سياسة

خلال مداخلة هاتفية مع عمرو أديب .. السيسي: قوة مصر نابعة من شعبها وليست مني

أبرز ما جاء في مداخلة السيسي:

  • مصر تحتاج 4 تريليونات جنيه للقضاء على العشوائيات
  • غياب الدولة لعقود تسبب في وجود ملايين العقارات المخالفة
  • تكاتف المصريين عامل أساسي للتغلب على مشكلة «سد النهضة»
  • التصالح في مخالفات البناء حل لمشكلة غياب الدولة
  • قوة مصر نابعة من شعبها وليست مني
  • سنصل إلى نتيجة في ملف سد النهضة بالتفاوض والصبر
  • الدولة قادرة علي توفير مليون وحدة سكنية كل عام
  • «هناك زيادة 200 ألف سيارة سنويًا»
  • · «50% في مصر عشوائيات.. وماقلتش كلام ماعملتوش»
  • · «الكيلو 4.5 بها أبراج 14 دورًا وعرض الشارع متر»
  • · 35 مليون مواطن لهم الأولية بتطعيم كورونا
  • مصر بها ملايين العقارات المشابهة للعمارة المحترقة بفيصل
  • النمو السكاني، كانت قضية الدولة
  • نعمل مع الأشقاء الليبيين على دعم الاستقرار وحفظ السلام

أكد الرئيس عبد الفتاح السيسي أن أزمة عقار الإسكندرية المائل، وأيضًا عقار فيصل المحترق، كشفت أمام الجميع جزءا من المشكلة التي نعاني منها، فهما واقعة من الواقع اللي إحنا فيه، وأضاف لكن لا يكفي التوصيف لمشكلة بمثل هذا الحجم. مشيرًا إلى إنه عندما تم إطلاق مبادرة التصالح في مخالفات البناء، والبناء على أراضي زراعية، منذ عامين أو ثلاثة، كان الهدف منه إننا نقول للناس إن عندنا مشكلة كبيرة. وأنتم بدون قصد، وبمشاركة الدولة من خلال غياب الدولة لسنوات طويلة، فالإجراءات لم تكن مسيطر عليها. فكلًا كان يعمل وفق مصالحه الخاصة هذا فضلا عن وجود فساد إداري وتنظيمي ببعض الهيئات.

ولفت الرئيس السيسي، خلال اتصال هاتفي ببرنامج الحكاية المذاع على قناة “مصر mbc “، إلى أن جزءا من المشكلة يكمن في حجم الطلب على الوحدات السكنية، فالآن انت تحتاج إلى من 700 ألف إلى مليون وحدة سكنية سنويًا، والقطاع الخاص وهيئة المجتمعات العمرانية قادرين على القيام بذلك لكن يواجهنا تحدي كبير في هذا الصدد، وهو التكلفة، فالقدرة المالية لعدد كبير من المواطنين محدودة جدًا، فمثلا: “الناس في الكيلو 4.5 دي ناس سكنت وعاشت، مين يقدر يوفر لهم مساكن بهذا الثمن وبهذه الطريقة، أنا كنت أمر بهذه المنطقة أمس، قلت لهم أعملوا طرق لهذه الناس لتوسعة الطرق لهؤلاء السكان، كان بين السكان والأرض المجاورة لها سور، قاموا بتكسيره، وأصبح مئات الأطفال يلعبون بهذا الطريق!”. لذا “أؤكد أن هناك مشكلة كبيرة تحتاج مننا جميعًا أن نتكاتف، ليس لإنهائها ولكن لكي لا تستفحل” وهذه المشكلة ستنتهي على مدى زمني طويل.

“الكيلو 4.5 بها أبراج 14 دورًا وعرض الشارع مترين»

 وأوضح الرئيس السيسي خلال مداخلته، أن بعض المساكن بمنطقة 4.5 تصل أطوالها إلى ارتفاع 12-14 دور، في شارع اتساعه لا يتعدى مترين، وهو ما لا يتسع لدخول عربة إسعاف أو مطافي، فالمساكن غير مخططة على الاطلاق.

وعن تنمية القرى الأكثر فقرًا، أوضح الرئيس السيسي إنه تم رصد 500 مليار جنيه لتطوير هذه القرى.

ولفت إلى أن هذه القرى تفتقر إلى كثير من الخدمات وتعاني كثير منها من العشوائية بل وأصبح لها توابع أيضا، لأن حجم المطلوب من الدولة كبير ولم تكن هناك القدرة على توفيره، الأن لحل هذه الأزمة خلال ثلاث سنوات لم يعد المبلغ لمطلوب هو المشكلة فهناك مشكلة أكبر وهي تخطيط ووضع إطار هندسي وتنظيمي لهذا الحجم الهائل من القرى في وقت واحد مع اختلاف كل قرية عن الأخرى.

متابعًا “إحنا كدولة قولنا ليه هنعمل 24 مدينة” باستفيد من الفرصة بتاعة عقار الإسكندرية واستدعيها عشان أقول للناس إحنا دارسين حاجتنا ومجهزين نفسنا ومستعدين ومصرين، على مواجهة ما لدينا لحل هذه المسائل. … أنا لو عندي 100-200 ألف مخالفة مقدرش أمشيهم من بيوتهم، لأنهم يحتاجوا إلى مليون شقة بديلة لكي أقوم بهدم هذه الشقق، في حين أن الشقة الواحدة تتكلف 400-500 ألف، أي أن التكلفة الاجمالية لبناء مساكن جديدة بالإسكندرية فقط 400 مليار جنيه. وأيضًا منطقة الكيلو 4.5 والتي تعد بمثابة منطقة واحدة ضمن الكثير من العشوائيات، تحتاج إلى حوالي 20-40 مليار جنيه أخرى. لذا لكي أحل أزمة العشوائيات في مصر أحتاج إلى حوالي 3-4 تريليون جنيه.

فالدولة نمت بشكل الكبير، والناس عاوزة تعيش ويكون لها بيوت، والبلد مكانتش قادرة تعمل دا- بالإشارة إلى توفير مساكن تستوعب النمو السكاني- وبفضل الله سبحانه وتعالى سوف نقوم بتوفير مساكن للأجيال القادمة. فنحن قادرين على إنشاء مليون شقة في السنة ماليًا وتنظيميًا، وإداريًا وكل حاجة. وأيضًا على حسب قدراتهم. لأن موضوع الايجار تجاوزناه كفكر وكثقافة، فالناس لم تعد تتقبل العيش في مساكن مؤجرة.

ولقد أشرت إلى هذه المشكلة منذ سبع سنوات، أثناء الحملة الانتخابية، فقد نوهت إلى أن 30-40% من المساكن المصرية عشوائيات، ولكي أعالج هذه المشكلة أقوم بعلاجها على مراحل وفقًا للأولويات. متابعًا “النهاردة إحنا داخلين على الريف، ونتمنى من الله أن يوفقنا في تطوير الـ 4500 قرية بتوابعهم، وأوكد أن المشكلة لم تعد مشكلة توفير تمويل، فنحن قادرين على توفير التمويل اللازم، وتم تدبير الـ 500 مليار اللازمين، خلال الثلاث سنوات القادمة، بس هل إحنا هننجح؟”

مضيفًا “فنحن نتحرك الأن في تقليل حجم النمو العشوائي، بأننا نوفر حجم الطلب المطلوب دلوقت، لكن هل الناس منتبهة لكلمتي لكم عن النمو السكاني أم لا، مش احنا مطلوب مننا مع بعض أن نواجه مشاكل مصر مع بعض، ولا أنا هواجه لوحدي، أو الحكومة وحدها، أو أنتم وحدكم؟!” … ” لا أنتم وحدكم ولا أنا لوحدي، أحنا مع بعض نستطيع، خلي بالك اللي بيجيب 4، و5، و3 أولاد يمكن كان نتاجه ما نراه الأن من عشوائيات بهذا الحجم، ومن مشاكل كتير بكثير من القطاعات كالتعليم والصحة، والزراعة والصناعة”.

“النمو السكاني”

وبالحديث عن البدائل التنظيمية والقانونية التي درستها الدولة في سبيل الحد من مشكلة النمو السكاني المتزايد، خاصة بعدما أثبتت حملات التوعية فشلها في إقناع المواطنين بتنظيم الأسرة. أكد الرئيس السيسي إنه من الصعب اتخاذ أي إجراء عنيف خلال المرحلة الحالية، في هذا الصدد، حتى وإن كان بعض الحلول نظريًا صحيحة ومجدية، إلا أن هناك حسابات أخرى يجب أخذها في الاعتبار كحجم الاستهداف والترصد بالداخل المصري، كذلك الاستقرار المجتمعي، ففي بعض الأحيان برغم جدوى بعض الحلول إلا أن يعطلها التوقيت غير المناسب، أو أن استقبال الناس لن يكون مناسب، فنحن نتعامل مع رأي عام.

وأكد الرئيس السيسي خلال مداخلته الهاتفية على أن قضية النمو السكاني، كانت قضية الدولة منذ فترة حكم الرئيس عبد الناصر، والرئيس السادات، والرئيس مبارك، ومازالت قضيتنا. لكن السؤال هنا … هل المجتمع منتبه لمدى تأثير هذه القضية عليه؟، وهل يتم توصيف هذه المشكلة من قبل الاعلام والمفكرين بشكل صحيح؟

وعن تنظيم الاسرة، أكد السيسي أنه موضوع ذو أهمية لدى الدولة، لكن في نفس الوقت لن يتم اتخاذ أي إجراء قانوني عنيف في هذه المرحلة، لأن حالة الثورة 2011 لم تنتهي بعد، فالناس عاوزة كل حاجة، وما نقوم به من إصلاحات فوق طاقة الناس وفوق طاقة الدولة المصرية، ويجب أن يتوقف الجميع عند كيفية إجراء هذا الكم من الإصلاحات، وكيفية تمويلها.

وأوضح الرئيس السيسي أن كافة المشروعات والإصلاحات التي تتم الان يتم تمويلها بأموال مصرية، قائلًا: “مش هنحرج الناس أكتر من كدة، ومش هنرمي همومنا على الاخرين” فنحن قادرين بفضل الله سبحانه وتعالى ونستطيع عمل الكثير، لكن نريد أن تتفهم الناس أسباب ما نحن فيه، وإحنا ليه وصلنا لكدة. العدد لما زاد الدولة مكانتش قادرة على ان تواجه هذا النمو بمطالبه، في السكن والتعليم والصحة والعمل والغذاء.

وتابع “الأولاد في 25 يناير هتفوا بأنهم عاوزين عيش … طيب عيش إزاي، ومن مين؟ مني أنا بس ولا إحنا ” لكن عموما نحن نعمل على ذلك، وسوف ترى تغير قريبًا، فقد كلفت الهيئة الهندسية بإنشاء 500 ألف وحدة سكنية داخل مراكز المحافظات على الأراضي التابعة للدولة، أو ما يمكن تحويله بقرار. في جميع المحافظات وبخاصة المحافظات التي ليس لها ظهير صحراوي.

“لقاح كورونا”

وفي سياق أخر تطرق الحديث إلى لقاح فيروس كورونا المستجد، أوضح الرئيس السيسي إنه يتم دراسة كافة الموضوعات دراسة علمية دقيقة قبل المضي فيها، لذا تم دراسة الشرائح المستهدفة من عملية التلقيح، وهل سيتم تطعيم الاطقم الطبية فقط، أم سيتم تلقيح أصحاب الامراض المزمنة فقط، أم سيتم تلقيح كبار السن (60 سنة فيما فوق) أيضًا، ويبلغ حجم كل هذه الشرائح حوالي 35 مليون مواطن، لذا سنحتاج 70 مليون جرعة لتلقيحهم،

لفت إلى ان تكلفتهم متاحة، لكن نحاول أن نقوم بهذا الاجراء داخل إطار تنظيمي محوكم. مشيرًا إلى أن بعض الدول الكبرى قامت بتحريك الحرس والوطني والجيش للسيطرة على هذا الأمر، لكن أود أن اطمئن كافة الفئات المستهدفة أن كل الدول تقوم بتلقيح المواطنين في ظل الموافقة الطارئة، فظروف الجائحة التي تسيطر على الدول، حكمت بأن يتم الموافقة على اللقاحات المتاحة دون أخذ السلسلة الزمنية المعتادة لهذا الأمر، والقفز على الخطوات العملية والعلمية المطلوبة. وأود أن أشير إلى إنه يتم توفير كافة اللقاحات اللازمة الأن، ويتم الأن تلقيح الاطقم الطبية ويصل حجم التجاوب بينهم إلى 40-50% من الأطقم المستهدفة.

                 “مصر والعالم”

أما عن العلاقات المصرية الخارجية، شدد الرئيس السيسي على أن العلاقات المصرية الخارجية مرتبطة بشكل تام بالأوضاع الداخلية، موجهًا حديثه للمواطنين: “قوتي وقوة مصر مش نابعة مني أنا، ولا من إدارتي السياسية، ولا من مؤسسات الدولة كالخارجية وغيره، لأ فهي نابعة منكم أنتم … أنتم من تمثلوا قوة مصر يا شعب مصر، والذي يستهدف لا يستهدفني أنا بل يستهدف الشعب … وهذه قضية لازم تكونوا واخدين بالكم منها”.

فما يتم هو اجتزاء الحقائق، فيتم الإشارة إلى المشاكل دون عرض توصيف حقيقي للمشكلة وأسبابها، لمعالجة هذه المشاكل، مما يثير الشعب ضد حاله دون حل للمشكلة، إذا قوة مصر ليست نابعة من مؤسساتها فقط بل من مؤسساتها وشعبها. وفي المطلق، كل ما كان شعبها صلب وثابت اطمن على مصر.

“ليبيا”

وعن ملف ليبيا، أكد الرئيس السيسي أن الأمور فيه تتحسن، وإجراءنا اللي احنا عملناه (في إشارة إلى إعلان الخط الأحمر عند محور سرت – الجفرة) ساهم في هذا الأمر، ويجب الحفاظ على هذا الخط لكي تبدأ مرحلة حقيقية للسلام في ليبيا، نحن حريصين في كل تحركاتنا أن تهدف إلى بناء سلام وعمران والحفاظ على الاستقرار. فالمنطقة تعرضت خلال العشرين سنة الماضية إلى هزة واضطراب كبير أوي.

صحيح أن الحكومة والمجلس القادمين سيكونا مؤقتين، حتى عمل انتخابات إلا إنها خطوة في الاتجاه نحو الاستقرار، ونحن داعمين لهم، وهناك مزيد من التواصل سيتم خلال الفترة القادمة، وبعد تشكيل حكومتهم وإقرارها من البرلمان سنكون مستعدين للتعاون معهم لاستعادة ليبيا للشكل المناسب الانتخابات الليبية.

أما عن باقي المنطقة، فنحن على تواصل مستمر مع اشقاءنا في الخليج والمنطقة لحل كافة الازمات التي تشهدها الساحة، ومستعدين أن نعمل دور إيجابي كالعادة.

                     “سد النهضة”

وأضاف السيسي يتبقى سد النهضة هو القضية التي تهم وتقلق كافة المصريين، وهو قلق مستحق، ونحن نتحرك في إطار التفاوض، والتفاوض هو عملية لا تقل أهمية وصعوبة من القتال، فنحن نقاتل بالتفاوض للحصول على حقوق مصر، وتابع “مش هقول الأمور ماشية أو مش ماشية .. لكن دا الاطار اللي إحنا متحركين فيه”.

وأوضح الرئيس السيسي إنه يتم السير في إطار أخر بخلاف التفاوض كالعمل على تقليل حجم المياه التي لا تستخدم داخل مصر، من خلال مشروعات كتبطين الترع، ففي بحر البقر نقوم بإنشاء محطة معالجة بتكلفة حوالي 20 مليار جنيه سيتم افتتاحها في يونيو القادم، لمعالجة صرف زراعي وصناعي وصحي يلقى ببحيرة المنزلة، كما يتم عمل خطوط مياه تصل إلى أكتر من 120 كم بين ترعة مكشوفة وبين خطوط مياه، لري ما يقرب من 400 ألف فدان في سيناء، في نفس الوقت نقوم بعمل محطة معالجة على منطقة الحمام هتطلع حوالي 6 مليون متر مياه، كانت تلقى ليتم استخدامها في زراعة ما يقرب من 0.5 مليون فدان.

لذا الرسالة التي أحب أن أوصلها للمصريين أننا نعمل على عدة محاور، وليس محور واحد وهو التفاوض، محور تخفيض حجم الفاقد من المياه في مصر للاستفادة به، وإعادة تدويره مرة أخرى.

بصفة عامة طول ما إيدينا في إيدين بعض وثابتين كل المشاكل يمكن تخطيها، وأوكد إننا سنصل إلى نتيجة في النهاية بالتفاوض والصبر وطول البال وثباتنا كمصريين.

وفي الرد على ما يثار حول كثرة إنشاء كباري وطرق جديدة، سأل الرئيس المواطنين “هل أنتم شايفين إن اللي بنعمله دا كان مطلوب ولا هو زيادة” وأضاف يمكن اعتبار أن هذا الكم كبير مقارنة بما كان موجود زمان لكن هذه مقارنة ظالمة جدًا. فببساطة إحنا عندنا كام عربية بتتحرك كل يوم في مصر، ويزيد هذا العدد سنويًا بمقدار 200 ألف سيارة، أغلبهم في القاهرة والإسكندرية والجيزة، مشددًا على أن هناك الكثير يتم عمله بكافة القطاعات وليس قطاع الطرق والكباري فقط. لكن الملحوظ هو قطاع الطرق لاستخدامه من قبل كافة لمواطنين بشكل يومي. فنحن نقوم بذلك لتقليل الوقت الضائع وتقليل الضغط على المواطنين، وتقليل الوقود المستهلك وتخفيض حجم التلوث. مؤكدًا إنه يتم إجراء هذا التطوير وتمويله بفضل الله أولا وأخيرًا.

+ posts

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى