الصحافة المصرية

رفض قاطع .. مبارك ومحاولات الولايات المتحدة إقامة قاعدة عسكرية في مصر

كثيراً ما مثل الموقع الجغرافي المميز لمصر في مركز وقلب المنطقة العربية وصراعاتها، إشرافها علي أهم الممرات البحرية، وإطلالتها علي مسطحين مائيين هامين علي صعيد الاستراتيجية الإقليمية وخطط الانتشار والتوزيع العسكري للقوي الدولية؛ هدفاً مغرياً لتلك القوي من منظور خطط التعبئة والانتشار وخريطة القواعد العسكرية. ومنذ أن خطت مصر طريقها في الجمهورية الأولي، في خمسينيات القرن المنصرم، تلقت عروضاً من القوتين العظيمين في العالم آنذاك الاتحاد السوفيتي والولايات المتحدة الامريكية لإنشاء قواعد عسكرية. فكان اقتراب مصر من المحور الشرقي وقتها، وتلاقي التطلعات الآيديولوجية للقاهرة وموسكو، محفزاً لتعاون عسكري واستخباراتي كبير أفرز عن تواجد روسي ارتكز حول عمل مستشارين عسكريين وأطقم فنية. حتي قام الرئيس السادات بطردهم في العام 1972. ومنذ ذلك الوقت وخاصة بعد حرب أكتوبر وتوقيع اتفاقية كامب ديفيد، عرضت الولايات المتحدة بطرق تتفاوت بين المباشرة وعبر وسطاء، إقامة قاعدة عسكرية لها في البلاد المصرية.

وصلت تلك المحاولات لذروتها أواخر ثمانينات القرن المنصرم، حيث أعلن الرئيس الراحل حسني مبارك في حوار نقلته رويترز عن جريدة الوطن المصرية في يونيو 2013، أنه رفض مراراً وتكراراً الطلبات الأمريكية الرامية لإقامة قاعدة عسكرية في البلاد.

وأضاف الرئيس الراحل في حديثه كما نقلت رويترز: ” أن الامريكيين “كانوا عايزين قواعد بأي تمن“ وأن واشنطن طلبت أكثر من مرة قواعد في غرب القاهرة وبرج العرب قرب الاسكندرية وأنه خلال زيارة رسمية للولايات المتحدة التقى وزير الدفاع الامريكي وأخبره بذلك.

ورد مبارك قائلا ”الدستور المصري لا يسمح بذلك. هذا الامر يحتاج موافقة البرلمان المصري وحتى لو وافق البرلمان لازم استفتاء شعبي وقفلت الموضوع عليهم.“

تجدر الإشارة أن موقع مصر يمثل أقرب نقطة لجميع نقاط التواجد العسكري الأمريكي خارج الحدود، بقياس حساب المسافات بين كل نقط وأخري. ما جعل المحاولات الأمريكية تتجدد مرة أخري ما بين عامي 2006 – 2007.

تردد (إف – إم) للقاهرة الكبرى

حيث أضاف مبارك في حديثه: ” جاءني السفير الامريكي وقال اديني تردد (اف.ام) لأنهم في واشنطن حاجزين 270 مليون دولار عن المعونة لمصر بسبب الموضوع ده فقلت له خليهم عندكم… مش عايزينهم ورفضت وبعدها بخمسة عشر يوما أرسلوا المئتين وسبعين مليون دولار… طبعا كانوا عايزين تردد (اف.ام) علشان التجسس ومراقبة كل شيء.“

تخزين لواء مدرع

بدوره أكد اللواء سمير فرج، المدير السابق لإدارة الشؤون المعنوية بالقوات المسلحة في حوار تلفزيوني ما صرح به الرئيس المصري الراحل حسني مبارك، وقال أن الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك لم يوافق على إقامة أي قاعدة عسكرية أمريكية في مصر، متابعًا أنه حينما قدمت أمريكا طلبًا بتخزين لواء مدرع في مطارب غرب القاهرة، قُبِلَ بالرفض التام.

كما تجدر الإشارة أن الولايات المتحدة حاولت لاحقاً مع الرئيس الراحل حسني مبارك إقامة شبكة ربط إلكترونية للجيش المصري لكنه رفض تخوفاً من الاختراق الأمريكي والإسرائيلي لها.

+ posts

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى