الصحافة الإسرائيلية

بعيون إسرائيلية .. تأثيرات “كورونا” على شكل النظام الإقليمي

استعرض معهد بحوث الأمن القومي الإسرائيلي تقييما استراتيجيا للنظام الإقليمي والشرق الأوسط والعالم ثم الساحة الفلسطينية في ظل وباء “كورونا” خلال عام 2020.

أولا: النظام الإقليمي

ذكر المعهد أن فيروس “كورونا” أصاب الشرق الأوسط الذي وصفه بمنطقة مزدحمة ذات بنية تحتية ضعيفة وأنها كانت تئن لسنوات عديدة في ظل الحروب والصراعات على الهوية الاجتماعية والسياسية والصعوبات الاقتصادية الشديدة.

وأضاف المعهد أنه وفقا للأرقام الرسمية، التي يمكن الاعتماد عليها جزئيا، فقد وصل عدد المصابين في المنطقة إلى حوالي 320.000 حوالي (ثلثهم في إيران والثلث الاخر في تركيا). ولكن من وجهة نظر الخبراء الاسرائيليين أن الوقت الحاضر، تبدو العواقب الاقتصادية للوباء أشد من العواقب المتعلقة بالصحة العامة.

واستعان الخبراء الإسرائيليون لإثبات وجهة نظرهم بان فيروس كورونا لم يخلق أي مشاكل صحية في أي من البلدان المجاورة كما لم يتسبب في وفيات كثيرة، الا أنه في نفس الوقت قد أثر على الاقتصاد مما كان سببا في انخفاض أسعار النفط وتوقع انخفاض المساعدة الخارجية من أوروبا والولايات المتحدة ودول الخليج.

ووصف المعهد أزمة كورونا بالصدمة المستمرة التي تسببت في اضطرابات إقليمية قوضت المنطقة على مدى العقد الماضي. لا تزال هذه الهزة مستمرة.

وأضاف المعهد أن الشرق الأوسط يتميز بعدم الاستقرار حتى قبل أزمة كورونا. كما ان هناك اتفاقا بين الباحثين والمراقبين على أن المنطقة في أزمة عميقة.

وذكر المعهد انه سيكون هناك صراع في النظام الإقليمي بين المعسكرات المختلفة المعادية لبعضها البعض من أجل الأفكار والقوة والتأثير والبقاء كما سيكون هناك صراع أيضا في الولايات نفسها بين الحكام والمواطنين، الذين يعانون من العديد من المشاكل الأساسية مثل البطالة وعدم المساواة وانخفاض الإنتاجية والفساد والاعتماد على النفط والمساعدات الخارجية، وكل هذا يضيف بعدًا آخر من عدم اليقين.

وأوضح المعهد أن تفشي فيروس كورونا سيتطلب من جميع الأنظمة الاستعداد له ويبدو الآن أن الجميع قادر على التعامل معه دون أن تنهار أنظمتهم الحكومية.

ولفت إلى أن كل نظام قد واجه الأزمة الاقتصادية بطريقته الخاصة، لكن الحلول كلها قصيرة الأجل ومن المتوقع على سبيل المثال “معدلات البطالة التي كانت مرتفعة في بعض البلدان حتى قبل الأزمة.

وذكر أنه وبالتالي قد يتطلب من إسرائيل الاستعداد لحدودها أيضا. ومع ذلك يبدو أن أزمة كورونا توفر للحكومة الجديدة مجموعة من الفرص. وأنه يمكن لإسرائيل تعزيز التعاون مع الدول التي أبرمت معها اتفاقيات سلام.

ثانيا: الشرق الأوسط والعالم

ونقل معهد بحوث الأمن القومي الإسرائيلي عن “مفكرين” لم يسمهم إشارتهم إلى تأثير أزمة كورونا على العالم في الأسابيع الأخيرةووصفوا الأزمة بأنها حدث تكويني من شأنه أن يغير العالم الذي نعيش فيه بشكل جذري.

وذكر المعهد أن الدول القومية ستنمو بشكل أقوى، بسبب فعالية معظمها ضد الوباء، على حساب المنظمات الدولية وسيتميز الركود العالمي العميق بزيادة التدخل الحكومي، وحماية الاقتصادات المحلية (وفتح الاتفاقيات التجارية)،وزيادة المنافسة. بالإضافة إلى القطاعات التي انهارت خلال الأزمة (مثل الطيران والسياحة) وخاصة (قطاع النفط) سيكون هناك أيضًا قطاعات تنمو (على وجه الخصوص، الخدمات والتقنيات عبر الإنترنت في الطب والبيولوجيا والزراعة).

وقدم المعهد سيناريو للعالم بانه لن يتغير بالكامل، ولكنه سيكون أقل حرية ستستمر إجراءات الطوارئ وتشغيل آليات المراقبة التداخلية. 

وأوضح أن العالم سيكون أقل ازدهارًا وسيكون هناك زيادة في عدد العاطلين والفقراء وستنمو فكرة العمل من المنزل كما ستقل الازدحام في المدن، وستكون الدول ممتلئة بالصناعات الحيوية.

وأفاد المعهد بان القرارات الاستراتيجية التي اتخذتها الحكومة الإسرائيلية أثناء الأزمة كانت في الوقتها المناسب، وتتيح للاقتصاد، تدريجياً وبشكل مختلف، العودة إلى العمل الكامل والمنتظم.

ويتوقع المعهد  استمرارأزمة كورونالفترة أطول ولذلك سيتطلب هذا التحدي اتخاذ قرارات حاسمة في الأشهر المقبلة،

ثالثا: الساحة الفلسطينية

وذكر المعهد أن إحجام وقدرة الفلسطينيين (السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية وحماس في قطاع غزة) على تنظيم علاقتهما حتى في مواجهة أزمة كورونا عمّق الانقسام بين الطرفين.

وأشار المعهد أيضا إلى قضية تطبيق السيادة على أراضي الضفة الغربية وانه يتعين على الحكومة الجديدة أن تتعامل معها وهو ما يعني الضم، والتي تم دمجها في اتفاقية الائتلاف لتشكيل حكومة الطوارئ بينما من المتوقع أن يؤدي تعزيز تحركات الضم إلى سلسلة من العواقب السلبية على إسرائيل.

وأوضح المعهد أن إمكانية إلغاء التنسيق الأمني ​​مع السلطةالفلسطينية في حالة الضم من شأنه أن يجبر إسرائيل على تحمل مسؤولية حوالي مليوني ونصف فلسطيني. 

وأوصى المعهد الحكومة الإسرائيلية الجديدة بان تتجنب الضم من جانب واحد في الضفة الغربية. 

+ posts

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى