الصحافة الإسرائيلية

رئيس الموساد الأسبق: إسرائيل تعيش أسوأ أوضاعها على المستوى الدولي منذ عقود

اعتبر شبتاي شافيت، الرئيس الأسبق  لجهاز المخابرات الإسرائيلي “الموساد” أن إسرائيل تعيش أسوأ  أوضاعها  على المستوى الدولي منذ عقود.

وذكر شافيت – في حوار  نشر على موقع “زمن إسرائيل” –  أن “إسرائيل تعيش وضعا دوليا هو الأسوأ  منذ عقود، باستثناء الولايات المتحدة، ستكون هناك انتخابات في الولايات المتحدة في نوفمبر، وإذا اعتمدت على الاستطلاعات، فإن جو بايدن سيكون الرئيس المقبل”.

وقال :” بايدن أبلغ نتنياهو بالفعل، أنه لن يكون لديه موافقة على خطة الضم، الأخير على علم بكل هذا، وفي تقديري، فهو يبحث عن سلم ينزل من الشجرة، وعن شخص يوقع عليه اللوم”. 

وينوي شافيت البالغ من العمر ثمانين عاما، الرئيس السابع للموساد، الذي عاصر ثلاثة من رؤساء الحكومة: إسحاق شامير، إسحاق رابين، وشمعون بيريس، حاليا نشر الترجمة الإنجليزية لكتابه “رأس الموساد” الصادر بالعبرية في 2018، وخضع لعدة جولات من الفحص الأمني؛ للتأكد من أنه لا يحتوي على أي معلومات حساسة.

وأشار إلى أن “الرئيس دونالد ترامب حين أعلن خطة القرن، اعتبرها هدية لنتنياهو، وليس لإسرائيل، بدليل أنه حتى يومنا هذا، لم يشارك وزير الحرب بيني جانتس ووزير الخارجية غابي أشكنازي في مخطط الضم، حتى أن نتنياهو لم يعرض عليهما الخريطة المقترحة، واكتفى بإجرائه محادثات فردية مع مبعوث ترامب، آفي بيركوفيتش، فيما أجرى جانتس وأشكنازي محادثات منفصلة معه، وتحدثا معه بشكل منفصل”

حول السلام الفلسطيني الإسرائيلي، قال شافيت إن “السؤال الموجه عادة بصيغة أنه لو لم يُغتال رابين، هل كانت عملية السلام مع الفلسطينيين ستنتهي بشكل مختلف، هذا سؤال افتراضي، لكن يمكنني تقدير أنه لو كان رابين على قيد الحياة، لاستمرت عملية السلام معهم، يستند هذا التقييم لحقيقة أنه في ولايته الثانية نضجت لديه الفرضية القائلة بأن الفرصة الوحيدة لتغيير الوضع بشكل أساسي هو السلام مع الفلسطينيين”. 

وأشار إلى أن “رابين استند إلى أن إسرائيل قوية جدا: عسكريا واقتصاديا ودوليا، ويمكنها تحمل المخاطر، لذلك يجب علينا أن نفعل كل شيء ممكن، بما في ذلك الاستعداد لتقديم تنازلات، للوصول للسلام الذي سيكون حقا تغييرا استراتيجيا، مع أن رابين تم استدراجه لاتفاق أوسلو، هو شخصيا لم يقد هذا المسار، بل وجد نفسه مغشوشا؛ كانت الحقائق مخفية عنه؛ لم يتلق تقارير حقيقية من بيريس ورجاله”. 

وأكد أن “رابين لم يكن لديه ذلك الحب الحقيقي لاتفاق أوسلو، لكنه تركه يستمر، أما حين توصل لاتفاق مع الأردن، فقد استحق عليه جائزة نوبل، في حين أنه لم يواصل المفاوضات مع سوريا، لأن حافظ الأسد لم يكن مستعدا لتقديم تنازلات للتوصل لصيغة يمكن الاعتماد عليها لمسودة اتفاق، رغم أن رابين اعتقد أنه إذا لم تخاطر، فلن تكون لديك فرصة الوصول لأي مكان، لقد كان على استعداد لتحمل المخاطر”. 

وفيما يخص قضية “ضم” الضفة الغربية ، أعلن شافيت أنه “لن يكون هناك ضم إسرائيلي في الضفة الغربية، لأن قرارات نتنياهو، خاصة بعد أن تم تقديمه للمحاكمة، تكتيكية تتعلق بمحاكمته، ولا يتخذ قرارات من أجل الدولة، أنا آسف على هذا الكلام، لكني أعتقد ذلك حقا، رغم أن نتنياهو في كل قضية يتعامل معها، يعمد لسياسة التخويف، ويبالغ بوصف الخطر، ويرسم لنفسه مكانا في التاريخ، ويريد للكل أن يتذكره”. 

وأوضح أنه “رغم أن نتنياهو هو صاحب فكرة الضم، فذلك الوقت كان يناسبه، لكن منذ أن طرحها مر وقت طويل، حدثت جميع الاضطرابات، أهمها جائحة كورونا وتأزم الوضع الاقتصادي، لدي الكثير مما أقوله عنه، لكنه ليس غبيا، فهو يعرف كيف يقدر الوضع بشكل لا يقل عن الآخرين، وضعه السياسي هش، الحكومة قد تسقط كل يوم، والاقتصاد في أزمة لا أتذكر مثلها، والوباء لم ينته، ويقولون إننا في بداية موجة جديدة”. 

وعند الحديث عن مستقبل العلاقات الإسرائيلية الإيرانية، ذكر شافيت أن “الشعب الإيراني ليس أمة متجانسة، فإلى جانب الأغلبية الفارسية، هناك 35 مجموعة عرقية مختلفة، ما يوحدهم الإسلام الشيعي، حتى أن الزعيم الروحي خامنئي من أصل أذربيجاني، وليس فارسيا، وهذا يعني شيئا مهما عن القدرة على السيطرة على بلد مساحته أكبر من أوروبا الغربية، ويبلغ عدد سكانه أكثر من 80 مليون نسمة”. وأوضح أنه “عندما أتطلع للمستقبل، لا أستبعد حدوث تطورين: أحدهما تغيير النظام من الأسفل من المواطنين، المعارضة، واستياء الشعب، فيثور، ويؤدي لتغيير الحكومة، لكنها فرصة ضئيلة، وهناك فرصة أكبر بأن يغير الحرس الثوري معادلة القوى في طهران، وهذا احتمال قائم، وعواقب هذا الخبر السار أن إسرائيل ستتعامل مع أناس براغماتيين عقلانيين، لكن الخبر السيئ أن القوة قد تأتي لعقولهم، وتقودهم لقرارات غير سارة”.

+ posts

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى