الأمريكتان

هل الديمقراطية الأمريكية على مفترق طرق؟

واحدة من الأحداث الدرامية الأخيرة للرئاسة الأمريكية المضطربة، وقعت عندما خرج الرئيس دونالد ترامب في كلمة له يوم تصديق الكونجرس على نتائج الانتخابات، مدعيًا تزويرها لصالح منافسه، داعيًا أنصاره للاحتشاد أمام الكونجرس لمنع التصديق النهائي على فوز الديمقراطي “جو بايدن”. لتخرج مجموعة من”الغوغاء” -كما وصفتهم وسائل الإعلام الأمريكية- حاملين السلاح، مهاجمين مبنى الكابيتول. لتظهر الولايات المتحدة أمام العالم عاجزة عن صد الهجوم، ويكشف “تمرد” الكابيتول عن مدى هشاشة المشهد السياسي الأمريكي، بعد أن تحولت واشنطن إلى ثكنة عسكرية ينتشر فيها جنود يزيد عددهم على المنتشرين في العراق وأفغانستان، وأصبح ترامب أول رئيس في التاريخ الأمريكي يتم عزله مرتين في فترة ولاية واحدة.

سلط مشهد الهجوم على الكابيتول، وما أعقبه من قرار مجلس النواب الأمريكي بعزل ترامب للمرة الثانية، الضوء على مدى تغير المشهد السياسي قبل أيام قليلة من رحيل ترامب، وسط تحذيرات من احتمال حدوث احتجاجات مسلحة في جميع أنحاء البلاد في الأيام التي ستسبق أداء بايدن اليمين كرئيس، خاصة أن الاحتجاجات التي خرجت في 6 يناير لم تكن عفوية بل انبثقت عن سلسلة من المسيرات التي ضمت المتعصبين البيض، ومنظري المؤامرة، والمليشيات، وأنصار ترامب الذين يعتقدون أن الانتخابات مسروقة. 

وبالتالي فرض علينا المشهد السياسي الأمريكي، وما تبعه من أحداث متسارعة عددًا من التساؤلًات الملحة: هل ستشهد الولايات المتحدة خلال الساعات المقبلة انتقالًا سياسيًا سلسًا علمًا بأن دونالد ترامب سيتغيب عن مراسم احتفالات تنصيب بايدن؟ وهل سيشهد 20 يناير حفل تنصيب مضاد؟ وهل سينجح مجلس الشيوخ في عزل ترامب؟ وكيف يمكن أن تؤثر انتخابات 2020 على مستقبل الحزب الجمهوري؟

الولايات المتحدة على شفا عهد جديد من الاضطراب الأمني

ستشهد الولايات المتحدة حفل تنصيب في 20 يناير في ظروف لم تشهد لها مثيلا في تاريخ الديمقراطية الأمريكية، بعد أن حذرت وكالات الاستخبارات الأمريكية في تقرير لها من أن الهجوم على مبنى الكابيتول مهد الطريق لمزيد من العنف في المستقبل. وأصدر المركز الوطني لمكافحة الإرهاب ووزارة العدل والأمن الداخلي بيانًا مشتركًا أشاروا فيه إلى أن المتطرفين العنيفين، الذين شجعتهم أعمال الشغب التي وقعت في6 يناير، قد يستغلون تداعيات هجوم الكابيتول والتخطيط لاحتجاجات مسلحة أمام مبانٍ حكومية في كافة الولايات الأمريكية الـ50 لزعزعة الاستقرار وخلق صراع جذري في الولايات المتحدة. 

تشير التقارير الاستخباراتية أن حركة بوجالو Boogaloo وهي حركة نشأت على الإنترنت تخطط لقتل أفراد من أجهزة إنفاذ القانون وإشعال حرب أهلية ثانية، وطالب أكثر من 6000 شخص من داعمي الحركة بقتل ضباط الشرطة وترقية آشلي بابيت إلى منزلة الشهيد، وهي أحد المحاربين القدامى وخدمت 14 سنة في القوات الجوية الأمريكية، وقتلتها شرطة الكابيتول أثناء أعمال الشغب. وشجعت الحركة مؤيديها حضور حفل التنصيب بالأسلحة، وتوعدوا بـ”انتفاضة ضخمة” حال عزل ترامب. وتشير التقديرات إلى أن الدعوة إلى أعمال العنف ستستمر حتى 20 يناير على الأقل.

ودعا المتطرفون اليمينيون أتباعهم إلى نهب وحرق المباني والانخراط في العنف الجسدي ضد من يرون أنهم ساعدوا بايدن في الاستيلاء على الرئاسة بشكل غير شرعي. ودعت حركة The Proud Boys أو “الأولاد الفخورون” وهي حركة يمينية ظهرت في مدينة نيويورك في عام 2016، بالظهور على أنهم مؤيدين لبايدن، ثم إثارة الفوضى والعنف خلال حفل التنصيب.  وكانت حركة QAnon أيضًا، من بين الحشود التي اقتحمت مبنى الكابيتول في 6 يناير، ويتابع الحركة أكثر من 165 ألف مشترك على قناة تليجرام.

وتؤمن الحركة بنظرية المؤامرة وأن شيئًا كبيرًا سيحدث في يوم التنصيب من شأنه أن يقلب الانتخابات ويسمح لدونالد ترامب بالبقاء في السلطة وقهر أعدائه في “الدولة العميقة”. وعلى الرغم من أن الجماعات المتطرفة منظمة بشكل فضفاض، إلا أنهم متحدون بقوة في اعتقادهم أن الانتخابات مسروقة، وهي فكرة ستستمر لفترة طويلة بعد مغادرة ترامب البيت الأبيض.

ولمواجهة أعمال العنف والاحتجاجات المحتملة، تم نشر ما يقرب من 25 ألف جندي من قوات الحرس الوطني لحماية مبنى الكابيتول، وصدرت تعليمات لقوات الحرس بالاستعداد لاحتمال أن يستخدم الإرهابيون عبوات ناسفة -مثل تلك التي تم العثور عليها بالقرب من مقر اللجان الوطنية للحزب الديمقراطي والجمهوري في 6 يناير-  لتعطيل حفل التنصيب، خاصة أنه لم يتم حتى الآن إلقاء القبض على أي شخص على صلة بزرع تلك القنابل. 

ويشير تقدير الاستخبارات الأمريكية إلى أن نجاح مثيري الشغب في اقتحام مبنى الكابيتول ربما يكون قد زاد من الاستعداد والقدرة والدافع لمهاجمة وتقويض الحكومة التي يرون أنها غير شرعية، والرواية الزائفة بين مؤيدي ترامب بأن الانتخابات مسروقة قد تقود بعض الأفراد للقيام بأعمال عنف والاحتجاج كحل شرعي لمظالمهم السياسية. ولكن هناك “درجة كبيرة من عدم اليقين” حول توقيت وموقع الهجمات المحتملة، حتى مع زيادة حجم الأحاديث المتطرفة عبر الإنترنت بشكل كبير.

وواصلت واشنطن تعزيز إجراءاتها الأمنية بإغلاق منافذ دخول المعالم الشهيرة، وإقامة نقاط تفتيش على مداخل وسط المدينة استعدادا لمراسم تنصيب. وأعلنت هيئة المتنزهات الوطنية إغلاق منطقة “ناشيونال مول” والمعالم الأمريكية الشهيرة في واشنطن حتى 21 يناير على الأقل. وتم نصب سياج معدني ارتفاعه مترين حول مبنى الكابيتول. وفي تطور آخر، قال فيسبوك أنه سيحظر مؤقتًا الإعلانات التي تروج لملحقات الأسلحة ومعدات الحماية في الولايات المتحدة حتى 22 يناير على الأقل.

في المقابل، حثت منشورات على موقع The Donald -وهو موقع مليء بالمحتوى المتطرف والعنيف ونظريات المؤامرة المؤيدة لترامب- المواطنين على عدم الخروج في تجمعات، حتى لا يتم القضاء عليهم. وأصدر الرئيس ترامب بيانًا دعا فيه إلى الهدوء. وقال في 13 يناير بعد ساعات من مساءلته للمرة الثانية: “يجب ألا يكون هناك عنف، ولا خرق للقانون، ولا تخريب من أي نوع”. وأكد ترامب أنه لن يحضر مراسم حفل التصب، وكتب على تويتر في 8 يناير: “إلى كل من طلبوا ذلك، لن أذهب إلى حفل التنصيب في 20 يناير”.

لكن اتخذ بعض مؤيديه بالفعل خطوة مختلفة، حيث خططوا لـ “تنصيب ثانٍ” افتراضي لترامب في نفس اليوم والوقت الذي يتولى فيه بايدن منصبه. وقال أكثر من 68 ألف شخص على فيسبوك إنهم سيحضرون الحدث عبر الإنترنت لإظهار دعمهم لترامب. ويخطط ترامب لإقامة “حفل وداع” عسكري غير مسبوق في قاعدة أندروز المشتركة صباح يوم التنصيب.

ترامب أمام المجهول في مجلس الشيوخ

دخل مجلس النواب التاريخ من خلال عزل رئيس للمرة الثانية، وتوجيه الاتهام لترامب قبل أسبوع من مغادرة منصبه بالتحريض على التمرد وأعمال شغب بادعاءات كاذبة عن انتخابات مسروقة أدت إلى اقتحام مبنى الكابيتول مما أسفر عن خمس وفيات. أما عن مجلس الشيوخ، فإنه للمرة الثانية خلال 13 شهرًا وللمرة الرابعة في التاريخ الأمريكي، سيشرع في محاكمة عزل أخرى لترامب.

وعلى الرغم من أنه قد فات الأوان لعزل ترامب قبل انتهاء ولايته، إلا إن الحزب الديمقراطي مضى قدمًا في إجراءات العزل، لهدف سياسي بحت وتوجيه ضربة قاسية لمحاولات ترامب الانتخابية القادمة، وإجهاض فرصة ترشحه في الانتخابات الرئاسية القادمة 2024. وهو ما يفسر حماس رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي، الخصم اللدود لترامب، والإصرار على مساءلته، وحرمانه من المزايا التي تُمنح للرؤساء السابقين بموجب قانون الرؤساء السابقين لعام 1958 والتي تشمل معاشًا وتأمينًا صحيًا وفريق حراسة من أموال دافعي الضرائب.

وتشير التجارب التاريخية إلى أنه لم يسبق الوصول لهذه المرحلة في التاريخ الأمريكي ولا يوجد مؤشر على قدرة الديمقراطيين على حشد موافقة الثلثين داخل مجلس الشيوخ حيث يسيطرون على نصف عدد المقاعد فقط. وبمجرد انتهاء ولاية ترامب في 20 يناير، يفقد الكونجرس سلطته الدستورية لمواصلة إجراءات العزل ضده حتى لو صوت مجلس الشيوخ في النهاية للإدانة، فسيكون لدى ترامب القدرة للدفاع عن نفسه، مدعيًا أن محاكمته كانت غير دستورية بعد أن أصبح رئيسًا سابقًا. 

ويتساءل بعض المشرعين وعلماء الدستور عما إذا كانت محاكمة رئيس سابق أمرًا دستوريًا. فمجلس الشيوخ ليس لديه السلطة لإجراء محاكمة بمجرد مغادرة ترامب لمنصبه. وصمم المؤسسون عملية المساءلة كوسيلة لعزل شاغلي المناصب العامة، وليس تحقيقًا ضد المواطنين العاديين.

لكن يرى البعض أن الكونجرس لديه السلطة الكاملة لمتابعة إجراءات المساءلة. حيث يشغل الرئيس السابق نوعًا خاصًا من المناصب، ولديه امتيازات خاصة بالرؤساء السابقين، وبالتالي فإنه لا يزال يخضع لإدانة من قبل مجلس الشيوخ، والتصويت ضده في المجلس قد يجرده من أي سلطات ومزايا. وهناك عدد قليل من الأمثلة التاريخية لمسؤولين تم عزلهم بعد مغادرة مناصبهم، بما في ذلك قاض وعضو سابق في مجلس الشيوخ وسكرتير، لكن لم يواجه أي رئيس سابق محاكمة.

وقد يكون بايدن حريصًا على عدم الدخول في هذا السجال الذي لن يجدي نفعًا، إذ تنتظره مهام جِسام فور توليه منصبه، من تصدٍ لفيروس كورونا الذي يحصد الأرواح في أمريكا يوميًا، واهتمامٍ باقتصاد أخذت مؤشراته في التراجع مجددًا. وحذر الجمهوريون من أن المضي قدمًا في إجراءات عزل ترامب كفيل بتعميق حالة الانقسام بين الأمريكيين في وقت تحتاج فيه الأمة إلى الالتئام. ومن شأن ذلك أن يصعب مهمة بايدن في توحيد الأمة كما وعد. وتعد المئة يوم الأولى لأي رئيس جديد هي فترة محورية، يكون فيها نفوذه السياسي في أعلى مستوياته. لكنْ في ظل هذا الصراع الاستثنائي، قد تتعرض قوى بايدن للاستنزاف.

وتشير استطلاعات الرأي إلى أن ثلثي الأمريكيين تقريبًا يلقون باللوم على الرئيس دونالد ترامب في هجوم 6 يناير على مبنى الكابيتول، لكن البلاد منقسمة بالتساوي حول ما إذا كان ينبغي عزله من منصبه قبل انتهاء ولايته في 20 يناير. ويعتقد 96٪ من الديمقراطيين و 62٪ من المستقلين أن ترامب يستحق قدرًا كبيرًا من العقاب. وهو ما أيده 30% فقط من الجمهوريين، في حين رفض 69% من الجمهوريين أن ترامب يستحق العقاب أو العزل.

ووفقًا لاستطلاع رأي YouGov، فقد أيد 45٪ من الجمهوريين اقتحام مبنى الكابيتول، و 69٪ منهم لا يرون أن ترامب هو الجاني. ووفقًا لاستطلاع رأي نشرته (سي بي إس نيوز)، يعارض 85٪ من الناخبين الجمهوريين عزل دونالد ترامب ويعتقدون أن الرئيس المنتهية ولايته لم يفعل شيئا يستحق المساءلة.

مستقبل الحزب الجمهوري بعد رحيل ترامب

كشفت أحداث الكابيتول، التي بدأت بحشد عنيف وانتهت بعزل ترامب للمرة الثانية، عن انقسامات عميقة في الحزب الجمهوري. تجلى الانقسام عندما انضم 10 أعضاء جمهوريين في مجلس النواب، بمن فيهم الزعيمة الجمهورية ليز تشيني، ثالث أبرز الجمهوريين في المجلس، إلى الأغلبية الديمقراطية لعزل ترامب بتهمة “التحريض على التمرد”. والآن مع استعداد ترامب لترك منصبه في 20 يناير بعد أربع سنوات من صراعه للسيطرة على الحزب، يقف الحزب الجمهوري في مفترق طرق بشأن قيادته وتوجهاته في المستقبل، في ظل استمرار ولاء عشرات الملايين من أنصار ترامب لسياساته. 

انقسام الحزب الجمهوري لم يقتصر فقط على النخبة، بل امتد إلى أبعد من ذلك، حيث صوت 74 مليون أمريكي لصالح ترامب في الانتخابات الرئاسية في نوفمبر، وهو أكبر عدد أصوات حصل عليه رئيس خاسر في تاريخ الولايات المتحدة. وعلى الرغم من عدم وجود أدلة على تزوير الانتخابات، يعتقد كل من صوت لترامب تقريبًا، أن الانتخابات “سُرقت” وأن الحزب الجمهوري فشل في الدفاع بقوة كافية عن ترامب.

وبينما يواصل العديد من الجمهوريين الاحتشاد خلف ترامب ورؤيته الزعيم الحقيقي للحزب في المستقبل، فإن آخرين على استعداد لقلب الصفحة ويعتقدون أن استمرار شهرة ترامب كوجه للحزب سيكون كارثيًا. وبغض النظر عن دور ترامب المستقبلي في الحزب، فقد جعل من الصعب جدًا على الجمهوريين الترشح في ولايات ومقاطعات أكثر اعتدالًا. 

وسيشكل الانقسام في الحزب تحديات خاصة بالنسبة لانتخابات التجديد النصفي في عام 2022 إذ سيتعين على الحزب معرفة كيفية المضي قدمًا مع انتهاء رئاسة ترامب سواء احتضان الرئيس ترامب ومواقفه ومواقف مؤيديه أو العودة إلى بعض المبادئ الجمهورية التي كانت جوهرية للحزب في الماضي. 

انعكست سياسة ترامب سلبًا على صورة الحزب الجمهوري، وسيكون تغيير الصورة والتخلص من إرث ترامب مهمة الحزب الأساسية خلال الفترة القادمة. وإذا كان الحزب الجمهوري قد بدا قبل أربع سنوات قويًا للغاية، فهو اليوم في حالة من الانهيار بعد خسارة مجلس النواب ومجلس الشيوخ والبيت الأبيض. ونادرًا ما يخسر الحزب كل شيء في ظل وجود رئيس له في السلطة. علاوة على ذلك، أصبح ترامب أول رئيس للولايات المتحدة يقتحم مؤيدوه مبنى الكونجرس خلال فترة رئاسته.

الحصار المروع لمبنى الكابيتول الأمريكي من قبل المتمردين الموالين لترامب، سوف يتطلب بحثًا عميقًا بين الجمهوريين حول اتجاه حزبهم. سيسعى الجمهوريون بالتأكيد إلى الابتعاد عن أعمال الشغب، لكن من المرجح أن يظل المذهب الوطني لهم، وسيظل الاستقطاب الشديد، والقومية البيضاء، والسياسات المناهضة للديمقراطية التي تميل إلى التماهي مع الرئيس ترامب سمة مميزة لقيادات الحزب الجمهوري في المستقبل. هذه السمات ستظل لفترة أطول من رئاسة ترامب لأنها سبقت ذلك، لقد غذى الجمهوريون الظروف التي مكّنت من صعود ترامب منذ الثمانينيات.

ليس هناك شك في أن رسالة ترامب المناهضة للعولمة، والمناهضة للهجرة، بالإضافة إلى شهرته كرجل أعمال، كان لها صدى عميق لدى ناخبي الطبقة العاملة البيض الذين رأوا في العقود الأخيرة اختفاء وظائف التصنيع في الولايات الصناعية القديمة مثل ولاية ميشيجان. وإذا صوت مجلس الشيوخ لإدانة ترامب ومنعه لاحقًا من منصبه، فستكون هذه ضربة كبيرة ، ليس فقط لثروات دونالد ترامب السياسية، ولكن أيضًا لمستقبله الشخصي، وقدرته على الاستمرار في التأثير على الحزب. 

وعلى الرغم من حالة الانقسام التي تمر بها الولايات المتحدة، وقفت الغالبية العظمى من الجمهوريين إلى جانب ترامب، بما في ذلك زعيم الأقلية كيفن مكارثي (جمهوري من كاليفورنيا). وقال في مجلس النواب إنه بينما يتحمل ترامب المسؤولية عن الهجوم على مبنى الكابيتول، فإن المساءلة المفاجئة لن تؤدي إلا إلى “زيادة نيران الانقسام الحزبي”.

وحول مستقبل الديمقراطية الأمريكية، في ظل اللحظة غير المسبوقة في تاريخ الأمة والتي تخللتها توقعات متشائمة حول تأثير الانقسامات السياسية على مستقبل البلاد. قال 81% من الأمريكيين إن القضايا التي تقسم الولايات المتحدة تشكل تهديدًا خطيرًا للديمقراطية. وقال 28% من الجمهوريين و24% من المستقلين و11% من الديمقراطيين، إن الديمقراطية الأمريكية لن تنجو من هذا الخلاف. 
في النهاية، إن أي تكهنات حول ما إذا كانت الترامبية قد تم التخلص منها تبدو خاطئة في هذه اللحظة، ومن السابق لأوانه النظر إلى المجهول. من المتوقع أن يواجه ترامب العديد من التحديات المدنية والقانونية بمجرد تركه منصبه. ومن السابق لأوانه التساؤل عما يحدث لترامب لأنه فات الأوان لمنع عواقب صعوده، فقد ازدهرت الترامبية، وانقسم الأمريكيون، وفتح دونالد ترامب والترامبية صندوق باندورا للكراهية التي أصبحت التيار السائد في البلاد.وبالتالي سيكون لزامًا على جو بايدن عدم الوقوع في فخ محاولة الوصول إلى مؤيدي ترامب، وأن يهتم بكل المجتمع الأمريكي وقضاياه الملحة، حتى لا يتعمق الانقسام.

+ posts

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى