
تحول منتدى غاز شرق المتوسط إلى منظمة للغاز شرق المتوسط
كتب: د. محمد مجاهد الزيات
يشهد عام 2020 تطورًا ملموسًا في اتخاذ منتدى غاز شرق المتوسط إطارًا مؤسسيًا فاعلًا في التفاعلات السياسية والأمنية في منطقة شرق المتوسط. ففي بدايات عام 2020 انعقد الاجتماع الثالث لأعضاء منتدى غاز شرق المتوسط، والذي كان بمثابة تمهيد للطريق نحو إطلاق الإطار التأسيسي للمنتدى، ممهدًا لتحويل المنتدى إلى منظمة دولية حكومية؛ حيث تم التوقيع بالأحرف الأولى على اتفاقية إنشاء منتدى غاز شرق المتوسط من قبل ممثلين دول المنتدى.
وتتجه دول المنتدى لوضع أساس قانوني لعمل المنتدى من خلال التوقيع يوم الثلاثاء الموافق 22 سبتمبر 2020 على ميثاق تحويل المنتدى إلى منظمة إقليمية مقرها القاهرة، بحضور سفراء الدول الأعضاء به (مصر، قبرص واليونان وإسرائيل وإيطاليا والأردن والسلطة الفلسطينية). وتأتي هذه الخطوة المهمة في لحظة تشهد فيها منطقة شرق المتوسط تصعيدًا بين تركيا والدول الأوروبية كنتاج للسياسات الاستفزازية لتركيا تجاه اليونان وقبرص وقيامها بأعمال تنقيب غير مشروع في المنطقة؛ مستهدفة فرض مصالحها على الجميع متحدية بذلك كافة القواعد القانونية والأعراف الدولية لاحترام سيادة وحقوق الدول.
وهناك العديد من الدلالات الهامة التي يمكن من خلالها إدراك أهمية هذه الخطوة، ومن أهمها:
- اتخاذ صفة قانونية للمنتدى، فقد تحول إلى منظمة متخصصة تدير قضايا الغاز على اختلافها في شرق المتوسط وتقوم على مشاركة أعضائها في البحث عن مجالات التعاون المختلفة على هذا المستوى.
- هذا التحول يعني انعزال تركيا عن المشاركة حاليا، وربط أي دور لها في المنطقة بقبول الأطراف المشاركة لعضويتها.
- هذه المنظمة تؤكد السعي لاكتساب دور فيما يتعلق بقضايا الغاز إقليميًا ودوليًا من حيث التسعير وخطوط النقل وغيرها.
- الصيغة القانونية للعلاقات بين دول المنطقة يمكن أن يفتح ذلك الباب لتبادل الخبرات على هذا المستوى بين الدول المشاركة، فضلًا عن فرص التعاون بين شركاتها في مجال التدريب، وإعداد وتأهيل الكوادر المتخصصة.
- التحول لمنظمة يعني توثيق ودعم التحالف بين الدول المشاركة، أي تبلور تحالف إقليمي سياسي جديد يمكن أن يغير من توازنات القوى السائدة حاليًا في المنطقة، ويمكن من محاصرة نفوذ القوى المناوئة رغم تخصصها في قضايا الغاز.
- المنظمة على هذا النحو تلتزم باحترام حقوق الدول الأعضاء ورعايتها بما يتفق مع القانون الدولى وهو ماسيوفر مناخا إيجابيا ويدعم الاستقرار والأمن في شرق المتوسط.
- تسمح هذه المنظمة بدور فعال للدول الأعضاء فيما يتعلق بقضايا العرض والطلب سواء فيما بينها أو في السوق الدولية للغاز.
- اختيار القاهرة مقرًا للمنظمة الجديدة يعنى تقديرًا من الدول المشاركة لمصر، وهو أمر يضاف إلى رصيدها الإقليمي والدولي بصفة عامة وفي مواجهة القوى الإقليمية المنافسة.