
“منظومة الرعاية الصحية”.. جهود مستمرة ورؤية حكومية متكاملة

استعدادات تجري على قدم وساق، للتحضير واستعراض الموازنات المقترحة للوزارات المختلفة، وكان للموازنة المقترحة لوزارة الصحة شأن مختلف هذا العام والتي لطالما عانت من انخفاض المخصصات المالية للوزارة.
فمن المقرر أن تشهد موازنة وزارة الصحة عن العام المالي 2020/2021 زيادة بنسبة 100% وهذا مقارنة بمخصصات موازنة العام المالي الجاري، وقد تكون هي الموازنة الأكبر في تاريخ وزارة الصحة.
ميزانية مضاعفة لمشروعات عملاقة

صحة المواطن على رأس أولويات الدولة وقياداتها، وهو ما تم ترجمته الآن إلى زيادة مخصصات موازنة العام المالي 2020/2021 بنسبة 100%، على أن يتم تخصيص 5 مليارات جنيه لمبادرات حضّانات الأطفال، والاهتمام بالرعاية المركزة، والطوارئ بالمستشفيات بموازنة العام المقبل. ومن المقترح أن تقسم الاعتمادات لتغطية عدة جوانب، أهمها:
- البرامج الصحية، وتشمل: البرامج العلاجية، وبرامج الرعاية الأساسية، البرامج الوقائية، وبرنامج الخدمات المساعدة، وبرنامج السكان وتنظيم الأسرة.
- تطوير المستشفيات العلاجية: ويضم تطوير 35 مركزا تابعا لأمانة المراكز الطبية، وتطوير 122 مستشفىً علاجياً، وتطوير 17 مستشفى نفسية، وكذلك تطوير 8 عيادات جراحات اليوم الواحد، وتطوير 5 مستشفيات، وتطوير أقسام الرعاية الحرجة والعاجلة بالمستشفيات.
- إكمال مشروعات جاري تنفيذها، مثل: مشروع المرحلة الأولى من التأمين الصحي الشامل، والمشروع القومي للمستشفيات النموذجية. وأيضا مشروع فصل البلازما، ومبادرة حياة كريمة (القرى الأكثر احتياجاً).
- استكمال تنفيذ المبادرات الرئاسية: مبادرة الكشف عن فيروس سي لطلبة المدارس والجامعات، ومبادرة الكشف عن أمراض سوء التغذية عند الأطفال ( الأنيميا والتقزم والسمنة)، ومبادرة صحة المرأة المصرية، ومبادرة الكشف المبكر عن الاعتلال الكلوي، ومبادرة الكشف المبكر عن ضعف السمع عند حديثي الولادة. وأيضا مبادرة صحة الأمهات الحوامل للكشف عن الأمراض المنتقلة للجنين، ومبادرة القضاء على قوائم الانتظار، وبرنامج الرعايات المركزة والحضّانات وتطوير أقسام الطوارئ.
تكملة سلسلة الإنجازات
تعد هذه المشروعات المقترح تنفيذها خلال العام المالي 2020/2021 حلقة في سلسلة من المبادرات والمشروعات التي تم بدء تنفيذها بالفعل على مدار سنوات، ومن أهمها:

تعد مبادرة “100 مليون صحة”: والتي تم إطلاقها في أكتوبر 2018، لضمان خلو مصر من فيروس سي. وانبثق تحت مظلتها عدة حملات أخرى، بل امتدت لتشمل بعض دول القرن الافريقي، وحظت على إشادات دولية منها منظمة الصحة العالمية، حيث أكد دكتور تيدروس أدهانوم، مدير عام منظمة الصحة العالمية، أنها أكبر مبادرة تنفذها دولة في العالم بمفردها على عدة أمراض أبرزها فيروس سي، وأن تلك المبادرات لم تحقق نجاحًا على مستوى دولة مصر فقط ولكن على مستوى العالم أجمع.
- حملة القضاء على فيروس سي والكشف عن الأمراض غير السارية:
- كان صافرة الإنذار بوصول معدل انتشار الالتهاب الكبدي الفيروسي (سي) طبقا للمسح الصحي السكاني عام 2008 في الفئة العمرية من 15: 59 إلى « 9.8% »، فضلا عن ارتفاع تكلفة العلاج وعدم وجود حصر تم خلالها، فجاءت توجيهات السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي بإطلاق مبادرة 100 مليون صحة للقضاء على فيروس سي، وتم من خلالها فحص 49 مليون و927 ألفًا و489 مواطنًا مصريًا، وتم صرف العلاج بالمجان لـ 1,1 مليون مريض ممن ثبت إصابتهم بفيروس سي وأثبتت التحاليل صلاحية تلقيهم للعلاج.
- كما تم توسيع نطاق المبادرة لتشمل طلاب المدارس حيث تم فحص 3 ملايين و29 ألفًا و327 طالبًا من طلاب المرحلة الثانوية بالمدارس، في الفترة من شهر ديسمبر عام 2018 وحتى إبريل عام2019، كما تم مسح 3 مليون و780 ألفًا و435 طالبًا بالمرحلة الإعدادية في الفترة من مارس 2019 حتى مايو 2019، كما شملت المبادرة مسح طلاب الصف الأول الإعدادي للعام الدراسي 2019/2020، حيث تم فحص مليون و439 ألفًا و900 طالب. وتم صرف العلاج بالمجان لمن ثبت إصابتهم بفيروس سي وأثبتت التحاليل صلاحية تلقيهم العلاج.
- ولم تقتصر المبادرة على المصريين فقط بل شملت مسح الأجانب من ضيوف مصر المقيمين من غير المصريين، حيث تم فحص 68 ألفًا و641 مقيم وتقديم العلاج بالمجان لمن ثبتت إصابته.
- حملة الكشف عن أمراض السمنة والأنيميا والتقزم: وهي إحدى حملات مبادرة “100 مليون صحة”، انطلقت بالتوازي مع حملة فيروس سي في نوفمبر عام 2018 وتمكنت من فحص 9.7 مليون، وتم صرف علاج الأنيميا بالمجان، بالإضافة إلى التوعية وصرف العلاج للأطفال ضد السمنة والنحافة.
- حملة “صحتنا في أسلوب حياتنا“: دعم الحياة الصحية والتوعية بأسلوب التغذية الصحية السليمة تحت شعار “100 مليون صحة”.
- حملة الإقلاع عن التدخين: انطلقت أولى فعاليتها في شهر أغسطس الماضي من خلال تخصيص 30 عيادة للإقلاع عن التدخين منتشرة بمحافظات الجمهورية كافة.
مبادرة اكتشاف وعلاج ضعف وفقدان السمع للأطفال حديثي الولادة: انطلقت المبادرة في سبتمبر عام 2019، حيث تم فحص 243 ألفًا و697 طفلًا حتى يناير الماضي.
مبادرة نور حياة: للكشف عن مسببات ضعف البصر والعمل على علاجها، بتكلفة مليار جنيه، وتستهدف إجراء الكشف الطبي لنحو مليوني مواطن، والكشف المبكر لنحو 5 ملايين تلميذ بالمرحلة الابتدائية في المدارس الحكومية، على 3 مراحل وتوفير مليون نظارة طبية مجانًا للتلاميذ المتوقع اكتشاف اصابتهم حيث تتراوح نسبة الإصابة بين 10 و20 %. وتم إجراء الكشف الطبي على نحو 630 ألف تلميذ، وتوفير 67 ألف نظارة طبية للتلاميذ المكتشف إصابتهم خلال الكشف الطبي مجانًا
مبادرة صحة المرأة المصرية: والتي تستهدف تقديم التوعية والكشف عن أمراض سرطان الثدي والسكري والضغط والسمنة لأكثر من 30 مليون امرأة، حيث تم فحص وتقديم التوعية لحوالي 4.5 مليون امرأة منذ إطلاق المبادرة في شهر يوليو الماضي.
مبادرة انهاء قوائم الانتظار: انطلقت في بداية يوليو 2018، وتم الانتهاء من إجراء 360 ألف عملية جراحية حتى الآن، من خلال أكثر من 300 مستشفى، في 11 تخصص تشملها المبادرة، وهي القسطرة القلبية، والقلب المفتوح، وجراحة المفاصل، وجراحة المخ والأعصاب، وجراحة الأورام، وجراحة العيون، وزراعة القوقعة، وزراعة الكلى، وزراعة الكبد، بالإضافة إلى تخصصي القساطر المخية والقساطر الطرفية.
مبادرات تنظيم الأسرة: تم تقديم خدمات تنظيم الأسرة والصحة الإنجابية لـ21 مليون و944 ألف و431 مترددة خلال العام الماضي، ضمن خطة الدولة لخفض معدلات الزيادة السكانية.
وكان ذلك على المستوى الخدمي، فعلى المستوى الفني والطبي فقد حرصت الوزارة على تدريب كوادرها من الأطباء والممرضين لتحسين مستوى وكفاءة الخدمات المقدمة للمواطنين، تم توقيع مذكرة تفاهم بين كل من الزمالة المصرية التابعة لوزارة الصحة والسكان، وقسم الدراسات العليا للتعليم الطبي بكلية طب جامعة هارفارد الأمريكية، لمدة ثلاث سنوات، وتشمل التدريب على كل من الأبحاث الطبية الإكلينيكية وطرق التعليم الطبي المهني، حيث سيتم تدريب 200 طبيب في كل دورة لمدة 9 أشهر، وزيادة عدد الدفعات إلى 3 دفعات في السنة بسعة تدريب 800 مدرباً.
كما تم تدريب 100 طبيباً بالمملكة المتحدة، على تخصص طب الأسرة من العاملين في محافظات المرحلة الأولى بالتأمين الصحي الشامل. كما تمت الموافقة على فتح 27 مدرسة تمريض ومعهد فني بـ14 محافظة، كذلك الموافقة على إضافة 23 فصل دراسي بـ9 محافظات لتحقيق كفاية عددية من عناصر التمريض المدربة.
كما لم يتم إغفال الضلع الثالث من أضلاع الرعاية الطبية وهو تطوير المنشئات الطبية، فقد تم تطوير 14 منشأة طبية تابعة لهيئة المستشفيات والمعاهد التعليمية، كما تم تجهيز 11 مستشفى من أصل 30 مستشفى على مستوى الجمهورية في إطار مشروع تجهيز المستشفيات النموذجية خلال عام 2019، حيث تم الانتهاء من مستشفى دار الشفاء و15 مايو بمحافظة القاهرة، ومستشفى العجوزة بالجيزة، ومستشفى شرم الشيخ الدولي بجنوب سيناء، ومستشفى العجمي بالإسكندرية، ومستشفى بئر العبد بشمال سيناء، ومستشفى دمنهور التعليمي البحيرة، ومستشفى أرمنت بالأقصر، ومستشفى أسوان التخصصي بأسوان، ومستشفى العلمين بمطروح، ومستشفى الزهور ببورسعيد.
كما تم إدخال 300 سيارة إسعاف مجهزة طبيًا، بالإضافة إلى 2 لانش سريع للإسعاف النهري، كما تم تطوير 48 وحدة إسعافية بالمحافظات المختلفة خلال العام المنصرم.
وجاري تجهيز خطة إنتاج الأنسولين الأقلام خلال العام الحالي، حيث يتم تصنيع الأنسولين محليًا بالإضافة إلى البدء في التصنيع المحلي لأدوية العلاج الكيماوي للأورام بأنواعه، وكذلك قطرات العيون، من خلال شركة أكديما الصناعات الدوائية.
بينما خلال الفترة من 2014 وحتى عام 2018، فقد تم إنشاء وتطوير 67 مستشفى و 44 مركزا متخصصا لأمراض النساء والتوليد والأطفال بجميع قطاعات وهيئات وزارة الصحة خلال الأعوام المالية من 2015 وحتى 2018 بتكلفة اجمالية بلغت 9.2 مليار ، وزيادة عدد أسرة الرعاية المركزة من 1968 سريرا إلى 5144 سريرا بواقع 161% ، وزيادة الحضانات من 2269 حضانة إلى 5046 حضانة بواقع زيادة 122% ، بالإضافة إلى إنشاء عدد 8 مراكز طوارئ جديدة ، وزيادة عدد سيارات الإسعاف المجهزة من 2058 سيارة إلى 2833 سيارة بواقع زيادة بنسبة 40% ، وزيادة عدد الحضانات المتنقلة من 50 إلى 95 حضانة بواقع زيادة بنسبة 95%. وتطوير مستشفى سمنود المركزي الجديدة، بمركز سمنود، في الغربية، بتكلفة إجمالية 115 مليون جنيه
كما تم تجهيز وتشغيل عدد 1315 سيارة إسعاف بأجهزة التتبع بالقمر الصناعي بواقع نسبة 46% من إجمالي عدد السيارات. كما تم زيادة عدد نقاط الاسعاف من 1100 نقطة عام 2014 إلى 1374 نقطة عام 2017، بواقع زيادة بنسبة 25% بالإضافة إلى تطوير عدد 4 مراكز اسعاف رئيسية، وزيادة عدد الخدمات الاسعافية المقدمة من 1.1 مليون خدمة عام 2013-2014 إلى 1.5 مليون خدمة عام 2016-2017 بواقع زيادة بنسبة 40%.
بدء تنفيذ مشروع جمع وتصنيع مشتقات البلازما بتكلفة إجمالية تقديرية بحوالي 6 مليارات جنيه ويستهدف تجميع 1000 طن بلازما سنويا لتغطية احتياجات السوق المصري بالكامل وتصدير الباقي خارجيا. كذلك دعم شركة “أكديما” بمبلغ 140 مليون جنيه، لدعم نواقص الدواء فى مصر، ليصبح إجمالي المخزون المالي الاستراتيجي 300 مليون جنيه.
حلم طال انتظاره
«إيمانًا منا بحق كل مواطن في الرعاية الصحية المتكاملة وفقًا لأعلى معايير الجودة، وتحقيقًا لحلم طال انتظاره، ومن أجل مستقبل يستحقه أبناء هذا الوطن العظيم، وانطلاقًا من محافظة بورسعيد الباسلة، أعلن إطلاق منظومة التأمين الصحي الشامل». بهذه الكلمات أعطى السيد الرئيس إشارة إطلاق منظومة التأمين الصحي في 26 نوفمبر 2019 رسميًا، في جميع أنحاء الجمهورية.

وهي عبارة عن نظام تكافلي اجتماعي، تقدم من خلاله خدمات طبية ذات جودة عالية لجميع فئات المجتمع دون تمييز، وتتكفل الدولة من خلال تلك المنظومة بغير القادرين، وتكون الأسرة هي وحدة التغطية. تعمل على تقليل الإنفاق الشخصي من المواطنين على الخدمات الصحية والحد من الفقر بسبب المرض، وتساهم في تسعير الخدمات الطبية بطريقة عادلة. وتغطي المنظومة جميع الخدمات الطبية للمنتفعين والخاضعين لها.
صحة افريقيا في قلب مصر

لم يقتصر اهتمام الرئيس السيسي بالصحة على حدود الدولة المصرية بل امتدت للقرن الافريقي، فتزامنًا مع رئاسة مصر للاتحاد الأفريقي عام 2019، أطلق الرئيس عبد الفتاح السيسي، مبادرة علاج مليون أفريقي من فيروس سي في عدد من الدول الأفريقية الصديقة لدعم تلك الدول في مسح وعلاج مواطنيها ونقل تجربة مصر الرائدة”100 مليون صحة” للقضاء على فيروس سي والكشف عن الأمراض غير السارية. كما تم تدريب الكوادر الطبية الافريقية على نموذج إجراء المسح الطبي للفيروسات الكبدية. وقد تم إيفاد عدد من القوافل الطبية لمبادرة الرئيس لعلاج مليون أفريقي من فيرس سي بدولتي تشاد وجنوب السودان.
كما تم عمل عدة زيارات تفقدية لعدد من الدول الأفريقية منها تشاد وإريتريا للوقوف على الوضع الصحي وتحديد الاحتياجات على أرض الواقع، كما تم إرسال شحنات من الأدوية الأساسية والمستلزمات الطبية إلى بعض الدول مثل إريتريا والسودان، لافتة إلى أنه تم إرسال قوافل طبية في مجال العيون لقياس قوة الإبصار لألفين من الأطفال والبالغين، في إريتريا؛ لعمل نظارات طبية، وقوافل أخرى تدريبية للصومال في مجالات الأمومة والطفولة وطب الطوارئ والخدمات الاسعافية.
باحث أول بالمرصد المصري