دول الخليج العربي

نص كلمة العاهل البحريني الملك حمد بن عيسى آل خليفة أمام قمة جدة للأمن والتنمية

ألقى العاهل البحريني الملك حمد بن عيسى آل خليفة كلمة أمام قمة جدة للأمن والتنمية، بحضور الرئيس الأمريكي جو بايدن وقادة دول مجلس التعاون الخليجي ومصر والعراق والأردن، وقد أكد خلالها أن منطقة الشرق الأوسط ذات المكانة الاستراتيجية الدولية المهمة عانت على مدى سنوات ولا تزال من ظروف سياسية وأمنية واقتصادية صعبة، وتحديات بالغة الخطورة؛ الأمر الذي يتطلب تفكيرًا متزنًا وعميقًا لكيفية الخروج من الأزمات والصراعات الدائرة.

وفيما يلي نص الكلمة:

بسم الله الرحمن الرحيم 

أخي صاحب السمو الأمير محمد بن سلمان، أصحاب الجلالة والفخامة والسمو، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، 

يسرنا بدايةً أن نعرب عن تهانينا القلبية لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، عاهل المملكة العربية السعودية الشقيقة على النجاح المتميز لموسم الحج لهذا العام معربين عن خالص الشكر والامتنان على دعوتنا الكريمة لهذه القمة الاستثنائية التي تمثل فرصة طيبة لتوثيق علاقات الصداقة التاريخية، وتكريس الشراكة الاستراتيجية بين دولنا والولايات المتحدة الامريكية الصديقة بقيادة فخامة الرئيس جو بايدن، وتدارس الحلول لتحقيق السلام والتنمية لكافة شعوب الشرق الأوسط لمواجهة مشتركة للتحديات التي تهدد الاستقرار الإقليمي والأمن والسلم الدوليين والمصالح العالمية.

إن منطقة الشرق الأوسط ذات المكانة الاستراتيجية الدولية المهمة عانت على مدى سنوات ولا تزال من ظروف سياسية وأمنية واقتصادية صعبة، وتحديات بالغة الخطورة؛ الأمر الذي يتطلب منا تفكيرًا متزنًا وعميقًا لكيفية الخروج من الأزمات والصراعات الدائرة، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية التي لابد من حلها بتسوية عادلة ودائمة وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وفقًا لحل الدولتين ومبادرة السلام العربية، وخلق الفرص الاقتصادية الواعدة والمستدامة للشعب الفلسطيني الشقيق، ومشاركته الفعلية في تنمية شاملة الابعاد، وما تم عرضه في مخرجات ورشة السلام من أجل الازدهار التي عقدت في مملكة البحرين في عام 2019.

إضافة إلى ضرورة التوصل إلى تسوية سياسية للأزمة اليمنية ومواصلة الدعم الإنساني والتنموي للشعب اليمني. ويبقى التدخل المباشر في الشئون الداخلية للدول من ضمن أكبر التحديات القائمة إذ يخل بالمبادئ والحقوق المكفولة للقوانين الدولية، وقد آن الأوان لوقف هذه التدخلات احتراما لسيادة الدول وقيمها الدينية والثقافية، ونهجها الحضاري في احترام الآخر، والتسامح والتعايش السلمي، علاوة على مواصلة الجهود المشتركة لجعل الشرق الأوسط منطقة خالية من أسلحة الدمار الشامل ومحاربة الإرهاب والفكر المتعصب، والتنظيمات المتطرفة الخارجة عن القانون.

إن الحفاظ على الأمن والاستقرار الإقليمي يستدعي منا التعاون والتضامن والعمل المشترك الفاعل؛ تلبية لتطلعات شعوبنا نحو السلام والنماء والازدهار وفي هذا السياق نؤكد على أهمية استمرارية عمل القوات البحرية المشتركة وتفعيل قوات واجب مشتركة إضافية بالنظر إلى دورها المحوري في حماية الملاحة الدولية وتأمين إمدادات النفط والتجارة العالمية عبر مضيق هرمز وباب المندب.

ونقدر عاليًا التعاون المثمر والبناء بين قواتنا البحرية الباسلة والأسطول الخامس البحري الأمريكي لما يزيد على 75 عامًا من مملكة البحرين. وعلى هذا الصعيد، إننا نؤكد على أهمية المزيد من الدعم للجهود الرامية لاستمرار أسعار الطاقة العالمية بما في ذلك زيادة الاستثمارات لتوسعة الاستكشاف والتكرير وإدخال التقنيات الجديدة التي تسهم في دعم النمو الاقتصادي العالمي ومواجهة تضخم الأسعار، ولا نغفل هنا ضرورة تشجيع جميع مبادرات تصدير الحبوب والقمح وغيرها لتأمين وصولها للأسواق العالمية وتفعيل مبادرات لدعم الدول المتضررة تحقيقًا للأمن الغذائي. 

إننا نتطلع بكل أمل وتفاؤل أن تسفر هذه القمة عن نتائج مثمرة ومخرجات بناءة تعزز مسار التعاون المشترك، وترسخ علاقات الصداقة بين بلداننا لكي يمكننا من مواجهة التحديات السياسية والأمنية والاقتصادية والبيئية وإرساء الأمن والاستقرار، ووصل مرتكزات علاقة وطيدة وممتدة تلبي متطلبات الحاضر والمستقبل.

نسأل الله أن يوفقنا جميعًا لما فيه الخير والصلاح لدولنا وشعوبنا.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته 

+ posts

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى