القضية الفلسطينية

عكاشة: اجتماع الرباعية بالقاهرة أعاد القضية الفلسطينية للأجندة الدولية (فيديو)

قال الدكتور خالد عكاشة، مدير المركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية، إن الاجتماع الوزاري الرباعي الذي انعقد في مصر، أمس الاثنين، بخصوص القضية الفلسطينية على درجة عالية من الأهمية ويدعونا للتفاؤل، لافتًا إلى أنه يستمد أهميته من تعبير وزراء خارجية مصر والأردن وفرنسا وألمانيا عن مواقف دولهم من حل القضية الفلسطينية على خلفية القرارات الدولية السابقة ووفقًا للحل العادل للدولتين.

وأضاف عكاشة، في مداخلة هاتفية مع الإعلامية عزة مصطفى ببرنامج “صالة التحرير” الذي يذاع عبر قناة “صدى البلد”، أن الاجتماع أعاد القضية الفلسطينية للواجهة والأجندة الدولية وهو ما أكد عليه الوزير سامح شكري في كلمته.

وتابع عكاشة: “يوجد توافق كبير مع الرؤية المصري ومن الواضح أن خطة السلام الأمريكية اصابها التخبط، ولا يوجد منطق في تنفيذها على الأرض، فحتى اليوم تمضي إسرائيل في عمليات الاستيطان، وهو ما يؤكد أهمية مخرجات اجتماع اليوم وما يليه من اجتماعات، حيث اتفق المجتمعون اتفاق كامل وشامل على أن استمرار عمليات الاستيطان على لأراضي الفلسطينية وعلى مناطق في القدس الشرقية من شانه أن يُعطل أي فرصة للسلام، مشددًا على “أن عملية الاستيطان تضرب أفق السلام في الصميم”.

ولفت عكاشة أن الاجتماع يدل على أن الأطراف الأوروبية تعود مرة أخرى للعب دور في القضية الفلسطينية بعد سنوات من التشويش.

وأكد عكاشة أن الشعب الفلسطيني يؤمن بأن مصر تقف موقفا مبدئيا في القضية الفلسطينية وتعتبرها قضية العرب المركزية وقضية المنطقة وترى أن واجبها ودورها يجعلها حاملة أمينة لكل الطموحات والرغبات المشروعة للشعب الفلسطيني في الحصول على وطن مستقل، وهو ما ظهر في الرسالة التي وجهها وزير الخارجية الفلسطيني ومجموعات كبيرة من المغتربين الفلسطينيين إلى وزير الخارجية سامح شكري قبل اجتماع القاهرة.

ولفت عكاشة إلى وجود تحركات إيجابية في الداخل الفلسطيني خلال الأسابيع القليلة الماضية، وهناك قدر من التوافق بين الأطراف الفلسطينية، متمنيًا أن يكون هناك مشهد داخل فلسطيني-فلسطيني جديد يساعد هذه التحركات، مشددًا على أنه في اللحظة الراهنة إذا كان السلطة والشعب الفلسطينيين ينتظرون شيئًا من الرباعية الدولية وفي القلب منها مصر فلابد أن تساعدها فلسطينيًا من الداخل عن طريق التماسك ونزع الخلافات وتوحيد الرؤى والاستعداد الإيجابي للانخراط في مفاوضات جادة وحقيقية لصياغة عملية سلام للحصول على الحقوق المشروعة.

وأكد أن هذا الأمر أصبح فرض عين على الداخل الفلسطيني خاصة مع التجربة المريرة خلال العشر سنوات الماضية، عندما كان الإقليم يمر بعاصفة شديدة جعل القضية الفلسطينية على مسافة بعيدة من الاهتمام الدولي. واليوم مصر وتعيد وتؤكد أن القضية الفلسطينية وحلها على أولوية أجندة عملها الدبلوماسي والخارجي.

 وردًا على سؤال بشأن موقف إدارة بايدن من قضية الاستيطان، قال عكاشة إن أخر وزير خارجية في عهد إدارة الرئيس الديمقراطي باراك أوباما، جون كيري، وسجل اعتراض على عمليات الاستيطان الإسرائيلية التي كانت تتم في هذا التوقيت قبل وصول الإدارة الجمهورية. ورأى أنه في ظل إدارة بادين هناك مساحات تغير ستحدث في التعاطي الأمريكي مع مثل هذه النقاط التي يرفضها قطاع كبير جدًا في الولايات المتحدة الأمريكية، فهناك اختلاف في الرؤى وتقديرات المواقف داخل الولايات المتحدة بالرغم من خطها الثابت في دعم إسرائيل.

واعتبر عكاشة أن اجتماع الرباعية الذي عقد في القاهرة وقبلها في العواصم الأخرى والتي سوف تستكمل عملها، هي شكل من أشكال التواصل مع الجناح الديمقراطي داخل الولايات المتحدة الذي يرفض الاستيطان ويؤمن بحل الدولتين وإقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود عام 1967، كون هذا هو الشكل الأمثل لتحقيق الاستقرار.

ومع ذلك، أكد عكاشة أن هناك نقاط اختلاف حول بلوغ هذا الهدف، لكن يُمكن حلها من خلال المفاوضات. واختتم بالتأكيد على أن الإدارة الديمقراطية الجديدة ستقدم نفسها بوجه جديد وتعاطي أكثر رصانة وموضوعية مع الملفات المشتعلة، وعلى رأسها ملف حقوق الفلسطينيين.

https://www.youtube.com/watch?v=rjSVO5Eh9A4

+ posts

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى