أفريقيا

صحف عالمية : فشل حكومة أبي أحمد في ردع الصراعات الإثنية في إثيوبيا قد يؤثر على موقفه في الانتخابات المقبلة

أثارت حادثة خطف الطلاب في الجامعة الإثيوبية على يد عرقية “الأورومو” كما صرح شهود عيان للحادثة، غضب الطلاب الإثيوبيين والذين تصارعوا في الخروج في احتجاجات ضده سواء ميدانياً أو من خلال تدشين حملات السوشيال ميديا، والذين بدورهم قالوا “أن أبي أحمد الذي استطاع أن ينهي صراعا طويلا بين إثيوبيا وإريتريا ونجح من خلاله في الحصول على جائزة نوبل، عجز عن حل الصراعات الإثنية في الداخل الإثيوبي”، وهو ما تناولته وكالة أنباء رويترز وصحيفة نيويورك تايمز.

احتجاجات الطلاب وحملات السوشيال ميديا ضد إجراءات الحكومة الإثيوبية:

تناولت وكالة أنباء “رويترز” خروج عدة آلاف من المحتجين إلى الشوارع في مدن إثيوبية الأسبوع الماضي مطالبين رئيس الوزراء أبي أحمد ببذل المزيد من الجهود لحل مشكلة العنف العرقي المحتدم في أعقاب خطف مجموعة من الطلاب الجامعيين، وخطف مسلحون الطلاب، وينتمي الكثير من الطلاب إلى جماعة الأمهرة العرقية، من جامعة دمبي دولو في منطقة أوروميا في مطلع ديسمبر كانون الأول وفقا لما ذكره ناجون فروا من الخطف، وقالت الحكومة الأسبوع الماضي إن الجيش أنقذ 21 طالبا فيما لا يزال 12 آخرين على الأقل في عداد المفقودين، ووصفهم للأمر بأنه نجح في تحقيق اتفاقية السلام مع إريتريا لكنه لم ينجح في حل المشكلات العرقية في بلاده.

واهتمت صحيفة “نيويورك تايمز” والتي وصفته بفشل الحكومة الإثيوبية في إنقاذ الطلاب، والتي نتج عنها الاحتجاجات، والتي نتج عنها خروج الإثيوبيون إلى الشوارع، والتعبير عبر وسائل التواصل الاجتماعي مستخدمين هاشتاج #BringBackOurGirls و #BringBackOurStudents؛ للاحتجاج على فشل حكومتهم في العثور على ما لا يقل عن عشرة طلاب جامعيين وخمسة أشخاص آخرين يُعتقد أنهم اختُطفوا من حافلة على أيدي رجال مقنعين في ديسمبر في أحدث حلقة في سلسلة من الصراعات الإثنية.

كيف يرى الطلاب والمسئولون الوضع:

صرح المسؤولون إن الطلاب، ومعظمهم من النساء ينتمون إلى جماعة أمهرة العرقية ، كانوا يدرسون في جامعة ديمبي دولو في أوروميا، وهي منطقة يسكنها عرقية أورومو، وتمثل الجماعتان العرقيتان اللتان تصادمتا في الماضي حوالي 60% من السكان البالغ عددهم حوالي 100 مليون نسمة في هذه الدولة الواقعة في القرن الأفريقي.

ووصفت الصحيفة أن هذه القضية تُشكل خطراً على الحزب الحاكم برئاسة رئيس الوزراء أبي أحمد، الذي أدخل إصلاحات سياسية شاملة حازت على ثناء عالمي وجائزة نوبل للسلام لعام 2019، في خضم الانتقادات المتزايدة.

 وقال مسؤولون إنهم نظموا مجموعة للتحقيق في عمليات الاختطاف، وأن قوات الأمن الفيدرالية والإقليمية تتعاون في البحث.

وصرحت إحدى شهود العيان، أسمرة شيم ، طالبة في السنة الأولى بجامعة ديمبي دولو، والتي كانت ضمن ركاب الحافلة المختطفة في 4 ديسمبر، بإنه تم إجبارهم على المضي في الغابة، وأوضحت أن هوية الخاطفين من جماعة الأورومو.

ويأتي خطف الطلاب بعد عدد من الاشتباكات القاتلة في الجامعات الإثيوبية في الأشهر الأخيرة. في نوفمبر، وأكدت الحكومة مقتل ثلاثة طلاب – طالبان بجامعة وولديا في منطقة أمهرة وواحد في جامعة ديمبي دولو.وقامت الحكومة بنشر الشرطة الفيدرالية في الجامعات في محاولة لتهدئة التوترات العرقية.

وصرحت السلطات في 11 يناير إنها أطلقت سراح 21 من ضحايا الاختطاف ، وهو ما نفاه أقارب المخطوفين،  كما أشار السكرتير الصحفي لرئيس الوزراء، نيجوسو تيلاهون، في مؤتمر صحفي إن 17 شخصًا ما زالوا محتجزين ، منهم 12 طالبًا من جامعة ديمبي دولو – لكن الأسر  المخطوفين يشككون في هذه الأرقام.

فقد صرح تيودروز تيرفي ، رئيس جمعية أمهرة الأمريكية ، وهي مجموعة مناصرة، “أن الحكومة الإثيوبية  لم تعترف بوجود حالات خطف”، والتزموا الصمت.

خطوات لتقويض الحرية تقابل سياسات أبي الاصلاحية:

واختتمت الصحيفة إلى أنه بالرغم من اصلاحات أبي أحمد منذ توليه السلطة في أبريل 2018، الاقتصادية والسياسية والاجتماعية، بما في ذلك إضفاء الشرعية على جماعات المعارضة المحظورة، وإطلاق سراح السجناء السياسيين والدفع لحل النزاع الحدودي المستمر منذ عقود مع إريتريا المجاورة، فقد عانت إثيوبيا من فترة اندلاع العنف العرقي التي أجبرت حوالي ثلاثة ملايين شخص على ترك منازلهم، وفقًا لتقرير الأمم المتحدة، وفي أكتوبر  2019 تم قُتل 86 شخصاً بعد أن اتهم جوار محمد، وهو ناقد بارز وبارون إعلامي، الشرطة بالتخطيط لمهاجمته.

ونقلت منظمة العفو الدولية، إن 75 من أنصار أحزاب المعارضة اعتُقلوا في نهاية الأسبوع الماضي خلال حملة اعتقالات كاسحة وصفتها المنظمة بأنها “تخاطر بتقويض الحق في حرية التعبير وتكوين الجمعيات قبل انتخابات 2020”.

وترى الصحيفة أن موجة هذه الاحتجاجات عرضت أبي أحمد، الذي من المتوقع أن يخوض الانتخابات العامة في أغسطس المقبل، انتقادات واسعة في البلاد.

كما أشارت منظمة هيومن رايتس ووتش لتعرض العديد من الطلاب للاحتجاز والاستجواب في محاولة لاسكاتهم على حد وصف المنظمة دون محاولة إيجاد حل لمطالبهم.

وانهت الصحيفة التقرير بأنه على الرغم من تحسن المناخ السياسي في البلاد ، فقد اتُهم السيد أبي باتباع خطوات أسلافه من خلال احتجاز الصحفيين بصورة تعسفية وإغلاق الإنترنت.

+ posts

باحثة بالمرصد المصري

رحمة حسن

باحثة بالمرصد المصري

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى