
كيف تحاول تركيا إعادة هندسة ولاءاتها في ليبيا؟
تواجه تركيا مشكلة كبيرة في شمال غرب ليبيا. فهي، باختصار، أصبحت مُحاصَرة بين ولاءات متغيرة لميلشيات متنافسة.
حاليًا، يجتاح قادةً كبارًا في نظام الرئيس التركي رجب طيب أردوغان شعورٌ قوي بأن كل ما تقوم به أنقرة من تحشيد لمسلحين ومرتزقة وتشوين لمعدات عسكرية ربما لن يكون كافيًا للبقاء لمدة طويلة في هذا الجزء المهم من الدولة الليبية الغنية بالنفط.
من هنا يمكن قراءة الأسباب التي أدت إلى زيارة كبار قادة الجيش التركي إلى ليبيا في الأيام الأخيرة.
تعتمد تركيا، للبقاء في شمال غرب ليبيا، على قوى ميليشياوية متباينة التوجهات، وعلى أمراء حرب محليين لديهم نزعات تنافسية فيما بينهم. وكانت هذه القوى شبه متماسكة حتى وقت قريب تحت قيادة اسمية للمجلس الرئاسي لحكومة الوفاق في طرابلس.
أي أن تماسك كل تلك القوى المسلحة ظل قائمًا طوال الشهور التي كان فيها الجيش الوطني الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر على أبواب طرابلس منذ أبريل 2019 حتى شهور قليلة مضت. لقد اعتقدت تركيا خطأً أن تماسك هذه القوى الميليشياوية سيستمر، خاصة وقد طعَّمته ببضعة ألوف من المرتزقة الأجانب.
ولاءات غير مستقرة
أدى انسحاب الجيش الليبي من طرابلس وغيرها من تمركزاته التي كانت موجودة في شمال غرب البلاد منذ يونيو الماضي إلى عودة أمراء الحرب في الفترة الأخيرة في مصراته وطرابلس والزاوية والزنتان، إلى السباق من جديد على النفوذ، وعلى الثروة، وعلى ولاءات محلية لأعضاء متنافسين في حكومة الوفاق، وعلى ولاءات خارجية لتركيا، ولخصومها أيضًا.
لهذا تسعى أنقرة -في هذا الشأن وبشكل محموم- لإعادة التماسك بين قوى غير متماسكة في الأصل. وأرسلت قبل يومين قادة كبارًا كوزير الدفاع ورئيس الأركان، على أمل بث الخوف في نفوس مناوئيها، وبث الطمأنينة في قلوب مناصريها.
ومع ذلك يدرك نظام أردوغان من خلال قادته الذين يتسمون بالرعونة أنه سيخسر ليبيا إذا طال أمد وقف إطلاق النار فيها. فكلما اقترب الليبيون من التوصل إلى حلول سياسية وأمنية، شعرت أنقرة بأنها تفقد الأرض التي مهدتها لنفسها في قواعد الوطية وطرابلس والخُمس ومصراته.
إن ولاء أمراء الحرب لتركيا أصبح يتراجع. كما أن مسؤولين في حكومة الوفاق لم تعد لديهم القدرة على تقديم أنفسهم لأنقرة باعتبارهم “كيانًا موحدًا”. من هنا يمكن النظر إلى زُمرة أردوغان الحاكمة في أنقرة ككيان مرتبك مذعور. لهذا فإن تصرفاته قد تكون خطيرة عليه وعلى الآخرين.
خيارات مُربكة
دخل أردوغان ليبيا مدفوعًا بالطمع في ثرواتها وبالطمع في استغلال الفوضى. إلا أن كل هذا قد ينقلب عليه. فالتوجهات الميليشياوية الموجودة هذه الأيام في شمال غرب ليبيا، يمكن الإشارة إليها من خلال التغير في ولاءاتها، وهو أمر أصاب الجانب التركي بالخوف.
أولا.. لديك القوات الميليشياوية في مدينة الزاوية (حوالي 50 كيلومترًا غرب العاصمة). ينتمي إلى هذه التركيبة الميليشياوية وزير الدفاع في حكومة الوفاق الموالي لتركيا صلاح الدين النمروش، لكن النمروش لم يعد يملك كلمة تذكر على ميليشيات الزاوية.
لماذا؟ لأن ميليشيات الزاوية أصبحت تحت مرمى نيران وزير الداخلية في حكومة الوفاق فتحي باشاغا. وهو موالٍ لتركيا أيضًا. وتشعر ميليشيات الزاوية، خاصة بعد اعتقال باشاغا لأحد قادتها -وهو عبد الرحمن ميلاد الشهير بلقب البيدجا- بأن النمروش غير قادر على حمايتها.
بل إن كثيرًا من ميليشيات الزاوية أصبحت عرضة للتفسخ. وهي اليوم تبحث عن حلفاء بين ميليشيات طرابلس؛ لحماية نفسها مما تراه موقفًا تركيًا إخوانيًا مناوئًا لها. لماذا أيضا؟ لأن ميليشيات العاصمة تقف ضد الاثنين.. أي ضد النمروش وضد باشاغا. لهذا يبدو أن كثيرًا من ميليشيات الزاوية تصطف مع ميليشيات طرابلس، وحيث إن هاتين المجموعتين المدججتين بالأسلحة الثقيلة، تناوئان تركيا وجماعة الإخوان، فإن نظام أردوغان يكتنفه قلق كبير.
ولا يستثنى من الميليشيات الطرابلسية المعارضة للتغول التركي الإخواني في العاصمة إلا ميليشيا الردع بقيادة عبد الرؤوف كارا، وهي ميليشيا كانت في الماضي ضمن التحالف الطرابلسي، إلا أنها فتحت منطقة معيتيقة التي تسيطر عليها، للعسكريين الأتراك.
كانت ميليشيا كارا هي الأقرب لباشاغا ووزارته، وكان باشاغا يعتمد عليها في ملاحقة خصومه في العاصمة، مثل بعض ميليشيات الزاوية وبعض ميليشيات الزنتان (135 كلم جنوب غرب طرابلس). إلا أن صراعًا آخر على النفوذ بين باشاغا ورئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق فايز السراج جعل الأخير يغري كارا بالوقوف إلى جانبه، بدلا من الوقوف مع خطط باشاغا.
إن مثل هذه المتغيرات السريعة في ولاءات الميليشيات في كل من طرابلس والزاوية لم تكن في حسبان الجانب التركي، أو على الأقل لم يكن نظام أروغان يعتقد أن الأوضاع يمكن أن تتداعى بهذا الشكل. وفوق هذا لم يعد هناك يقين كبير لدى قادة أردوغان بشأن الموقف من ميليشيات الزنتان.
إن من يهيمن على ميليشيات الزنتان هو أسامة الجويلي، قائد المنطقة العسكرية الغربية في حكومة الوفاق. والعلاقة بين الجويلي والسراج، وبينه وبين باشاغا، ليست قوية بما يكفي. فبمجرد توقف الحرب بين كل هذا الخليط من الميلشيات والجيش الوطني الليبي في يونيو الماضي بدأت لغة التنافس تحل محل لغة التعاون.
مثلا.. كان باشاغا يطمح في تكوين تكتل من بعض ميليشيات الزنتان بقيادة الجويلي، وميليشيا الردع بقيادة كارا، لخلق قوة تناصره في العاصمة، ضد فريقين.. الفريق الأول هو فريق السراج، والفريق الثاني هو الميليشيات المناوئة للأتراك ولجماعة الإخوان في كل من طرابلس والزاوية، إلا أن هذا لم يتحقق حتى الآن. فالسراج تمكن من استقطاب كارا إلى جانبه، وتمكن أيضا من جعل الجويلي على الحياد فيما يبدو.
يوجد بالطبع بعض القادة الآخرين في شمال غرب ليبيا، من الزاوية والزنتان، ممن ما زالوا يدينون بالولاء لتركيا وللسراج، ويقفون موقف الند من باشاغا، مثل النمروش، ابن الزاوية، وعماد الطرابلسي ابن الزنتان والذي تم تعيينه قبل شهرين مسؤولًا في جهاز المخابرات العامة.
عمومًا، لا يجب أن ننسى أن مخاوف بعض ميليشيات طرابلس والزاوية والزنتان لا تقتصر فقط على الأتراك أو جماعة الإخوان أو الجماعة الليبية المقاتلة، بل تتعلق مخاوفها أساسًا بطموحات ميليشيات مصراته في السيطرة على العاصمة. وإذا وضعنا في الاعتبار أن باشاغا من مصراته ويخضع للحماية من ميليشياتها، فإن تحركاته من وجهة نظر قوى معتبرة في طرابلس والزاوية والزنتان تصب في مصلحة مصراته. وهذا أمر مثير لاستفزاز خصومه على كل حال.
شكوك مصراتية
أكثر الميليشيات عددًا وعتادًا هي ميليشيات مدينة مصراته (حوالي 200 كلم غرب طرابلس). لذلك ينظر السراج بعين الريبة شأنه شأن الأتراك إلى هذه القوات المنتشرة في مصراته وفي بعض مناطق طرابلس. إن أحد الأهداف الرئيسية لميليشيات مصراته هو السيطرة على طرابلس، لكن الأتراك لا يفكرون بهذه الطريقة. إنهم يسعون لاستخدام قوات مصراته لصالحهم؛ أي توجيهها للهجوم على خط سرت الجفرة، وإغرائها بقيادة تحالف من باقي الميليشيات والمرتزقة الأجانب لاحتلال الهلال النفطي في وسط ليبيا.
ويدرك كثير من قادة مصراته هذه الأنانية التركية. لذلك لم تستجب القوة الضاربة في هذه المدينة للطموحات التركية حتى الآن. وهذا يفسر تأخر تنفيذ التهديدات التي طالما تم ترديدها عن قرب مهاجمة قوات حكومة الوفاق لخط سرت الجفرة، انطلاقًا من خطوط المواجهة في غرب مصراته.
دأب بعض القادة الضعفاء في مصراته ممن ارتموا في أحضان الأتراك على إطلاق تصريحات تتعارض مع جهود اللجنة العسكرية 5+5 بخصوص التهدئة وفتح الطرق والوصول إلى وقف دائم لإطلاق النار. إن أبرز مثال على ذلك هي تصريحات القيادي المصراتي محمد قنونو الناطق باسم قوات حكومة الوفاق. إنه يدفع إلى الحرب دفعًا مثلما يريد الأتراك.
وعلى العكس من ذلك، أصبحت توجد في مصراته أصوات أخرى مغايرة تدعو إلى التهدئة، وإلى خلق توجه ليبي وطني حتى لو كان ذلك يقف ضد التوجهات التركية -وهو يقف ضدها بالضرورة- ويسير في طريق السلام المبشرة هذه نائب رئيس المجلس الرئاسي أحمد معيتيق، أحد أبناء مدينة مصراته الأقوياء. لقد برهن معيتيق على ذلك عمليًا وخير مثال على حسن النوايا هذا فتح تصدير النفط قبل شهرين بالتفاهم بينه وبين الجيش الوطني.
باختصار، فوجئ الأتراك بأن جسم مصراته لم يعد كتلة واحدة. وهذا زاد الطين بلة تحت أقدام أردوغان في ليبيا. لهذا ستلاحظ أن آخر من تبقى للأتراك في ليبيا هم القادة المحسوبين على كل من التنظيم الدولي لجماعة الإخوان، وعلى تنظيم الجماعة الليبية المقاتلة، سواء كانوا ينتمون إلى مصراته أو طرابلس أو الزاوية أو الزنتان. وهؤلاء القادة المصنفون في خانة الجماعات الإرهابية لا توجد لهم قوة كبيرة في ليبيا.
توجه وزير الدفاع التركي، خلوصي آكار أثناء زيارته إلى ليبيا قبل يومين إلى مناطق يعتقد أنها ما زالت موالية دون نقاش لتركيا. ولهذا لم يقتصر ظهوره مع النمروش، وإنما التقى رئيس المجلس الأعلى للدولة في طرابلس خالد المشري، وهو إخواني من مدينة الزاوية. وظهر آكار كذلك في منطقة الهضبة التي فيها بقايا الجماعة الليبية المقاتلة. وظهر أيضا في منطقة تاجوراء التي تزخر بميليشيات متطرفة تأتمر بإمرة المفتي الليبي المعزول والمقيم في تركيا الصادق الغرياني.
إذًا، فقد هرع آكار إلى طرابلس برفقة رئيس الأركان ياشار جولر وقائد القوات البرية أوميت دوندار وقائد القوات البحرية عدنان أوزبال والسفير التركي في العاصمة سرحت أكسن في محاولة يائسة لشحذ همم الميليشيات من أجل الحرب لا من أجل السلام. لكن الواقع يقول إن التحركات التركية الجديدة ربما تكون قد جاءت بعد فوات الأوان.
إن الطريقة الوحيدة والقديمة لإغراء الميليشيات بالوحدة هي إقناعها بوجود خطر من جانب الجيش الوطني الليبي. إن مثل هذه النظرية لم تعد صالحة كثيرًا، في وقت ملَّ فيه الليبيون الحروب، وأصبح كثير من قادتهم يبحثون عن طرق لتحقيق سلام دائم استعدادًا لإجراء الانتخابات والتأسيس لدولة موحدة ذات حكومة وطنية حقيقية. وهذا ما لا يريده الأتراك.
زيارة آكار ومن معه من رجال الحرب في نظام أردوغان إلى ليبيا جاءت في مواجهة الإصرار الذي أعلن عنه المشير حفتر من ضرورة إخراج القوات التركية من البلاد، وذلك خلال كلمته بمناسبة الذكرى السنوية لاستقلال ليبيا التي توافق يوم 24 ديسمبر. لقد قال حفتر إنه لا قيمة للاستقلال، ولا معنى للحرية والأمن والسلام، ما دام الجيش التركي يحتل مناطق من ليبيا. ودعا تركيا للخروج من بلاده بالسلم أو بالحرب.
تنشيط متطرفين جدد
إن وجود عدد يتراوح بين 15 ألف إلى 20 ألف من المرتزقة الأجانب الذين جاءت بهم تركيا إلى ليبيا في الشهور الماضية يصبح بلا معنى ولا تأثير طالما ظلت القوى الميليشياوية المحلية متفرقة. هدف أردوغان محدد وهو السيطرة على النفط الليبي، وعليه يمكنه أن يفرض سطوته على ليبيا ككل، واستخدامها كورقة قوية للتفاوض مع خصومه في أوروبا والمنطقة.
بالإضافة إلى المرتزقة، لدى تركيا قوات عسكرية وقواعد في ليبيا، لكن كل هذا لا يكفي لربح حرب عسكرية أمام الجيش الوطني الليبي وأنصاره. بمعنى أوضح، لا يوجد جيش تركي في ليبيا قادر على مواجهة الحرب بمفرده. لهذا يمكن فهم السر وراء الاهتمام التركي بالميليشيات. وإذ إن عقد هذه الميليشيات بدأ ينفرط في الآونة الأخيرة، فإن رجال أردوغان بدؤوا في تنشيط جبهة جديدة من المتطرفين الذين يمكن إغراؤهم ليصبحوا رأس حربة في الهجوم على الشرق الليبي.
ففي الوقت الراهن توجد تكهنات في أوساط ليبية عن أن تركيا ربما تعتزم الدفع بتحرك للسيطرة على منطقة الهلال النفطي خلال الفترة المقبلة، تحت إمرة وزير الدفاع المقال في حكومة الوفاق المهدي البرغثي. أو على الأقل تقوم بتجهيز ما لنشاط عسكري محتمل لتجاوز خط سرت الجفرة.
يقول مقربون من البرغثي إن هذه المزاعم غير صحيحة. لكن على كل حال لا يمكن تجاهل ما يجري من تربيطات من وراء الستار، خاصة إذا ما تم تسليط الضوء على تحركات ابن عم البرغثي عبد الحميد الكزة مع تركيا. إن البرغثي والكزة من أبناء بنغازي ويقيمان في طرابلس تحت الهيمنة التركية.
لقد صدر قرار قضائي، مؤخرا، بعودة البرغثي، كوزير للدفاع في حكومة الوفاق، كما كان حتى يوليو 2018. وبغض النظر عن أن حكومة الوفاق سيصعب عليها تغيير وزير الدفاع الحالي النمروش الموالي لتركيا أيضا، إلا أن عودة البرغثي للمشهد تثير كثيرًا من علامات الاستفهام.
ويُعتقد أن تركيا يمكن أن تجمع ما تيسر لها أو من تبقى لها من الميليشيات المتشددة في شمال غرب ليبيا وضمهم مع مرتزقتها إلى بضعة ألوف من المقاتلين من أبناء الشرق الليبي ممن ينتمون إلى جماعات متطرفة وغير متطرفة، وهم أنفسهم الذين هزمهم الجيش الوطني وطردهم من مدن الشرق الليبي منذ 2017. يمكن أن تضع كل هؤلاء في سلة واحدة تحت قيادة البرغثي وتوجيههم إلى الهلال النفطي كرأس حربة لإثارة الارتباك وإطالة أمد الفوضى.
يمكن الوضع في الاعتبار أن تركيا قد تلجأ إلى هذا الخيار بالفعل، بالنظر إلى فشلها في توحيد أمراء الحرب من أبناء الغرب الليبي. إذًا يمكن أن تعتمد تركيا في الهجوم على الهلال النفطي، على قوات تحت إمرة البرغثي، أو تحت إمرة (أو مساعدة) أحد القيادات الأخرى، مثل إبراهيم الجضران، آمر حرس المنشآت النفطية السابق.
الجسم الرئيسي للمجموعات القتالية ومسمياتها، والتي يمكن أن تدفع بها تركيا لشن الهجوم: سرايا الدفاع عن بنغازي، بقيادة العميد مصطفى الشركسي، وهو من الشرق الليبي، وموجود حاليًا في الغرب الليبي.
وأنصار الشريعة في مجلس شورى ثوار بنغازي، وأغلب مقاتلي هاتين المجموعتين في مصراته. ومجلس شورى ثوار درنة، وهرب مقاتلوه للغرب الليبي منذ نحو عامين، وكان معظمهم من زملاء الإرهابي المصري هشام عشماوي. بالإضافة إلى جماعات متطرفة أخرى من الشرق، معهم بضعة مئات من الضباط والجنود النظاميين (أغلب هؤلاء مع العميد الشركسي).
لا ينبغي التقليل من شأن الدور الذي يمكن أن يخدم الأتراك في الفترة المقبلة، ويقوم بهذا الدور حاليًا عبد الحميد الكزة الموجود في طرابلس منذ يوليو 2019. إنه يمكن أن ينقذ الأتراك من تردد ميليشيات الغرب الليبي والتي لا تريد أن تتورط في حرب لا تخدم إلا أنقرة.
يرأس عبد الحميد الكزة ما يعرف بـ”اللجنة التأسيسية للهيئة البرقاوية”. أي أنه لا بد أن يوضع في الحسبان أنه يمكن أن يظهر جسم سياسي برئاسة عبد الحميد، وجسم عسكري برئاسة البرغثي، ومعهم الجضران والشركسي، وغيرهم من مطاريد الجيش الوطني في الغرب الليبي. ويمكن أن تعتمد تركيا على مثل هذه الشخصيات في إثارة القلاقل في الشرق الليبي، وفي ليبيا عمومًا.