ليبيا

طرابلس… “أول الغيث” بعد قرار برلمان تركيا: إسقاط طائرة مسيرة تركية

لعل الإستقبال الأمثل من جانب الجيش الوطني الليبي، لنبأ موافقة البرلمان التركي بأغلبية اعضائه على الطلب الذي قدمته الرئاسة التركية، لإرسال قوات الى ليبيا، كان التصريح الصادر عن اللواء المبروك الغزوي، قائد غرفة عمليات المنطقة الغربية، والذي أعلن فيه عن إسقاط الدفاعات الجوية الليبية لطائرة مسيرة تركية الصنع من نوع (بيرقدار) جنوبي العاصمة

على وقع هذه التطورات المتلاحقة، أستمر التقدم الميداني للجيش الوطني الليبي، بشكل هو الأسرع وتيرة منذ بداية عمليات طرابلس في أبريل الماضي. ففي محور مطار طرابلس – معسكر حمزة، تمكنت وحدات الجيش المتقدمة في الاتجاه الشمالي الشرقي بمحاذاة طريق المطار، من تأمين 90 بالمائة من مساحة مشروع الهضبة باتجاه جزيرة الأرصاد والخط الثامن، ووصلت الى طريق الرابش الذي يعد خط التماس الوحيد المتبقي بينها وبين مناطق حيي الزهور والأكواخ.

كما أمنت قوات الجيش المتقدمة شمال معسكر حمزة، مناطق جزيرة الفحم ومدرسة مشروع الهضبة، بجانب المربعات السكنية المتواجدة في هذا النطاق، وصولاً الى التماس مع حي بوسليم ومبنى سجن الشرطة العسكرية. كما حققت تقدماً في الاتجاه الموازي لهذا الأتجاه وهو طريق السلام، حيث أصبحت على مشارف مسجد السويحلي.

في محور صلاح الدين، تفرعت اتجاهات تقدم قوات الجيش الوطني الى قسمين رئيسيين، الأول في الاتجاه الشمالي الشرقي، وفيه تقدمت وحدات الجيش بإتجاه سيمافرو صلاح الدين على طريق الشوك، لتنتقل الاشتباكات بذلك إلى قرب مستشفى صلاح الدين ومركز طرابلس الطبي، وتقدمت أيضا شمالاً على طريق الهضبة بإتجاه حي عبد الله بن الزبير.                       القسم الثاني هو شرقاً في أتجاه منطقة عمارات السدرة، والتي تمكنت وحدات الجيش من السيطرة عليها، وتستكمل التقدم شرقاً بإتجاه منطقة ملعب عين زارة، وذلك بهدف رئيسي هو تطويق منطقة عين زارة من هذا المحور ومن المحورين الجنوبيين (طريق عين زارة الجنوبي – طريق الأبيار)، والوصول إلى منطقة مخازن وزارة الدفاع.

تحتفظ قوات الجيش الوطني بتمركزاتها في المحاور الجنوبية الشرقية لطرابلس وهي محاور عين زارة (طريق عين زارة – طريق الابيار)، ومحور وادي الربيع. وكذلك محاور تواجدها غربي العاصمة

كان لافتاً خلال الساعات الماضية، النشاط المتزايد للمروحيات القتالية التابعة لسلاح الجو الليبي، التي نفذت طلعات قتالية في أجواء صلاح الدين خاصة منطقة طريق الشوك، بجانب استمرار الطلعات الجوية للمقاتلات الليبية في أجواء العاصمة، منها طلعة قتالية لقصف معسكر السابع من أبريل في منطقة السواني جنوبي العاصمة، بجانب طلعات استطلاعية على مدينة سرت، التي تمت ملاحظة عمليات تحشيد للميليشيات في المناطق الجنوبية الغربية منها، وتحديداً منطقة وادي جارف.

تناقصت وتيرة الرحلات الجوية بين تركيا وطرابلس خلال الساعات الماضية، فمنذ الأمس لم يتم بين الجانبين سوى رحلتين فقط، وذلك على عكس الأيام الأربعة الماضية التي كان فيها معدل الرحلات هو ما بين ثلاثة إلى سبعة رحلات. تناقصت أيضاً وتيرة سفن الشحن الآتية من تركيا الى مينائي طرابلس ومصراتة، حيث ان اخر السفن التي وصلت إليهما كانت سفينتي شحن من مينائي (إمبرلي) و(إيفياب).

سياسياً، كان الرد الفوري من جانب مصر على الخطوة التركية التصعيدية، دليلاً على إستعداد القاهرة التام لتداعيات هذه الخطوة المتوقعة، فقد أصدرت الخارجية المصرية بياناً حاداً ولافتاً، شددت فيه على ان الخطوة التركية تهدد الأمن القومي العربي والمصري، وأنه يجب (التدخل) من أجل مواجهة هذا التهديد. في هذه الأثناء ينعقد مجلس الأمن القومي المصري، لبحث الإجراءات المصرية حيال هذه الخطوة التصعيدية، والتي تأتي في ظل فشل جامعة الدول العربية في بلورة موقف عربي موحد تجاه التهديدات التركية للأمن القومي العربي

+ posts

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى