كورونا

متخصصون : “كورونا” لا يثير الذعر ولكن يتوجب الحذر

إرشادات طبية حول فيروس كورونا المستجد “كوفيد 19” أصدرتها منظمة الصحة العالمية بالتعاون مع مركز السيطرة على الأمراض والوقاية منها  CDC وذلك في محاولة لرفع الوعي بشأن الفيروس من خلال الرد على كافة الأسئلة المتعلقة بالأمر، وكيفية مواجهته، وذلك بعنوان “لا تخف ولكن كن حذراً”

كورونا فيروس معدل عدوى عالي ووفيات منخفضة:

يعد الإصابة بفيروس كورونا المستجد، والذي ظهر في مدينة “ووهان” الصينية في أواخر عام 2019 من الأمراض المعدية، وبالتالي من الممكن أن تنتشر بشكل مباشر أو غير مباشر من شخص لآخر، ويصيب الجهاز التنفسي المكون من (الأنف ، الحلق ، الشعب الهوائية ، والرئتان).

يصنف الفيروس على أنه ذو معدل عدوى عالي، ولكن معدل الوفيات الناتجة عنه منخفضة، حيث يتراوح معدل الوفيات بين 2-3%، وهو أقل شدة من مرض السارس الذي انتشر عام  2003 بمعدل وفيات 10%، ووصل عام 2012 إلى معدل الوفيات إلى 35%، وتتمثل الخطورة أكبر على كبار السن “فوق 60 عاماً” أو الأشخاص ذو التاريخ المرضي من أصحاب المناعة الضعيفة.

وكبار السن هم الأكثر عرضة للإصابة بالمرض بمرتين عن الشباب والأطفال، ويعد الأطفال هم الأقل فئة إصابة وندرة للإصابة بالمرض. فتصل نسبة 2% فقط من الحالات دون الـ 18 عاماً ومن بين هؤلاء 3% فقط معرضون لتطور الأمر.

فليس بالضرورة أن كل من يصاب بالفيروس يؤدي إلى وفاته، فحوالي 80% مما يعانون من أعراض المرض يصلون لمرحلة الشفاء خلال أسبوعان على الأكثر، مع تلقي العلاج المناسب وتوفير الرعاية الطبية اللازمة، كما تصل تلك النسبة إلى مرحلة التعافي الكامل، ولن يصبح مصدر للعدوى مرة أخرى.

ولذلك فإن سبب الذعر الموجود لدى العالم، جاء نتيجة المعلومات الخاطئة والشائعات المنتشرة حول الفيروس، نظراً لكونه حديثاً ولا تتوافر معلومات كثيرة عنه.

كيفية انتقال الإصابة من الشخص المصاب إلى الشخص المعافى:

تنتقل الإصابة عن طريق العين والأنف والفم، عن طريق قيام أحد الأفراد المصابين بالعطس أو السعال ونتج عنه تلامس للرزاز وصل إلى أحد الأجهزة الثلاث السابق ذكرهم، أو عن طريق اتصال وثيق مع شخص مصاب، وملامسة الأسطح الملوثة أو عناصر الاستخدام الشخصي.

ولا ينتقل “كوفيد 19” من خلال الطعام، حيث لا يوجد دليل علمي على ذلك، كما هو الحال في الفيروسات المشابهة كالسارس وفيروس كورونا المرتبط بمتلازمة الشرق الأوسط التنفسية.

كما لا ينتقل الفيروس عن طريق الأطعمة المختلفة كالدجاج والبيض وغيره، ولكن يشير الخبراء إلى ضرورة طهو اللحوم جيداً.

كما لم يوجد دليل علمي عن دور “الثوم” في القضاء على الفيروس بحسب الخبراء؛ بينما من المرجح أن يقلص المناخ الدافئ والحرارة من ظهور “كوفيد19” 

وفيروس كورونا يمكن علاجه، من خلال الرعاية الطبية التي تقوم على معالجة الأعراض، وليس مسببات المرض من خلال لقاح محدد، حيث لم يتكتم الكشف عن علاج له بعد، ولكن يمكن مواجهته.

كيفية الوقاية ومواجهة تلك الأعراض:

الفرق بين أعراض البرد والإنفلونزا والإصابة بفيروس كورونا:

يرى الخبراء أنه إذا كنت تعاني من التهاب في الحلق فإنها غالباً تكون أعراض برد أكثر من كونها إنفلونزا أو كورونا، وتختلف الفترات الزمنية بين الإصابة بالمرض وظهور الأعراض، ففي حالة البرد تكون الفترة من 1-3 أيام، والإنفلونزا من 1- 4 أيام؛ بينما في كورونا يكون من 2-14 يوماً.

وتظهر الأعراض بشكل تدريجي في حالتي البرد وكورونا، بينما تكون الحالة الصحية شديدة الانحدار في حالة الإنفلونزا، وتستمر الأعراض في حالة البرد من 7-12 يوماً، والإنفلونزا من 3 -7 أيام، بينما تستمر أعراض كورونا في الحالات الخفيفة لمدة أسبوعان مع توفير الرعاية، وفي الحالات الحرجة تظل لمدة من 3 – 6 أسابيع.

وعن الأعراض العامة بين الأعراض الثلاث، فتظهر الحمى في حالتي الإنفلونزا وكورونا؛ بينما البرد يظهر أحياناً والذي يرتبط بوجود رشح في الأنف؛ بينما يظهر الرشح بشكل قليل في حالة كورونا.

ويعاني المصاب بالبرد من التهاب الحلق بينما يقل هذا العرض في حالة الإنفلونزا ونادر الحدوث مع أعراض كورونا، أما في حالة السعال فهو من أعراض كورونا والبرد ولا يوجد في حالة الإنفلونزا، وتتسبب الإنفلونزا في حدوث ألام في الجسد بينما لا تحدث في حالة الإصابة بالبرد، وقليلاً ما يحدث عند الإصابة بكورونا.

ويشعر مصاب كورونا بصعوبة في التنفس، بينما نادراً ما يصاحب ذلك العرض كل من الإنفلونزا والبرد.

ويوصي الخبراء بعدم اللجوء لإجراء اختبار فيروس كورونا التاجي في حالة السعال والعطس أو لمجرد الاطمئنان، ولكن يجب أن يقترن الفحص بتوصية من الطبيب المختص إذا ما كانت تقع ضمن دائرة حالات الاشتباه.

وهو الأمر الذي لا يمكن معاينته في المنزل، ويجب الذهاب للمعامل المختصة نظراً لكونه فيروس معدي لا يمكن للأماكن العادية القضاء عليه.

أعراض الإصابة بالمرض:

يمكن للفرد التشكك في إصابته بالمرض إذا شعر بالأعراض المتمثلة في “الحمى، والسعال وضيق التنفس”، وأن يكون لدى الفرد تاريخ سابق للسفر إلى المنطقة المصابة بالفيروس التاجي مثل “الصين وإيران وإيطاليا وكوريا”.

أو الاتصال الوثيق مع أحد هؤلاء الأفراد التي تظهر عليهم العلامات السابقة ،أو ممن لهم تاريخ سفر لتلك البلاد أو زيارة أماكن الحجر الصحي، ومختبرات الرعاية الصحية للمصابين.

من الممكن أن تكون تلك الأعراض مشابهة لحالات البرد العادية، وتظهر الأعراض في فترة من 2-14 يوماً، وشدة الأعراض تختلف من شخص لآخر، ولذلك فلا داعي للذعر عند ظهور بعض الأعراض المتمثلة في الحمى أو البرد أو التهاب الحلق.

دورة حياة الفيروس والأقنعة الواقية:

يستطيع الفيروس البقاء على قيد الحياة لمدة 8-10 ساعات على الأسطح (مثل الورق، الخشب غير المعالج ،الكرتون والاسفنج والنسيج) وأقل قليلاً من هذه المدة على الأسطح المصنوعة من الزجاج والبلاستيك والمعادن  والخشب المصقول).

وعن انتقال الفيروس عبر الحيوانات بشكل عام، وخاصة الحيوانات الأليفة، لمتثبت حالة حتى الآن انتقال الفيروس إلى الحيوانات أو عبرها، ولكن يوصى الأطباء بضرورة غسل اليدين بعد التعامل مع الحيوانات الأليفة تحسباً من وجود الفيروس عبر الفرو الخاص بهم.

وتعد الأقنعة الطبية المكونة من ثلاث طبقات ولا يوجد حاجة للأقنعة من نوع N-59، N-99

3 نصائح وخطوات لحماية أنفسنا من أجل إضعاف الفيروس (3 حماية)

واختتم دليل الحماية من الفيروس التوجيهات والنصائح، بثلاث خطوات للحماية الأساسية متمثلة في “حماية أنفسنا، وحماية عائلتنا وحماية مجتمعنا”، وذلك من خلال الحفاظ على غسل اليدين بالماء والصابون بشكل جيد ومستمر، وجود كحول أو منظف في حال عدم توافر الماء والصابون، تجنب ملامسة الأنف والعين والفم بأيدي متسخة، البقاء على بعد متر واحد على الأقل عن شخص مصاب بأعراض العطس والسعال، تجنب المصافحات باليد”.

ومن أجل حماية عائلتنا، ينبغي استخدام منديل عند العطس، والتخلص منه فوراً، وكذلك ارتداء قناع “ماسك” في حالة الشعور بتلك الأعراض، أو في حالة مصاحبة شخص مصاب بالمرض، وتجنب السفر وزيارة الأماكن المزدحمة.

ومن أجل حماية المجتمع ككل، على كل فرد تجنب إرسال معلومات غير دقيقة وغير موثقة من أفراد متخصصين لتجنب الذعر ونشر معلومات طبية خاطئة تفاقم الأزمة وتزيد الشائعات، وفي حالة الإحساس بتلك الأعراض المتمثلة في الحمى والسعال وصعوبة التنفس ينبغي إلزام المنزل وعدم الخروج، والاتصال بالجهات الطبية المتخصصة للحصول على الرعاية الصحية اللازمة.

+ posts

باحثة بالمرصد المصري

رحمة حسن

باحثة بالمرصد المصري

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى