
وزير الخارجية الروسي : مصر أحد الشركاء الرئيسيين لنا في منطقة الشرق الأوسط و أفريقيا.. و استئناف الرحلات الجوية قريبا
أكد وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف إن مصر تعتبر أحد الشركاء الرئيسيين لروسيا الاتحادية في منطقة الشرق الأوسط والقارة الإفريقية و تتحدد طبيعة علاقاتنا مع مصر باتفاقية الشراكة الشاملة والتعاون الاستراتيجي التي وقع عليها الرئيسان فلاديمير بوتين وعبد الفتاح السيسي في أكتوبر عام 2018 ودخلت حيز التنفيذ في يناير الماضي. هكذا، تتصف علاقاتنا بالطبيعة الإستراتيجية.
وقال لافروف – في حواره الشامل مع طارق السنوطي نائب رئيس تحرير صحيفة ” الأهرام ” – :”أود أن اكرر اهتمامنا باستئناف الرحلات الجوية المباشرة بين روسيا والمنتجعات المصرية. فخلال السنوات الأخيرة قام المتخصصون المعنيون بالعمل المشترك الكبير و القوي في هذا الاتجاه. ولذا أتوقع أن الرحلات الجوية من روسيا إلى الغردقة وشرم الشيخ ستستأنف قريبا.
وفيما يتعلق بتقييم مسار العلاقات الثنائية بين البلدين ؛ قال لافروف تتطور العلاقات الروسية المصرية بصورة تدريجية في مجالات كثيرة على الرغم من جائحة فيروس كورونا حيث يجري الحوار السياسي المكثف. فقد شهدت القاهرة في مارس الماضي جولات من المشاورات بين وزارتي الخارجية على مستوى مساعد الوزير حول القضايا الأوروبية والتعاون في الأمم المتحدة وفي مجال حقوق الإنسان.
وذكر أن هناك آفاقا واعدة في المجالات الأخرى وبالأخص في السياحة فمنذ سنوات أصبحت المنتجعات المصرية مكانا مفضلا للسياح الروس حيث يشكل تدفق السياح الأجانب إلي مصر مصدرا مهما للدخل القومي .
وحول تقييمه الشراكة الاستراتيجية بين مصر وروسيا ؛ ذكر لافروف أن طبيعة علاقاتنا مع مصر تتحدد باتفاقية الشراكة الشاملة والتعاون الاستراتيجي التي وقع عليها الرئيسان فلاديمير بوتين وعبد الفتاح السيسي في أكتوبر عام 2018 ودخلت حيز التنفيذ في يناير الماضي. هكذا، تتصف علاقاتنا بالطبيعة الإستراتيجية.
واعتبر أن مصر كأحد الشركاء الرئيسيين لروسيا الاتحادية في منطقة الشرق الأوسط والقارة الإفريقية. وتشكل الاجتماعات المنتظمة لوزراء الخارجية والدفاع في صيغة “2+2” جزء هام للحوار السياسي الثنائي. وفي نفس الوقت يتم تحديد توقيت عقد الدورة المقبلة للمشاورات بالتنسيق مع الطرف المصري خاصة في ظل المتغيرات والاحداث المتلاحقة التي يشهدها العالم و التي تزحم دون شك أجندة الجانبين بالكثير من الاجتماعات واللقاءات.
وتابع قائلا :” إلى تطوير الحوار السياسي الوثيق يتم تعزيز التعاون على أساس المنفعة المتبادلة في المجال التجاري والاقتصادي. و للأسف أسفرت جائحة COVID-19 عن انخفاض ديناميكية التبادل التجاري بين البلدين وانخفض حجمه من 6.25 مليار دولار في عام 1920 إلي 4.54 مليار في عام 2020.
وقال :” ومع ذلك، استمر تنفيذ بعض المشاريع المشتركة الكبرى ومن بينها بناء محطة الضبعة النووية وفقا للنمط الروسي وإنشاء المنطقة الصناعية الروسية في المنطقة الاقتصادية لقناة السويس وكذلك توريدات عربات السكة الحديد الي مصر و من المخطط تنظيم بعض الفعاليات الهامة في روسيا ومصر في إطار عام التعاون الإنساني المشترك”.
وأضاف أن تسجيل اللقاح الروسي “سبوتنيكV ” في فبراير الماضي في مصر خلق الشروط المناسبة لتنشيط الاتصالات بين هيئات البلدين المتخصصة بشأن التوريدات المحتملة لهذا اللقاح إلى مصر.
وحول كيفية تعاون مصر وروسيا في مواجهة الإرهاب بكافة أشكاله ؟ قال لافروف إن موسكو تؤيد والقاهرة على الدوام توحيد الجهود من اجل مكافحة الإرهاب الدولي. نواصل الحوار الوثيق حول هذا الموضوع في الأمم المتحدة.
وأضاف وان اتفاقية الشراكة الشاملة والتعاون الاستراتيجي تجعل قانونيا عمل الفريق العامل الثنائي الخاص بمسائل مكافحة الإرهاب. يعزز العمل المشترك في إطار الفريق المذكور تعاوننا الثنائي في مجال التصدي للإرهاب. ومن المتوقع إجراء الاجتماع الجديد للفريق في القاهرة قريبا.
وبشأن جولته في دول الخليج العربي ؛ قال لافروف ينبغي عدم البحث عن جدول اعمال خفي في زياراتي الأخيرة إلى عدة دول عربية في منطقة الخليج العربي فهذا جزءا لا يتجزأ من حوارنا المنتظم والوثيق حول الشؤون الدولية . أذكر هنا أن نظرائي وزراء الخارجية للإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية وقطر لموسكو في ديسمبر 2020 ويناير 2021.
وأضاف أن آفاق تعاوننا الثنائي خلال هذه الاجتماعات بالطبع، نظرنا بالتفصيل في الاوضاع في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا مع التأكيد على ضرورة التغلب على الأزمات والصراعات باستخدام الوسائل السياسية عن طريق الحوار الشامل فقط مع مراعاة القانون الدولي وفي مقدمته مبادئ ميثاق الأمم المتحدة. والتي تتضمن الامتناع عن التدخل في الشؤون الداخلية لدول المنطقة واحترام سيادتها ووحدة أراضيها. كما اتفقنا على مواصلة تنسيق الجهود بما في ذلك في منتديات مختلفة متعددة الاطراف.
وحول الأوضاع في اليمن و سبل الخروج من المأزق الراهن ؟ قال لافروف فيما يتعلق بالوضع في اليمن تناولنا هذه المسالة أثناء محادثاتي مع قادة الدول الخليجية حيث نتابع باهتمام كبير تطور الاحداث في اليمن الذي يعاني من الازمة العسكرية السياسية الحادة التي استمرت خلال ست سنوات واستئناف الاشتباكات الدامية في فبراير الماضي في محافظة مأرب بين الحوثيين والفصائل الموالية لرئيس الجمهورية اليمنية هو امر يقلقنا بشكل خاص .
واضاف أن الاتفاقية بين الرئيس اليمني الحالي والمجلس الانتقالي الجنوبي على إنشاء الحكومة الائتلافية التي تم التوصل إليها بوساطة المملكة العربية السعودية في ديسمبر اصبحت2020 خطوة هامة نحو استقرار الوضع في جنوب الدولة .و لأول مرة حصل ممثلو الجنوب على الحصة الكبيرة من الحقائب الوزارية.
وأوضح أن روسيا أعلنت ترحيبها بالاتفاقيات المذكورة. وعبرنا عن أملنا في أن تنفيذها سيؤدي إلى تحسين الأمن العام وسيسمح بالتركيز على حل المشاكل في المجال الاقتصادي والاجتماعي في هذا الإقليم وسيخلق الظروف لانطلاق المفاوضات بين الوفد الموحد للسلطات اليمنية والمجلس الانتقالي الجنوبي من جانب وقادة أنصار الله من جانب أخر حول الترتيبات السياسية المقبلة.
وقال :” جانبنا ندعو الأطراف اليمنية المتصارعة إلى رفض استخدام القوة وإتباع المسار السلمي لتسوية التناقضات. حيث تهدف المبادرة السياسية السعودية الأخيرة إلى الحل السياسي الذي رحبنا به.
وفي نفس الوقت ننطلق من أن إقامة السلم الدائم يمكن التوصل إليه على أساس مراعاة المصالح لكل القوى السياسية اليمنية. ويترتب على ذلك انطلاق الحوار الوطني الشامل ورفع الحصار البري والجوي والبحري وتنفيذ الخطوات العاجلة الأخرى في المجالات الاجتماعية والاقتصادية والإنسانية.
كما نعتزم مواصلة الدعم لجهود المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة لليمن السيد مارتن غريفيث والتشجيع بنشاط الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي وقادة أنصار الله على ابداء المنهج البناء والاستعداد للحلول التوفيقية بشأن الخلافات .
وفيما يتعلق بالتواضع في سوريا ؛ ذكر لافروف أن سوريا هي دولة عربية شاركت في تأسيس جامعة الدول العربية وقد لعبت دورا بارزا في منطقة الشرق الأوسط.
وأضاف إن الأحداث الدراماتيكية التي لم تكن بمنأى عنها مصر خلال السنوات الماضية أدت إلى تصعيد التوتر الملحوظ في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. و لذا من المهم ادراك الظروف التي تم اتخاذ القرار فيها في نوفمبر2011 بشأن تجميد عضوية سوريا في الجامعة في الوقت الحالي و بعد مرور 10 سنوات تدرك معظم الدول العربية أهمية إعادة الاتصالات مع دمشق. و نحن من جانبنا نؤيد بالكامل هذا الاتجاه.



