مقالات رأي

جميل عفيفي يكتب : يوم بداية الانهيار

شهر اغسطس و بالتحديد اليوم الثاني منه كان البداية الحقيقية لانهيار الوطن العربي والقدرة العربية المجتمعة للوقوف امام اي تهديد للأمن القومي العربي، هذا اليوم الذي حرك فيه الرئيس العراقي صدام حسين قواته باتجاه دولة الكويت 1990 و احتلالها ولم تكن مغامرة من صدام ولكنها كانت بتخطيط امريكي واعطي الضوء الاخضر من السفيرة الامريكية في العراق، و تلقف صدام الطعم بمنتهى السلاسة ليكتب بيدية شهادة وفاة الأمة و نهاية القدرة العراقية، وبالتبعية شهادة وفاته .
ان الولايات المتحدة و اسرائيل وبالأخص بعد حرب اكتوبر المجيدة و ظهور التكتل العربي في تلك الحرب واستخدام سلاح البترول الذي ركع دول العالم وبالأخص الولايات المتحدة الامريكية، و ضعت الخطط بعيدة المدى من اجل السيطرة على البترول العربي و شق الصف و انهيار القوة العربية، فوضعت خطط لضرب القوة العسكرية العربية فبدأت بإقحام العراق في حرب مع ايران استمرت 8 سنوات لم يحقق ايهما اي انتصار سوى استنزاف القدرة العسكرية، ثم بعدها احتلال العراق، و من بعدها اقامة قواعد عسكرية ضخمة في دول الخليج و بخاصة في قطر والكويت لتسيطر الولايات المتحدة على القرار العربي، و تضمن تدفق النفط، و من بعدها جاءت احداث سبتمبر 2001 لتبدأ الولايات المتحدة في اعادة تشكيل المنطقة العربية من جديد و يطلق بوش الابن مقولة محور الشر على كل من العراق و سوريا و ايران، و تحتل دولة العراق، و تدخل المنطقة في مشروع الشرق الأوسط الموسع و ثورات الربيع العربي و انتشار التنظيمات والجماعات الارهابية، و دعم دولي للإرهاب و ظهور قوى اقليمية تسعى الى التخريب و انهيار دول و محاولات تقسيم واشتعلت المنطقة بكل معاني الكلمة.
ومع كل ذلك ظلت مصر متماسكة قوية قادرة واجهت ظروفا في غاية الصعوبة الا ان جيشها و القيادة الحكيمة واجهت ولازالت كل المؤامرات بل انها اصبحت القوة الوحيدة الحامية للأمن القومي العربي، ويظل يوم 2 اغسطس ذكرى بداية الانهيار .

نقلا عن صحيفة ” الأهرام”

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى