مصر

تعرف على أبرز مخرجات قمة تجمع دول فيشجراد بمشاركة مصر

شارك الرئيس عبد الفتاح السيسي، صباح اليوم الثلاثاء، في العاصمة المجرية بودابست في قمة مصر والدول الأعضاء في تجمع فيشجراد، التي تضم كلاً من المجر وبولندا والتشيك وسلوفاكيا. 

مجريات القمة

توجه الرئيس السيسي في بداية جلسات القمة المغلقة بالشكر والتقدير لدولة المجر الصديقة على استضافتها للمرة الثانية على التوالي لقمة مصر ودول تجمع فيشجراد، وهو المحفل الرئاسي الذي تهتم مصر كثيرًا بدورية انعقاده للمساهمة في الارتقاء بالتنسيق والتعاون بين مصر ودول هذا التجمع الأوروبي الهام.

وقد عبر رؤساء دول فيشجراد عن الترحيب بالرئيس السيسي والالتقاء به مجددًا، والحرص على الاستماع إلى رؤيته تجاه الأوضاع في الشرق الأوسط على خلفية الدور الحيوي الذي تقوم به مصر بقادته نحو استقرار المنطقة، وكذلك شمال أفريقيا والأمن الإقليمي بأسره.

وتناول الرئيس السيسي تطورات الأوضاع في الشرق الأوسط والتحديات العديدة التي تموج بها المنطقة، وعلى رأسها تعدد الأزمات في عدد من الدول وانهيار مفهوم الدولة الوطنية، إلى جانب ضعف مؤسسات تلك الدول التي تعاني من وطأة الأزمات، وهو ما يفرض بذل أقصى الجهود لإنهاء هذا الوضع وتحقيق الأمن والاستقرار والسعي إلى حلول سياسية لتلك الأزمات.

وأكد أنه في مقدمة التحديات التي تواجه المنطقة، وكذلك أفريقيا، خطر الإرهاب وما ينتج عنه من تهديد لمقدرات الدول وأمن شعوبها، وهو التحدي الذي نجحت مصر إلى حدٍ كبير في مواجهته واحتوائه بانتهاج مسار شامل ومتكامل لا يقف عند حدود المواجهات الأمنية، ولكن يتضمن أيضًا الأبعاد الاجتماعية والتنموية والثقافية، وهي وإن كانت مقاربة وطنية، إلا أنها بكل تأكيد تستدعي تضافرًا دوليًا مخلصًا لدعمها وتعزيزها.

كما أكد على أنه بالتوازي مع مكافحة الإرهاب، وما ينجم عنه من زعزعة الأمن والاستقرار، تنشأ موجات الهجرة غير المشروعة، على خلفيات متعددة، من بينها التردي الاقتصادي، وتأجيج الصراعات الداخلية في بعض الدول مثل ليبيا وسوريا والعراق واليمن من خلال تدخل بعض الدول الإقليمية في الشؤون الداخلية لهذه الدول وتأليب الهويات المختلفة ضد بعضها سواء كان هذا الاختلاف في الدين أو المذهب أو العرق؛ الأمر الذي يتسبب في موجات ضخمة من اللجوء والنزوح، مشددًا على أن مواجهة الهجرة غير المشروعة بفاعلية تتطلب في المقام الأول معالجة جذورها ومسبباتها قبل أعراضها، وفي مقدمتها تسوية الصراعات الإقليمية، والتصدي بحزم ووضوح لمحاولات بعض الدول استغلال هذه الصراعات لاستعادة الدولة الوطنية ومؤسساتها مقاليد الأمور في هذه الدول، مما يتطلب موقفًا قويًا من مختلف الدول والكيانات، ومن بينها الاتحاد الأوروبي، رغم نجاح الجهود المصرية أكثر من غيرها في وقف الهجرة غير المشروعة عبر حدودنا البحرية بشكل تام منذ عام 2016.

كما أوضح الرئيس السيسي أن التطرف ينبع بالأساس من ترجمة لفهم خاطئ لصحيح الدين وقيمه السمحاء التي تقوم على التنوع وتقبل الآخر والسعي للبناء والخير للجميع. مؤكدًا تطلع مصر لمزيد من التعاون مع دول فيشجراد لنقل الخبرات والتكنولوجيا وتوطين الصناعة والتعاون في مجال التعليم والتدريب والجامعات في مصر، أخذًا في الاعتبار البنية التحتية الحديثة التي باتت تتمتع بها مصر حاليًا، والتي تعتبر أساس نجاح لأي تعاون مشترك، مضيفًا أن مصر تنمو وتتقدم بمعدلات غير مسبوقة في تاريخها الحديث، أخذًا في الاعتبار حجم التحديات المتراكمة وقلة الموارد.

من جهتهم، أكد زعماء دول تجمع فيشجراد على تثمينهم البالغ لجهود السيسي في قيادة مصر في إطار من السياسات المتوازنة والثابتة والشديدة الاعتدال، والتي انعكست في نجاحات كبيرة تمثلت في دحر الإرهاب في مصر ووقف موجات الهجرة غير الشرعية، وهي أمور تهتم بها أوروبا كثيرًا، مؤكدين أنهم سوف يبذلون جهودهم داخل الاتحاد الأوروبي لتوضيح ما تقوم به مصر بقيادة السيسي في هذا السياق لمزيد من الإيضاح لصورة الأوضاع في مصر ودعمها في مسلكها في التعامل مع كافة القضايا ذات الصلة، وكذلك الجهود التنموية الكبيرة التي تبذل حاليًا داخل مصر لرفع مستوى معيشة المواطنين والارتقاء بالخدمات وجميع مناحي الحياة.

أبرز تصريحات المسؤولين المصريين

• الرئيس عبد الفتاح السيسي: ألقى كلمته على هامش قمة فيشجراد، فيما يلي أبرز النقاط الواردة بها؛

– ملف الهجرة غير الشرعية كعنوان يعكس شكل من أشكال حقوق الإنسان المفقودة في منطقتنا، وليس فقط منظور التعبير عن الرأي والممارسة السياسية.

– مصر لم تقبل من منظور أخلاقي أو إنساني أن تجمع اللاجئين في معسكرات، أو تصدرهم إلى أوروبا عن طريق الهجرة غير الشرعية.

– لم تخرج مركب هجرة غير شرعية من مصر ولكن كل الهجرة من الدول الإفريقية والتي تعاني مشاكل وصلت في مصر 6 ملايين مواطن، ونسميهم في مصر ضيوف وليسوا لاجئين.

– مصر دولة تسعى بإصرار بعزيمة قوية من أجل التقدم والتحضر في كافة المجالات وما بذل في مصر خلال آخر 7 سنوات خير دليل على ذلك حتى نوفر حياة كريمة للمواطنين، حيث أطلقت مصر مبادرة “حياة كريمة” لتحسين الحياة لـ 60 مليون مواطن في الريف المصري، بكل ما تعنيه هذه الكلمة وما تحمله، وقد خُصص ما يقارب ـ700 مليار جنيه حتى نغير حياة المواطنين في التعليم والصحة وشبكات الصرف الصحي والطرق.

– أنتم تتعاملون مع دولة تحترم نفسها وشعبها بشكل كامل.

– تفهم دول مجموعة فيشجراد لما يحدث في مصر مهم لكنه لا يكفي حيث يجب أن يكون أصدقائنا الأوروبيين متفهمين أيضًا لطبيعة ما يحدث؛ فنحن قيادة تحترم وتحب شعبها وتسعى لأجل تقدمه.

– لا نحتاج أن يقول لنا أحد معايير حقوق الإنسان لديكم بها تجاوز؛ فأنا مسئول عن إحياء 100 مليون نفس والحفاظ عليهم وهذا أمر ليس باليسير.

– هل الدول الأوروبية مستعدة فى تحسين أوضاع البلاد السياسية والاقتصادية والثقافية للوصول إلى مقاربة مختلفة لفهم حقوق الإنسان؟

– جائحة كورونا أثبتت أن البشرية مثلما تتشارك في الأخوة الإنسانية فهي عرضة للتشارك في التحديات مهما تفاوتت مستويات تقدمها، ما يفرض على المجتمع الدولي تضافر جهوده وتعزيز التعاون بين شتى الدول.

– حرصت مصر على توطين صناعة اللقاحات ليست فقط لتلبية احتياجات مواطنيها، ولكن أيضا للتصدير الى القارة الافريقية، في محاولة لرأب الفجوة بين الدول النامية والدول المتقدمة في تلقى اللقاح، ونتطلع في هذا الصدد للتعاون مع دول التجمع لتحقيق هذا الهدف.

– أشكر أصدقائنا في فيشجراد الداعمة لمصر في كافة المجالات وأطلب منكم المزيد. 

• وزير الخارجية سامح شكري: أدلى ببيان خلال المؤتمر الصحفي الذي عقد بالعاصمة المجرية بودابست، وفيما يلي أبرز ما جاء به؛

– دول الفيشجراد ذات أهمية كبيرة لمصر، ونسعى إلى استمرار التعاون المثمر والتفهم من دول الفيشجراد خاصة للأوضاع في مصر.

– تدعم هذه القمة أواصر العلاقات فيما بين مصر وأعضاء المجموعة لاستمرار الحوار السياسي حول الأوضاع الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك وصياغة رؤية مشتركة إزاء التحديات التي تواجه دولنا.

– تناولنا في جلسات اليوم قضايا متعددة وفي مقدمتها قضية الهجرة غير الشرعية والجهود التي بذلتها مصر للعمل على الحد من هذه الظاهرة لتأثيرها ليس فقط على الدول المستقبلة سواء دول الفيشجراد أو دول الاتحاد الأوروبي، ولكن كذلك على مواطني الدول المصدرة لهذه الهجرة لتعرضهم للصعوبات والمخاطر المرتبطة بالهجرة غير الشرعية سواء من جانب عصابات الجريمة المنظمة والإتجار في البشر أو التعرض لمخاطر البحر والغرق، بالإضافة إلى ما قد يواجهونه من صعوبات للوصول إلى الدول التي يسعون للهجرة إليها.

– مصر منذ 2016 اتخذت الإجراءات اللازمة لمنع وجود أو استمرار الهجرة غير الشرعية، حيث تستقبل من 5 إلى 6 ملايين مهاجر تحتويهم وتوفر لهم الحكومة كل الخدمات سواء تعليمية أو صحية وغيرها.

– مصر لن تقيم أي نوع من أنواع المعسكرات للاجئين على أراضيها، وتتوقع أن يستمر الدعم لها، حيث إن الدعم الحالي لا يتناسب مع هذا التحدي؛ فرقم 5 أو 6 مليون لاجئ يفوق عدد سكان بعض الدول الأوروبية.

– إننا نعمل ليس فقط لمنع الإتجار في البشر وإنما أيضا لتنمية الوضع الاقتصادي وتنفيذ المشاريع الاقتصادية الكبرى في المناطق التي كانت في الماضي تصدر الهجرة غير الشرعية بما يوفر فرص عمل.

– نسعى دوما إلى وضع إطار تعاوني فيما بيننا وبين الدول الشركاء الأوربيين حول قضية الهجرة غير الشرعية من منظور شامل وذلك في إطار أمني وتنموي يمنع اللجوء إلى الهجرة كوسيلة لكسب العيش، ونستمر في الاضطلاع بمسؤوليتنا ونأمل أن يعزز شركاءنا الأوربيين دعمهم لمصر في هذا الصدد

– الدعم المقدم لمصر في هذا المجال متواضع للغاية إذا ما قورن بحجم المسؤولية الملقاة على عاتقها ولكننا سوف نستمر فى مواجهة الهجرة غير الشرعية من منطلق اهتمامنا الإنساني بهذه الظاهرة.

– التحدي الخاص بالإرهاب وهو مرتبط بتطورات الفترة الماضية، حيث أدى إلى تفكيك عدد من دول المنطقة وإتاحة الفرصة للتنظيمات الإرهابية أن تنفذ إليها وتقيم عليها قواعد لبث عملياتها، وتستمر في الضغوط على الدول نظرا لأوضاعها الداخلية الحساسة وهو ما يشكل ليس خطرا على المنطقة فحسب وإنما أيضا خطرا على شركائنا الأوروبيين.

– هناك ضرورة للتعامل مع الفكر المتطرف من خلال منع استقطاب الشباب لهذا الفكر والعمل على نشر الفكر المعتدل، وتقوم المؤسسات الدينية مثل الأزهر الشريف ودار الإفتاء بجهد كبير في هذا الصدد.

+ posts

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى