
هل نجح العلماء في الوصول فعلياً للقاح لعلاج فيروس كورونا؟
عقب انتشار “فيروس كورونا” تسابق الجميع من حكومات وهيئات صحية وشركات أدوية وعلماء للبحث عن لقاح يوقف زحف فيروس كورونا المستجد المنتشر، فتناولت صحيفة “جيروزاليم بوست” الإسرائيلية في تقرير لها حول قيام علماء إسرائيليون بتطوير أول لقاح ضد فيروس كورونا الجديد، وفقاً لوزير العلوم والتكنولوجيا أوفير أكونيس، والذي بدوره أوضح أن اللقاح سيكون جاهزاً في غضون أسابيع قليلة ومتوفر خلال 90 يومًا على الأقل لإكمال العملية التنظيمية وربما الدخول إلى السوق إذا سارت الأمور كما مخطط لها.
وأعرب أكونيس عن ثقته في أن يكون هناك مزيد من التقدم نحو توفير استجابة مطلوبة للتهديد العالمي الخطير لـفيروس كورونا والمعروف بـ COVID-19″”.
وهي ليست المرة الأولى التي يتم الإعلان فيها عن اكتشاف لقاح لعلاج الفيروس، فقد أعلنت شركة “جريفيكس” وهي شركة متخصصة بالهندسة الوراثية في الولايات المتحدة عن الوصول للقاح، ونقلت شبكة “فوكس نيوز” الإخبارية عن الرئيس التنفيذي للشركة جون برايس إن الخطوة التالية قبل الحصول على موافقة بالتسويق له من السلطات الأميركية، ستكون اختباره على الحيوانات، وفي حال تمت الموافقة على اللقاح من جانب الحكومة الأميركية، فإن الشركة ستوزعه مجانا في بلدان أخرى بخلاف الولايات المتحدة، وأضاف أن الشركة استعانت بلقاحات ناقلات الفيروسات الغدية، التي تسبب أمراضا تشبه الذي ينقله الفيروس الخطير.
هذا إلى جانب إعلان شركة “موديرنا” للصناعات الدوائية بشحن أول دفعة من لقاح محتمل للبشر المصابين بفيروس كورونا الجديد، حيث تم تزويدها للباحثين الحكوميين بهدف إجراء الاختبارات على البشر، وذلك بعد 3 أشهر فقط من ظهور الفيروس وتحليل تسلسله الجينومي، وهو ما رفع من أسهم الشركة بشكل صاروخي عقب إعلان الشركة أنها أرسلت اللقاح المحتمل للفيروس إلى المعهد الوطني للحساسية والأمراض المعدية لاختباره في الولايات المتحدة.
كيف توصل علماء ميجال للقاح
أوضحت صحيفة”جورزاليم بوست” أن علماء معهد “ميجل MIGAL ” للأبحاث قام على مدار الأربع سنوات الماضية بتطوير لقاح ضد فيروس التهاب الشعب الهوائية المعدية (IBV)، والذي يسبب مرض انفلونزا الطيور، وقد أثبتت فعالية اللقاح في التجارب قبل السريرية التي أجريت في المعهد البيطري.
وصرح الدكتور تشن كاتز، رئيس مجموعة التكنولوجيا الحيوية أنهم كانوا يستهدفون في الأساس تطوير التكنولوجيا وليس تطوير لقاح لهذا النوع من الفيروسات، وأضاف إن “اللقاح يقوم بتكوين وإفراز بروتين كيميائي قابل للذوبان يقوم بتسليم المستضد الفيروسي إلى أنسجة مخاطية عن طريق استنشاق ذاتي نشط، مما يتسبب في تكوين الجسم لأجسام مضادة ضد الفيروس.”
وقال كاتز إنه بعد أن قام العلماء بتسلسل الحمض النووي لفيروس كورونا المنتشر عالمياً، قام باحثو MIGAL بفحصه ووجدوا أنه يتشابه وراثياً والفيروس الداجني، وأنه يستخدم نفس آلية العدوى؛ مما يزيد من احتمال الإصابة، وخلق لقاح بشري فعال في فترة قصيرة جدا من الوقت.
وقال أكونيس إنه أمر المدير العام لوزارته بتسريع جميع عمليات الموافقة بهدف جلب اللقاح البشري إلى الأسواق في أسرع وقت ممكن، وقال ديفيد زيجدون الرئيس التنفيذي للشركة، إنه بالنظر إلى الحاجة العالمية الملحة لقاح فيروس كورونا البشري، فإننا نبذل كل ما في وسعنا للإسراع بتنميته”، وقال إن اللقاح “يمكن أن يحصل على موافقة السلامة في 90 يومًا”.، مشيراً إلى أنه سيكون لقاحًا عن طريق الفم.
وقال: “إننا نجري حاليًا مناقشات مكثفة مع الشركاء المحتملين الذين يمكن أن يساعدوا في تسريع مرحلة التجارب الداخلية والإسراع في إكمال تطوير المنتج النهائي والأنشطة التنظيمية”.
منظمة الصحة العالمية ومواجهة الفيروس
نشرت منظمة الصحة العالمية على موقعها الرسمي إنه في يوم 31 ديسمبر 2019، تم الإعلان عن ظهور مجموعة التهابات رئوية مجهولة الأسباب بمدينة ووهان التابعة لمقاطعة هوبى الصينية، وأعلنت السلطات الصينية يوم 9 ينايرأن سبب هذه الالتهابات الفيروسية حُدّد مبدئياً بوصفه نوعاً جديداً من فيروسات كورونا يختلف عن أي نوع آخر من فيروسات كورونا البشرية التي كشف عنها حتى الآن.
وأوضحت المنظمة أنه لايوجد حالياً أي لقاح أو علاج محدد، والعلاج المتاح هو علاج داعم ويعتمد على حالة المريض السريرية.
واجتمع كبار خبراء الصحة من شتى أنحاء العالم في مقر منظمة الصحة العالمية في جنيف من أجل تقييم المستوى الراهن للمعارف بشأن مرض فيروس كورونا الجديد (كوفيد-19)، وتحديد الثغرات القائمة، والعمل من أجل تسريع وتمويل الأبحاث اللازمة على سبيل الأولوية لوقف هذه الفاشية والتأهب لأي فاشيات أخرى قد تحدث في المستقبل.
واستضيف الاجتماع بالتعاون مع الشبكة العالمية للتعاون في البحوث المتعلقة بالتأهب لمواجهة الأمراض المعدية (GloPID-R ) وضمّ أبرز جهات تمويل الأبحاث وأكثر من 300 عالم وباحث من مختلف التخصصات، حيث ناقشوا جميع جوانب الفيروس وسبل مكافحتها.
وفي سياق متصل، نشرت منظمة الأمم المتحدة أن العدد التراكمي للحالات المصابة بفيروس كورونا المستجد خارج الصين، 2،074 حالة في 28 دولة و23 وفاة وفق أحدث معطيات لمنظمة الصحة العالمية حتى تاريخ 24 فبراير 2020.
كما أصدرتا منظمتي الصحة العالمية والسياحة العالمية بياناً مشتركاً أوضحا فيه التعاون الوثيق والقائم على المسئولية الدولية، مشيرة إلى استعدادهما للعمل الوثيق مع كافة المجتمعات والبلدان المتضررة جراء الطارئة الصحية الحالية، وأن تطبيق أي قيود على السفر يتجاوز نطاق التوصيات الحالية والذي من شأنه أن يسبب تدخلاً غير ضروري في حركة السفر الدولية، بما ينطوي عليه ذلك من انعكاسات سلبية على قطاع السياحة.
باحثة بالمرصد المصري