
عليبة: خطة التسليح المصري تتوافق مع حركة نهضة شاملة تشهدها القاهرة
أكد الدكتور أحمد عليبة، الخبير ببرنامج الأمن والدفاع بالمركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية أن التسليح المصري يسير وفق خطة شاملة بدأت قبل 6 سنوات، دوافعها تتعلق بحالة النهضة الشاملة المخطط لها بمصر، والتي دخلت حيز التنفيذ خلال السنوات الأخيرة.
وقال عليبة ، خلال مداخلة مصورة ببرنامج مساء dmc المذاع على قناة dmc الفضائية مساء الاثنين،إن خطة التسليح تتعلق أيضًا بخطة نوعية للتعامل مع التهديدات والمخاطر الإقليمية وللتعامل أيضًا مع محور التنمية الاقتصادية، وهو ما ظهر جليًا من خلال القواعد التي تم افتتاحها مؤخرًا.
وأضاف :”ففي خلال العام الجاري تم افتتاح قاعدتين كبيرتين، فقاعدة برنيس ربما تكون القاعدة الأكبر في أفريقيا والشرق الأوسط، وهي 8 أضعاف قاعدة محمد نجيب، وقاعدة جربوب أيضا في الاتجاه الاستراتيجي الغربي تم افتتاحها خلال العام”.
شدد الخبير ببرنامج الامن والدفاع على أن عملية التسليح النوعي تتم وفق هندسة عسكرية معقدة وصعبة، ترتبط بالهدف من هذا السلاح والبيئة التي سيتم استخدامه فيها، كذلك تدريب الكفاءات والطواقم التي ستستخدم هذه الأسلحة.
وأكد أن التسليح المصري خلال الفترة الأخيرة كان تسليح متقدم للغاية، لكي يحقق الأهداف التي وضعت بالتخطيط الاستراتيجي العسكري المصري في هذه المرحلة المهمة جدًا من تاريخ مصر والمنطقة.
وأوضح أنه تم استكمال طاقم الغواصات الألمانية هذا العام، وهي مسألة هامة جدًا فيما يخص الأسلحة التي تعمل تحت السطح، كما حصلت مصر على أسلحة جديدة في إطار الحصول على حق التصنيع العسكري المشترك بين مصر وفرنسا كالفرقاطة الجوينت. كذلكهناك اتفاقات تسلح جديدة،لافتًا إلى نشر ألمانيا اخبار حول اتفاق تصنيع فرقاطات في إطار برنامج عمل مشترك بين مصر وألمانيا.
وشدد على أن مصر تتعاون مع دول متقدمة في هذه المجالات، فقد تم تنويع مصادر السلاح، وفي الوقت نفسه يتم اقتناء أسلحة حديثة. مشددًا على أن المعيار هنا ليس الاقتناء فقط لكن المعيار هو الهدف من التسليح ذاته.
وأوضح عليبة أن هناك أكثر من دافع للتسليح، منها أن المنطقة بها عدد كبير جدا من التهديدات والمخاطر غير المسبوقة، التي ربما لم نشهدها على مدار أخر 100 عام، وحتى في الحربين العالميتين الأولى والثانية، فقد شهدنا خلال الفترة الأخيرة انهيار دول، ودخول جيوش دول داخل دول أخرى، كما شهدنا انكسار وتفكك عدد من الجيوش، لكن نحمد الله على ما وصلنا له وأن الجيش المصري جيش قوي ومتماسك، فغالبًا ما تقاس مناعة الدولة بمناعة قواتها المسلحة، فالجيوش هي النواة الصلبة للدولة.
على الجانب الاخر، المتغير الحادث بالحدود الاستراتيجية، مع ظهور الموارد الاقتصادية الحيوية الجديدة التي ظهرت بظهور النفط والغاز بالسواحل في مناطق كانت لا تحتاج إلى تسليح قبل ذلك، أو حتى لترسيم الحدود كإطار قانوني لهذا الأمر، فكان لابد من خطوط دفاع متقدمة لتستطيع حماية هذه المقاصد الاستراتيجية.
ولفت خبير الأمن والدفاع إلى أن قواعد التسليح على كافة الحدود الاستراتيجية المختلفة هي تحمي ايضًا ذراع التنمية الاقتصادية، فقاعدة جاربوب هناك تنمية اقتصادية بهذه المنطقة وكذلك الامر بمنطقة شرق بورسعيد، وأيضًا قاعدتي محمد نجيب وبرنيس. فجميعها تعمل كناحية دفاعية وكحماية للمشروعات الاقتصادية الضخمة المجاورة لهذه القواعد.
وذكر أن وجود حاملة طائرات ليس لها مثيل بأي دولة بالاقليم، وذات تسليح متقدم،ليس من أجل رفع التصنيف العسكري بين دول الإقليم فقط، لكن لها هدف واضح وهو قدرتها على حماية الأهداف الاستراتيجية والاقتصادية المحيطة، والتعامل مع كافة التهديدات والمخاطر الموجودة.
وأكد أن هذا النوع من التسلح عكس النهضة في ملف التسليح المصري، وهو ما يواكب حركة النهضة الشاملة في مصر في الفترة الأخيرة