ليبيا

الزيات: أمريكا وأوروبا تضغط لانسحاب الجيش الوطني الليبي من سرت لإعادة التوازن للموقف الميداني

قال الدكتور محمد مجاهد الزيات المستشار الأكاديمي للمركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية إن أمريكا وأوروبا تضغط بكل ما تملك لانسحاب الجيش الوطني الليبي من سرت، وجعل المدينة منزوعة السلاح ونشر قوات حفظ سلام فيها، لافتًا إلى أن الهدف المعلن هو وقف أية عمليات عسكرية، أما الهدف الحقيقي هو محاولة إعادة التوازن للموقف الميداني الذي هو في صالح الجيش الوطني الليبي حاليًا.

وأضاف الزيات في تعليق له على مجمل التطورات في ليبيا، أن أمريكا لا ترى مخاطر في ليبيا سوى من الوجود الروسي، ولا ترى أية مخاطر في نقل 16 ألف إرهابي من سوريا إلى ليبيا، وهي الدولة التي تتصدر ما يسمى بالحملة الدولية على الإرهاب، ولا ترى في التدخل العسكري التركي المتصاعد خطرًا طالما سيؤثر على الحضور الروسي الموقف الفرنسي هو أكثر المواقف الأوروبية تحديدًا، ويرفض علنًا الممارسات التركية، ونشر ميليشيات إرهابية في ليبيا تهدد المصالح الفرنسية في منطقة الساحل والصحراء.

وذكر أن الموقف الإيطالي شهد تغييرًا واضحًا، وبدأ يتخوف على مصالح إيطاليا في ليبيا وشرق المتوسط، مؤكدًا أن الموقف المصري واضح وتدركه أمريكا وأوروبا، وهو رفض أي تمركز لتركيا أو الميلشيات الإرهابية خلف خط سرت الجفرة؛ لأن ذلك تهديد خطير للأمن القومي المصري، مشيرًا إلى أن التركيز الدولي والإقليمي خلال الفترة الحالية سيكون على تهدئة الوضع ووقف التحرشات التركية، وتهيئة المناخ للذهاب إلى التفاوض، وهناك تقبل دولي وإقليمي متزايد لمبادرة المستشار عقيلة صالح رئيس مجلس النواب، وهو المؤسسة الليبية الوحيدة المنتخبة، خاصة وأنها تستند إلى قرارات الأمم المتحدة.

وأوضح المستشار الأكاديمي للمركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية أنه لو تم الاتفاق على أن تكون سرت مدينة محايدة فستبقى قاعدة الجفرة والهلال النفطي تحت سيطرة حكومة طبرق والجيش الوطني، وبالتالي الدخول في التفاوض بأوراق قوية بغض النظر عن السياسات الدولية المتناقضة، لافتًا إلى وجود موقف أوروبي متصاعد ضد التدخل العسكري التركي في ليبيا ومحاولات تركيا الابتزاز من خلال قضية اللاجئين.

وبيّن أن أردوغان يسعى لإقرار اتفاقيات اقتصادية وعسكرية متعددة مع السراج لتصبح أمرًا واقعًا قبل الذهاب إلى مائدة التفاوض الليبية، مشيرًا إلى أن الصراع الدولي والإقليمي سيبدأ على مشروعات إعادة إعمار ليبيا وهو ما سيضيق مساحة الحركة أمام تركيا.

وشدد الدكتور الزيات على أن عملية إغراق ليبيا بالمرتزقة الإرهابيين أقلقت الجزائر وساهمت في تغيير موقفها من حكومة الوفاق والتدخل العسكري التركي، منوهًا بأن الموقف المصري المحدد والحاسم كان سببًا في التفاعلات التي تجرى في ليبيا ودفعت الأطراف الدولية والإقليمية لضرورة اتخاذ مواقف أكثر تحديدًا.

+ posts

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى