مصرسياسة

الدكتور محمد مجاهد الزيات: أردوغان وجد أن عداءه مع مصر تسبب في مشكلات متعددة على رأسها شرق المتوسط

أكد الدكتور محمد مجاهد الزيات المستشار الأكاديمي للمركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية في مداخلة مع قناة “العربية الحدث”، أن القنوات الإخوانية أقيمت بعد ثورة 30 يونيو التي عارضها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بصورة أساسية وبدأ في معاداة مصر، وأن هذه القنوات ممولة من التنظيم الدولي لجماعة الإخوان المسلمين وقضتيها الأساسية هي بث الأخبار كاذبة، مضيفًا أن كل قناة من  بها قرابة 4 أو 5 برامج موجهة إلى مصر والشعب المصري وهذه القنوات مؤجرة ولا تعمل تحت شعار الحرية، وما يؤكد أنه هذه القنوات كانت مجرد أداة في يد نظام أردوغان أنه عندما وجد أن العداء مع مصر غير مفيد، قرر تحسين العلاقات معها صدرت الأوامر لتلك القنوات بالتوقف عما تقوم به. 

وحول ما يثار عن وجود تنظيمات في تركيا تابعة للمخابرات المصرية، أكد الدكتور الزيات أن هذا كلام غير صحيح على الإطلاق لأن أجهزة المخابرات لا تقيم منظمات في الدول الأخرى بهذا الشكل، وأن القضية الأساسية تتلخص في أن التنظيم الدولي لجماعة الإخوان منصهر في البرنامج السياسي لأردوغان، وأن هناك تلاقي مصالح بين الطرفين، وأن النظام التركي قد بدأ بالملف الأمني مع مصر بشكل أساسي لأنه يمكن أن يعيد الثقة بين البلدين للانتقال لملفات أخرى، ويدرك أردوغان أن هذا الملف كان بين يديه ويضغط به على مصر وكان يسيء للقيادة السياسية و للرئيس عبد الفتاح السيسي علنًا وهو ما لايتوافق مع الأعراف الدولية على الإطلاق. 

مضيفًا أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان هاجم مصر في كل المحافل الدولية وتحدث بما يتجاوز كل الأعراف، مؤكدًا  أن مصر لا تمارس النفاق وإنما من مارس النفاق هم القادة الأتراك الذي غيروا موقفهم اليوم أنطلاقًا من أن السياسة علاقة مصالح، ومثلما رأي أردوغان سابقًا أن يستغل التيار الإخواني لخدمة مصلحته، يقوم اليوم بمحاصرتهم لتحسين العلاقات مع مصر.

وأشار “الزيات” إلى أنه عند وصول حزب العدالة والتنمية إلى الحكم في عام 2002 تحدث أردوغان حينها عن “تصفير” المشاكل مع دول الجوار وإقامة علاقات طيبة مع الرئيس السوري بشار الأسد، ولكن بعد فترة وجد أردوغان أن “تصفير” المشاكل غير مفيد للمصالح التركية فأصبحت كل الدول المجاورة بها مشاكل وخرج أحمد داوود أوغلو وغيره من الحزب بخلافات داخلية وخارجية، ومارس أردوغان العداء مع الآخرين فذهب إلى ليبيا التي تعد خاصرة الأمن القومي المصري وأدخل المرتزقة السوريين إلى هناك.

وشدد على أن مصر دولة تحترم القانون والأعراف الدولية ولم يتجاوز الرئيس عبد الفتاح السيسي في حق الرئيس أردوغان مباشرة بأي كلمة، بينما كان أردوغان يواصل تطاوله على القيادة السياسية المصرية ويحاول أن يفصل بينها وبين الشعب المصري ولم يتمكن في تحقيق ذلك. 

وأوضح “الزيات” أن أردوغان وجد أن عداءه مع مصر حقق له أزمات في منطقة شرق المتوسط بالدرجة الأولى، وأنه يسعى حاليًا للتصالح مع مصر لاختراق التحالف المصري في غاز شرق المتوسط، والدليل على ذلك دعوته اليوم لمؤتمر جامع لدول غاز المتوسط يتجاوز من خلاله ما تم إنجازه وكانت تركيا في معزل عنه، مؤكدًا أن مصر رسمت حدودها بما لا يمس الحدود التركية احترامًا للقانون الدولي وقانون البحار الذي لم توقعه تركيا. 

كما أضاف أن فتح الملف الأمني تحديدًا كان بمبادرة من أردوغان لأنه قد يرسي مناخ ثقة بدلاً من المناخ العدائي المباشر تجاه مصر، وأن وقف الدعم المقدم للأبواق الإعلامية المعادية لمصر وعودة المرتزقة السوريين من ليبيا يساهم في ترسية مناخ الثقة الذي قد يفتح الباب للحديث في ملفات أخرى بما لا يتجاوز المصالح المصرية والتحالفات المصرية الإقليمية بالدرجة الأولى، وبما لايمثل حلفًا مصريًا تركيًا في عداء دول إقليمية أخرى. 

وأشار المستشار الأكاديمي للمركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية في ختام حديثه إلى أنه ستبقى ملفات مفتوحة لعدم صياغة تحالفات، فالموقف التركي في سوريا له  أسباب تخص تركيا وله أسباب تخص مصر، ولايمكن أن تتلاقى أسباب البلدين فيما يجري هناك، فسوريا مهمة لتركيا كدولة جوار، وسوريا مهمة لمصر كدولة إقليمية لها مكانتها في الأمن القومي العربي بدرجة كبيرة، وهناك الكثير من الملفات الشائكة التي يمكن أن تفتح وتناقش بهدوء إذا تم إرساء مناخ الثقة وصدقت النوايا التركية فيما تقوم به.

+ posts

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى