
“نورديك مونيتور”: محكمة تركية أطلقت سراح ثلاث إرهابيين لداعش خططوا للهجوم على سفارة فرنسا بأنقرة
أفاد موقع الأبحاث السويدي “نورديك مونيتور“، أنه تم القبض على ثلاثة متشددين من تنظيم داعش الإرهابي، مشتبه بهم في التخطيط لشن هجومٍ كبير على السفارة الفرنسية في أنقرة عام 2016، واحتُجزوا من قبل قوات تابعة للجيش التركي على الحدود لفترة قصيرة، ولكنّ القضاء التركي سمح لهم بالخروج من السجن في انتظار المحاكمة، مما جعلهم طلقاء حتى الآن.
ونقلًا عن الموقع فقد تم تحديد هوية الإرهابيين الثلاثة الذين يحملون الجنسية التركية على الحدود التركية السورية من قبل حراس عسكريين من حامية “إرميش” الحدودية في 11 يوليو 2016 وهم: مليح إنجين البالغ من العمر (30) عامًا، وأولاس شيلي (36) عامًا، وعبد الكريم إسكي (32) عامًا، وتم رصدهم على الجانب التركي من الحدود في مقاطعة غازي عنتاب من قبل عدد من الجنود كانوا يقومون بدورية على الطريق المجاور للحدود في الساعة 18:15. عندما قاموا باعتقالهم، كان “شيلي” يعاني من إصابة في الساق لحقت به في حادث سابق، وربما كان ناتجًا عن اشتباك في سوريا.
وأشارت مذكرة عسكرية سرية حصل عليها “نورديك مونيتور” إلى أن الجيش يشتبه في أن الرعايا الأتراك هم الثلاثة الذين تم البحث عنهم في هجوم مشتبه به على السفارة الفرنسية في أنقرة. وقد تم نشر المعلومات الاستخباراتية المتعلقة بالهجوم والخطة من قبل إرهابيي “داعش” الذين أتوا من سوريا للقيام بمهمة على عدد من المنصات المشتركة لتبادل الاستخبارات (Türkiye İstihbarat Paylaşım Ağı Sistemi، أو TİPAS) في صيف عام 2016. كما لاحظت المذكرة العسكرية، التي وقّعها الملازم الأول “طارق كايدري” أنه تم إجراء تقييم يشير إلى أن المقاتلين الأسرى هم الذين ذكروا في نشرة TİPAS الاستخباراتية.
فيما ذكر ملخص الاستخبارات اليومية المقدّم إلى هيئة الأركان العامة في 7 يوليو 2016 أن تنظيم “داعش” يخطط للهجوم على السفارة الفرنسية وغيرها من المصالح الفرنسية في تركيا خلال احتفالات يوم الباستيل في 14 يوليو 2016. وأظهرت الوثيقة التي حصل عليها “نورديك مونيتور”، أن المخابرات نقلتها إلى حلف شمال الأطلسي، ومنظمة الاستخبارات الوطنية التركية (MIT).
وأوضح الموقع أن استهداف “داعش” للمصالح الفرنسية؛ جاء نتيجة رغبة التنظيم في الانتقام من باريس لمشاركتها في التحالف الدولي لمحاربة الإرهاب بقيادة الولايات المتحدة في سوريا. وعليه فقد قادت المعلومات الاستخبارتية، التي تعتبرها السلطات الفرنسية ذات مصداقية، السفارة في تركيا إلى إلغاء الاحتفالات بيوم الباستيل، وحفلات الاستقبال كتدبير وقائي. كما قررت إغلاق سفارتها في أنقرة والقنصليات في إسطنبول وإزمير لأسباب أمنية. وفي بيان صدر في 13 يوليو، أوضح القنصل العام الفرنسي في إسطنبول “مورييل دوميناشدي” أن هناك معلومات موثوقة ومدعومة حول التهديدات المحتملة في احتفالات 14 يوليو، لذا فقد تقرر إلغاء الاحتفالات بالتعاون مع السلطات التركية.
وفي هذا السياق؛ كشف “نورديك مونيتور” أن قوات حرس الحدود سلّمت الإرهابيين الثلاثة إلى قوات الدرك في بلدة دوغانبينار الواقعة في منطقة أوزيلي. ووُجهت إليهم فيما بعد تهم تتعلق بالإرهاب، ولكن المحكمة التركية حكمت بالإفراج عن الثلاثة في انتظار المحاكمة. واخُتتمت القضية في 16 أكتوبر 2019 من قبل المحكمة الجنائية العليا الثانية في غازي عنتاب، بإدانتهم بتهمة الانتماء إلى منظمة إرهابية، والحكم عليهم بالسجن ست سنوات، وثلاثة أشهر. ومع ذلك لم يظهر أي من المتهمين في الجلسة النهائية للمحاكمة، وجميعهم الآن هاربون.
وأوضح موقع الأبحاث السويدي، أن هذه ليست المرة الأولى التي تُتهم فيها حكومة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بتقديم تسهيلات لتنظيم داعش وجماعات القاعدة في تركيا، بجانب فشل نظام العدالة الجنائية في قمع الشبكات المسلحة؛ حيث يتم إطلاق سراح معظم المشتبه بهم من “داعش” بسرعة بعد اعتقالهم لفترة قصيرة، علاوة على تردد المحاكم في إصدار أحكام قاسية على المقاتلين من “داعش” وإرهابيي القاعدة.
وعليه يبدو أن المخابرات تبرر المزاعم التي أدلى بها المدعى عليهم في المحاكمات التي قال خلالها العديد من الضباط إنهم اعتقدوا أنهم كانوا يردون على هجوم إرهابي وشيك، عندما تم حشدهم لتأمين مقر هيئة الأركان العامة، وهو ليس بعيدًا عن السفارة الفرنسية والمؤسسات العسكرية الأخرى في أنقرة، في 15 يوليو 2016.
المذكرة العسكرية السرية حول أسر إرهابيي “داعش”
باحثة ببرنامج العلاقات الدولية