ليبيا

العالم الخفي للهجرة غير الشرعية في ليبيا

تشعر أوروبا بالذعر من تزايد عدد المهاجرين الأفارقة إليها من ليبيا. وبإلقاء نظرة على هذا العالم الخفي للهجرة غير الشرعية، تبدو جميع المسارات غير آمنة، منذ الدخول متسللًا إلى الأراضي الليبية، حتى الخروج منها، إذا كان مقدرًا لك الخروج حيًا. ومنحت الحدود الهشة التي أصبحت عليها ليبيا بعد سقوط نظام معمر القذافي في 2011 إغراءً إضافيًا للطامحين في تحسين ظروف حياتهم، وعبور آلاف الكيلومترات من أجل ركوب البحر من الساحل الليبي إلى أوروبا.

ومع انتشار الميليشيات والمرتزقة والمقاتلين الأجانب في ليبيا، يدفع مئات الآلاف من المهاجرين غير الشرعيين ثمنًا باهظًا للحفاظ على حياتهم. ووفقًا لما ورد في “قانون استقرار ليبيا الأمريكي (بتاريخ 23 فبراير 2021)” فإنه، اعتبارًا من نوفمبر 2020، هناك أكثر من 574 ألف مهاجر ولاجئ في ليبيا.

انفلات

في مناقشة مطولة أجريتها معه، يقول باراك بارفي، الباحث في “مؤسسة أمريكا الجديدة”، والمعني بشؤون منطقة الشرق الأوسط، إنه بالنظر إلى الحالة التي تمر بها ليبيا يمكن القول إنه “حين لا توجد دولة، لا توجد قوات لكي تسيطر على الحدود البرية، وعلى الحدود البحرية. لهذا ترى هذه المشكلة.. مشكلة الهجرة، وهي تتزايد بشكل مخيف، وتمثل ضغطا على أوروبا والعالم”. 

ويُقدِّر الرئيس السابق لجهاز مكافحة الهجرة غير الشرعية في ليبيا، عيسى عبد المجيد، عدد الأفارقة ممن كانوا يعبرون ليبيا إلى أوروبا في عهد القذافي بنحو 3 آلاف مهاجر في السنة، أما الآن فيقول، حين التقيت به في ليبيا، إن العدد يصل أحيانًا إلى حوالي 3 آلاف في اليوم الواحد. وعبد المجيد عمل لبعض الوقت مستشارًا لرئيس مجلس النواب للشؤون الأفريقية، وهو من قيادات قبيلة التبو التي يتركز وجودها قرب الحدود مع تشاد.

ومن جانبه يشير رئيس المجلس الأعلى للطوارق في ليبيا، مولاي قديدي، الذي تهيمن قبيلته على معظم الحدود الجنوبية الغربية من ليبيا حتى مالي، في مقابلة أجريتها معه، إلى أنه كلما ازداد الفقر، زادت المخاطر الأمنية. ويتحدث قديدي عن دور الخلافات السياسية في ليبيا، وإهمال مطالب القبائل في هذه المناطق الوعرة والذي استمر من حكومات الدول التي يعيشون فيها لعشرات السنين.

وسط قوافل المهاجرين غير الشرعيين توجد خطوط هجرة غريبة معظم من فيها من المتطرفين الذين كانوا في العراق وسوريا. هؤلاء يصلون بطريقة غير مفهومة إلى نقاط قريبة من الحدود الليبية الجنوبية، ثم يذوبون داخل موجات من البشر. ويمكن أن تلقي نظرة على هذا الخليط العجيب في أحد أهم مراكز تجميع الهجرة غير الشرعية في مبانٍ ضخمة من الصاج موجودة في منطقة “السدادة” وسط الصحراء، حيث كان الجيش، في زمن معمر القذافي، يستخدمها كمخازن وكاستراحة.

لم يعد مركز “السدادة” يتبع لأي جهة في الدولة. إن رئيسه الذي يدعى حمد، وهو أصلًا من مدينة بني وليد المجاورة، يعد من أكبر مهربي الهجرة غير الشرعية. كانت هذه المنطقة من الأماكن التي يفضل القذافي قضاء بعض الأيام فيها مختليًا مع نفسه. وما زالت توجد في “السدادة” بنية صالحة للمعيشة. ويتردد قادة للمتطرفين على مركز “السدادة”. ويعقدون أحيانًا اجتماعات للتخطيط لهجمات داخل الحدود الليبية وخارجها أيضًا. من أشهر قادة المتطرفين، الجزائري مختار بلمختار. لقد قاد بلمختار في السنوات الماضية عمليات ضد الرعايا الغربيين في غرب ووسط أفريقيا.

وفي الوقت الراهن تسهم الجماعات المتطرفة العابرة للحدود في استمرار الفوضى في ليبيا، وبالتالي استمرار الهجرة غير الشرعية، والاستفادة منها. وتستخدم قوافل المتطرفين الطرق نفسها التي يمر منها تجار البشر والمخدرات، وهي عبارة عن دروب طويلة يغطيها التراب والحصى.

في الصحراء الليبية الشاسعة لا يمكن أن تعثر على مصدر للمياه من أجل الشرب والاغتسال إلا بعد مئات الكيلومترات، حيث تنتشر بعض العيون في الواحات التي تعتمد على زراعة النخيل وصيد الصقور والغزلان. وعند حديثي حول هذه القضية مع القيادي العسكري في حلف الناتو، ولفجانج بوسشتاي، فإنه يرى أن هناك مؤشرات على قيام الجماعات الإرهابية في شمال أفريقيا بكسب المال من خلال توفير الحماية للهجرة غير الشرعية، وتجنيد أعضاء جدد لها من بين هؤلاء المهاجرين.

وعمل بوسشتاي في السابق في مهام عسكرية وأمنية للاتحاد الأوروبي، ولحلف الناتو، وهو ممن يقدمون، حاليًا، استشارات لجهات غربية حول ليبيا. ويضيف قائلًا بتفصيل أكثر: “توجد دلائل قوية على أن الجماعات الإرهابية، مثل تنظيم الدولة الإسلامية (داعش)، وتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، تكسب بعض المال من خلال ابتزاز قوافل المهاجرين بحجة توفير الحماية لهم”.

وتتخذ مصر إجراءات صارمة لمنع تسلل المهاجرين غير الشرعيين من أراضيها. وتقوم كذلك بإنقاذ واستعادة من يغامرون بأرواحهم للعبور إلى ليبيا، حتى لو كانوا غير مصريين. ويروي رجل يدعى الصافي يبلغ من العمر 50 عامًا للمحققين المصريين كيف تقطعت به السبل على الحدود إلى أن تم إنقاذه وإسعافه من سلطات الحدود المصرية. وقضية الصافي مسجلة تحت رقم “19860 لسنة 2018 جنايات السلوم”. الطريقة التي وصل بها الصافي إلى ليبيا تتشابه إلى حد كبير مع الطريقة التي ينتقل بها آلاف المهاجرين الفقراء من دولهم إلى ليبيا، حيث تنتهي بهم الرحلة في معظم الأحيان نهايات مأساوية. 

تطور مخيف

ينقسم المهاجرون إلى عدة أنواع.. النوع الأول وهو المخيف بالنسبة لأوروبا، أولئك الذين يتخذون من ليبيا معبرًا للوصول إلى الضفة المقابلة من البحر المتوسط، خاصة إيطاليا. ومعظم هؤلاء من الأفارقة. والنوع الثاني من فئة الباحثين عن عمل في إحدى المدن الليبية، وأغلبية هؤلاء من دول عربية تعاني من الاقتتال الأهلي والفقر.

وبالنسبة للنوع الثالث وهو الأخطر، فهو يخص فئة المتطرفين والعناصر الإرهابية العابرة للحدود. وأكثر هؤلاء من جنسيات وتوجهات مختلفة، من بينهم جزائريون وصوماليون وماليون، وغيرهم. وينتمي بعضهم إلى تنظيم القاعدة والبعض الآخر إلى تنظيم داعش. وهناك أيضًا من يأتي ليرتزق من القتال في صفوف الميليشيات.

أصبح المهربون من سكان الحدود، عبر عشرات السنين، ذوي خبرة تفوق في بعض الأحيان خبرة رجال الأمن. ومنذ بداية النصف الثاني من القرن الماضي، امتهن هؤلاء المهربون، نقل الأقمشة والأجهزة الكهربائية التي كانت تصل من أوروبا إلى المملكة الليبية.. كان النقل يتم باستخدام الدواب كالحمير والجمال والسيارات الصحراوية.

في مرحلة لاحقة، أي في مرحلة السبعينيات وحتى ما قبل ثورات الربيع العربي، انتشرت تجارة المخدرات على نطاق واسع من خلال الدروب نفسها. وانخرط في العملية المربحة، الكثير من التجار أنفسهم الذين كانوا في السابق يحترفون تهريب السلع غير الضارة. لقد أصبحت التجارة في الحشيش ثم الهيروين، تتوسع بشكل سريع، وتمنح خبرات أكبر للتجار والمهربين. تكونت هناك شبكة قوية بين كل هؤلاء في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.

في المرحلة الثالثة دخلت تجارة البشر والأسلحة ونقل المتطرفين، على الخط. تتضح ملامح هذه المرحلة، بقوة، في الفترة من عام 2011 حتى اليوم. وهي مبنية على الدروب والمسالك نفسها التي كان يتبعها مهربو الأقمشة ثم مهربو المخدرات.

الفارق بين الماضي والحاضر ينحصر الآن في اتساع مستوى الطموحات، مع اختفاء الدواب، وانتهاء عهد الاهتداء بالنجوم ليلًا وظل الشمس نهارًا. لقد حل محلها بشكل كامل سيارات الدفع الرباعي الحديثة في الصحراء، وانتشار القوارب والزوارق بالنسبة لمن يسعون إلى عبور البحر. وظهرت المناظير المقربة وهواتف الثريا وتحديد المواقع بنظام “جي بي إس”. 

ويزيد ولفجانج بوسشتاي موضحًا: “إن هؤلاء الإرهابيين يقومون بتجنيد أعضاء جدد من بين المهاجرين لصالحهم. لكن لا يمكن القول إن هذين التنظيمين منخرطان في نشاط الهجرة غير الشرعية بشكل مباشر. ببساطة هم يحصلون على ضريبة طريق لمرور المهاجرين”.

على جانب الحدود الليبية السودانية، هناك قبيلة زوية التي يمتهن بعض أبنائها التهريب بين البلدين في منطقة صعبة تمر من جوار جبل عوينات في أقصى الجنوب الشرقي من ليبيا، وتصل إلى واحتي الكُفرة والجغبوب. وفي كثير من الأحيان تتقاطع مصالح المهربين الكبار من قبيلة زوية مع قبائل أخرى تسعى للحصول على نصيب من هذه التجارة المربحة، مثل قبيلة الشهيبات وقبيلة التبو وقبيلة المحاميد، وهذه الأخيرة موجودة داخل الجانب السوداني.

أما على الحدود الليبية مع تشاد، حيث يقع جبل تيبستي، فتنتشر داخل حدود البلدين قبيلة التبو؛ قبيلة التبو الليبية، وقبيلة التبو التشادية. وبسبب هشاشة الحدود في هذه المنطقة، فإن الأمر لا يقتصر على تهريب البشر، بل تكمن المشكلة في سهولة انتقال المسلحين والمتطرفين الإسلاميين بسياراتهم وعتادهم العسكري بين الجانبين، ما أثار القلق الإقليمي، خاصة بعد قتل مسلحين من هذا النوع، في أبريل الماضي، الرئيس التشادي، إدريس ديبي.

وفي المنطقة الجنوبية الغربية من ليبيا، تنتشر قبيلة الطوارق على الحدود مع النيجر والجزائر، وللقبيلة امتداد يصل إلى مالي غربًا. ويحترف الكثير من أبناء القبيلة، كما يقول مولاي قديدي، رعي الإبل والأغنام. لكن شح الأمطار وفقر الأرض والإهمال الحكومي، في العقود الأخيرة، نتج عنه سلوك جديد أكثر تهورًا بين أبناء القبيلة ذات الطابع السلمي في العادة.

أسعار سوق المهاجرين

تختلف الأسعار في سوق الهجرة غير الشرعية من مكان إلى مكان ومن فئة إلى فئة. والواحد من هذه الفئة الفقيرة كان يسدد ما بين 400 دولار و500 دولار للعبور من الحدود إلى المدن الواقعة في شمال ليبيا. وزاد السعر الآن إلى أكثر من ألف دولار. لكن كيف تكون قادرًا على سداد مبلغ ألف دولار تقريبًا، ولا تملك منها ولا بنسًا واحدًا. إن عالم الهجرة غير الشرعية يتضمن حيلًا مختلفة لسداد الأموال، وتمتد خيوط هذه الحيل من وسط أفريقيا، إلى أن تصل إلى داخل المدن الليبية، ومن بعدها إلى مواقع العمل في أوروبا.

يجري الأمر بطرق عدة.. الأولى هي أن تقوم عائلة المهاجر بجمع الأموال له من أجل السفر. على أن تتم عملية السداد لعائلته بعد أن يصل المهاجر إلى وجهته ويبدأ في إرسال جزء من راتبه كل شهر إلى العائلة. ومن النادر أن تجد مهاجرًا غير شرعي قادرًا على السداد النقدي، مثل الصافي. فالطريقة الشائعة هنا تتم عبر سلسة معقدة من الترتيبات، بشرط أن يكون للمهاجر غير الشرعي أحد الأقارب أو المعارف في الدولة التي سيتوجه إليها، سواء كانت ليبيا أو أوروبا، حيث يتكفل هذا القريب بسداد المبلغ للمهربين، لاستلام قريبه.. ويقوم بدوره بالحصول على أمواله منه على أقساط شهرية، بعد أن يشرع في العمل ويكون له راتب.

أما في حالة عدم وجود من يسدد المبلغ للمهربين عن المهاجر، بعد وصوله إلى وجهته، فإنه يكون قد ألقى بنفسه في التهلكة. المهربون لا يرحمون. ولا يمكن أن يسمحوا بوجود تلاعب في هذا الأمر. وارتفاع أسعار نقل المهاجرين غير الشرعيين له أسباب كثيرة، منها انتشار الجيش الليبي في مناطق واسعة من الصحراء، ومحاولة تعاون ليبيا مع دول الجوار لوقف تدفق الهجرة غير الشرعية. وكذلك قيام مصر بتشديد العقوبات في القانون على مهربي البشر، حيث قاد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي حملة ضد الهجرة غير الشرعية. كما عقد شيوخ قبائل على الحدود المصرية الليبية مؤتمرات للتوعية بمخاطر الهجرة غير الشرعية.

حكاية كونتي

في شمال غرب ليبيا، وبالتحديد في طرابلس وما حولها، وهي المنطقة التي تخرج منها معظم القوارب المحملة بالمهاجرين غير الشرعيين إلى أوروبا؛ كان هناك شاب يدعى كونتي، ضعيف البنية قادم من دولة غينيا كوناكري، مع أربعة من أصدقائه الأفارقة، على أمل السفر من ساحل بلدة زوارة قرب طرابلس، إلى إيطاليا. ومن إيطاليا إلى شقيقه في فرنسا.

أنفق كونتي ألف دولار حتى وصل إلى طرابلس، وهذا كل ما كان معه. وعليه أن يدفع مبلغًا مماثلًا من أجل ركوب البحر إلى إيطاليا. وهذا يتطلب الانتظار في مركز لتجمع المهاجرين، حتى يصل العدد إلى مائتين وهي حمولة المركب. امتد الوقت لأكثر من شهر. وخلال هذه المدة كان يجري اتصالًا بشقيقه في باريس من أجل أن يحول له الأموال اللازمة إلى التاجر المسؤول عن مركز تجميع المهاجرين في زوارة. وهي قيمة ركوب المركب، وقيمة نفقات الإعاشة من طعام وشراب طوال شهر.

لكن هاتف شقيق كونتي أصبح خارج نطاق الخدمة لسبب غير معلوم. هنا شعر مسؤولو المركز أن الشاب يريد أن يخدعهم. وأجبروه على الاتصال بأسرته في كوناكري، لكي ترسل الأموال المطلوبة. وخلال هذه الملابسات، تقدمت ميليشيا أخرى تعمل في الهجرة غير الشرعية لسداد الديون، على أن تقوم هي بتحصيلها من كونتي بطريقتها. 

وطوال شهور وجد كونتي نفسه يباع ويشترى من ميليشيا إلى ميليشيا، وبينما ينتظر وصول أي تحويل مالي من أقاربه لتخليصه مما هو فيه، يرغمه ملاكه على العمل بالسخرة في كل شيء.. نقل الطوب والأسمنت.. تفريغ حاويات الأسلحة.. تنظيف المباني.

ويوجد جهاز للهجرة غير الشرعية يتبع للسلطات في شمال غرب ليبيا. يقول العقيد أحمد عيسى، الذي كان يتولى المسؤولية في هذا الجهاز، إنه توجد قرارات جديدة تخص الهجرة غير الشرعية لن تتأخر كثيرًا.. “انتظر قليلًا وسنتحدث عنها. أنا تركت العمل ولم أعد في الجهاز.. أقول لك باختصار إن معظم المهاجرين أفارقة.. كل هؤلاء يتوجهون إلى أوروبا عن طريق البحر”. 

وتولى المقدم علي صويب، المسؤولية خلفًا للعقيد عيسى، لكن الاضطرابات والحرب في طرابلس حالت دون إتمام المقابلة معه، أو حتى استئناف الحوار مع سلفه عيسى.

في المساحات الشاسعة من الصحراء الليبية لا يمكن أن تتوقع شيئًا. يمكن أن يحدث لك أمر طيب ويمكن أن يحدث لك أمر سيئ، بما فيه فقدك لحياتك. ولا تعرف ما هي الخيوط الفاصلة بين عناصر القاعدة وداعش واللصوص والمعارضة الأفريقية المسلحة والمهاجرين غير الشرعيين.

إن كل هذا الخليط البشري يهيم في الصحراء بحثًا عن نهاية. الكل يخشى من الكل. فقد تعترضك دورية تابعة للجيش، أو قطاع طرق يبحثون عن المال. يحتاج الأمر إلى التدقيق. في بعض الأحيان تعتقد أن من تلتقي به يمكن ابتزازه، لكن هذا غير صحيح، فمعظم من هم على هذه الدروب الموحشة، يملك سلاحًا، بمن في ذلك قوافل الهجرة غير الشرعية. في كثير من الأحيان تقع نزاعات يسقط فيها ضحايا لا يعلم أحد عنهم شيئًا.

أحد أهم المخاطر التي تعترض طريق المهاجرين غير الشرعيين هو نشوب نزاع على النفوذ بين المهربين أثناء عملية نقلهم بالسيارات في الصحراء الليبية. وتتركز مثل هذه الصراعات في الجنوب والجنوب الغربي. وفي هاتين المنطقتين ينشط أبناء من قبائل الزوية والتبو والطوراق ويتنافسون للسيطرة على النفوذ وتجارة البشر مستخدمين الأسلحة والاقتتال الذي يستمر لأيام في بعض الأحيان.

لا تتوقع أن مهربي البشر يستخدمون أداة الاستفهام “لماذا؟”. أنت تطلب وتدفع، فتصلك حاجتك في الوقت المحدد. مثلًا هناك نوع من المهربين على الحدود الجنوبية يسأل ماذا تريد؟ فتقول له: أريد مقاتلين قادرين على حمل السلاح. حسنا.. أوصلهم لك وآخذ أجري. أما ماذا تفعل بهم، فهذا أمر لا يعنيه.

+ posts

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى