سياسة

النيابة العامة تعلن نتائج التحقيقات في حادث تصادم “قطاري سوهاج”

أعلنت النيابة العامة، برئاسة المستشار حمادة الصاوي، اليوم الأحد، في بيان نتائج التحقيقات في حادث تصادم قطارين بسوهاج.

وجاء في البيان أن سائق “القطار المميز” ومساعده ادعيا ظهور إشارات ضوئية بشاشة التحكم بكابينة القيادة، تفيد انخفاض معدل ضغط الهواء بالأنابيب الواصلة بين عربات القطار مما أوقفه آليًا، وأحالا أسباب هذا إما إلى سحب أحد مقابض الخطر بأي من العربات، أو غلق أحد صمامات تحويل الهواء المضغوط بالمكابح، ومع بدء ارتفاع معدل ضغط الهواء تحرك القطار متجاوزًا مزلقان السنوسي، ثم توقف آليًا مرة أخرى بموقع التصادم، فتبين مساعد السائق غلق أحد الصمامات بين العربتين الثالثة والرابعة وصورها بهاتفه، بينما أكد الشهود من المصابين والركاب والعاملين بالقطار عدم رؤياهم سحب أي من مقابض الخطر أو سماعهم الصوت المميز الصادر عن سحبها.

وأدعا سائق القطار المميز في التحقيقات إيقافه جهاز المكابح والتحكم الآلي (ATC) أثناء الرحلة، بدعوى تعطيله حركة القطار وتأخير مواعيد وصوله إلى المحطات. بينما أفاد كل من مدير عام صيانة البنية الأساسية ومدير عام التشغيل على الشبكة بالهيئة القومية لسكك حديد مصر بمنطقة أسيوط بأن منطقة الحادث ليست من مناطق فك الارتباط التي يمكن فيها إيقاف جهاز المكابح والتحكم الآلي (ATC) بمحافظة سوهاج.

وبينت التحقيقات ترك رئيس قسم المراقبة المركزية بأسيوط مقر عمله وقت وقوع الحادث، وهو القسم المسؤول عن مراقبة حركة القطارات بموقع التصادم، وأسفرت التحقيقات مع اثنين من المراقبين بالقسم عن إخلالهما بمهام عملهما حيث تأخر أحدهما عن تنبيه سائق “القطار الإسباني” بتوقف “القطار المميز”، وأخطأ في رقم هذا القطار حال بدئه في تنبيه سائقه، بينما لم يوال الآخر محاولات الاتصال بسائق “القطار الإسباني” لتنبيهه، بعد إخفاق محاولتين فقط ادعاهما للاتصال به، بينما أكدت سجلات الاتصالات التي أجراها المذكور المستخرجة من شركة الاتصالات عدم إجرائه المحادثتين اللتين ادعاهما.

وأدعى كل من سائق القطار الإسباني ومساعده إنه من كان يقود القطار إبان وقوع الحادث ذاكرين رواية متقاربة، إذ أفاد المساعد بأنه كان يسير على سرعة تسعين إلى خمسة وتسعين كيلومترًا في الساعة، وتأكد من إضاءة جميع الإشارات الضوئية “السيمافورات” باللون الأخضر على طول شريط السكة قبل موقع التصادم، وعلى مسافة خمسمائة إلى ستمائة مترٍ من موقع التصادم رأى توقف القطار المميز فاستخدم المكابح اليدوية لإيقاف الجرار والعربات، ولكنها لم تتوقف فوقع التصادم، بينما أدعى السائق أنه كان يسير على سرعة تسعين كيلومترًا في الساعة، وشاهد توقف القطار المميز على مسافة مائة متر، واستخدم ذات المكابح دون تمكنها من إيقاف القطار. وأقرا أيضًا بإيقاف جهاز المكابح والتحكم الآلي (ATC) بالقطار بدعوى إصدار الهيئة القومية للسكك الحديدية تعليمات شفاهية بعدم تشغيل هذا الجهاز.

بينما أظهرت تسجيلات آلات المراقبة بمحطة سوهاج عن جلوس مساعد سائق القطار الإسباني بمقعد القيادة، واستلامه بدلًا عن السائق النموذج “سبعة وستين حركة” الصادر من المحطة، والثابت فيه السرعة المقررة بمنطقة الحادث ولا تجاوز تسعين كيلومترًا في الساعة، ومبين فيه إمضاء باسم السائق بما يفيد الاستلام، وباستكتاب السائق ومساعده على هذا الإمضاء تبين كتابة المساعد الإمضاء بدلًا من السائق، وبمواجهة الاثنين بتلك النتيجة أقرا بواقعة التزوير. كما بيَّن فحص نتائج مشاهدة آلات المراقبة ظهور مساعد سائق القطار الإسباني بموقع القيادة.

وبينت شاشات المراقبة إضاءة سيمافورين يقعان قبل موقع التصادم بنحو كيلومترٍ وثلاثمائة وعشرة أمتار، أحدهما مضيء بلون أصفر يعني وجوب تهدئة السرعة، والآخر بالقرب من محل التصادم مضيء بلون أحمر يعني لزوم التوقف، وذلك على خلاف ما زعمه مساعد سائق القطار الإسباني. وبإجراء ثلاث عشر محاكاة لاستخدام كافة أنواع المكابح اليدوية بجرار مماثل للمستخدم بالقطار الإسباني حال سيره على سرعة تسعين كيلومترًا في الساعة وعلى مسافة خمسمائة وخمسة وثلاثين مترًا من موقع التصادم أسفرت النتائج عن توقف الجرار في كل مرة قبل نقطة التصادم.

وبسؤال الطب الشرعي عن مدى تناسب الإصابات المشاهدة والموصوفة بسائق القطار الإسباني ومساعده، مع ما ادعياه في التحقيقات من بقائهما بالكابينة الأمامية للجرار إبان التصادم، أقرت لجنة ثلاثية من أطباء مصلحة الطب الشرعي عدم التناسب مقدمة تصورين إما تواجد السائق ومساعده بالممر الفاصل بين الكابينتين الأمامية والرئيسية وقت التصادم، أو تواجدهما بالكابينة الرئيسية -اللاحقة على الأمامية- في ذلك التوقيت، قاطعة بعدم جواز بقائهما بالكابينة الأمامية بعكس ما زعما.

وأسفرت نتائج تحليل تعاطي المواد المخدرة عن تعاطي مراقب برج محطة المراغة جوهر الحشيش المخدر، وتعاطي مساعد سائق القطار المميز ذات الجوهر وعقار الترامادول.

+ posts

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى