
يحدث في إفريقيا 1-7 فبراير: قمة إفتراضية للاتحاد الإفريقي، وامرأة أفريقية على رأس منظمة التجارة العالمية
إعداد- هايدي الشافعي
“يحدث في افريقيا” تقرير يقدم عرضا لأبرز الأحداث على الساحة الافريقية والموضوعات التي تناولت قضايا القارة في فترة سابقة، لتجعلك دائما في مواكبة الأحداث.
شهدت الفترة من 1 حتى 7 فبراير أحداثًا مهمة على الصعيد الإفريقي، أبرزها إنعقاد قمة الاتحاد الافريقي افتراضيًا، وما تضمنته القمة من تسلم الكونغو الديمقراطية رئاسة الاتحاد لعام 2021، وانتخابات مفوضية الاتحاد الافريقي الكترونيًا.
هذا بالاضافة إلى فتح الطريق مرة ثانية أمام النيجيرية “أوكونجو إيويالا” لقيادة منظمة التجارة العالمية، فضلًا عن فشل قادة الصومال في التوصل لاتفاق قبل موعد الانتخابات.
وفيما يلي عرض للقضايا الثلاث المختارة:
(1)
القمة الأفريقية الـ34 بالعاصمة الإثيوبية أديس أبابا

عقدت فعاليات القمة الأفريقية الـ34 يومي 6و7 فبراير بالعاصمة الإثيوبية أديس أبابا “افتراضيا” لأول مرة بسبب جائحة كورونا.
وأدار القمة الرئيس الجديد للاتحاد الأفريقي رئيس الكونغو الديمقراطية “فيليكس تشيسكيدي” من مقر الاتحاد بالعاصمة الإثيوبية أديس أبابا التي وصل إليها، قبيل انطلاق القمة، التي انطلقت فعالياتها افتراضيا، تحت شعار “الفنون والثقافة والتراث: روافع لـبناء أفريقيا التي نريد”.
وشهدت القمة تسلم رئيس جمهورية الكونغو الديمقراطية فيليكس تشيسيكيدي، رئاسة الدورة الجديدة للاتحاد الأفريقي 2021 ، خلفا لرئيس جنوب أفريقيا “رامافوسا”.
وبحثت القمة إصلاحات الاتحاد، إلى جانب جانب المطالبات بالحصول العادل على لقاحات كورونا، وسبل المضي قدما في تنفيذ اتفاقية منطقة التجارة القارية الحرة.
كما تفرض عدة ملفات أخرى مرتبطة أساساً بقضايا الأمن في أفريقيا نفسها على طاولة القادة الأفارقة، إلى جانب ملف جائحة كوفيد، بما في ذلك ملف مشكلات الأمن الداخلي في القارة الإفريقية، وعلى رأسها أزمة سد النهضة، فضلا عن قضية النزاع بين السودان وإثيوبيا حالياً، إلى جانب ملف الإرهاب الذي يُهدد عديداً من الدول الإفريقية، وملف الأزمة الليبية، باعتبارها واحدة من أخطر الأزمات الإقليمية والدولية
وبالاضافة لذلك، لعل أبرز ما جاء في أجندة القمة الأفريقية انتخاب المفوضية الجديدة للاتحاد لمدة 4 سنوات قادمة على المناصب الرئيسية بالاتحاد وهي رئيس المفوضية، ونائبه، ومناصب 6 مفوضين للاتحاد، عن طريق التصويت الالكتروني، وتخضع الانتخابات لأول مرة إلى القواعد الجديدة التي أقرها رؤساء الدول الأفريقية لإصلاح هياكل الاتحا
ويذكر أن “فيليكس تشيسيكيدي” هو خامس رئيس للكونغو الديمقراطية بعد فوزه في انتخابات 2018 وشهدت الكونغو أول انتقال سلمي للسلطة من الرئيس السابق جوزف كابيلا، وانتخب فيليكس تشيسيكيدي، في فبراير خلال الاجتماع المغلق لرؤساء الدول الأفريقية بأديس أبابا، لرئاسة منظمة الاتحاد الإفريقي للعام 2021 عن منطقة غرب أفريقيا خلفا لدولة جنوب أفريقيا التي انتهت ولايتها بهذه القمة.
وتتطلب رئاسة الاتحاد الأفريقي أيضًا آلية دبلوماسية قوية وجيدة الإدارة، وعيّن تشيسيكيدي، لجنة رفيعة المستوى للتحضير لهذه المهمة ومساعدته خلال رئاسته ولدى الفريق قسم لكل مجال من مجالات الأولوية في ولايته.
ومن المنتظر أن يركز ،تشيسيكيدي، خلال دورته على منطقة التجارة الأفريقية الحرة القارية والتكامل الاقتصادي، وأجندة 2063 التنموية؛ والشراكات الخارجية للاتحاد الأفريقي؛ والصحة (خاصة جائحة كورونا)؛ فضلا عن تحقيق شعار القمة “الفنون والثقافة والتراث: روافع لـبناء أفريقيا التي نريد”.
(2)
النيجيرية أوكونجو إيويالا على وشك قيادة منظمة التجارة العالمية

وزيرة المالية النيجيرية السابقة الدكتورة “نغوزي أوكونجو إيويالا” هي آخر امرأة تقف في السباق لتصبح المدير العام الجديد لمنظمة التجارة العالمية بعد انسحاب وزيرة التجارة لكوريا الجنوبية “يو ميون هي” في 5 فبراير.
تم تجميد السباق على الوظيفة منذ 6 نوفمبر 2020، عندما ظهر أن أوكونجو إيويلا حصلت على دعم من أكثر من 70 ٪ من أعضاء منظمة التجارة العالمية، لكن حكومة الرئيس دونالد ترامب أصرت على أنها ستستخدم حق النقض ضد ترشيحها وتدعم الوزيرة “يو” بدلاً من ذلك.
في تلك المرحلة، علق مسؤولو منظمة التجارة العالمية العملية الانتخابية إلى أجل غير مسمى، وقال دبلوماسيون في جنيف إن القرار يهدف إلى معرفة ما إذا كانت الولايات المتحدة ستغير موقفها إذا خسر ترامب الانتخابات الرئاسية في ذلك الشهر.
في 6 فبراير، غردت أوكونجو إيويالا بأنها تتطلع إلى إضفاء الطابع الرسمي على انضمامها، مما يشير إلى أن الأمور قد تتحرك بسرعة الآن. فمع فوز جو بايدن في الانتخابات الرئاسية الأمريكية ، يبدو من المؤكد أن واشنطن ستعترف بفوز أوكونجو إيويلا في سباق منظمة التجارة العالمية. وذكرت تقارير إخبارية من كوريا الجنوبية في 5 فبراير أن قرار يو بالانسحاب جاء “بالتشاور الوثيق مع الولايات المتحدة”.
وفي ذات السياق، قالت المتحدثة باسم الدكتورة أوكونجو إيويالا، لصحيفة The Africa Report : أن إيويالا ترحب بالتزام كوريا الجنوبية بإعادة بناء التعددية وتعزيزها، فهناك عمل حيوي يجب القيام به معًا، وهي تتطلع إلى اختتام عملية اختيار المدير العام
هل سيتم تأكيدانتخاب أوكونجو إيويالا ؟
لم تؤكد إدارة بايدن بعد أنها ستدعم أوكونجو إيويلا لقيادة منظمة التجارة العالمية لكن المطلعين على واشنطن يقولون إنها مسألة وقت فقط، في خطاب السياسة الخارجية الأول لبايدن في 4 فبراير، بشر بعودة الولايات المتحدة إلى التعددية والتعاون مع حلفائها (معظمهم صوتوا لصالح أوكونجو إيويالا في منظمة التجارة العالمية).
وبالتالي إذا دعم بايدن أوكونجو إيويلا، فسيكون هذا ثالث تغيير في سياسات ترامب بشأن المنظمات متعددة الأطراف: أولاً، أعاد بايدن الولايات المتحدة إلى اتفاق باريس للمناخ، ثم عاد إلى منظمة الصحة العالمية، وها هو على مشارف الاعتراف بأوكونجو إيويالا على رأس منظمة التجارة العالمية.
نظريا على الورق، كان من المقرر أن يجتمع مسؤولو منظمة التجارة العالمية في مارس بشأن الانتخابات، ولكن بعد انسحاب الوزيرة يو، يمكن أن تتولى إيويالا المهمة في وقت أقرب بكثير من ذلك.
ماذا يعني تعيينها لنيجيريا وأفريقيا؟
على الرغم من أن المهمة صعبة، إلا أنها فرصة عظيمة، لا سيما بسبب التزامن مع إطلاق اتفاقية التجارة الحرة القارية الأفريقية (AfCFTA)والتي ستمثل أكبر كتلة تجارية جغرافية في العالم.
وبصفتها زعيمة منظمة التجارة العالمية، يمكن أن تضمن إيويالا عدم استبعاد إفريقيا من المناقشات والسياسات الهامة، وهي أكثر أهمية من أي وقت مضى بسبب الانكماش الاقتصادي الناجم عن جائحة Covid-19، إن وجود اقتصادي أفريقي على رأس سياسة التجارة العالمية هو مكسب استراتيجي كبير للقارة.
(3)
قادة الصومال يفشلون في التوصل إلى اتفاق بشأن الانتخابات

نشرت صحيفة الجارديان تقريرا حول فشل قادة الصومال في كسر الجمود بشأن الانتخابات في البلاد، مع عدم وجود مسار واضح للتصويت قبل أيام فقط من انتهاء تفويض الحكومة.
وذكر التقرير أن الصومال ستفوت الموعد النهائي لإجراء الانتخابات الرئاسية، والذي كان من المقرر له يوم 8 فبراير، بعد انهيار المحادثات السياسية في البلاد، ويمكن أن يؤدي هذا المأزق إلى أزمة سياسية في الدولة التي تواجه بالفعل تمردًا إسلاميًا عنيفًا وغزو الجراد ونقص حاد في الغذاء.
قال الرئيس الصومالي محمد عبد الله فارماجو، الذي يسعى لولاية ثانية، للبرلمان يوم السبت إن إدارته “قدمت تنازلات بشأن كل شيء” لتأمين اتفاق في اللحظة الأخيرة خلال المحادثات مع القادة الإقليميين، واتهم الرئيس اثنتان من القادة من المناطق الخمس شبه المستقلة في الصومال، بالفشل في التوصل إلى حل وسط، وبالتالي إفشال صفقة سابقة لإجراء انتخابات برلمانية ورئاسية غير مباشرة في أواخر عام 2020 وأوائل عام 2021.
وألقى فارماجو باللوم على “التدخل الأجنبي” في تقويض العملية الانتخابية، ولم يذكر اسم كينيا، لكن الصومال كانت قد اتهمت جارتها الأكبر مرارًا بدعم الجماعات المسلحة في جوبالاند، مما أدى إلى توتر العلاقات بين البلدين.
في المقابل، قال زعيم جوبالاند، أحمد مادوبي، إن إدارته تفاوضت بحسن نية لكنها واجهت عقبات ومقاومة على طول الطريق، وقال مكتبه في بيان أن “مسؤولية الإخفاق في إجراء انتخابات في الوقت المناسب وعلى أساس التوافق تقع فقط على عاتق الرئيس فارماجو”.
ووفقًا لتقرير الجارديان، كان الخلاف الرئيسي يدور حول العملية الانتخابية في جيدو، بمنطقة جوبالاند، حيث اتهم مادوبي فارماجو “بمحاولة السيطرة على التصويت من بعيد،” وقال في وقت سابق “طلبنا من الرئيس في السابق الكف عن التدخل في العملية الانتخابية والالتزام بحملته، لكن هذا لم يحدث”.
وحذر داعمو الصومال والشركاء الودوليين، الذين يزودون الحكومة المحاصرة بالأمن والمساعدات المالية اللازمة للبقاء واقفة على قدميها، هذا الأسبوع من أي محاولات لتخريب عملية الاقتراع مؤكدين على أن أي نتائج بديلة، بما في ذلك عملية موازية أو انتخابات جزئية، أو أي تدابير أخرى لا ترقى إلى مستوى العملية الانتخابية المتفق عليها، ستكون بمثابة نكسة لن تحصل على دعم الشركاء، وذلك وفقا لبيان صادر عن الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي والشركاء الدوليين الآخرين يوم الخميس 4 فبراير.
ويذكر أن الصومال كانت قد حددت لنفسها هدف إجراء أول اقتراع فردي منذ عام 1969، وهو السعي الذي أشادت به الأمم المتحدة باعتباره “معلمًا تاريخيًا”. لكن الهجمات المتكررة التي تشنها حركة الشباب المجاهدين، من بين تحديات الحكم الأخرى، جعلت مثل هذه الممارسة غير محتملة، وبدلاً من ذلك، تم التخلي عن نموذج الشخص الواحد والصوت الواحد لنظام معقد غير مباشر تم استخدامه في الماضي، حيث يختار المندوبون الخاصون الذين يختارهم شيوخ العشائر المشرعين الذين يختارون بدورهم الرئيس.
باحثة ببرنامج العلاقات الدولية