أفريقيا

عام من رئاسة مصر للاتحاد الإفريقي على طاولة القمة الـ33

انطلقت فعاليات الجلسة الافتتاحية لقمة رؤساء دول وحكومات الاتحاد الافريقى الـ 33، والتي تعقد في أديس أبابا، برئاسة الرئيس عبد الفتاح السيسى، قام خلالها الرئيس السيسي بتسليم الرئيس سيريل رامفوسا، رئيس جنوب أفريقيا، رئاسة الاتحاد الأفريقي، وألقى الرئيس السيسي كلمته أمام القمة، والتي استعرض فيها الإنجازات التى حققتها مصر خلال فترة رئاستها للاتحاد الأفريقى، وما تم من اجتماعات أفريقية سواء فى مصر أو في دول القارة، كما يعرض رؤية مصر فيما يخص خريطة الطريق الأفريقية التي جرى تدشينها خلال العام الماضي، والتي تمثلت في سرد المحاور الأساسية التي اعتمدت عليها الأجندة المصرية لتحقيق أجندة إفريقيا 2063.

تقديم التهنئة لرؤساء الدول الإفريقية


استهل الرئيس السيسي كلمته بتوجيه التهنئة للسادة الرؤساء الذين تولوا مناصبهم خلال العام 2019، وهم محمد الغزواني رئيس الجمهورية الإسلامية الموريتانية، وقيس سعيد رئيس الجمهورية التونسية، وعبد المجيد تبون رئيس الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية، هذا إلى جانب تهنئة رئيس الوزراء الأثيوبي آبي أحمد على حصوله على جائزة نوبل للسلام.

جهود مصر خلال رئاستها للاتحاد الإفريقي


وقام الرئيس السيسي بتحديد الجهود المصرية أثناء فترة رئاستها للاتحاد الإفريقي والقائمة على التعاون الصادق بين الدول الإفريقية، ودعم مصر أثناء رئاستها للاتحاد، من خلال عرض التجربة المصرية من خلال عدد من المحاور القارية ذات الأولوية، والتي تمثلت في عرض أهم التحديات التي تواجه القارة وكيفية حلولها:
قضية السلم والأمن:
أوضح الرئيس السيسي أنه مع تنامي النزاعات وزيادة مخاطر الإرهاب والتطرف خاصة في منطقة الساحل والقرن الأفريقي؛ فقامت مصر بتعزيز حالة السلم والأمن في أفريقيا، من خلال ترسيخ مبدأ “الحلول الأفريقية للمشاكل الأفريقية”، والذي تم تطبيقه من خلال عدة مبادرات والمتمثلة في:
استضافة قمتين تشاوريتين حول ليبيا والسودان”، واختباره في قضايا إفريقيا الوسطى والكونغو الديمقراطية وجنوب السودان وغينيا بيساو، والقائمة على التعاون بين الدول الإفريقية.
ربط السلام بالتنمية باعتباره رؤية أشمل لتعزيز السلم والأمن، من خلال تفعيل “مركز الاتحاد الأفريقي لإعادة الإعمار والتنمية بعد النزاعات”، والذي تستضيفه مصر، وإسهامه في المبادرة الرائدة لإسكات البنادق في أفريقيا والتعامل مع أوضاع اللاجئين والنازحين والعائدين باعتباره الموضوع الماضي للاتحاد الأفريقي.
استضافة مصر منتدى أسوان “للسلام والتنمية المستدامة” في دورته الأولى بديسمبر الماضي، وتمت مناقشة تحديات الأمن ومواجهتها من خلال التنمية بمشاركة العديد من الزعماء الأفارقة والقيادات الدولية والإقليمية، من أجل ترسيخ هذا المبدأ.
تفعيل مسار الإصلاح للموارد المالية، من خلال إجراءات إصلاح منظومة التوظيف بمفوضية الاتحاد الأفريقي، وإحكام الرقابة المالية والإدارية، وتفعيل صندوق السلام باعتباره آلية أفريقية تعزز من استقلالية القرار الأفريقي في مجال السلم والأمن، واستمرار الجهود المصرية في هذا الملف من خلال دعم المقترح النهائي للهيكل التنظيمي الجديد لمفوضية الاتحاد الأفريقي.
القمة الإفريقية لمكافحة الإرهاب : فقد أكد الرئيس السيسي على استعداد مصر لاستضافة القمة الإفريقية مخصصة لبحث إنشاء قوة أفريقية لمكافحة الإرهاب، والتي تم تناوله خلال الجلسة المغلقة من اجل تحقيق السلم والأمن في أفريقيا، وذلك من خلال “التشاور حول كل الأبعاد التنظيمية والموضوعية لتلك القمة، وهذه القوة المقترحة بمعرفة مجلس السلم والأمن الأفريقي وهيئة مكتب اللجنة الفنية للدفاع، على أن يعرض على هيئة مكتب القمة في أقرب وقت”.

تحقيق التكامل والإندماج القاري

على صعيد تحقيق التكامل والإندماج القاري، تمثل في دخول اتفاقية التجارة الحرة القارية حيز النفاذ والبدء في إطلاقها خلال القمة الاستثنائية في النيجر، والتي هدفت إلى تحرير التجارة في أفريقيا وإزالة القيود أمام تدفق السلع والخدمات.
كما قدم اجتماع القمة التنسيقية الأولى بين الاتحاد الأفريقي والتجمعات الإقليمية الاقتصادية بالعاصمة نيامي في يوليو الماضي بوضع وتطوير “أسس الشراكة والتعاون بين الاتحاد الأفريقي والتجمعات الإقليمية الاقتصادية والدول الأعضاء” لتحقيق الاندماج القاري المنشود وترسيخ مبادئ التكامل والاعتماد المتبادل.
وإطلاق خطة العمل الثانية المرتقبة لبرنامج تطوير البنية التحتية في أفريقيا (2021 – 2030)، وبالأخص مشروع الربط الكهربائي القاري تمهيدا لإنشاء السوق الأفريقية المشتركة للطاقة ومشروع “محور القاهرة – كيب تاون”.
وإطلاق مبادرة تأهيل مليون شاب بحلول 2021 لتوظيف الشباب الأفريقي، من أجل مضاعفة عوائد الاستثمار للتنمية في أفريقيا القائمة على تمكين ودعم المرأة والشباب الأفريقي وتسليحهم بأدوات العصر من التكنولوجيا الحديثة.
التمثيل الإفريقي في المحافل الدولية ووضعها على خريطة الاستثمار الدولي:
أشار الرئيس خلال كلمته إلى حرص مصر خلال مشاركتها في كافة المحافل الدولية على تعزيز سبل التنمية المستدامة للقارة، وتحقيق أمال الشعب الإفريقي، ووضع أفريقيا على الخريطة الاستثمارية الدولية واستفادة شعوبها من ثرواتهم الطبيعية الهائلة، وتمثلت تلك المحافل بدايةً من “الجمعية العامة للأمم المتحدة، وقمتي مجموعة السبع ومجموعة العشرين” وصولاً إلى القمم والمشاركات الاستراتيجية المتنوعة مع كل من “اليابان وروسيا وألمانيا وبريطانيا”.

لقاءات الرئيس السيسي على هامش أعمال القمة


التقى الرئيس السيسي وأنطونيو جوتيريش، سكرتير عام الأمم المتحدة، في إطار حرص مصر على مواصلة تعزيز التعاون مع مؤسسات الأمم المتحدة في مختلف المجالات، لدعم السلم والأمن الدوليين، والتنسيق مع المنظمة الأممية في معالجة الملفات ذات الاهتمام المشرك، وتناول.وتحقيق خطوات ملموسة على مسار تسوية النزاعات والوقاية منها في مختلف ربوع القارة، وكذلك استكمال وتعزيز بنية السلم والأمن الأفريقية للارتقاء بقدرات وآليات القارة للحفاظ على أمنها واستقرارها. وبدوره أشاد جوتيريش بمكانة مصر المتميزة في منظومة العمل الدولي، معرباً عن تقديره للدور المصري خلال فترة رئاستها للاتحاد الإفريقي.

كما التقى والرئيس عبد المجيد تبون، رئيس الجمهورية الجزائرية، وقدم الرئيس السيسي له التهنئة على تولي رئاسة الجمهورية الجزائرية، والتأكيد على العلاقات التاريخية التي تجمع بين البلدين، والتطلع نحو تطويرها في شتى المجالات خاصة الاقتصادية والتجارية والاستثمارية. كما أكد الرئيس السيسي على موقف مصر الداعم للجزائر في مواجهة الإرهاب، خاصةً في منطقة الساحل، ومعرباً عن ضرورة تدعيم التنسيق الأمني وتبادل المعلومات بشأن الجماعات الإرهابية التي تمثل تهديداً مشتركاً للبلدين والمنطقة بأكملها، وبدوره أشاد تبون بإنجازات مصر في مجالات الأمن والاستقرار والتنمية، ودورها الرائد على الصعيدين الإقليمي والدولي.

وفي لقاء جمع الرئيس السيسي ورئيس وزراء كندا جاستن ترودو، أشار الرئيس السيسي إلى اعتزاز مصر بعلاقاتها مع كندا، ومؤكداً أهمية العمل على ترسيخ تلك العلاقات على كافة الأصعدة السياسية، والاقتصادية، والتجارية، ومن جانبه أشاد جاستن ترودو بما حققته مصر خلال السنوات الماضية من تقدم ملموس على صعيد الإصلاح الاقتصادي وتحقيق التنمية الشاملة، ومؤكداً حرص بلاده على تعزيز علاقاتها مع مصر، خاصةً مع ما تمثله كركيزة محورية لاستقرار وأمن كلٍ من الشرق الأوسط والبحر المتوسط وأفريقيا، فضلاً عن تطلع كندا لمواصلة التنسيق والتشاور مع مصر لتطوير مظاهر التعاون الثنائي بين البلدين في شتى المجالات لا سيما على صعيد التعاون في مجالات مكافحة الإرهاب والفكر المتطرف، بالإضافة إلى الصعيد الاقتصادي في ظل الجهود المصرية لتحسين مناخ الأعمال وتشجيع القطاع الخاص وجذب الاستثمارات الأجنبية المباشرة، والفرص التي توفرها المشروعات التنموية الكبرى الجاري تنفيذها، فضلاً عن استعراض الفرص المُتاحة للمزيد من التعاون في مجال التعليم الجامعي للاستفادة من النظم التعليمية الكندية.

الجهود المصرية في إفريقيا مازالت مستمرة

أنهى الرئيس السيسي كلمته بدعوة الشباب الإفريقي، بمواجهة التحديات التي تواجهها القارة لتحقيق الأهداف التي تسعى إليها القارة للوصول إلى “إفريقيا 2063” من خلال التسلح بأدوات العصر من العلم والمعرفة والعمل الجاد، والترحيب بالتعاون الدولي القائم على تبادل المنفعة والاحترام المتبادل، مؤكداً على استمرار الجهود المصرية وامتداد دورها التاريخي لتعزيز أطر العمل الأفريقي المشترك، ومواصلة التنسيق مع جميع الأجهزة المعنية بالاتحاد الأفريقي، لمتابعة كل المبادرات والأنشطة التي تم إطلاقها تحت رئاستها لضمان استمراريتها في المستقبل.
جدير بالذكر، فقد شارك الرئيس السيسي في أعمال قمة مجلس السلم والامن الافريقي حول ليبيا ومنطقة الساحل، وكذلك “قمة منتدي الآلية الافريقية لمراجعة النظراء” بحضور رئيس دولة تشاد إدريس ديبي، ورئيس منتدى الدول والحكومات الأعضاء بالآلية الأفريقية لمراجعة النظراء. وكذا اجتماع الآلية الرئاسية المعنية بقضية الصحراء الغربية.

+ posts

باحثة بالمرصد المصري

رحمة حسن

باحثة بالمرصد المصري

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى