض المراهقين آخرين بتناول جرعات مميته من المسكنات التي لا تحتاج الي وصفة طبية ومتوفرة بمعظم المنازل و التي تحتوي على مادة الباراسيتامول، وظهرت أولى نتائج هذا التحدي بالمملكة المتحدة وإسكتلندا بوفاة مراهقين جراء خوضهما التحدي، مما ادى الي تنويه شرطة مدينة “كوتبريدج بإسكتلندا” على حسابها الرسمي بتويتر وتحذيرها للأطفال من مخاطر هذا التحدي على صحتهم، وحثت أيضا الاباء على متابعة وسائل التواصل الاجتماعي الخاصة بأطفالهم بحثًا عن أي علامة على مشاركتهم بهذه اللعبة.
ووصل التحدي إلى الدول العربية من بينهم مصر مما أدى إلى اصدار مركز السموم بكلية الطب جامعة الإسكندرية، بيانًا تحذيريًا من انتشار ما يسمى بـ “تحدى الباراسيتامول” أو “تحدى الموت” بين الأطفال والشباب.
ووفقًا للبيان، فقد استقبل مركز السموم بكلية الطب جامعة الإسكندرية، ثلاثة أطفال تتراوح أعمارهم بين 8 و14 عاما مصابين بتسمم حاد نتيجة هذا التحدي، بينهم طفلان نفذا التحدي. بعد تقليدهما لبعض الفيديوهات المنتشرة على موقع “يوتيوب”.
وبناء على البيان تقدم البرلماني “تادرس قلدس” شهر يونيو العام الماضي بطلب إحاطة إلى رئيس الوزراء الدكتور ” مصطفى مدبولي” ، حول انتشار بعض التحديات الإلكترونية، واصفًا إياها بـ”ألعاب الموت“، نظرًا لما تمثله من خطورة على الأطفال والمراهقين وحتى الكبار.
وطالب البرلماني بتشكيل لجنة دائمة لرصد مثل هذه الألعاب قبل انتشارها بصورة مبالغ فيها، حتى يُمكن السيطرة عليها قبل تحقيق حالات إيذاء بدني أو نفسي للأطفال، وتوعية الأسر بمخاطر تلك الالعاب الالكترونية.
والجدير بالذكر انها لم تكن أولى المطالب حول التحديات والألعاب الالكترونية التي تمثل تهديدًا على الاطفال، فقد تقدم النائب “شريف الورداني” في عام 2018، بطلب احاطة، حول انتشار تطبيقات الألعاب الإلكترونية الخطيرة. مشيرًا إلى وقوع العديد من حالات الانتحار والإيذاء البدني بين فئة المراهقين والشباب.
وطالب النائب حينها بضرورة وجود رقابة على هذه التطبيقات، وعدم السماح باستخدامها في مصر.
ثانيًا تحدي الحوت الأزرق
انتشر تحدي الحوت الازرق عام 2016 في العديد من الدول وكان المُنشئ لهذا التحدي هو طالب روسي يدعى “فيليب بوديكين” عام 2013, وكان الهدف من ابتكارهِ لتلك اللعبة على حد قوله هو “تنظيف” المجتمع من خلال دفع الناس إلى الانتحار الذي اعتبر أنهم مجرد ” نفايات بيولوجية“

وتجدر الاشارة الي ان تحدي الحوت الأزرق تَكون من مجموعة من الاوامر والتحديات التي يخوضها اللاعب لمدة خمسون يومًا يقوم خلالها منظمي التحدي بالدخول الي محرك بحث اللاعب والتعرف على سلوكه في البحث حتي يُمكن تحديد هوية التحدي المُقبل الموجة للاعب ويبدأ التحدي بمهمات تبدو سهله مثل الاستيقاظ فجرًا لمشاهدة احدي افلام الرعب، و تنتقل الاوامر الى تشوية الذات وايذائها وتنتهي اللعبة بتوجيه امر للاعب بالانتحار.
ضحايا تحدي الحوت الازرق
انتشرت العديد من حالات الانتحار حول العالم ففي تونس انتحر 7 اطفال جراء اللعبة حتى اصدرت المحكمة الابتدائية بسوسة حكمًا يقضي بحجب تحدي الحوت الأزرق، كذلك في بنجلاديش والبرازيل وبلغاريا والهند، وايطاليا، وتم التحقيق في روسيا عام 2017 فيما يقرب من 130 قضية منفصلة تتعلق بهذا التحدي مما استدعى توقيع الرئيس الروسي “فلاديمير بوتين” قانونًا يفرض عقوبات جنائية على تحريض القاصرين على الانتحار، وصلت عقوبته إلى 6 سنوات سجن.
وبحلول عام 2018 اثار انتحار نجل البرلماني المصري حمدي الفخراني وظهور بعض الحالات الاخرى احدثها اقدام شاب على الانتحار شنقًا بنجع سباق، بقرية القصير بخانس، التابعة لمركز أبوتشت بشمال قنا شهر يناير الماضي 2020 . بسبب ادمانه لعبة الحوت الأزرق
ثالثًا: لعبة مريم

انتحرت فتاة لبنانية تبلغ من العمر 13 عاما شنقًا وقد رُجِحت حالة الانتحار بأنها جراء اللعبة الالكترونية مريم و التي انتشرت عبر مواقع السوشيال ميديا المختلفة.
وتدور قصة لعبة “مريم” حول فتاة صغيرة فُقدت في الغابة، وتطلب المساعدة من اللاعب للعودة إلى المنزل من خلال الإجابات على أسئلة مختلفة، ينتهك بعضها خصوصية البيانات الشخصية للاعب، للامتثال لأوامر الفتاة وسط مؤثرات صوتية ومرئية مرعبة.
وشُبهت لعبة “مريم” بلعبة “الحوت الأزرق” القاتلة التي تسببت بانتحار الكثير من المراهقين حول العالم.
رابعًا: مومو القاتلة
أثير الهلع بين الاباء من مستخدمي الفيسبوك حول لعبة مخيفة تُشجع الأطفال على الانتحار أو تهددهم بالقتل إن اخبروا احدًا.
ومومو هي صورة تظهر بها شخصية ذات عيون جاحظة وابتسامة مخيفة، ظهرت تحديدًا على موقع اليوتيوب بين مقاطع برامج مخصصة للأطفال وتحديدًا البرامج ذات الشعبية مثل المسلسل الكرتوني “peppa pig” وتطلب تلك الشخصية ان يقوم الاطفال بتصرفات من شأنها ايذاء انفسهم او الوالدين. وهو ما دفع المدعى العام لولاية تاباسكو بالمكسيك لإطلاق نشرة تحذر من مخاطر “مومو”، وفى تشيلي حذرت الشرطة المدنية من مخاطر هذه اللعبة بمقارنتها مع تحدى “الحوت الأزرق“
كما ادى انتشار تلك اللعبة الي تحذير دار الافتاء المصرية من المشاركة في تلك اللعبة حيث أن الرسائل المصاحبة للصورة تُشجع الأطفال إما على القيام بأعمال مؤذية لأحبائهم، أو وضع أنفسهم بمواقف خطرة، أو حتى الانتحار.
ما هي الأسباب التي تعوق مواجهة تحديات الموت؟
تكمن صعوبة مواجهة تلك الالعاب والتحديات في أن معظم ضحاياها من الاطفال والمراهقين مع وجود حالة عامه بعدم الوعي عند الآباء بالمشكلات التي قد يسببها الاستخدام الخاطئ للأطفال لوسائل التواصل الاجتماعي نتيجة للفجوة التكنولوجية بينهم.
إضافة الى معوقات يقوم بها القائمون على التحدي؛ كانتشار بعض الالعاب والتحديات عبر المنصات الصغيرة الأقل شهرة والتي لا تخضع لأي رقابة من قِبل الحكومات. حتى وان تعقبتها وحجبتها الدولة ينشر حينها القائمون على التحدي تلك الالعاب والتحديات تحت أسماء مختلفة مما يصعب تعقبها، ناهيك عن افتقار الدولة اصلًا الى قوانين مكافحة البلطجة الالكترونية، او حتى الاستراتيجيات التي تتعامل مع الانتحار أو الوقاية منه.
هل يجب ان يشعر الاباء بالخطر؟
تُعزز اغلب الالعاب الالكترونية والتحديات القاتلة عبر السوشيال ميديا شعور الطفل بالجُبن والاحساس بالخوف من كل شيء، حيث يتم استهداف غالبية المراهقين الأبرياء على أساس سيكولوجية الاكتئاب، وعزلهم قسرا من البيئة الاجتماعية المحيطة بهم، وذلك بحجة الحفاظ على سرية التحديات ومما يزيد الأمر خطورة هو عدم وجود أي خيار للخروج من التحدي حتى لو لم يتمكن المنافس من إكماله ، لأنه إن لم يستجب اللاعب لممارسات الإيذاء الذاتي التي أقرها القائمون على اللعبة، فربما يتعرض للتهديد بإلحاق الضرر بعائلته. وبالتالي، يميل اللاعبين إلى مواجهة التحديات مهما كانت صعوبتها. حينها تكون وسيلته الوحيدة في التعبير عن معاناته هي ايذاء نفسه او ايذاء من حوله.
لذلك يجب توعية الأهل بمراقبة ما يتصفحه أبنائهم وما يقومون به من تحديات مع توجيههم بعدم نشر تفاصيل حياتهم على مواقع التواصل الاجتماعي.
باحثة ببرنامج السياسات العامة